أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليلى الصفدي - هايل.. لماذا شيعتنا وبقيت..؟!














المزيد.....

هايل.. لماذا شيعتنا وبقيت..؟!


ليلى الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:34
المحور: حقوق الانسان
    


هذا هو اليوم الرابع لرحيلك هايل، ومازلنا نجمع شتات أجسادنا وذاكرتنا ونلملم كلماتنا البائسة، نبحث في فراغها عن شيء تستحقه.
وحدك كنت صارخ المعالم، قويا.. جريئا.. صلبا..حنونا..عظيما..حتى وأنت مسجى بيننا.
بينما كنا اقرب إلى الموت وننتظر.. كنت هايل اقرب إلى الحياة وتتأمل.
سامحنا هايل ...فنحن قتلناك بتخاذلنا عشرين عاما، عشرون عاما ونحن ننتظر، يتنازعنا الاحتلال وأوطان قاسية.
ننتظر..... وسنواتك العشرون تمضي، لم تؤلمنا تفاصيل الوقت قبلا، فزمن الوهم يمضي سريعاً.
سامحنا لأننا نثور وننفعل ونذرف الدموع، ولكنا سرعان ما نهدأ ونعود لحياتنا الفارغة ونبحث عن الجدوى، ولا نعرف أننا كنا قريبين منها، ولسنا بهذا إلا أشباحا تهرب وتقارع الشكوى وتتغنى بالندب.
هايل حسين أبو زيد من مواليد عام 1968، أسس مع عدد من رفاقه (غالبيتهم من الأسرى حالياً) حركة المقاومة السرية في عام 1983، حيث ساهموا في مقاومة المحتل، من خلال العمل الجماهيري والعسكري، وقد نفذوا العديد من العمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية، المنتشرة على ارض الجولان المحتل. ألقي القبض عليه في 18-08-1985، وتعرض إلى تعذيب وحشي من قبل المخابرات الإسرائيلية. وقد حكم بالسجن مدة 27 عام وهو لم يزل تحت سن 18 .
مرت على هايل أيام سوداء ومؤلمة، فإضافة إلى ظروف الاعتقال السيئة فقد عانى من ظروف صحية قاسية في فترة السجن، وقد توفي والده أثناء فترة الاعتقال ولم تسمح له السلطات الإسرائيلية بإلقاء نظرة الوداع الأخير عليه، وقد عانى من هبوط حاد في القدرة على الرؤية، وأجريت له عدة عمليات جراحية، ولكنها لم تكن بالمستوى المطلوب، وقد آلت حالته أخيرا إلى أن يصاب بمرض اللوكيميا والذي اضطرت على إثره سلطات الاحتلال لإطلاق سراحه بعد مماطلة ومحاكم ولجان.
توفي هايل بعد ستة شهور من خروجه من المعتقل 7 / 7 / 2005 ، وشيع إلى مثواه الأخير في مجدل شمس في اليوم التالي..
هايل برحيلك استنفذنا كل أحزاننا وأحزان أيامنا القادمة، صار لابد أن نتجاوز دموعنا قليلا ونقول كلمتنا، على ما يبدو لا نملك غيرها في زمن فضائيات الصوت والصورة، لا صور جميلة لدينا تزين صدر الفضائيات ولا رقص ولا غناء، حتى أفراحنا ممزوجة بالبكاء، لذا سنتكلم لا بل سنصرخ ونخبر من فاتهم الخبر: "أننا اثنا عشر أسيرا أمضينا عمرنا وشبابنا في سجون الاحتلال ننتظر والوقت يمضي، فها أنا أسجل يومي 7220، وآخر 3798 .......، هل لأيامنا وساعاتنا وقع على مسامعكم، والآن صرنا احد عشر أسيرا وشهيدا هل نستحق إصغاء أكثر، هل لديكم مشكلة في تسمية مدارسكم ومرافقكم؟؟ هل نحتاج للمزيد من الشهداء لهذه الغاية"؟!
هايل سأتكلم لأضع نقاطي على حروفهم الخرساء علها تنطق وعلهم يسمعون، أتذكر الآن بحرقة الوزيرة السورية المثقفة بثينة شعبان عندما سألوها عن أسرانا، تجاهلت السؤال وكأن لا علم لها بالأسرى او حتى بالجولان، استغرب لهذا.. بل استهجن فالعيون الساهرة في الوطن لا تخفى عليها شاردة وشغلها الشاغل مراقبة الأحرار وتقصيهم، كيف لم تلمحك يا هايل أنت ورفاقك، او أنها لا تجرؤ للنظر خلف الحدود.
هايل لا حاجة لإضافة كلمة بعدك، ولا للثرثرة الفارغة ولا لكتابة إنشاء جميل يصف بطولاتك وصمودك، فقط هي كلمة لنخبرهم انه في هذه الأرض الطيبة ولد بطل لأهل أبطال ومكافحين أمضى جسده سنواته العشرين خلف القضبان لكن روحه كانت دائما حرة وكلماته كانت تعانق ضعفنا وتقويه، وبعد عشرين عاما من الأسر كان المرض ارحم به من المحتل وللأسف من الوطن ليطلقه حرا بعد أن قايضه على ما تبقى من الحياة.
هايل حتى وأنت على فراشك الأخير كنت أقوى منا، كنت اقرب للحياة وكنا اقرب للموت.
لماذا شيعتنا هايل وبقيت...؟.



#ليلى_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الزيارة / تقرير حول المعاناة الإنسانية لأهالي الجولان ال ...
- ديزني! الملعب الوحيد لأطفالنا 24 ساعة من أفلام الكرتون كيف ت ...
- العنف ضد النساء لمن تلتجيء المرأة المعنفة؟؟؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعرب عن الفزع من تصاعد العنف في الفاشر بالسودا ...
- برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون ...
- نشطاء حقوق الإنسان يطالبون وزارة العدل الأمريكية بإسقاط الته ...
- قبرص: 8 دول أوروبية تؤيد خطة لإعادة اللاجئين السوريين
- ثماني دول بالاتحاد الأوروبي تدعم إعادة اللاجئين السوريين
- قبرص تقود تحركا أوروبيا لإعادة اللاجئين السوريين لبلادهم
- الأمم المتحدة تحيي ذكرى النكبة الفلسطينية للعام الثاني على ا ...
- قبرص ضمن 8 دول أوروبية تدعم خطة لإعادة اللاجئين السوريين
- جنود إسرائيليون يواصلون نشر لقطات مسيئة لاعتقال فلسطينيين رغ ...
- الأونروا تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب عملية ر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليلى الصفدي - هايل.. لماذا شيعتنا وبقيت..؟!