أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عثمان أبو غربية - رسالة الحسن الأخير














المزيد.....

رسالة الحسن الأخير


عثمان أبو غربية

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 01:43
المحور: الادب والفن
    


رسالة الحسن الأخير
شعر : اللواء عثمان ابوغربية

أبتي
آه من ظلمة الروح
من شدِّةٍ في المضي وحيداً
ومن غدر نوء البحار وجرح القدرْ

يا أبي
جيشنا اخترقته الثعالب
والماكرون
سنمضي الى كربلاء
بأي السيوف وأي القبائلِ
والقاتلينْ،
وكل الخيانة والخائنينْ
نقاتلُ او ننتصرْ؟!

يا أبي
حيرتنا الزوابعُ
فالريحُ رمليةٌ
هل هو الموت نحياهُ؟
أم أنها الروحُ تنهضُ
ترسم لون الحياة ولون القدرْ!
نحن نمضي الى كربلاء الكبيرةِ
لا نعرف الفرق بين الربيع وبين البلاءُ
ضيعتنا الغمامةُ بين الظلام وبين القمرْ
قسّمتنا المرارةُ بين الطغاة وبين الغزاةْ
بأي السيوف نقسم باقي المقسم
أو ننتحرْ؟!

يا أبي
جيشنا مزقتهُ المتاهةُ
غيرَّ كلَّ اتجاهاتهِ ،
أوقعتنا المكائدُ،
لم ندرك الخطةَ الغادرهْ
أُعطي السيف للقبضة الخائرهْ
ولمن لا يفرق بين موتين مختلفين
فلا سيف إلآك يا أبتي
لم نجد لغةً للكلامِ
وللذاكرهْ
لم نعد نفرقُ بين الرياحِ
وبين المطرْ

يا علي
يا شموخ العربْ
ليس للحر
غير دليل الغضبْ
كذب المسعفون علينا
وراحوا يصبون ناراً على الزيتْ
كانوا لصوصاً بأقنعةِ المصلحينْ
كانوا غزاةً
مزورةٌ ادعاءاتهم
يخدعون القبائلَ والصامتينْ
وشح البصرْ
ينفذون من الجرحِ
او يشربون الدماءَ ونفطَ الرمالْ
وإرثَ الحجر
أذهلتنا الوقائعُ
لا سيف إلا يحيرُنا
كم أرى خارجياً هنا
وضغيناً هناك
يحاولُ منا الظفرْ

أبتي
لم يعد غير سيفي على نصلهِ أستندْ
وسأمضي وحيداً الى كربلاءْ
أضيءُ سراجاً وسرجاً أشَدْ
لا أطيق الركون الى الصبرِ
والانتظارْ
والى الاختفاءِ
وراءَ نزاهةِ صدق القرارْ
او الاكتفاء
بظلِّ الهوامش مما يتاحْ
ورونق ورد الجنائز والاحتضارْ
ورفعة مجد الضجرْ

يا علي
لم يعد في الخيال سوى ظلمة الكوفةِ النائيةِ
وجراحُ الحنين الى سَفَرٍ في الحجازْ
وصبراً لمن ضجروا صبرهم
إنها القدس تختصرُ الموتَ قبل الحياةْ
وتعلمُ أن الثباتَ طريق الرباطّ
وأن العزيمة اقوى من السيف قبل الجسدْ
انها الحرب ترقى على جمر آتي الشررْ
انها الحرب تمضي الى حيث انت مضيتْ
ولا تنتهي في رماد الجهاتْ
فيا أيها الحسن المنتقى
لا تقف حائراً بين موتِ وموتْ
وتواري الصدى ماتخبئه العاتياتْ
وراء بوحٍ وصمتْ
فقد سكن الشكُّ في عدم الحائرينْ
لذلك كان الندمْ
سكن الوقت في أمل الصانعينْ
لذلك كان اليقينْ
ونارُ الموانيء لم تنتظرْ،
لم تعد خائفهْ
قف لكي تتحدى الهزيمة والاندثارْ
فليس سوى ان تكرّسَ سرَّك للعاصفهْ
بين ظلٍّ وجمرْ
وليس سوى ان تجيد عبورَ المدى
بين بحرٍ وبرْ






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا
- مقتل الفنان المصري سعيد مختار في مشاجرة
- الفرنسي فارس زيام يحقق فوزه السادس في بطولة الفنون القتالية ...
- الفيلم التونسي -سماء بلا أرض- يحصد النجمة الذهبية بالمهرجان ...
- الممثل بورتش كومبتلي أوغلو قلق على حياته بسبب -بوران- في -ال ...
- -أزرق المايا-: لغز الصبغة التي أُعيد ابتكارها بعد قرنين من ض ...
- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عثمان أبو غربية - رسالة الحسن الأخير