أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين شامان الصافي - رحلتي مع الفن السابع















المزيد.....

رحلتي مع الفن السابع


حسين شامان الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 21:56
المحور: سيرة ذاتية
    


السينما هذا الفن الجميل الاخاذ او الفن السابع كما اطلق عليها الناقد السينمائي الفرنسي الايطالي الاصل (ريتشيوتو كانودو) , والذي يعتبر ان العماره والموسيقى هي اعظم الفنون مع مكملاتهما من فنون الرسم , النحت ,الشعر والرقص حسب تصنيف قدماء الاغريق,وبرأيه ان السينما تجمل وتضم وتجمع تلك الفنون السته ,اوانها الفن التشكيلي في حركة .
ان السينما ذلك الشعاع الذي يتدفق من فتحه في حجره والتي انظر اليها دائما بانبهار من فوق رأسي وطالما ماكنت اراقب هذا الشعاع المنطلق في الظلام بشغف كبير والذي ينعكس على شاشه بيضاء كبيره , عالم خيالي امتلكه وحدي في هذا الظلام ولا يشاركني به احد .
بدأت حكايتي مع الفن السابع في بدايه الستينات عندما كنت طفلا صغيرا في مدينتي الناصريه والتي كانت تضم صالتان للعروض الشتويه وهي الاندلس والبطحاء وثلاث صالات للعروض الصيفيه وهي الاندلس , البطحاء والشعب والاخيره سرعان ما اغلقت لتبقى هاتين الصالتين للعروض الشتويه والصيفيه واصبحت جزءا من تاريخ المدينه وحديث ابناءها وكانت ملصقات الافلام تعرض في شارع السراي بلوحه كبيره متحركه تضم لقطات من الافلام المعروضه في الصالات , وكانت الاعلانات الملونه الخاصه بالافلام المعروضه ترمى من خلف عربه يجرها حصان ويجلس بجوار الحادي منادي يعلن بصوته الجهوري عن الفيلم بينما تستمر العربة بتطواف شوارع المدينه الرئيسية, وكنا نلتقط هذه الاعلانات بعد جرينا خلف هذه العربه وكان لكل منا البومه الخاص الذي يضم عدد من الاعلانات حيث نتبادل الاعلانات فيما بيننا .
كانت السينما انذاك لاتعني لي غير متعه الايقاع والحركه والانبهار بافلام رعاه البقر (الكاوبوي) كأفلام جون وين ,الن لاد ,كيرك دوغلاس ,كاري كوبر ,برت لانكستر ,روبرت متشوم , توني كيرتس ,هنري فوندا,جاك بلنس,كيركوري بيك واخرون يمثلون السينما الامريكيه ولازالت بعض الافلام عالقه في ذهني مثل فلم القطار الاخير لكيرك دوغلاس وانتوني كوين ,ثم برزت سينما رعاة البقر االايطاليه وكانت محببه الى نفسي اكثر من نظيرتها الامريكيه مع بروز جوليانا جيما وهذا النجم كان له تاثير في نفوس عشاق السينما انذاك , ثم ظهر الممثل فرانكو نيرو وقدم افلام مميزه ولازال فلمه دجانكو عالقا في ذهني ولا انسى افلام الثنائي الايطالي المرح بودسبنسر وترانس هيل,وفي هذه الفتره ظهر كلنت ايستوود كممثل ويسترن رائع اتذكر فلمه الطيب والشرس والقبيح .
في نهايه الستينات ومع بدايه نضجي الفكري وقراءتي للروايات العالميه المترجمه لروائيين مثل فيكتور هيجو , تولستوي, غوركي , ديستوفيسكي , البرتو مورافيا , كازنتزاكي ,البير كامو,ديكنز ,شكسبير واخرون وكم كانت فرحتي كبيره عندما عرضت روايات عالمية على شاشة السينما انذاك كالبؤساء, احدب نوتردام ,الام,الشيخ والبحر ,ثلوج كلمنجارو , زوربا اليوناني , حلم الملوك,الاخوه كرامازوف,حكايه مدينتين,يوليوس قيصر,لقد كان بحق عالم خيالي جميل وكانت متعه مابعدها متعه حيث كنت انتشي فرحا بعد كل فلم اشاهده واعجب به واكاد اطير محلقا بعد انتهاء حفلة العرض مرورا بشوارع المدينه هذه المدينه الصغيره التي اصبحت لاتستوعب طموحاتي وخيالاتي.
في تلك الفتره نهايه الستينات برزت السينما الواقعيه الايطاليه التي تعتمد على لغه الواقع وبرز مخرجين كبار مثل روسيللني وفيللني وظهرت افلام مثل امرأتان للمخرج كارلوبونتي وتمثيل صوفيا لورين وفلم روما مدينه مفتوحه , وبهذه الفتره بدأ اهتمامي بسينما هوليوود يقل بعد موجة افلام الواقعيه الايطاليه وما تلتها الموجه الجديده للافلام الفرنسيه سينما التجديد . تعتبر مرحله السبعينات هي المرحله الذهبيه لذاكرتي السينمائيه ,ففي هذه المرحله التي اتيت فيها من مدينه فيها صالتان للعرض السينمائي الى بغداد التي تزخر بصالات الافلام كسينما غرناطه , صاله الافلام الرصينه والتي شكلت في ذاكرتي ذكريات لاتنسى ففيها شاهدت عشرات الافلام الجاده والممتعه واعتبرها اكثر صالات بغداد تميزا , ومن المعتاد ان ترى طابورا يقف بانتظار قطع التذاكر لدخول هذه الصالة وكم كانت فرحتي كبيره عندما اصل لقاطع التذاكر , سينما الخيام هذه الصاله الفاخره ذات المقاعد المرقمه الوفيره التي استوردت خصيصا من ارقى المناشى العالمية حيث يكون الجلوس حسب الارقام وتتميز بلوحات صممت في ايطاليا تغطي جدران الصاله تمثل الشاعر الفيلسوف الفارسي عمر الخيام الذي سميت الدار باسمه مزهوا بجلساته وهو يتفنن بالقاء رباعياته الشعرية على ندمائه, اما سينما النجوم فتعتبر الاحدث فقد افتتحت في بداية السبعينات بفلم شرقي جاوه الذي انتج عام 1969 ويحكي انفجار بركان يحدث في جزيرة كراكاتوا الاندونيسية سنة 1883والفيلم يزخر بموثراته الصوتية والتي استخدمت لاول مره انذاك ورشح لعدة جوائز , وتعتبر سينما سمير اميس اجمل وافخم صاله من حيث التصميم والبناء , اما بابل فقد تم اعادة تأهيلها بحله جديده واصبحت تابعه للدوله وكان التدخين ممنوعا داخل الصاله وبشكل صارم , وكذلك كانت الكراسي مرقمه ,وكانت هناك صالات اخرى مثل اطلس والنصر , اما بقيه الصالات فلا ترقى الى مستوى الصالات السابقه .
كان موعد العروض السينمائيه عرض بعد الظهر الساعه الرابعه عصرا وعرضين ليلا الساعه السابعه والعاشره مساءا بالاضافه الى عرض صباحي يوم الجمعه , وتستبدل الافلام كل يوم اثنين بعد ان يتم عرضها لاسبوعين او اكثر وكانت الصحف انذاك تعلن في صفحاتها الداخليه عن الافلام التي سوف تعرض داخل الصالات , كان يوم الاثنين من اجمل ايام الاسبوع بالنسبه لي حيث لابد ان أجد ضالتي بفيلم جديد في احد الصالات . ازدهرت في عقد السبعينات السينما اغلب الفنون وانتعشت الثقافه في تلك الحقبه حيث كان المد اليساري في اوجه وكانت المقاهي والمنتديات تغص بالمثقفين .
تمتعت بمشاهدة عشرات الافلام ومنها الافلام السياسيه وكان الفلم الاكثر تأثيرا والذي عرض سنه 1973 هو فلم (Z) للمخرج كوستا غافراس وتمثيل الفرنسي ايف مونتان واليونانية ايرين باباس , والفلم مأخوذ عن قصه حقيقيه عن اغتيال سياسي يوناني عام 1963 , وتعني Z في اليونانيه القديمه (انه لازال حيا ) , وكان للفلم تأثير كبير في الاوساط الثقافيه ولازال عالقا في ذاكره ذلك الجيل , اما الفيلم الاخر هو ساكو وفانزيتي المنتج عام 1971 اخراج جوليانو مونتالدو تمثيل جان ماريا فولنتي ويتناول الفيلم المحاكمه السيئه الصيت التي جرت عام 1921 لمهاجرين ايطاليين انتميا الى حزب يساري يطالب بحقوق العمل واتهما بجريمه قتل لم يرتكباها وقدما حياتهما ضحايا للاجحاف الاجتماعي والسياسي وتجاهل السلطات الامريكيه للنداءات الدوليه العارمه , وبالرغم من اكتشاف المجرم الحقيقي 1927 والذي اعترف بجريمته الا انهما اعدما في نفس السنه بعد ذلك ولكن عدالة التاريخ كانت الاقوى والتي ادانت النظام بكامله بعد 50 عاما عندما اعلن حاكم ولايه ماساستوشخ في تصريح رسمي برأتهما .
(الحريه تلك الكلمه الحلوه ) هو عنوان فيلم يصور تجربه سجناء سياسيين يحفرون نفقا طويلا وما ان تنجز المهمه حتى يصاب احدهم بازمة قلبيه وقبل ان يموت ينطق بعباره مؤثره (حتى الحريه بحاجه الى تعود).
(انهم يقتلون الجياد , اليس كذلك ؟) فيلم للكاتب الامريكي هوراس ماكوي تمثيل جين فوندا, ويحكي الفلم عن شابين روبرت وجلوريا الذين فشلا في العثور على عمل في هوليوود فقررا الاشتراك في مارثون رقص وبعد ان رقصو 879 ساعه تم الغاء المسابقه لان رصاصه طائشه قد قتلت احد النساء في المرقص , موضوعه الفلم مستوحاه من حقبة الكساد الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتحده , وتدور القصه حول عدد من الشخصيات المحبطه الذي يريد كل منها الفوز في السباق .
(اغتيال بن بركه ) فيلم يروي قصه اختفاء الزعيم المغربي المعارض المهدي بن بركه في ظروف غامضه في باريس .
(حالة حصار ) فيلم من تمثيل ايف مونتان ويروي اختطاف الثوار في الارغواي مستشارا امريكيا من البوليس التشيلي ثم قتله .
(الاغتيال ) للمخرج ايف بواسيه وتمثيل جان لوي ترينتيان وميشيل بيكولي والمنتج عام 1972 .
في تلك الفتره اعيد تأهيل سينما بابل وتحولت الى القطاع الحكومي وظهرت بحله جديده وعرضت افلام منها العصفور ليوسف شاهين وفيلم السفيره عن السفيره الروسيه في فنلندا وعرض ايضا فيلم شارلي شابلن المنتج عام 1947 (مسيو فيردو ) وبنسخه جميله وهو الفيلم الناطق الثاني له بعد فيلم الدكتاتور وهذا الفيلم يعد تحولا لشابلن من شخصيه الصعلوك المشرد الى شخصيه تختلف تماما وهو قاتل متسلسل يعمل على قتل السيدات الثريات والفيلم مأخوذ عن قصه حقيقيه لموظف في مصرف يفقد وظيفته ويعمل في قتل السيدات الثريات بعد اغوائهن ,والفيلم كوميديا سوداء , وعندما يساق فيردو الى المقصلة يقول عبارة(كقاتل جماعي أنا مجرد هاو ) والتي تبدو وكأنها تافهة لمجتمع قائم على الجريمة .
في فتره السبعينات برزت السينما الفرنسيه بشكل لافت , حيث شاهدت عروض لعشرات الافلام كالمسبح تمثيل الن ديلون ورومي شنايدر ,رجلان في المدينه تمثيل الن ديلون وجان غابان , الموت حبا للمخرج اندريه كايات تمثيل اني جيراردو التي تلعب فيه دور معلمه ثلاثينيه تقع في غرام تلميذها القاصر , ماكس والمجرمين تمثيل ميشيل بيكولي وافلام عديده لايف مونتان وسيمون سينيوريه .
في نهايه السبعينات بدأت رحلتي مع السينما تأفل واتذكر جيدا اخر الافلام الرائعه التي شاهدتها هو فلم ديرسو اوزولا من انتاج روسي ياباني 1975 الذي نال فيه جائزة افضل فلم اجنبي لنفس العام , ويحكي الفلم تجربه عمق العلاقات الانسانيه رغم الاختلاف العرقي وتميز الفلم بمشاهد التصوير الرائعه , عندما بدأت حقبه الثمانينات بدأ المثقفون والعوائل تهجر دور السينما لتقديمها عروض هزيله , كذلك افتقدت دور السينما للذوق العام واصبحت مرتعا لزبائن ليس لهم علاقه بهذا الفن , ثم تدريجيا تحولت هذه الدور الى مخازن للنجاره ومحال للورش وبذا انتهى هذا الفن وفنون اخرى كالمسرح والتشكيل الى وقتنا هذا , بالرغم من استمراري بمشاهده الافلام عبر شاشة التلفاز او الاقراص الليزريه , لكن متعه مشاهده الفيلم في دور السينما متعه لاتوازيها متعه .
انتهى عالم السينما في العراق منذ اكثر من ثلاثة عقود وحرمت اجيال من التمتع بهذا الفن الراقي وفنون اخرى كالمسرح والتشكيل وانحسرت الثقافه بشكل كبير واصبحت مدن العراق مدن ميته خاليه من دور العرض السينمائي والمسرحي والمنتديات الثقافيه والترفيهيه وخسرت اجيال كثيره التمتع بالفنون والثقافه التي ترتقي بها الامم لتصبح امم حيه .



#حسين_شامان_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين شامان الصافي - رحلتي مع الفن السابع