أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساهر عريبي - العلماني الكفوء خير من الأسلامي الفاسد














المزيد.....

العلماني الكفوء خير من الأسلامي الفاسد


ساهر عريبي

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ورد في كتاب الآداب السلطانية لأبن الطقطقي ان هولاكو لما إحتل بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة للهجرة ( أمر أن يستفتى العلماء أيهما أفضل: السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر ؟ ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك ، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب وكان رضيُّ الدين علي بن طاووس حاضراً هذا المجلس وكان مقدماً محترماً ، فلما رأى إحجامهم تناول الفتيا ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر ، فوضع الناس خطوطهم بعده).

والعلامة بن طاووس واحد من كبار علماء الأمامية ولاشك أن ملاك هذه الحكم الذي أصدره يعود الى ان تحقيق العدل هو الهدف الذي جاءت من أجله رسالات السماء فقد قال تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم(لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) فالهدف واضح الا وهو إقامة القسط وهو الحق والعدل كما ورد في كتب التفسير. ولذا فليس بالأمر المهم تحقيق العدل على يدي حاكم مسلم او آخر كافر بل المهم هو الحكم بين الناس بالعدل فالعدل وكما يقال أساس الملك والملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم.

سقت هذه المقدمة بعد ان وردت أخبار عن صدور فتاوى تحرم إنتخاب العلمانيين في الأنتخابات البرلمانية القادمة! ولا أعلم ماهو الملاك الشرعي لمثل هذه الفتاوى وماهي الأجندة التي تقف وراء إصدارها في هذا الوقت بالذات. فمن المعلوم ان ليس كل علماني كافر فالعلماني يؤمن بفضل الدين عن السياسة ولا يقتضي ذلك إلحاده وهناك علمانيون لايؤمنون بالله تعالى. وعلى فرض كفر العلمانيين جميعا وهو أمر محال وفرض المحال ليس بمحال فهل الكفر يمنع العلماني من حكم البلاد إن كان عادلا؟ لا شك أن الجواب لا وفقا لقاعدة أبن طاووس اعلاه والتي يقرها الشرع والعقل.ولقد أثبتت التجربة بأن العلمانيين أحرص على تحقيق العدالة وعلى حفظ الامانة من الأسلاميين في العراق فلم يعرف مسؤول شيوعي او وزير بانه سرق بل هم مثال للكفاءة والنزاهة وخير مثال على ذلك وزير العلوم والتكنولوجيا السابق الأستاذ رائد فهمي الذي كان المالكي يتمنى إستنساخه.

فكيف يمكن إصدار مثل هذه الفتوى التي تشمل جميع العلمانيين وكيف يمكن الحكم عليهم جميعا بأنهم غير عادلين؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن كان الشرع لايبيح السماح للعلمانيين بتولي الحكم فهل يسمح الشرع للفاسدين بذلك؟ فمما لاشك فيه أن الله توعد الفاسدين في كتابه قائلا( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد) فلم لايصدر السيد الحائري فتوى تحرم إنتخاب الفاسدين؟ ولم لايصدر السيد الحائري فتوى تحرم إنتخاب الفاشلين الذين جربهم الشعب؟

ولم لايصدر السيد الحائري فتوى تحرم إنتخاب المتاجرين بالدين الذي شوهوا الاسلام وشوهوا صورة التشيع وفي طليعتهم حزب الدعوة الذي قدم أسوأ نموذج لحكم الاسلاميين في العصر الحديث بعد ثمان سنوات من الحكم كانت ثمرتها فساد وتخلف ودمار وحروب ونزاعات؟ فهل هناك مسوغ شرعي يدعو لأنتخاب هؤلاء الذين قضموا بيت مال المسلمين قضم الأبل لنبتة الربيع؟ فأين هؤلاء من سيرة علي ؟ ومالذي طبقه هؤلاء من عهد علي لمالك الأشتر؟
لم لايدعو السيد الحائري لأنتخاب الكفوء والنزيه وإن كان علمانيا وإن كان كافرا؟ فماقيمة الصلاة إن لم تنه عن منكر وتأمر بمعروف؟ وهل الفساد معروف وهل النزاهة منكر؟ أم إن الموازين قد إنقلبت؟

وكيف يدافع الحائري عن هؤلاء الفاسدين الذين اتهموه يوما بالفساد بعد أن تم إلغاء منصب فقيه الحزب الذي كان يتربع عليه, فلدى سؤالي حينها عن دواعي ذلك القرار أجابني أحد القياديين في حزب الدعوة وهو من تلامذة السيد الحائري والقيادي اليوم في العراق أجابني حينها قائلا : أتعلم بأن الحائري يسيء التصرف بالحقوق الشرعية؟ فقلت له وكيف ؟ فقال دخل عليه أحد مرافقيه يوما وقد إشترى قطعة قماش لغرض خياطة بدلة فلما تلمسها الحائري بيده قال إن هذا لباس ناعم إشتري لي منه طول لنعمل منه ملابس داخلية! هكذا كان هؤلاء يشوهون سمعة السيد الحائري واليوم يدافع السيد الحائري عنهم!

نأمل من سماحة أية الله السيد كاظم الحائري وهو أحد أبرز تلاميذ الشهيد السعيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر أن يعيد هؤلاء لجادة لصواب وأن يستنقذهم من دنيا هارون التي وقعوا في حبائلها وان يفتي بتحريم التصويت للفاسدين والفاشلين والمتاجرين بالدين لا ان يدعو للتصويت لهم بشكل مباشر عبر منع منافسيهم النزيهين والكفوئين من الوصول الى البرلمان فسيرة هؤلاء أضحت وبالا على الاسلام وعلى التشيع وعلى العراق فمرحى بكل علماني وبكل كافر يقيم العدل في ربوع بلاد مابين النهرين والخزي والعار لكل إسلامي فاسد ومتخلف فاشل ومتاجر بالدين.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صَدمة وقوالب حلوى والكثير من الأمنيات نانسي عجرم تحتفل بعيد ...
- جمال روبرتس بطل جديد لـ -أمريكان أيدول-
- غـــزة: أي تــداعــيــات لــلــعــمــلـيـة الــبــريـة ؟
- ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات -عقابية- بسبب ...
- قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يهددون بمعاقبة إسرائيل إذا لم تُو ...
- نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط في لبنان مجددا ...
- أكثر من 100 دولة تؤكد مشاركتها في مؤتمر الأمن في موسكو
- خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوب ...
- أوشاكوف: ترامب أكد لبوتين أن العلاقات الأمريكية الروسية ستكو ...
- مساعد الرئيس الروسي يحدد مخرجات المحادثة بين بوتين وترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساهر عريبي - العلماني الكفوء خير من الأسلامي الفاسد