أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - أوقفوا إرهابكم عن الجامعات السورية














المزيد.....

أوقفوا إرهابكم عن الجامعات السورية


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أياً يكن الهدف الكامن من استهداف المؤسسات التربوية والتعليمية، فإنه مرفوض من حيث المبدأ. ليس هذا وحسب، بل من الضروري على كل من يحمل حساً وطنياً، أن يواجه هذا الإرهاب. وبتقديرنا إن عمليات كهذه، تعبّر عن البنية العقلية المتخلفة التي تحاول فرضها على المجتمع السوري، مجموعات جهادية تكفيرية. إن تركيزنا على العمليات التي تستهدف الجامعات، لا يعني أننا نتغاضى عن إدانة ورفض باقي العمليات الإرهابية.

لكننا نرى في هذه اللحظة، أنه من الضروري التركيز على مواجهة الإرهاب الذي يستهدف الطلبة والمؤسسات التعليمية، كونه يعدّ إمعاناً فاضحاً في ممارسة الجهل وتكريسه، في محاولة لإبقاء بقايا الماضي المتخلف ممسكاً بتلابيب الحاضر.
استهداف كلية الهندسة المدنية والميكانيكية (همك) في جامعة تشرين بتاريخ: 21/ 3/ 2014، وقبلها بيوم واحد، سقوط بعض القذائف في دوار الزراعة القريب من الجامعة ذاتها. ليست المرة الأولى التي يجري فيها استهداف الجامعات في سوريا. فقد استُهدف سابقاً بعض كليات جامعة دمشق وحلب والبعث. أما استهداف المدارس، حدّث ولا حرج. إذ إن آلاف المدارس تمّ تخريبها. وهذا يعني حرمان مئات الآلاف من الطلبة من حقهم في التعليم.
من المؤكد، أن الإرهاب التكفيري يرى في العلم ألد أعدائه، لأنه يكشف مدى تخلف وإرهاب الفكر التكفيري الجهادي. لهذا فإن المجموعات الجهادية التكفيرية، تعمل على ضرب كل ما له علاقة بالعلم. ويتزامن هذا مع اشتغال هذه المجموعات على نشر قيمها المتخلفة والتدميرية، التي أصبحت خارج التاريخ. وهذا يوضح كذب وتضليل هذه المجموعات التي تغلّف عنفها الأعمى بغطاء الدين. لكن ببساطة يمكن اكتشاف التناقض بين ما يدّعيه هؤلاء من تديّن كاذب، وجوهر الدين الإسلامي الذي دعا إلى تحصيل العلم ولو من الصين. وفي الوقت نفسه يكشف عمق التخلف الذي يهيمن على عقول الجهاديين ومن يناصرهم ويدافع عنهم.
ونظراً إلى تمادي الإرهابيين في ضرب المنشآت التعليمية، نرى أنه من المفيد إجراء مقارنة بين ما يقوم به، أعداء الفكر الحداثي التنويري العلماني والديمقراطي. وما كان يقوم به الثوار الفييتناميين، من أجل تعليم الأطفال، أثناء مقاومتهم الاحتلال الأميركي.
إن عودة بسيطة وسريعة إلى تاريخ الثورة الفييتنامية، تكشف لنا حرص الثوار الفييتناميين على تعليم أبنائهم. ونظراً إلى عدم توفر إمكانية تعليم الأطفال في المدارس الرسمية آنذاك، كونها كانت أحد الأهداف الأساسية إلى القوات الأميركية، فكانوا يجهزون المدارس تحت الأرض، ويجمعون فيها الأطفال ليقدموا لهم ما تيسّر من تعليم. إذ كانوا يرون في العلم والتعليم أحد القضايا التي يجب التمسّك بها تحت أية شروط، فكانوا في أشد الظروف مأساوية، يعملون على تعليم أبنائهم. وكان ذلك بالنسبة إليهم عملاً ثورياً. ولم نقل إنه كان يمثل المحور الرئيس لثورتهم ضد الاحتلال.
أما في سوريا فإن أعداء العلم والإنسانية يحاربون العلم والعلماء والمتعلمين. ويسعون جاهدين إلى ضرب العملية التعليمية، وتدمير المؤسسات التعليمية، وترهيب الطلبة، حتى يمتنعوا عن الاستمرار في تعليمهم. فكم هو التناقض عميق، بين من يحارب من أجل تعليم أبنائه، وبين من يسعى جاهداً وبكل السبل إلى القضاء على التعليم، وقتل الطلبة، وتدمير البنية التحتية للتعليم. شتان بين هذا وذاك. بين ثوار طردوا الاحتلال الأميركي وحافظوا على التعليم، وآخرين يتمسكون بالأنياب والنواجذ بدعم الأميركان لهم، ويستهدفون المدارس والجامعات بقذائفهم العمياء. ومع هذا يصرون على أنهم ثوار.
ونتساءل هل يرى من يقوم بهذه العمليات، أنه سيُسقط النظام فيما لو قضى على التعليم! أم أنه لا يرى من العلم إلا ما يريد هو من القرآن الكريم، وبالتحديد الآيات التي تحض على «الجهاد»، وهذا لا يحتاج إلا إلى الجوامع وبعض من يدّعي تمثيل الإسلام زوراً وبهتاناً! ألا يتبادر إلى أذهان هؤلاء، أن الطلبة السوريين، سيتمسكون بحقهم في التعليم كلما ازداد إرهاب هذه المجموعات!
إن تصميم شبابنا على متابعة دراستهم، سوف يفتح آفاق مستقبلنا على التقدم والتطور والتحرر. ويجعل من كل شهداء العِلم شموعاً تنير دروب المستقبل.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوريا... الكارثة تكشفها الأرقام
- سوريا 2011 - 2014 من الحرية إلى انهيار الأطر الوطنية
- من إشكاليات الفكر العربي
- عندما يتحوّل «جنيف» إلى منصّة لقتل السوريين
- قراءة أولية في ظاهرة التضخم
- إعادة الإعمار مدخل إلى النهب النيوليبرالي في سوريا
- المثقف السوري زمن الأزمة
- إلى أن يحين موعد الجولة الثانية من «جنيف 2»
- الاقتصاد المنزلي وأهميته في الأزمة السورية
- ... و«الائتلاف» المعارض يذهب وحيداً
- آفاق المستقبل القادم
- خريطة طريق لما بعد «جنيف 2»
- حتى لا تنكسر إرادة الشعب... السوري
- إشكالية الشباب السوري
- محطات في تطور الاقتصاد السوري
- ... وهل نحتاج إلى اقتصاد الحرب؟
- الفكر العلماني: مقاربة للواقع السوري
- السوريون وجهاً لوجه أمام مؤتمر «جنيف 2»
- بخصوص الدولة المأزومة
- وطنية السوريين في مواجهة قوى الاستكبار العالمي


المزيد.....




- البيت الأبيض: ترامب -فوجئ- بتصرفات إسرائيل في غزة وسوريا.. و ...
- وصفها بالمبادرة -غير المسؤولة-... وزير الخارجية الفرنسي ينتق ...
- كشفتها حبيبته الأخيرة.. نشر أسرار حصرية عن أينشتاين في كتاب ...
- محكمة مصرية تأمر بشطب اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قائمة ال ...
- -تروث سوشيال- مرآة لتقلبات ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض ...
- مخاطر حقيقية بأفريقيا بعد تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية ال ...
- وزراء ونواب إسرائيليون يطالبون بضم الضفة أسوة بالجولان
- إيران تستبق اجتماع اسطنبول بإتهام الاوروبيين بالتقصير بتنفيذ ...
- اختبار الثقة بين الإيكواس وتحالف الساحل
- هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - أوقفوا إرهابكم عن الجامعات السورية