أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاجر زرّوق - الشّاشة أفيون الشعوب العربيّة














المزيد.....

الشّاشة أفيون الشعوب العربيّة


هاجر زرّوق

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 21:27
المحور: كتابات ساخرة
    


أحيانا, يوسوس لي الشّيطان و أتابع الشاشة العربية, و لكن سريعا ما ينتابني شعور غريب و كأنّ دماغي توقّف فجأة عن العمل, فما يدهشني في الشاشة العربية هي تلك المئات من البرامج التي يمكن أن أبسّطها و أصنّفها في النهاية إلى خمسة أنواع طاغية: قنوات الأخبار و الطبخ و المسلسلات و المنوّعات الغنائية التجاريّة و الحلقات الدينية الرّديئة.

كلّ هاته البرامج توفّر للمشاهد العربي كمّا هائلا من المعلومات التي لا تفيد رأس ماله الفكري في شيء بل تجعل من الحرص على مستواه الثقافي آخر اهتماماته, فوصفات الطّبخ ترضي معدة المشاهد و تشبع غريزة الأكل عنده, و الموسيقى التجارية لا تنمّي حسّه الفني و الجمالي بما أنّها تجعله يكترث بفستان المغنية الموضة و شفاها المُصطنعة أكثر من اكتراثه بجودة أداءها الموسيقي, و لا تخرج معظم مسلسلاتنا من مواضيع الزواج و المؤامرات العائلية, بينما يبثّ الداعية سمومه قصد قولبة المجتمع العربي و دقّ نعش العقل النقدي الذي أصبح اليوم على أبواب الانقراض.

أما بالنسبة إلى الفضاءات الإخباريّة, فهي عوضت البرامج الثقافية و ذلك بسبب قصر تقاريرها و أفلامها الوثائقية التي لا تأخذ من المشاهد العربي الكثير من الوقت, فتجعله لا يوظف الكثير من الخلايا الدماغيّة و تعطيه وهم اكتساب الثقافة العامّة.

إلى جانب هذه الأنواع الخمسة, تبقى التلفزة الثقافية العربيّة غائبة عن العيان و لا تحظى باهتمام أصحاب القنوات, و ذلك لعدّة أسباب اجتماعية و اقتصادية مثل نسبة الأمية المرتفعة في العالم العربي, و عزوف المواطن العربي عن غذاء العقل, و طغيان الثقافة الاستهلاكية و المادّية على سلوكه, و تأثره بالخطاب الأصولي الذي يحدّ من فضوله و من البحث عن الحقيقة خارج الحقل الديني. من ناحية أخرى, تحرص الطبقة السياسية العربية على تهميش العقل بهدف خلق مجتمعات محدودة البنية الفكرية, منغلقة الهويّة, جاهلة بقدراتها و بطاقاتها, فيجد الحكّام في التلفاز مبتغاهم و ذلك عبر إنتاج شاشة تتميز بعقمها الفكري, بينما يدعمون في المقابل جميع مقوّمات المجتمع الاستهلاكي مثل الأكل و الغناء "الخفيف" و المسلسلات ذات السيناريوهات الجوفاء و التجارة بالدين.

و هكذا, تمكنت الشاشة العربية من تخدير الأدمغة و من الاستيلاء على عقل المواطن العربي, و لو تعرفنا على ممولي هاته الشاشة لأدركنا سرّ عقمها, فبلدان الخليج تهتمّ كثيرا بالإرسال التلفزي عبر الفضائيات و ذلك لتحقيق أهدافها, و دعم مصالحها, و زرع التعصّب, و تعميم سياساتها, و على هذا النحو, تصبح الشاشة وسيلة جديدة للاحتلال الثقافي و الأيديولوجي.



#هاجر_زرّوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثنية الإسلام المعاصر
- الاصولية الدينية و فشل النخبة المثقفة التونسية


المزيد.....




- مصر.. غرامة مشاركة -البلوغرز- في الأعمال الفنية تثير الجدل
- راغب علامة يسعى لاحتواء أزمة منعه من الغناء في مصر
- تهم بالاعتداءات الجنسية.. فنانة أميركية تكشف: طالبت بأن يُحق ...
- حمامات عكاشة.. تاريخ النوبة وأسرار الشفاء في ينابيع السودان ...
- مؤلَّف جديد يناقش عوائق الديمقراطية في القارة السمراء
- الأكاديمية المتوسطية للشباب تتوج أشغالها بـ-نداء أصيلة 2025- ...
- 5 منتجات تقنية موجودة فعلًا لكنها تبدو كأنها من أفلام الخيال ...
- مع استمرار الحرب في أوكرانيا... هل تكسر روسيا الجليد مع أورو ...
- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاجر زرّوق - الشّاشة أفيون الشعوب العربيّة