أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامر رسن - تأجير الجنرال بيترايوس هو الحل...















المزيد.....

تأجير الجنرال بيترايوس هو الحل...


سامر رسن

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


عِندما إزدادت الخسائر البشرية سنتي 2005و2006 في صفوف القوات الأمريكية التي كانت تُحارب في العراق،بدأ الشارع الأمريكي بتنظيم التظاهرات للضغط على حكومة بوش الإبن مِن أجل سحب تلك القوات،أو تغيير السيتراتيجيه العسكرية التي كانت تتبعها،يُسانده ضغط للمعارضة المتمثلة بالحزب الديمقراطي في الكونگرس،فتم تعيين الجنرال بيترايوس في بداية سنة 2007 كقائد لقوات التحالف في العراق بدلاً من جورج كيسي،فتمكن هذا الجنرال خِلال فترة محدودة مِنْ بسط الأمن بدرجة كبيرة.
إنَ سبب إستذكار تلك الفترة هو الإستنزاف الكبير الذي يتعرض له جيشنا الآن وهو يخوض معاركه ضد داعش ومن والاها في الأنبار،لذلك فهذا الإستذكار وما سيُصاحبه من ملاحظات لا يعني التسقيط لأي طرف سياسي بقدر ما نُريد مِنه الوصول إلى حَلّ يُنقذ أرواح أبناءنا من الجيش والمدنيين الأبرياء في تلك المحافظة وإنهاء التمرد والإرهاب.
إتفقنا هسه؟؟...طيب على بركة الله...
بيترايوس لم يكن يملِك عصاً سحرية،وإنما تَرَكَت بعض الكتب التي قرأها في مطلع حياته المهنية في فرنسا وايطاليا ألأثر الكبير عليه,وأهمها كِتاب "حروب مكافحة الإرهاب بين النظريات والميدان" لديفيد غالولا(1919_1968)،ولِمن لا يعرف غالولا "وأولهم اني" فهو مُفكّر عسكري فرنسي من إصول تونسيه،وبسبب ثقافته العسكرية فقد تم تعيينه سنة 1956على رأس كتيبة المدفعية 45 في الجزائر،فكانت تلك التجربة حقلاً لتدريب أفكاره في قمع وكسر "الانتفاضات و حركات التمرد".
فإستفاد بيترايوس من نظريات غالولا،وخاصة تلك النظرية التي يشرح فيها قِتال الجيش النظامي مع الميلشيات وحركات التمرد،حِينَ يُشبهها بالمعركة بين ألأسد والبراغيث "فالبراغيث لا تستطيع تسديد الضربة القاضية لِلأسد لِصغر حجمها,والأسد عاجز عن قتل البراغيث لِعجزنه عن الطيران".
وحسب ما نراه الآن على الواقع فإن القيادات العسكرية العليا في البلد وعلى رأسها "رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحه ووزير الدفاع والداخلية" السيد نوري المالكي ومن خلفه رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان "الشاعر والأديب" السيد حسن السنيد يُحاولون تعليم الأسد "أي الجيش" على الطيران من اجل القضاء على البراغيث "داعش ومن والاها" بينما الحل الذي يطرحه غالولا في نظريته ومثاله هذا والذي طبقه بيترايوس فيما بعد هو بتجفيف المستنقعات التي تتكاثر فيها البراغيث،فغالولا يرى إنَ الحل لهذه الحروب الغير تقليديه يقتضي 20% من العمليات العسكرية و80% من المساعي السياسية.
إنَ الأمثلة التي تدل على إنَ أفراد قواتنا الأمنية تحت رحمة قيادات جاهلة كثيرة ولعل أبرز مثال كان عند بداية العمليات في الأنبار،حِينَ صَدَرت الأوامر العسكرية لكل مِن أفواج شرطة الطوارئ في ميسان وواسط وذي قار بالتوجه إلى ساحات القتال هناك وبدون أي سابق إنذار وبلا أي استعداد أو تدريب حقيقي لهكذا عمليات؛عِلماً إن أكبر العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها هذه الأفواج في مدنها هو حماية مواكب الزائرين وتوفير الخدمات لهم،فتعرضت إلى شبه إباده بالأرواح والآليات في مدينة الرمادي ولم يُنقذ ما تبقى منها سوى تدخل الجيش وبعض رؤساء العشائر هناك فإنسحبت بعد فتره قصيره وعادت إلى مدنها.
لستُ خبيراً عسكرياً ولكن هنالك حقائق على الأرض يُشخصها ابسط المتابعين لسير العمليات العسكرية في الأنبار،فأغلبية المدنيين من سكان تلك المحافظة ضد الجيش إلى درجة إنَ أغلب المحلات والبيوت ترفض إعطاء جنودنا او حتى بيعهم الخبز والماء،وفي بعض المناطق هنالك نساء ترفع السلاح بوجه الجيش،وهذا يدل على إن الإرهابيين تمكنوا من كسب تأييد نسبة أكبر بكثير من النسبة التي كسبتها الحكومة ومن يتعاون معها هناك.
الأمر الآخر يتعلق بتحصّن الإرهابيين في بيوت المدنيين أو بينها،فيكون رَد الجيش عليهم بطريقتين:
إما بذهاب قوة عسكرية راجِله لهذا الهدف فتكون الخسائر كبيرة في صفوفها لا تتناسب مع حجم الهدف الذي تتم مهاجمته بسبب تفخيخ الطرق المؤديه لهذا الهدف؛لا بَل قد تتم محاصرة هذه القوة العسكرية مِن قبل الإرهابيين ويؤسر جنودها ويتم إعدامهم،أو يكون الرد على الهدف من خِلال الطائرات أو المدفعيه الثقيلة وهذا الرد يُوقع نِسبة كبيرة من الضحايا بين المدنيين وهذا ما تُريده وتستغله الجماعات الإرهابية في حربها الإعلامية "على إن الجيش يقتل المدنيين فحمل السلاح ضده مشروع".
ما أريد أصير حالِم زيادة عن اللزوم وأطالب بأن نخرج بتظاهرات مثل الأمريكيين ونطالب الحكومة بإرجاع جنودنا من الأنبار،أو تغيير سياستها العسكرية هناك،فلا الطَبالِين ووعاظ السلاطين سيسمحون بذلك ولا قنواتهم الفضائية،فالأنتخابات على الأبواب ومثل هكذا عمل سيعود بنتائج انتخابيه سيئة على الحزب الحاكم،خاصةً وإنَ اغلب عوائل الشهداء والجرحى من الجيش والشرطة أصبحوا ينظرون للعملية العسكرية هناك على إنها "مغامرة غير مدروسة"..
طيب والحل؟؟...الصراحة ما أعرف لأن مو إختصاصي.
بس لو كان بيترايوس هو قائد القوات المسلحه الآن فأعتقد إنه سيقوم بِما يلي:
1-سحب الجيش إلى خارج محافظة الأنبار بالكامل "ولو مؤقتاً"،والإكتفاء بالدعم الجوي لعناصر الصحوة من العشائر وتزويدهم بالسلاح والمال الكافي،وبالمعلومات الإستخباراتيه عن أماكن تواجد الإرهابيين عن طريق طائرات التجسس؛ولا ضير أن تسقط المُحافظة مرة أخرى بيد أي تنظيم إرهابي مثلما حدث في سِنين قريبه ماضيه،طالما إن الأغلبية من السكان راضيه وتتشفى بقتل أفراد الجيش وتراهُم "غزاة"،وفي نفس الوقت هي فرصة مناسبة لِمن يُشكك بوجود داعش أومن يقف ورائها لكي يتعرف عليها عن قرب.
2-الإسراع بتجهيز الجيش بأعداد كافيه من طائرات التجسس بدون طيار لِمراقبة عمليات زرع العبوات الناسفه على الطرقات،والتصفية المباشرة لمن يقوم بذلك.
3-دعم المصالحة مع من يؤمن بالسلام ويمتلك رصيد شعبي على الأرض،والعمل على كسب تأييد الأهالي وضمان تعاونهم،وتصفية كل شخص مُسلح غير عراقي في هذه المُحافظة بأي طريقه كانت.
4-التدقيق الصارم لكل داخل وخارج من المُحافظة،مع ضمان وصول الغذاء والدواء للسكان،وتوفير السكن الآمن المحترم لكل من يريد ترك المحافظة لحين إستقرار الأوضاع.
5-كان الرتل الأمريكي لا يتحرك إذا لم تُصاحبه على الأقل طائرتان هيلكوبتر لتمشيط الطريق أمامه،ولِما له أيضاً من دافع معنوي للجنود،هذا الشيء منعدم بنسبة 99% لأرتال جيشنا.
6-تعيين شخص مِهني وزيراً للدفاع.
ولولا الإطالة لكان شرحت لكم كيف كنت المسئول الأمني عن جسر الجمهورية،وتقاطع فلكة باب الشرجي في بغداد رغم انه لم أتلقى أي تدريب ولو لدقيقه على السلاح ولا على أي شي ثاني.
وأخيراً ومنذ إنطلاق الحملة العسكرية في الأنبار ونحنُ نسمع عن نية الحكومة تأجير خَمس طائرات أباتشي من أمريكا،فياريت أيضاً يتم تأجير الجنرال بيترايوس.



#سامر_رسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آداب زيارة البرلمان بصوت مُلّه صكَبان....


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامر رسن - تأجير الجنرال بيترايوس هو الحل...