ناس حدهوم احمد
الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 19:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا بمكن لمشاهد فضائية الجزيرة القطرية إلا أن يلاحظ الحمى المفرطة التي استنفرت فضائية الجزيرة خلال هذه الأيام الأخيرة التي أعلن فيها السيسي عن ترشحه لرئاسة جمهورية مصر
العربية . هذه الفضائية جندت كل أطقمها الإعلامية وصحافييها من أجل التشهير بمصر وبرجالها العظماء ومحاولة تشويههم بمصطلحات معروفة وزائفة مثل " الإنقلاب العسكري " و " العسكر"
و " إعدام الإخوان " إلى غير ذلك من السلوكات العدوانية التي لا يمكن لها إلا أن تؤجج الصراعات للمزيد من التدخل السافر في الشؤون الداخلية لمصر الشقيقة . ولا نعرف إن كانت سياسة
قطر هاته - التي إنتقدها مجلس التعاون الخليجي نفسه معربا عن قلقه من من هذا التدخل السافر في شؤون الإخوة المصريين - هدفها هو زعزعة ثقة الشعب بثورته على العصابة المغروفة أم
تواطؤا مع القوى الأخرى في المنطقة ومع أمريكا والغرب . أم مجرد خلط للأوراق إنسجاما مع الفوضى الخلاقة المصرح بها علانية من طرف أمريكا قبل الربيع العربي .
لماذا ياترى تصر قطر على هذه السياسة المناوئة لمصر الدولة ولشعب مصر الذي إختار إبعاد الحركات الإسلاموية عن طريقه ليتسنى للأمة المصرية الجلوس على طاولة الحوار بكل أطيافها
السياسية لبلورة مستقبل البلاد على أسس جديدة ومتحررة وقوية لبناء الدولة المصرية المدنية الديمقراطية ؟ إن فضائية الجزيرة ضعفت شعبيتها على يد الربيع العربي الذي كشف الكثير من
الأوراق وعرى ورقة التوت عن عورة هذه الحركات الإسلاموية التي كانت تدعي المقاومة والتي ترعاها قطر وتزودها بالأموال لتدور في فلكها محاولة هذه الدويلة الصغيرة تقمص دورا أكبر
منها . مستعملة إمكانياتها المالية وجلب كفاءات صحفية لتخدم هذه السياسة العدوانية الفاشلة تجاه العديد من الدول العربية التي لا تصلي إتجاه قطر التي طغت وأصبحت تحشر أنفها في كل
كبيرة وصغيرة ناسية مراجعة قوانينها تجاه اليد العاملة الأجنبية التي إضطرتها الظروف المقيتة للعمل داخل هذا البلد الغير الديمقراطي . فباتت تعاني سوء المعاملة والعنصرية في واقع السكن والعيش
بلا حقوق وبلا حتى أوراق البلد وحقوق إجتماعية على كل المستويات .
إن قطر عندما تتظاهر بحماية الحقوق والديمقراطية و و الخ... نجد سياستها عبر فضائيتها تتحدث لنا عن إنقلاب عسكري بمصر متجاهلة الإنقلاب الذي حدث في عقر بيتها السياسي حينما
انقلب الإبن على والده كما تتجاهل عن التحدث عن الإنقلاب الثاني أيضا من طرف الإبن على أبيه في صمت وفي إيهامنا بأنه تنازل الأب لإبنه كانقلاب أبيض تم به أيضا إبعاد وزير
الخارجية الأسبق عن القرار السياسي للبلد . وكل ذلك يتم من تحت الطاولة دون إشعار الشعب أو مشاورته كأن قطر زريبة فيها قطيع لا يشعر بسباته الأبدي . وعلى الجزيرة حينما تشتغل على
غسيل الأشقاء العرب عليها أن تخبر الرأي العام والمشاهدين قبل أن تخبرنا بثراء أثرياء مصر الثمانية وفقرائها أن تخبرنا كذلك عن أثرياء الأسرة الحاكمة في هذا ال " قطر " ولو من باب
الدردشة وعن العائلة التي تستحوذ على مقدرات وخيرات القطريين وكيف يتم فبركة القرارات السياسية بعيدا عن الشعب القطري الذي يمنع عليه تأسيس معارضة لمناقشة النظام الذي لديه وليس بيده.
فالشعب القطري لم نسمع به قط يناقش أو يحاسب كما لو أنه غير موجود بتاتا على وجه الأرض .
هذه الحمى العدوانية ضد مصرمن طرف الجزيرة لم يسبق لها مثيل . فلا نكاد عندما نفتح الجزيرة وفي كل الأوقات أن نجد حديثا آخر إلا عن مصر . فلم يعد هناك متسعا لموضوع آخر
سوى مصر والإنقلاب العسكري والصور المكرورة التي مللناها بسبب التكرار . فليعلم أهل العشيرة أن مصر دولة وشعبا ترفض أن يقرر البدو في مصيرها . فمصر هي أكبر وأعظم وأعلم
من أي كان في هذا الوطن العربي الكبير وهي رائدة هذا الوطن العربي ومنها نحن العرب تعلمنا والمصريون هم أساتدتنا ولا يتنكر لهذا الجميل سوى جاحد أو نمام . أما قطر ليس لها ما
تفتخر به سوى ما لديها من نفط وغاز لا يمكن أن يتساوى أبدا بالعلم والحكمة والحضارة والفن الذي يخرج من أرض مصر ليضيء هذا الوطن العربي الكبير .ولا مقارنة مع وجود الفارق .
وقطر ليست هي من سيقرر الإتجاه الذي ستأخذه مصر الكبيرة بحضارتها التي يعرفها العالم بأسره . ولا هي من ستقرر الرجل الذي سيقود مصر والمصريين . وحده الشعب المصري العظيم من
يخول له هذا الدور الكبير .
أما عن الأحكام التي صدرت في حق الإخوان - وهم أيضا أبناء مصر العظيمة - بسبب الإرهاب والتخريب لممتلكات الدولة المصرية وقتل أبنائها من الشرطة والقوات المسلحة الباسلة التي
انتصرت على العدو الصهيوني في حرب أكتوبر - هؤلاء الإخوان المغرر بهم من طرف قوى خارجية ومنهم قطر . سيعاد لربما النظر في حكم الإعدام ضدهم . لأن القضاء المصري قادر
على التخفيف من حكم الإعدام بعد التزام هذه العصابة بالتخلي عن العنف والإرهاب لترجع المياه إلى طبيعتها وتسود المحبة والأخوة والحوار المثمر بين المصريين بما فيهم الأقباط كمصريين
متساوين مع إخوانهم المسلمين وغير المسلمين . هكذا يجب أن يكون الوطن المصري العظيم .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟