معاً مِنْ أجل «اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين» على طريق الجبهة الوطنيَّة الشعبيَّة الأردنيَّة

سعود قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 07:58
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

مؤتمر صحفيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمة التي تشرَّفتُ بإلقائها، باسم رفاقي في اللجنة التحضيريَّة لاتّحاد الشيوعيين الأردنيين، في المؤتمر الصحفيّ الذي عقدته اللجنة للإعلان عن اجتماع اشهار الاتّحاد:

معاً مِنْ أجل «اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين» على طريق الجبهة الوطنيَّة الشعبيَّة الأردنيَّة

الرفاق الموجودون هنا هم أعضاء في لجنة تحضيريَّة متطوِّعة أخذت على عاتقها، خلال الأشهر الماضية، العمل مِنْ أجل تجميع الشيوعيين في إطارٍ مرن ينسِّق عملهم، ويوحِّد إرادتهم، ويحتضن الحوار الضروريّ والمنتج بينهم. وقد عقدتْ اللجنة لقاءاتٍ عديدة مع الكثير من الشيوعيين في المحافظات وفي العاصمة وفي القطاعات المهنيَّة المختلفة. وفي المحصِّلة حظي عملها بدعم ومساندة الرفاق في مختلف أماكن وجودهم، وقد تقرَّر أنْ يُعقد، يوم الجمعة القادم 29/3/2013، اجتماعٌ يلتقي فيه الشيوعيون الذين يؤيِّدون إنجاح هذه الفكرة، ليشهروا إطارهم المنشود، هذا، تحت اسم «اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين» أو أيّ اسمٍ آخر يتَّفقون عليه.
يشارك، في العمل مِنْ أجل قيام هذا «الاتِّحاد» العتيد، جميع المنظَّمات الشيوعيَّة الموجودة في بلادنا: الحزب الشيوعيّ الأردنيّ، واليسار الاجتماعيّ الأردنيّ، وتجمّع الشيوعيين الأردنيين، كما يشارك فيه الشيوعيّون غير المنضوين في تنظيمات حزبيَّة أو سواها، ومِنْ بينهم شيوعيّون لم يكن لهم أيّ ارتباط حزبيّ سابق بالحزب الشيوعيّ، وأكثر هؤلاء الأخيرين مِنْ أوساط الشباب، وقد تبنّوا الفكر الشيوعيّ بالاستناد إلى تجاربهم الفكريَّة والسياسيَّة الخاصَّة.
وأبرز ما في هذه التجربة الجديدة المقترحة هو:
1. التسليم، سلفاً، بأنَّه توجد بيننا خلافات فكريَّة وسياسيَّة لا يُستهان بها، وأنَّنا قرَّرنا التعامل معها بالحوار الحقيقيّ الذي لا يهدف إلى إلغاء وجهة النظر الأخرى، بل يسعى إلى الاستفادة منها والتوصّل معها إلى قواسم مشتركة. والثابت الوحيد، بالنسبة لنا، هو الفكر الشيوعيّ بأوسع أشكال فهمه وأكثرها إبداعيَّة، مع حقّ كلٍّ منّا بالاحتفاظ برأيه المختلف والتبشير به.
2. أنَّه لا أحد منَّا يملك مفاتيح الصواب، وأنَّ خلق المناخ الملائم لتفاعل الاجتهادات المختلفة هو الذي يقرِّبنا منه.
3. وبناء على ما سبق، فلا إقصاء لأيّ رأي (أو صاحبه)، مهما بدا مختلفاً.
4. هذا الإطار هو تجمّع للشيوعيين وليس حزباً آخر لهم.
تعاني الحياة السياسيَّة في بلادنا مِنْ حالة عُقم طال أمدها؛ حيث تنحصر تعبيراتها الفاعلة في خيارٍ واحدٍ في الجوهر، هو خيار التبعيَّة، والليبراليَّة المتوحِّشة، والخضوع لإملاءات صندوق النقد الدوليّ، وتعميق التمايز الطبقيّ، وتحميل الفقراء ومحدودي الدخل والفئات المتوسِّطة أعباء هذه السياسات الجائرة، والاندراج في خدمة المصالح (والسياسات) الإمبرياليَّة والشركات المتعدِّية الجنسيَّة. هذا هو خيار السلطة الحاكمة، كما هو معروف. وفي المقابل، ليس لدى التيَّار «الإسلاميّ» الذي ينافسها أيّ بديلٍ جدّيّ لهذا الخيار. وما يجري في مصر وتونس يكشف حقيقة خيارات هذا التيَّار. أمَّا الصراع الدائر بين «الإسلاميين» وبين الأوساط الحاكمة، فهو، في جوهره، صراع على السلطة حسب، وفي إطار الترتيبات الإمبرياليَّة لأوضاع المنطقة. في حين أنَّ الخيار الآخر المختلف، الذي يناقض هذه السياسات في الجوهر وبصورة مبدئيَّة ويقدِّم البرنامج البديل، غائب تماماً؛ بسبب انقسام اليسار وتفتّته وتشرذمه.
ونحن ننظر إلى تجميع صفوف الشيوعيّين باعتباره خطوة أساسيَّة على طريق إعادة بناء البديل الحقيقّ والجذريّ للسياسات القائمة. وبهذه المناسبة، يمدّ الشيوعيّون يدهم إلى رفاقهم اليساريين والقوميين، الحزبيين وغير الحزبيين، ومختلف التقدّميين والديمقراطيين والمثقَّفين المستنيرين، للعمل معاً مِنْ أجل تشكيل «الجبهة الوطنيَّة الشعبيَّة الأردنيَّة» التي تحشد طاقاتنا جميعاً للدفاع عن بلدنا ضدّ جميع الأخطار التي تهدّده، وعن مصالح شعبنا ولقمة عيشه وحريّاته، ولمواجهة نهج التبعيَّة وسياسات الليبراليَّة المتوحّشة، والتصدِّي للمؤامرات والمكائد الإمبرياليَّة والصهيونيَّة والرجعيَّة التي تستهدف أمّتنا.
نكتفي بهذا القدر مِنْ إلقاء الضوء على مشروع «اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين»، أمّا الموضوعات السياسيَّة والتنظيميَّة وسواها من الموضوعات الأساسيَّة، فسيجد اجتماع يوم الجمعة القادم (29 آذار 2013) الآليَّات المناسبة لاتِّخاذ القرار بشأنها.

#سعود_قبيلات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل