محمد الدفيلي
الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 22:55
المحور:
المجتمع المدني
كم هي عدد الكلمات والمصطلحات التي نتفنن في نطقها، نحاول معرفة خبايا إحداها وننسى أخرى أو نتجاهلها.هل نعيش الحياة بكل أبجدياتها و نواحيها،هل نعيشها بإنسانية أم بهمجية الحيوان –الذي أحيان هو منظم أكثر من الإنسان في كينونته-؟
إذا فإننا نعالج واقعا مريرا أو حلوا لشخص ما أو لمجتمع ما، هل بالضرورة بمكان أن تلك الحياة واقعية أم هي وهم أو إيهام للمشاكل أو السعادة؟هنا يبقى الباب مفتوح على مصرعيه،ويأخذننا مثال العروبة أو ما يعرف بالقومية العربية –هنا المثال للتوضيح لا للحصر-حيث وجد المفكرون القوميون شعوبا تتكلم اللغة العربية فظنوا أنها امة عربية وسموها بذلك.لكن الحقيقة إن العروبة معطى طبيعي مثل الأشجار و الرمال،أما الأمة فمفهوم يتم تطويره بشكل عملي مقصود و يبنى لبنة لبنة في جهد مستمر و صيرورة أبدية.و الحال إن ممارسة السياسة خلال الربع الأخير من القرن المنصرم كانت موجهة ضد إنشاء الأمة بكل تفرعاتها و طاقاتها حتى انجلي القرن العشرون عن كيانات مفككة متنابذة.
وهكذا يتضح غلط و وهم النظرية القومية التي مورست في غضون نصف القرن الماضي و لم يكن مصيرها سوى الإخفاق الذريع.وباتت السلطة لا تدافع إلا على نفسها و تسعى لتأبيد ذاتها.فحذف المجتمع المدني و صودرت حرية الكلام و البحث و التفكير و غاب المثل الأعلى الأخلاقي في عالم العرب حتى أوصل المجتمعات إلى فوضى لا يعرف معها أين هو و إلى أين المفر؟ ( عن كتاب عرب اليوم صناعة الأوهام القومية لمحيي الدين صبحي)
كما ينقلنا الكاتب الإيراني علي شريعتي في مؤلفه "النباهة و الاستحمار"،الذي يعالج فيه ظاهرة التكبر لدى مجموعة من المثقفين أو شبه ذلك،حيث يصبحون أصحاب ذوات متعالية على بقية أفراد المجتمع و يرفضون التواضع و قبول الرأي الآخر و خصوصا إذا جاء من أناس ابسط منهم،والذين يمكن أن يكونوا اعلم منهم في الحياة المعيشية.ليدخلنا في جيلين من الاستحمار القديم والجديد.
ا ناي قضية فردية أو اجتماعية،أدبية كانت أم أخلاقية أم فلسفية،دينية أو غير دينية تُعرضُ علينا،وهي بعيدة عن "النباهة الإنسانية"و"النباهة الاجتماعية" ، ومنحرفة عنهما، هي إستحمار قديم أو جديد مهما كانت مقدسة.
#محمد_الدفيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟