أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر الدرديرى - معصية - قصيدة














المزيد.....

معصية - قصيدة


عمر الدرديرى

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معصــية

أذا تغلّب الحيوان فيك
ذهبتَ أدراج القطيع
وإذا ما انتصر الإنسان فيك
أصبحت فرداً مُبصراً وسميع
والحقّ أنّك موجودٌ هنا من أجل أن تعصى
لا لأجل أن تُطيع
فالطاعة العمياء تأباها هوام الغاب
ويعافها الطفل الرّضيع

مُفرحٌ جدّاً يأيّها الأطفال والشباب
أن تجهروا برأيُكم فى كلّ ما ورثتم
وأن ترفضوا التّحفيظ والتلقين
مُحزنٌ جدّاً ألاّ تفتأوا تردّدوا ما قاله الأسلاف
قبل آلآف السّنين
مفرحٌ جدّاً أن تتكلّموا أصالة عن نفسِكم
لا بإسم الآخرين
مؤسفٌ أن يحكم الأموات من قبورهم
ويُصبح الأحياء فى عداد الميّتين
ومؤسف أن ترى فتيّاً يافعاً
كالببغاء يحكى قول هذا وقول ذاك
وكأنّه فى هذه الدنيا بلا عقل يُميّز أو يُبين
فأنت حيٌّ وموجودٌ هُنا والآن
فلماذا لا تنفكّ تحكى بلسان الغابرين؟
رأيُك أنت ياهذا هو المُهّم
فاصدع به بلا غضب ولا تعصّب
ولا تستحى أو تستكين

لا تحفظوا عن ظهر قلب
ما أبلغوكم أنّه الحقّ المُبين
بل ارجعوا أبصاركم فيه كرّتين
ليستبين الغثّ منه والثّمين
ناقشوا أنفسكم فيما ورثتم أوّلاً
لا الآخرين
حطّموا الأصنام فى رؤوسكم
وانزعوا الأغلال عن عقل سجين

لا تؤمنوا بشئٍ مُسبقاً أبداً
فهكذا الإيمان ليس فضيلة
بل عقبة كأداء
فى سكّة العلم الرّصين
فكم حطّم العلم اعتقاداً
كان منه الأوّلون على يقين
وكم دمّر العقل صروحاً
آمن النّاس بها لآلاف السّنين

ما أتعس الإيمان حين يكون
تصديقاً بلا تبرير
ما أتعس التعليم حين يكون
تحفيظاً وتسميعاً بلا تفكير
ما أبأس العقل المُكبّل
بالكلام الفارغ الممجوج
عن الأخلاق والوطن الكبير
ممّن مزّقوا الأوطان واحتقروا الضّمير
ممّن ألّهوا باسم الإله نفوسهم
وتوهّموا أن الحقيقة حجبُها ميسور
بمكبّرات الصوت والصّوت الجهير
بهتاف أرباب المصالح
وحناجر الحشد الأجير

ما أتعس العقل المُحاصَر
بالخطاب الدّيماغوجىّ الفقير
المسجون فى موروثه الجمعى
والمعزول عمّا حوله من واقع
لا يرحم المتوقّفين عن المسير
ما أسعد العقل الذى صابته حُمّى الشّك
أو جرثومة التّنوير

من سُمّوا فى بلادنا "علماء" يا صحاب
ليسو سوى تنابلة
فهُم مع السلطان كيف كان
أحنافاً كانوا أم شافعيّة
أم مالكيّة .. أم حنابلة
أخطاؤه الجسيمة ابتلاء فى منظورهم
وجُورُه عدلٌ بلا ريب ولا مُجادلة
وكلّ تُهمة فى حقّه محض افتراء
أو مؤامرة باطلة
ولو أنّهم علماء حقّاً ولدينا الآلاف منهم
فلماذا حالنا هكذا يُغنى عن السّؤال
ولماذا الهوّة بيننا وبين الآخرين هائلة؟
ولماذا نحن بلا اقتصاد ولا عِلمٍ ولا سياسة
ولماذا الظّلم والفساد يرتعان عندنا
بلا مُساءلة؟

فالعِلم معروفٌ ولا مراء فيه
وليس هناك علم دنيا وعلم آخرة
من سُمّوا بالعُلماء فى بلادنا
إشتروا بعلمهم حياة دنيا فاخرة
وأصبحوا أصحاب سلطة وشُهرة وجاه
بل أصبحوا قياصرة
لا يسألون حاكماً من أين هذا لك
بل يؤثرون الصّمت فى الحقّ على المُجاهرة
أمّا حديث الحيض والنفاس فهم فرسانُه
وكذلك النكاح والمُصاهرة
خطابهم خطاب زهد فى حياة عابرة
وفعلهم فعل من لا يخشى حساب آخرة

لا تدَعوا نصوص الدّين
حِكراً على الكهنوت
بل خذوها وادرسوها
دون تقديس ولا لاهوت
واقرأوا بعين فكرٍ ثاقب تاريخها
المحكىّ عنه .. وكذلك المسكوت
لا ينبغى الإذعان والتّسليم
للمتكلّمين بزعمهم
نيابة عن مالك الملكوت
فهؤلاء سيقتلون عقولكم قتلاً
ويُحكمون عليها الغلق فى تابوت
وستُصبحون مسيّرين بعاطفة .. لا عقل فيها
والعقل عين العاطفة
وبغيره حيّاً تموت
والبيت مبنىٌّ بعاطفة بلا عقل
كبيت العنكبوت

لا تصدّقوا من قال لكم
صدّقوا لأنّ العقل قاصر
فقاصر عقله ذاك الذى يقول
إنّ العقل قاصر
فالعقل مثل المارد المحبوس
فى قُمقم موروث
فى ذروة بعينها يحطّم القيود
ويهدم السّدود
ويهجر المقابر
ويعبر الحدود
بلا حاجة منه إلى الخرائط القديمة
ودونما تذاكر

عمر الدرديرى
مارس 2014



#عمر_الدرديرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر الدرديرى - معصية - قصيدة