أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيت يوسف ياسين - سؤال الفكر والممارسة














المزيد.....

سؤال الفكر والممارسة


أيت يوسف ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن للاشتراكية العلمية و روادها من مفكرين و مناضلين لفضل كبير على كثير من أولئك الذين اعتنقوا مذهب الشعوب المضطهدة , فلها من القدرة ما يستطيع تحطيم سكونية الواقع وفق تساؤلات و تحليلات و جدل وفهم للبنى الاجتماعية و تحديد الطبقات التي لها مصلحة في التغيير، فعدم القدرة على الوصول إلى عمق البنى الاجتماعية يمكن اعتباره من بين المعيقات التي تعتبر حجرة عثرة أمام تحليل علمي لمجتمعنا المغربي، في محاولة لإعادة تشكيل و ترتيب منظورنا له كيساريين وفقا لما نؤمن به من ايديولوجية نتفادى بها الغوص في مستنقعات التحريفية مع حلفاء وهميين , هاجسهم الأكبر هو ما سيكسبونه في المستقبل القريب، بعيدا عن أية استراتيجية واضحة المعالم منسلخة عن امال مضطهدي هذا الوطن. فهنا يكمن مأزق يسارنا المغربيي الذي يرجع أساسا إلى سكونية التحليل العلمي لدى بعض مناضليه و قيادييي أحزابه التي تؤدي الى الابتعاد عن طرح الأسئلة و الاشكاليات الجوهرية، و بالتالي الردة عن المرتكزات الأساسية لأيديولوجية أحزاب الطبقة العاملة مما ينتج عنه احتقار التنظير و استبداله بالتثقيف الحزبي و الممارسات "النضالية" غير المنتجة في الشارع التي أفضت الى بلورة نظرة سلبية لليسار،أما المأزق الثاني فيتجلى في التطور الكبير في المفاهيم الطبقية والاقتصادية والعلمية في دول العالم الثالث و العالم عموما، والتي عجز اليسار المغربي عن استيعابها نظريا مما جعل الكثير من الطروحات على الرغم من واقعيتها لا تلائم واقعنا تنظيرا وممارسة،و على رأسها مفهوم الصراع الطبقي (بما في ذلك مفهوم "البروليتاريا" الذي ظل ظاهرة أوروبية محدودة جغرافيا وتاريخيا، ولا توجد دلائل على تطبيقها خارج أوروبا وذلك لعدم جاهزية و قدرة يسارنا على تأطير هذه الطبقة المحورية في الصراع) أما المأزق الثالث فيتجلى فيما أفرزته انتفاضات الشعوب المغاربية و العربية التي قادتها شرائح من الطبقة المتوسطة والبورجوازية الصغيرة مما مكنها من لعب دور محوري في قيادة الصراع ضد أعتى الأنظمة الديكتاتورية في غياب الطبقة العاملة و دون بوصلة نظرية , أما المأزق الرابع فيستخلص منه مسار اليسار المغربي المتعثر و المتوج بعدم يقينية قدرة نظرية ماركس على التغيير و غياب أرضية صلبة تستند الى فكر نظري علمي متجانس مع الواقع قائم على مبدئية الأحزاب المتبنية لهذه الأيديولوجية و وتطوير آليات العمل الجماهيري الذي يستهدف أكبر شريحة من المقهورين,ليأتي المأزق الأخير متوجا بضبابية تكتيك اليسار من خلال البحث عن بدائل تحرف ايديولوجية الطبقة العاملة عن مسارها الصحيح و التي تبدأ بالتنازل المرحلي عن سقف المطالب السياسية ليتراكم المأزق وينتهي بإنتاج مناضلين "سكيزوفرينيين" يجدون أ نفسهم في تناقض صارخ بين ايديولوجيتهم و فهمهم و تحليلهم و ممارستهم في واقعهم المعاش ،و بالتالي القيام بعملية احتيال كبيرة تغذي نرجسيتهم التي تمني النفس بالتشبث "بالصف الديمقراطي الوطني التقدمي" انه الوهم بعينه .فالوضوح هو الحقيقة وبوصلة النظرية و الممارسة واضح مداهما،لكن الغموض والخلط يترتب عنهما نتائج أكثر غموضا، و بالتالي لمن سيفسح مجال و معترك النضال ؟؟؟ أ لأيديولوجية هجينة بعيدة عن الواقع؟؟؟ أم لكائنات سياسية تنجرف في تيار الفوضوية ؟؟؟ ؟؟؟أم أن واقع الحال يفرض علينا العودة إلى أيديولوجية الطبقة العاملة؟
فالأساسي لهذه التراكمات التي تعرفها بلدان الشعوب المضطهدة هو دفعنا إلى تحليل واقعنا العنيد للوصول إلى عمق الإشكالات الحقيقية , و تعبئة مناضلين نوعيين مؤمنين بعدالة شعوبهم التواقة للتحرر و الانعتاق ،و هي في حد ذاتها رهانات تفرض على المناضل و المفكر و الطالب والعامل والفلاح والكادحين عموما، القيام باستيعاب تمرحلات مجتمعاتهم، فعدم الاستيعاب و التميز في التحليل يؤديان إلى الانحراف، و بيع المبدأ في مزادات البؤس، و تعبيد الطريق لمبادرات تضخ دماء فاسدة في عروق المناضلين، لمواصلة طريق نضال مشوه غير مرتكز أساسا على أي رؤية علمية مسنودة بأكبر شريحة من الجماهير الشعبية.
فالاشتراكية العلمية و المنتسبين إليها من معتنقين لقضايا شعوبهم العادلة، وجدوا الدافع و السبب الرئيسي ،المتمثل في تأطير الطبقة العاملة لتقوم بالدور المنوط بها تاريخيا، على اعتبارها أكثر الطبقات ثورية على الإطلاق، بدل البحث عن بديل لها.
أما آن الأوان لاستيعاب تمرحلات المجتمع المتسمة بتراكمات تتيح حراكا يساهم في تعديل موازين القوى بالاعتماد على الطبقة العاملة وحلفائها أصحاب المصلحة في التغيير,عوض تحالفات هشة تحتل بطريقة غير مباشرة موقع خادم السلطان؟والقطع مع التناقض الحاصل بين الفكر والممارسة؟ أما ان ليسار حقيقي أن يولد بعيدا عن رحم هذا التحريف؟
تساؤلات أطرحها دون أن أنتظر منها إجابات شافية،لكن على الأقل أكون قد فتحت نقاشا أريد له أن يظل مغيبا.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تعطيل أكثر من 2500 جهاز ستارلينك تابعة لمراكز احتيال في ميان ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة: إسرائيل تستعد ل ...
- تحول أمني خطير.. خطة إسرائيلية -مثيرة للجدل- في الضفة
- مادورو لواشنطن: لا لحرب مجنونة.. أرجوكم
- تحدٍ قاتل يعود إلى مصر.. شبح -لعبة الموت- يلقي بظلاله
- بوتين على أبواب الكاريبي.. وترامب يتحرك لأجل حديقته الخلفية ...
- الضفة الغربية.. خط أحمر أميركي يعيد رسم معادلات النفوذ
- صفعة سياسية من أميركا لإسرائيل.. ترامب يوقف -قطار الضم-
- صور جوية مذهلة تُظهر البيت الأبيض قبل وبعد هدم جزء منه بسبب ...
- السعودية.. فتاوى مثيرة من صالح الفوزان قبل تعيينه مفتيا تشعل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيت يوسف ياسين - سؤال الفكر والممارسة