أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امير البغدادي - عدالة متاخرة في قضية الشيخ الشهيد طالب السهيل














المزيد.....

عدالة متاخرة في قضية الشيخ الشهيد طالب السهيل


امير البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لاشك ان تصلك العدالة بعد عشرات السنين افضل من ان لا تصلك ابدا.. وهذا ليس مدحا لحكم متاخر جدا وانما تفضيل السيء على الاسوء، وهو ينطبق على الحكم الذي صدر بحق قتلة الشهيد طالب السهيل. ولو كان هذا الحدث في دولة اجنبية بان يحصل شخص على حكم بعد 20 سنة من جريمة اغتياله لاعتبر من الاخبار المثيرة ، بالطبع ان قضية الشيخ طالب السهيل ابعادها معروفة ، ودوره وواضح في المعارضة العراقية ضد النظام السابق، ولولا هذا الدور لما اقدم النظام البائد على تحدي الاعراف والقوانين الدولية في جريمة اغتياله، وهذا لايرتبط فقط بالشيخ السهيل انما الشهيد مهدي الحكيم الذي اغتيل بنفس الطريقة لكن في السودان.
ان اعلان وزارة العدل خبر اعدام قتلة الشهيد السهيل المتاخر يدل على اننا لازلنا متاخرين جدا عن الشعوب والامم في تطبيق العدالة وسيادة القانون، واذا كانت كل قضية تاخذ من عشرات السنين، فعلينا ان نفكر ببدائل وطرق تمنح ذوي الحق الخاص حقهم بعد اكمال التحقيقات الاصولية والتي يجب ان تحدد بفترة محددة وان لايترك الحبل على الغارب وفق امزجة معينة لتنفيذ القانون وربما يمتد الامر الى سنوات كحال قضية السهيل.
ان تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمعات المتقدمة، له اولوية كبرى في الحفاظ على نسيج المجتمعات وسيادة القانون ، كما انه يشكل انصافا لذوي الضحايا، واذا غابت العدالة ساد الظلم والجور وتفكك المجتمع الى عصابات وجماعات تحكم خارج القانون، وايضا يمنح المجرمين شعورا بالاستخفاف ولاستهانة في تطبيق القوانين..
ان بقاء قتلة الشيخ السهيل لهذه الفترة ليس انصافا لتاريخه ولدوره الوطني في المعارضة ، وانا متيقن لولا جهود ابنته النائبة صفية السهيل لكانت القضية ركنت مثل غيرها من القضايا، رغم انها احدى القضايا التي حوكم بها النظام السابق في المحكمة الجنائية العراقية المستقلة والتي اعتبرت القضية جريمة ضد الانسانية في نيسان 2011 ، وما اثبتته من ممارسة منهجية واسعة النطاق من النظام البعثي الصدامي ضد زعماء ومعارضي النظام السابق ونموذج لممارسة ارهاب الدولة الخارجي.
ان تاريخ الشيخ طالب السهيل الوطني يطالبنا ويطالب العدالة بتقديم بقية المتورطين بالجريمة الى القضاء لينالوا جزائهم العادل، فالشيخ السهيل نشأ في كنف عائلة سياسية وطنية عريقة النسب غنية الموارد تمتد جذورها بعيدا في التاريخ العربي الاسلامي اذ ان ابناءها هم أمراء (بني تميم)، التي لعبت منذ بدايات القرن العشرين دورا مهما في التاريخ العراقي السياسي والاجتماعي ، حيث يستوطن افرادها وفروعها في مناطق عدة من العراق والدول العربية.
والشيء المعروف ان الشيخ الشهيد هو احد قيادات حزب الامة الاشتراكي برئاسة صالح جبر رئيس وزراء العراق الاسبق في العهد الملكي وتعرض السهيل الى مضايقات افاضطر الى السفر خارج العراق في اذار 1963 ، الا انه عاد للعراق بعد سقوط نظام البعث وعاود نشاطه السياسي والاجتماعي, وبعد عودة البعث للسلطة بانقلاب 1968 بدأ النظام بملاحقته مجدداً والتضييق عليه وأصدر بحقه اوامر بمنعه من السفر ومذكرات القاء قبض مما جعله يترك العراق ولثقله الاجتماعي والعشائري استطاع بمساعدة بعض الموجودين في الدولة ان يسهلوا له عملية السفر الى الخارج.
وتنقل بين عدد من الدول العربية وأستقر به المقام في في المملكة الاردنية الهاشمية بضيافة ملكها جلالة الحسين بن طلال، ومستشارا له وعلى ان يعود الى وطنه بدستور الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.
يمتلك السهيل علاقات وصداقات واسعة في العراق وكافة الأقطار العربية وعلاقات مع الملوك و الرؤساء والامراء والشيوخ العرب والسياسيين الدوليين ، نجح في لم شمل حركات وشخصيات معارضة للنظام السابق وتحرك مع شخصيات من داخل العراق لعملية تغيير بمشاركة شخصيات سياسية وعسكرية واجتماعية معروفة وسميت العملية بعملية "انقاذ الشعب " والتي على اثر تسريبات معلوماتية قام النظام باعدام مجموعة من الشخصيات المعارضة مثل جاسم مخلص وراجي التكريتي وصفر مخلص وبشير الطالب والعميد احمد علي التميمي وسفيان الغريري و صلاح السامرائي وغيرهم في صيف 1993.
ولم يكتف نظام صدام باعدام تلك الاسماء بل تابع الشهيد طالب في الخارج واستهدفه عدة مرات في الاردن واستمر بمتابعته لمعرفة خطواته لما شكله من خطورة على النظام ، ولخطورة الوضع في الاردن اذ يتواجد عناصر المخابرات الصدامية وبنصيحة من الجانب الرسمي الاردني انتقل السهيل للاقامة في المملكة العربية السعودية بضيافة الملك فهد بن عبدالعزيز في تشرين ايلول 1993، وواصل متابعاته من الرياض مع المعارضة العراقية بشخوصها واحزابها ومع لاجئي مخيم رفحاء وشخصياتها الاجتماعية على الحدود العراقية - السعودية ، استغل النظام زيارته القصيرة الى لبنان حيث رصده وارسل ازلامه لاغتياله.
ودفن في مقبرة روضة الشهيدين بالضاحية الجنوبية في بيروت بالامانة واقيم له تشييع رسمي كبير حضره عدد كبير من المسؤولين اللبنانين وسفراء العديد من الدول بالانابة عن رؤسائهم ودولهم مثل الاردن والسعودية والكويت والامارات العربية والجزائر وقطر وتوافدت الوفود من جميع الدول الى مكان العزاء الرئيسي في منزله في بيروت وعمان.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حماس- تصدر بيانا يوضح موقفها تجاه مقترح وقف إطلاق النار في ...
- روسيا ترفع علم طالبان في موسكو اعترافاً بحكومة أفغانستان
- ألمانيا تطالب بـ-وقف عاجل- لعنف المستوطنين في الضفة الغربية ...
- زيلينسكي يبحث تعزيز حماية الأجواء الأوكرانية مع ترامب بعد هج ...
- ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
- نيابة فرنسا تؤيد استمرار مذكرة التوقيف بحق بشار الأسد
- ارتفاع الاستيطان بالضفة بولاية نتنياهو الحالية بنسبة 40%
- برقيات تقنية.. -بايدو- تطلق أداة توليد مقاطع الفيديو ومشروع ...
- ما وراء الخبر ـ ما خطة واشنطن للتعامل مع طهران؟
- خبز الحبوب المنبتة قد يغير علاقتك بالكربوهيدرات


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امير البغدادي - عدالة متاخرة في قضية الشيخ الشهيد طالب السهيل