الباحث الاجتماعي محمد ايت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 23:39
المحور:
كتابات ساخرة
نقد معضلة مجتمع لا يعترف بالإبداع و لا يرحب بالمبدع....
...في المجتمعات المتخلفة نرى الابداع و المبدع موجودين لكن لا احد يرحب بهما ، هذا المشكل موجود بشكل كبير في مجتمعاتنا التي تعيش كود فكريا و السبب انها لا ترحب بالإبداع و المبدع و انما هي دائما تحاول نسخ نماذج المجتمعات المتقدمة و تحاول اسقطها على الواقع المتردي ، و لهذا نجد اليوم في مجتمعنا اعطاب اجتماعية و امراض فكرية و السبب راجع الى تجاهل الابداع و المبدع " المفكر" المحلي الذي يملك موهبة و قدرة في خلق براديغمات ابداعية يمكن ان تكون الحل الانسب لهذه المجتمعات التي تعيش التهميش و الاقصاء الاجتماعي بكل اشكاله، مجتمعات تعيش حالة ركود و اجترار فكري ، لا تعطي فرصة لنفسها لكي تسمو و ترتقي بالإبداع الذاتي ، و انما دائما تحاول محاكة النماذج الغربية في كل شيء و لذا نجدها دائما متخلفة رغم التقدم المزعوم الذي تدعي ، لازلنا نشاهد في هذه المجتمعات المتخلفة التي تدعي التقدم و التنمية البشرية مشاكل لم تكون في العصور الوسطى ، اي في العصور القديمة و هذا ربما راجع الى المناهج التي تنهجها الحكومة في التعليم في الاقتصاد في تدبير الشأن العام ...الى اخره ، لكن سوف اركز في هذه المجالات كلها على مجالين و هما التعليمي و الاقتصاد لانهم الركيزة الاساس لأي مجتمع يسعى الى الارتقاء و التقدم لابد من الالتزام بهذه القواعد و هي : الاهتمام بالاقتصاد و يكون هذا الاهتمام بنهج سياسات ناجحة و ليس سياسات فاشلة سياسة التقشف سياسة الاقطاع و البورجوازية ، هذه المجتمعات تحتاج الى نظام اقتصادي بسيط يسد حاجتها الاقتصادية و الاجتماعية و لا غير ، لا تحتاج الى برامج اقتصادية للدول العالم المتقدم ، لان ارضية المجتمعات المتخلفة لا تناسبها و لذا ينبغي دائما الانتباه الى هذه المسألة ، لكل بيئة اجتماعية نظامها الخاص لا ينبغي نسخ الانظمة و تطبيقها بالحرف على مجتمع معين ، لان الانظمة الاجتماعية و كذا الاقتصادية ليست متشابهة .
ثم كــذلك ينبغي الاهتمام بالتعليم لان التعليم و الاقتصاد و جه للعملة واحدة ، لا يمكن ان نتصور اقتصاد ناجح دون تعليم جيد ، و لا يمكن ان تصور مجتمع متقدم دون توفر هذه الشروط ، لا نها مهمة في تكوين مجتمع متقدم ، و العكس صحيح ، يعني عدم توفر هذه القواعد و الشروط يعطي لنا مجتمع جاهل متخلف يعيش على الرذيلة و الاعطاب بكل اشكالها و انواعها ، و هذه المسألة لابد للدولة الاهتمام بها في ظل التطور السريع للوسائل الالكترونية و في ظل المجتمع المعولم ، يعني ينبغي على المجتمعات المتخلفة اخد بعين الاعتبار مسألة التقدم التقني و دمجها في برامجها التعليمية لكي تكون هناك تناسق و انسجام في الواقع بين البرامج التنموية و التعليمة و الاقتصادية في واقع هذه المجتمعات المتخلفة ، التي لازلنا نرها تمشي طبقا للنظريات غربية في شتى المجالات ، سيما في المجالات التنموية كالمغرب مثلا الذي ينهج مند الاستعمار الى حين استقلاله الى يومنا هذا نظريات غربية في كل المجالات التنموية اي التي تهتم بالشأن البشري ، ان المغرب اشبه بمختبر التجارب و هذا راجع الى السياسات الفاشلة التي ينهجها الهيكل الحكومي في تسير الشأن العام .
يمكن القول بأن المخططات الحكومية في المجتمعات المتخلفة" العربية " تعيش حالة احتضار ، لأنها تعيش بإبداع الاخر اي بأفكار الاخر و تنسى افكارها التي قد تكون مميزة و فريدة لكن دائما العربي يحتقر ثقافته و يتبجح بثقافة الاخر و يعتبر الاخر هو الافضل في كل المجالات ، بينما ينسى انه يمكن ان يكون الافضل لو انه شجع نفسه و حاول الايمان بقدرة ابداعه في تغير و تحسين واقعه المعطوب و في تحسين حاله .
ايمانا منا بقدرة العربي في الابتكار و الابداع في شتى المجالات فكرية كانت او اقتصادية ، او تنموية ، لكن يبقى المشكل الذي يعاني منه العربي هو مشكل الثقة في الذات و الايمان بالإبداع و الاعتراف بالمبدع و الابداع ، لأننا نشاهد المبدع " المفكر" في المجتمعات العربية" المتخلفة" ، اعلم ان الكثير من الباحثين سوف يكونون ضدي في هذه الفكرة ، لكن اقول السبب الذي جعلني اقول المجتمعات المتخلفة و ليس مجتمعات في طور النمو او التقدم و غيرها من المفاهيم المصاحبة ، لان هذه المجتمعات متخلفة لأنها لا تعتمد على ابداعها و تفضل ابداع الاخر الغربي على ابداعها المحلي و هذا ما يمكن ان اسميه معضلة الابداع و المبدع في المجتمعات المتخلفة ، التي لازلت تعيش تخلف فكري بالرغم انها تدعي التقدم و غيرها من مفاهيم الخطابات الخشبية التي لا علاقتها بالواقع .
اليوم العربي عليه الاعتراف بذاته كمفكر و مبدع و يؤمن انه قادر على تحسين ظروفه انطلاقا من ابداعه و انطلاقا من افكاره التي يعتبرها افكار لا مستقبل لها او لا قيمة لها ، نقول له عليه بالإيمان ايها الانسان العربي بذاتك و افتخر بثقافتك و حاول بناء مستقبلك الذي يتوافق مع بيئتك الاجتماعية و لا تحاول البحث عن نظرية و علاجات غربية لكي تعالج واقعك الاجتماعي بل حاول الابداع و افتخر بإبداعك و اخرجه من سفاسف التخلف و الانحطاط ، حاول الرقي به و الافتخار بثقافتك .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟