أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رواء الجصاني - مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب!(8)















المزيد.....

مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب!(8)


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 14:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حَظيت، وما برحت الحلقات السبع الماضيات، من هذه التأرخة واليوميات الشخصية عن الجواهري ، بمزيد من الاهتمام، وإن جاء بعضه منتقدا لأنها"خصوصيات" لا يجب البوح بها. ومع التقدير لاصحاب ذلكم الرأي، ها نحن نستمر في محطات ومعايشات وشهادات أخرى، علهّا تُزيد من التعرف أكثر وأكثر على ذلك الذي ملئ القرن العشرين، وشغل اهله، وما زال.
34- بارزاني في صالون الجواهري
عادة ما كان رئيس الحزب الديمقرطي الكردستاني، مسعود بارزاني، حين يحل في دمشق، وفي النصف الثاني من الثمانينات تحديداً، يقوم بزيارة الجواهري، في دار ضيافته، وقد شيئ لي أن احضر أثنتين من تلكم الزيارات: الاولى، وكان معه القيادي في الحزب، روج نوري شاويس، وعدد من المستشارين. والثانية كانت بحضور المسؤوليَن في الحزب الشيوعي العراقي، عبد الرزاق الصافي وفخري كريم، وسياسيين اخرين.
وكان الجواهري – كعادته- مرحباً، وبتميز، بضيوفه، متبادلاً معهم احاديث السياسة والتاريخ والشعر، الى جانب "المناكدات" المعهودة. ومن الطبيعي ان تكون هناك أستذكارات عن العلاقة بينه والزعيم الكوردي الكبير، الملا مصطفى برزاني في الستينات، وعن قصيدته الشهيرة عام 1963 ذات المطلع المدوي:
قلبي لكوردستانِ يُهدى والفـمُ- ولقد يجودُ بأصغريه المعدمُ
وأشهد هنا مرة اخرى، ان مسعود بارزاني، أولاً، كما والضيوف، كانوا جميعاُ آذاناً صاغية، لاراء الجواهري واحاديثه وملاحظاته بهذا الهمَ العراقي أو ذاك، خاصة وأن النظام الارهابي الحاكم حينئذٍ في البلاد، سالك في جرائمه ومآسيه، وحروبه الخارجية والداخلية .
وفي سياق هذه التارخة، اشير ايضاً الى ان الشاعر الخالد، ولظروف واسباب يطول شرحها، ولانصيب لها هنا – في الوقت الحالي على الاقل- كاد ان يكون بضيافة الرئيس بارزاني، في كوردستان العراق عام 1992 ليستقر فيها بعد دمشق، والتفاصيل لدى "كفاح" نجل الشاعر الكبير ...
35- صحة عامرة كمنجزه العامر
باستثناء بعض مشاكل الاسنان المؤقتة، والعملية التي اجراها لعينيه في باريس، في النصف الاول من الثمانينات، بقي الجواهري، وحتى تسعينات عمره، في صحة أستثنائية، بعيدا عن امراض العصر، وغيرها. فالقلب سليم، ولا شكوى من ضغط عالٍ أو منخفض، ولا سكري ولاغيرها . ولذلك فهو لم يحتمِ من الدهون أو السكريات، ولربما لا يعترف بـ" الكولسترول" وتأثيراته السلبية. كما بقي أكولاً، وشروباً، ومدخناً متوسط الشراهة حتى سنواته الاخيرة.
وأذ هوعلى تلكم الحال، فلم يكن بحاجة، على العموم، لمراجعة طبيب، أو مشفى، او اجراء فحوصات دورية، وسواها. مع استثناءات معدودات وهي قضاء اوقات محدودة في منتجع "كارلوفي فاري" التشيكي الشهير، لتغيير الاجواء، والتمتع بالطبيعة الآخاذة هناك، أكثر من الحاجة للاستشفاء، خاصة وان التكاليف كانت بسيطة جدا، ولربما لا تتجاوز المئة دولار في الاسبوع.
وحدثني صديق الجواهري لعقود، وطبيبه عند الضرورة، السياسي السوري الشيوعي البارز، نبيه أرشيدات، وكنا في اربيل عام 2000 مشاركين في احتفاء الكورد بمؤية "شاعر العرب الأكبر"! قال: ان صحته، وحتى في سنوات عمره الاخيرة، عامرةً كعبقريته، وعطائه ومنجزه العامر.
36- جيب يرن به الذهب...
عشية مغادرتي الى دمشق عام 1990 للمشاركة في فعالية شبابية، حملني الجواهري رسالة الى احد معارفه السياسين العراقيين في سوريا، وكان متغاضباً معه، لأنه تقلب في مواقف اعتقدها الشاعر الكبير غير مناسبة ... وقد حدستُ أن في الأمر"إنَّ" كما يقولون، وذلك من نبرة الحديث ومن علمي بأن أحد "الوشاة" قد نقل اليه ما نقل من مزاعم وأدعاءات . لذلك أخذت الرسالة وفي قرارتي ان لا اسلمها. أولا: لأخفف وقع المغاضبة، وثانياً لأتحايل على الجواهري، فليس بالمقدور رد طلب له، وثالثا لابعد نفسي عن تأزم اعرف انه سينتهي بعيّد فترة، وأكون انا وسطه دون داع وضرورة .
وهكذا وصلت الشام، وبدلا من اهمال الرسالة، طغى علي الفضول، ففتحتها، وكان حدسي في مكانه، ففي الرسالة ما فيها من"عتاب" وأنتقاد، وأكتفي بنقل ما جاء في ختامها من "شعر" وعلى أن يُكمل لاحقا:
جيبٌ يرنُّ به الذهب... ومناضلون بلا تعبْ
فمن اليمينِ الى اليسارْ... ومن اليسار الى اليمينْ
سبحان رب العالمينّ!!!
وللتأرخة فأن الشعر لم يُكمل، وقد عادت المياه الى مجاريها بين الجواهري وذلكم السياسي المعني، بعد اسابيع قليلة .
45- الشاعر العظيم يرقص في التسعين
كم تشوقَ، ويتشوق المحبون، لمعرفة بعض لمحات عن الجواهريّ، بعيداً عن "المقصورة" و"أنا حتفهم" و"آمنت بالحسين" و"أخي جعفراً" و"دجلة الخير" و"قلبي لكردستان" و"يا ابن الفراتين" وغيرها من المدويات... وقد يسألون وهم يشكّون أصلاً في أن تكون لمثل ذلك الشاعر الثائر المتمرد، ساعات فرح أو لحظات عشق أو أزمنة حب. وبين عشرات الوقائع والأحداث ذات الصلة، اسجل عن هذه الواقعة، والتي كنت قد كتبت عنها في تأرخة سابقة:
في اليوم الأخير من عام 1985 والساعة تقترب من العاشرة ليلاً، والجواهري، وأنا، وبعض أهل البيت، في جلسة حميمة بقصر الروضة وسط دمشق الشام، المخصص لاستضافة الشاعر الكبير، ومن معه، ومن يحب، قلت له ممازحاً، ما معناه: الناس يرقصون ويفرحون في الشوارع والساحات والمقاهي ونحن جالسون هنا نحصي شؤون وشجون الماضي فحسب، ناسين أو متناسين أن غداً مطلع عام جديد ترقص الدنيا لاستقباله. أما أنت القائل:
لا تلم أمسك في ما صنعا ...امس قد فات ولن يسترجعا
امس قد ولّى ولن ينفعهُ ... حملك الهمّ له والجزعا
فاطرحه واسترحْ من ثقله ... لاتضعْ امسك واليومً معا
...ويسرح الجواهري هنية في التساؤل ذي الأكثر من مغزى، ولعله قلـّـبه من نواح عديدة مستعيداً ذكريات عقود وعقود، ومطالعَ وخواتمَ سنواتها، السعيدة منها والمؤسية... وما هي غير لحظات، إلا ويهب شامخاً، داعياً الجميع للاستعداد والذهاب إلى فنـدق شيراتون الشام. ثم دقائق وينطلق وراء "رب البيت" وزوجته أمونة، كل من : نسرين وصفي طاهر وجمال الجواهري، وكاتب هذا التوثيق، مقتحمين صالات الفندق الرحيبة، حيث البهجـة والموسـيقى والاحتفـال برأس السنة الجديدة..
... وهناك، يتزايد فرح المحتفلين، صبايا وفتية، شباناً وكهولاً، من الرجال والنساء، وهم يتطلعون إلى الجواهري الكبير بينهم يرحبون به فرحين ويتقربون منه ويتصورون معه، وليطوقوه وهو جذل، منتش، راقصين معه، وراقصاً معهم بكل مرح ٍ وسرور، ولحوالي عشرين دقيقة تقريباً، حتى تنطلق الثواني الأولى من العام الجديد: 1986 فيتضاعف الرقص والحبور مزداناً بجميلات الشام الذي لم يخف ِالجواهري، ولا يخجل من اعلان انبهاره بهن، ومثيلاتهن الحسان في براغ وبغداد وباريس وبيروت، واينما حللن وأقمن..
بقي أن أقول أن الشاعر الخالد كان آنذاك على ابواب التسعين عاماً فقط! وقد واصل فلسفته وحبه للحياة والجمال، ولم يكف عن التصريح بذلك علناً مع سبق الاصرار، حتى في ذلك العمر، بل وبعده بنحو عشر سنوات تاليات... ولنا عن ذلك شهادات ومعايشات !.
---------------------------------------------------
وللحديث صلة، في الحلقة التاسعة
مع تحيات مركز الجواهري في براغ
www.jawahiri.com



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الجواهري بعيدا عن السياسة و-الادب-!(7)
- مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب!(6)
- مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب!(5)
- مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب!(4)
- مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب !! (3)
- مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب !! (2)
- مع الجواهري بعيدا عن السياسة و-الادب-!!!
- الجواهري... عشية، وخلال كارثة شباط الاسود عام 1963
- الجواهري عن بعض مواجهاته.. و-آداب- الخصام!
- من اجل الانسان، وانهاء الدمار / تقسيم البلاد العراقية، واعاد ...
- سكتوا دهراً عن الجواهري... فنطقوا كفرا
- ايضا وايضا عن الجواهري وايمانه بالحسين*
- الجواهري.. في أطروحات دكتوراه وماجستير
- ست اعوام في جريدة طريق الشعب، .. قبل أربعة عقود… / وقائع واس ...
- لم آمن الجواهري بمآثر الامام الحسين؟!!
- بماذا يخوفني الأرذلون ، ومم تخاف صلال الفلا / الجواهري: لو ف ...
- الجواهري ... في قصائد ومواقف عن الرابع عشر من تموز
- الجواهري في بعض مقامته المصرية
- حين مجدَّ الجواهري العظيم، -قفص العظام- !!!
- حين يُزيح الجواهري، الزبد عن صدره !!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رواء الجصاني - مع الجواهري بعيدا عن السياسة والادب!(8)