أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راشد محمد - العيش بشروط مسبقة














المزيد.....

العيش بشروط مسبقة


راشد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


العيش بشروط مسبقة
راشد محمد
أن تعيش الحياة مشوبا بالتوجس ومأخوذا بعدم الاكتراث الا لما من شانه ان ينعكس ايجابا مع متطلباتك التي اصطحبتها معك من قريتك فذلك امر يدعو للرثاء على طريقة عيشك وعلى اصطحابك لها كظل منذو مغادرتك القرية وهي متطلبات من شأنها ان تصنع منك ناجحا وقدوة بمعايير القرية التي يصبح النجاح والفشل فيها هما عنوان تفوقك او اخفاقك وفي الحالتين لا يوجد ما يشبه التوسط كان تكون مقبولا على الاقل.
وفي مضمار تنافس اعد سلفا وعليك فقط ان تخوضه اعزلا ايضاً حتى وأنت تفقد فيه مقومات المنافسة تظل مع ذلك عرضة لتوجيهات الاسرة وتوبيخها احياناً في مهمة تشجيعك والدفع بك على الدوام لتأكيد الحضور في الوسط القروي المبتذل بمعايره المعتمدة بذلك الشكل المجحف للفرد والمحدد للنجاح والفشل والمعدان سلفاً واللذان يعتمدان على مدى قبولك الانسحاق الكلي او العيش كيفما اتفق،
اذ الحياة بالنسبة اليك تصبح فائضة وتبدو فيها كما الانبياء تتحمل مهمة عظيمة لا تتطلب الالتفات لمغرياتها اذ تسليمك لهذه المغريات يعني التنصل الغير واعي عن المهمة التي خلقت لأجلها و(الغير واعي) هذه تظل هي السمة التي تلحق بك عند اي توصيف لما قد تقوم به خارج الاطار المرسوم او في حالة اقبالك الطبيعي على تأكيد حضورك في محفل اخر هو من اختيارك وما يهمك فيه ليس اكثر من الخروج بتجربة مرضيه على نحو يبعث البهجة والرضا المقبولين لديك ،
وتحت وطأة مهمة اثبات هذا الحضور ولتأكيد انك بالفعل ضمن من يجدر بهم العيش في هذا الوسط وعلى نحو لائق ومقبول ولتثبت امجاد الاسرة التي صارعت على بلوغها في هذا المضمار ستعيش مرتبكاً ومتوجس أو كمن لا يعيش فعلاً.
وعليك بطبيعة الحال ان ترضخ وتبدأ بالتزام نمط معين هو المقبول عادة لدى الاخرين وان تحافظ على تأكيد انك بالفعل جدير بالبقاء وتمثل ثقافة القرية وتفي على هذا النحو بالغرض الذي من شانه الحفاظ على مكانة الاسرة ولتأكيد انك لم تخن مكتسبات الجد الاول ،
وعلى ما في هذا الالتزام الصارم من تبعات سيئة تلحق بك إذ تجد من نفسك كيان مثقل بأعباء لم تكن تعي انها تنتظر قدومك لتكمل من خلالها واضافة لأعباء جديدة هي متطلبات حالية مهمة تاريخياً ولم يجدوا سواك لتأديتها وكأن تميزك المحدود في الصغر ونباهتك سيكون من العلامات المبشرة بأنك المخلص والمنقذ وان مميزاتك تلك سيتم رعايتها بعناية تتوافق في الأخير مع الغرض ولتقلدك في النهاية تاج المهمات التي انتظرتك طويلاً .
سيبرع البعض في امتداحك والثناء على قدراتك التي لا تبقي مجالاً للتوجس بأنك فعلاً الشخص الذي سيحرر المكانة التي تحظى بها الاسرة ،وفي مهمة تحفيزك هذه وتأكيد الثقة بك سيبرع البعض في ابداء سوء تقديرهم لمن سبقوك وكيف انهم خذلوا كل التوقعات التي لسوء الحظ لم تلقى التقدير الذي لقيته لديك في محاولة أخيرة تمثل فيها طوق النجاة والفرصة الرابحة بكل تأكيد مع ابداء كامل الثقة هذه المرة في ان الحدس لم يخطى كما في المرات السابقة اذ ولا سبيل لذلك ،
يتعين عليك هنا أن تتمثل هذه الثقة وتشرع في التأكيد الذي يأخذ من حقك في ان تمثل ذاتك ولا تكون مرضياً الا لها وعلى النحو الذي تحترم فيه ذاتك ايضاً، وبما تسلبك هذه الثقة من فرص العيش على نحو مستقر واكثر استقلالية ،تصبح ناظمة لحياتك حتى وانت في مأمن من النظرات التي قد تظهرك متنكراً للمهمة التي على عاتقك ومتكشفاً ومن ثمة عرضه لكل ندبات سوء التوقع التي تم احاطتك بها على الدوام .
لم اكن لأتحدث على هذا النحو لو لم اكن مثقلاً بأعباء المتطلبات الجاهزة والمعدة سلفاً لتأديتها كواحد من ابناء جيلي فشل ابوه او لم يوفق في تحقيق طموحاته لظروف معينة احاطت بتجربته في الحياة ولم تمكنه من تحقيق أهدافه على الوجه الذي رسمه له جيله السابق او توقعوه منه على الأقل والذي وصلوا هم الان لمستواه وأضحت طموحاتهم تتمثل بمستقبل جيلنا وما يمكن ان يعوضه لهم، ولو كنت غير مقيد بمنظومة اخلاقية صلبة تتحكم في لا وعيي وتسيير حياتي اليومية لأبدو نافراً منها وأضيق بها الى الحد الذي قد يدفعني لسلوك نقيضها الصارخ كتأكيد من قبلي بواقعية تحللي منه.
وانا لا اجيد التبرم الكافي هنا من هذه السلطة التي تحكمني وفق منطقها المراوغ لأحلام أحدكم ،أجدني أشير مضطراً لتفرد أبي في تعامله معنا ومفارقته المقبولة لهذه الثقافة التي تظل تحكمنا جميعاً وبنسب متفاوتة ونظل نتخفف منها بشكل تدريجي بيد أنه يبقى غير مرضٍ على كل حال ،وعلى الاقل فأبي يرى مني رجل القانون المتميز اضافة الى معظم ما سبق طبعاً.



#راشد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي.. الزيف ينفضح


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راشد محمد - العيش بشروط مسبقة