أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد حميد الصباغ - في رحاب العادات والتقاليد... ( التصريح باسم المرأة امام الناس )














المزيد.....

في رحاب العادات والتقاليد... ( التصريح باسم المرأة امام الناس )


سعد حميد الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 18:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ان التصريح بأسم المرأة علنا أمام الناس – في مجتماعتنا العربية- هو مسالة منفصلة تماماً عن مسألة النظرة الدونية للمرأة من قبل الرجل. فهذه مسألة تحتاج الى شيء من التفصيل لأنها مسالة ترتبط بعادات وتقاليد وثقافات بالرغم انها مرتبطة في بعض الاحيان بشكل خفي بنظرة الرجل الاستعلائية على المرأة, مع التأكيد على ان تلك العادات والتقاليد بمجملها تختزن في ثناياها السيئ والجيد على حد سواء في كل قضايا الحياة وليس فقط في القضايا التي تمس المرأة .
الآن. لأباس ان نفصّل فنقول. عندما يشير الرجل لأسم زوجته أمام الناس بكلمة (أهلي) او (الأهل), فليس بالضرورة ان يعنى هذا ان الرجل ينتقص أو يستنكف من ذكر اسم زوجته الصريح, ثم نستنتج على ضوء ذلك ان سلوك الرجل هذا من قبيل التمسك بعادة جاهلية ينبغي التخلص منها. ذلك ان مثل هذا التعبير( أهلي) قد ورد ذكره في الكثير من الاحاديث الشريفة, بل هو تعبير قرآني بالدرجة الاساس (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ. 206. سورة ص ). اذن يمكن القول بكل اطمئنان ان الاشارة لأسم الزوجة أمام الناس بتعبير(أهلي) هو تعبير في غاية الاحترام واللياقة وهو يتماشى تماما مع التعبير القرآني الذي ورد ذكره, وهو بالاضافة الى ذلك عُرف قد تعارف عليه الناس, والقرآن نفسه قد حثّ على التمسك بالعُرف طالما أحترم كرامة الانسان( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.199 سورة الأعراف). لاينبغي ان يُفهَم من كلامنا هذا ويُستَنتَج منه انه يتحتم على الرجل ان يشير الى اسم زوجته بذاك التعبير, فمن اراد ان يفعل عكس ذلك (ذكر اسم الزوجة الصريح) فليس عليه من بأس. فهي مسألة تُقّدر بضرورتها.
اذا كان العُرف يلعب دورا رئيسيا في هذه القضية ويرسم ملامحها, فليس معنى ذلك ان الرجل هو الوحيد الذي يمارس هذا الدور. على سبيل المثال, بعض النساء- وخصوصا المسلمات منهن- لايضعنّ اسمهن الصريح على موقع الفيسبوك, بل يكتفين بالأشارة الى اسمائهن ب (أم فلان), فهل يُعتبر هذا شيئا مُعيبا ينال من المرأة؟ وهل هناك أمراة ترضى ان تنال من كرامتها بنفسها أذا حُمّل الامر على هذا النحو؟ بل أكاد أجزم ان الكثير من النساء في مجمتعاتنا العربية تُفضّل ان تُكنّى بدل ان ينادونها بأسمها الصريح, فهذا بالنسبة لها أجمل وقعا في نفسها وأرقى احتراما لذاتها. ثم ماذا نقول عندما تتزوج المرأة في الغرب فتُعطى أسم الزوج الأخير متبوعا بذكر أسمها الاول الصريح؟ هل يُشكّل ذلك انتقاصا للمرأة؟ اذن المسألة ليست لها علاقة لا من بعيد ولا من قريب بكرامة المرأة, وهي في النهاية قضية لاتتعدى كونها عُرف ليس الا.
لكن - ورغم الذي ذكرنا- لابد ان نقول, ان مجتمعنا يضم أيضا طبقة من الرجال تتبجح بنرجسية التفوق والاستعلاء الذكوري. بعضهم ينادي زوجته بتعبير ( حُرمتي) أو ( الحُرمة) في اشارة واضحة ومُنفّرة للنيل من كرامة المرأة. بعض الرجال يعامل في البيت زوجته أو أخته بل وحتى امه وكأنها خادمة يتحتم عليها ان تعُد وتقدم الطعام بدون ان يتفوّه بكلمة شكرا, ولاينسى بعدها ان يترك مهمة غسل الصحون والاواني للمرأة, فهو قد خُلق لكي يُخدَمَ ويُطاع وينهي ويأمر!
غواية السيد المُطاع -في بعض الاحيان - لاتقف عند حد. احداهُنّ سُألت: ماهو اسمك: قالت:( والله لا أعرف ماهو اسمي! فهم في البيت ينادونني: ولج!). أي نرجسية وأي وقاحة وأي خُلق لئيم هذا الذي يمارسه الخواجة!
هذا السلوك غير السوي لازال للأسف تشيع مظاهره في مجتمعنا, يمارسه اؤلئك الذين يدّعون – زورا وبهتانا- حقوقا ميتافيزيقية اعتمادا على نصوص وأحاديث دينية قلقة تحتمل تفسيرات عديدة, ناهيك عن ان بعض هذه النصوص الدينية غير موثوقة السند, والاهم من ذلك انها نصوص ليس من العقل والمنطق في شيء. لذا ينبغي أن لايُلتَفَتَ اليها وأن يُضرب بها عرض الجدار احتراما للعقل.
أتصور ان منشأ هذا الفهم الذكوري لمعاملة المرأة بهذا الاستعلاء البغيض والذي لايقره دين ولامنطق ولا وجدان هو التدّين المغشوش نتيجة عسر القراة التي تنتج وعيا مزيفا وفكرا مُعاقا. وسواء رضي الخواجة أم لم يرضى, فسيبقى دور المرأة العظيم في صناعة الانسان ورقي المجتمع مُقَدَرا, وفي العين وعلى الرأس وفي القلب.



#سعد_حميد_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع أبي
- انجازاتنا في زمن الاختلاف
- شِعر


المزيد.....




- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد حميد الصباغ - في رحاب العادات والتقاليد... ( التصريح باسم المرأة امام الناس )