أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيام أبو الزّلف - الرفعة تحت أقدام النّساء














المزيد.....

الرفعة تحت أقدام النّساء


هيام أبو الزّلف

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 23:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كنت أتمنى أن يكون موضوع المرأة من ورائنا، وأن تكون ممارسة المرأة لإنسانيتها قد أصبحت من البديهيات، إلاّ أنني وعشية الثامن من آذار، السنة العاشرة من الألفية الثالثة أجد -ويا للأسف- حاجة إلى الخوض في هذا الموضوع. وفي الثامن من آذار من كل عام فرصة لقرع ذاكرة من ينسى ومن يتناسى أن المرأة إنساااااااان لها ما للرجل من مشاعر واحتياجات!!!
ولا بد من بعض التساؤلات:
لماذا لا تزال تعتبر المرأة في الدول الإسلاميّة وبعض الدول العربية دونَ الإنسان؟ أعرف أنّها _حتّى في الدّول الْغربية- ما زالت أحيانًا تعتبر _من قبل مَنْ أسيئت تربيتهم_ من الشّرائح المستضعفة أسوة بالأطفال والمسنّنين، فيتمّ ضربها واستغلالها واغتصابها، لكن حين يحدثُ ذلك، يقع الفعلة تحت طائلة القانون، وتجد هي مَنْ يساندها اجتماعيًّا ونفسيًّا من أجل أن تستعيد شعورها بالثّقة والأمان وصورة الإنسان. لكن يبدو أنّها في شرقنا من الهامشيّة بحيث يسمح لمن يشاء بتشويهها من الدّاخل ويعتبرونها مذنبة ولو كانت الضحية.
لست ممن يعتنقون الفكر النّسويّ الرّاديكاليّ، لكن ليس على المرأة أن تحبس وراء الحجاب وتعامل معاملة من همّ دون الإنسان حتّى لا تثار غرائز السّيّد الرّجل، وليس على مجتمعنا أن يبقى في الحضيض، لأنّ كل شيء يدور في دائرة شهوات الرّجل!!!وهذا يقودنا إلى تعدد الزوجات، ألا يدرك الرجل أنه بزواجه من أخرى فإن جزءًا من روح المرأة يموت؟ وتصبح نفسيتها تربة خصبة للكراهية والحقد والذلّ والشعور بالدونية؟ أعتقد أن مناخ المجتمع العربي متوترٌ ومسمومٌ، لأن المرأة مسمومة، حتى قبل أن تكون لها ضرة، ولمجرد أن هذه الإمكانية واردة.
ثم ما هي المكاسب الإستراتيجية والاِجتماعيّة والاقتصاديّة والقوميّة والأمنيّة الّتي يكسبها مجتمعنا العربي الإسلاميّ من تعامله مع نصْف أفراده بهذا الشّكل؟ ألم يقل أحد المفكّرين أنّ رفعة الأمّة برفعةِ الأمّ؟؟؟ هل تستطيع أنثى مهزومة ومقهورة تربية نشء لديه الشّعور بالاعتزاز والكرامة والانتماء؟؟؟
لقد قمتُ بقراءة مآثر المرحوم هشام الشّرابي ومنها "دراسات في المجتمع العربي" منذ أكثر من عشرين عامًا. وما زلت أذكر تحليله للعقليّة العربيّة وانعكاساتها على الأسرة وبالتّالي على المجتمع، لقد قام بوصف دقيق لِـ"بروفيل" العربيّ الشّوفينيّ الاستعلائيّ، ومنذ ذلك الحين ما زلت أومن أنَّ التّعامل مع الأنثى هو السّبب في الهزائم في ساحات الحروب.
عندما أتأمل أحوال المرأة في هذا العالم العربي الممتد من المحيط إلى الخليج، ناهيك عن الدول الإسلامية غير الناطقة بالضاد، تقفز عفاريت احتجاجي، وأستصرخ العدالة الإنسانية والاجتماعية، ليس من أجل المرأة فحسب، بل من أجل صحة المجتمع النفسية التي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق امرأة واعية ومعتدّة تعطي النشء الجديد مما لديها من رصيد المحبة والكرامة، وليس من مكبوت القهر والجهل. فإن أمًا مقهورة، ستورث الأجيال هذا القهر، وما أدراك، ربما الهزائم المتلاحقة في حق هذه الأمة سببها أن المرأة لم ترفع رأسها بعد.
خلق الله الإنسان عزيزًا، لكننا نجده ذليلا بقطبيه. مكسورا بجناحيه، يعيش مُستهلِكًا ومُسْتَهْلكًا على فُتات موائد الغرب.
ولن يسود هذا المجتمع ـ المتثائب من خليج العرب إلى المحيط الأطلسي ـ إلا بالحق والخير والجمال ولن يكون ذلك إلا عبر نساء مرفوعات الهامة، ينشئن أمة أبية مرفوعة الهامة..



#هيام_أبو_الزّلف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسان حال المرأة


المزيد.....




- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيام أبو الزّلف - الرفعة تحت أقدام النّساء