أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلال غرسلي - حقائق وتساؤلات














المزيد.....

حقائق وتساؤلات


بلال غرسلي

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 02:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنتظم الأفكار بين زخّات الألم و الفرح و مختصرات و عربدات تلابيب الحياة و إن كانت تختلف وترتبط بأطر معيّنة إلا أنّها لا تكون معزولة في الغالب بل هي نتاج حراك ديني و إجتماعي متجذّر في المجتمع حدّ النّخاع فنحن نستمد الكثير من أنماط حياتنا وتقاليدنا وحتى ممارساتنا اليومية من الأديان و قوانييها الخاضعة للزجّر و النهّر و الأمر و النصح و الترغيب و الترهيب

و لو تمعنّا أكثر في عباءة الدّين التي تغلف حياتنا سنجد أمرين الأول أننا أوجدنا راحة و سلاما و طمأنينة لمن يخاف الموت و يعاني الأمرين فجعلنا له دارين و فتحنا له باب الحلم على مصرعيه كي يكون له في دار الأخرة ما لم يحظى به في الدنيا اما الثانية فإننا جعلنا علاقاته وتحركاته و تصرفاته مبّنية على المادية و المصلحية و المنفعية بحيث لا مناص من التجارة في الأفعال و الأقوال و الأعمال فإن فعلت كذا حق عليك كذا و إن فعلت كذا كان لك في الجنة كذا و إن فعلت كذا كان لك أضعاف أضعافه من كذا..... فلا موجب لأي فعل لك إلا لكونه امرا محسوما ستُجازى عليه فأنت عبد تفعل ما تؤمر ليس لقناعة أو لعشق لذاتك و إحترام لإنسانيتك و رفعة عقلك و إفتخارا بجنسك بل فقط لأنّك اُمرت وتم إغرائك بأكثر مما تريد أن فعلت

لعمري إنّ هذه الصورة القاتمة عن الرب تجعلك تسال نفسك أي رب هذا الذي يمنع عنك الشرب ويجازيك بنهر من الشراب ثم يمنع عنك الزنا ليجازيك بالأمة و الجواري والنساء ثم يعدك ينكاج ما لذّ و طاب من الحوربات من مخلوقات جميلة ما رأت العين ولا سمعت بل أي رب هذا الذي يلغي إنسانيتك و يجعلك تاجرا تشتري وتبيع وتحجز قصرك وخدمك و حورياتك و املاكك في جنة من النعيم ؟؟؟

عليك فقط أن تكون نشيطا مطيعا وتلتزم بمعايير السوق الدينية بل أي رب هذا الذي هو قوي و جبّار خلق الانسان ليجعله يعيش و يتألم ويتعب ويلعب ثم يميته ويحاسبه على لعبة هو أصلا لم يخترها.... أتراه خلقنا ليتسلى ؟؟ فالأكيد انه لاحاجة له بعبادتنا التي لا تسمن ولا تغني من جوع لكنّه يدعو الى إبادتنا ان إرتدننا وقلنا لانؤمن برب يسّوع؟؟؟ أي رب هذا الذي لايمنحك حق الإختيار ثم يسألك و يحاسبك عن كل كبيرة وصغيرة؟؟ بل أي رب هذا الذي هو رحيم يجب الضعفاء في حين ملايين تموت وهي ترزح تحت المعاناة والحرب والمرض و الأوبئة فلا يلتفت لها ولا يكترث؟؟ اي رب هذا الذي يحدثك عن التسامح ثم يأمرك بقتل من لم يؤمن به أو في أحسن الحالات تخطيته وسجنه وتعذيبه ؟؟ أي رب هذا الذي تُقتل بإسمه الناس و تغير قبائل على قبائل ودول على دول بإسمه و تحت يافطة مباركته فلا يتحرك له ساكن حتى و إن كانت فئة باغية معادية إغتصبت فئة غيرها؟؟ أي رب هذا الذي لا عمل له سوى مراقبتنا و محاسبتنا في حين كان يستطيع أن يجنبنا كل المشاكل والمسائل لو أراد طبعا ؟؟

ثم لو أن هاته الجنّة الموعودة إختفت فيها معالم وتقاسيم الإنسان و صار الجميع طيبين ودوديّن متراحمين ملائكة متفاهمين يعيشون في هناء وسلام فكيف سنسمي الإنسان إنسان ؟؟ حينها كيف لنا أن يكون لكل إمرء فينا كيان ؟؟ ما معنى أصلا شخصية فولان وصفات علاّن ؟؟ فنحن حينها سنكون نسخا متشابهة أو عبارة عن ربوتات بشربة ...فالحياة و إن كانت قصيرة مقرفة في عديد جوانبها فهي زاهية مقبلة جميلة في كثير من نواحيها نعيشها بلحظاتها وثوانيها بل بأدق تفاصيلها تلك التفاصيل الصغيرة التي تخلق الفارق بين كل فرد فينا وتجعل منه ذات مستقلة و لوحة مختلفة عن غيرها فالإختلاف نعمة و الشرّ و الخير وقود الحياة وكذلك صفات الإنسان التي تحتكم إلى نزعاته و تجاربه و نضوجه وتطور حياته و أفكاره و تعاملاته هي التي تزين معترك الحياة

فكيف لجنّة الروبتات أن تعوضني عن هكذا حياة ؟؟


ولد الغرسلي




#بلال_غرسلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحيا دين ربّي


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلال غرسلي - حقائق وتساؤلات