أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق عبدالاله الفكيكي - القانون الجعفري و أزمة المسلم المتحضر















المزيد.....

القانون الجعفري و أزمة المسلم المتحضر


توفيق عبدالاله الفكيكي

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




نطالع اليوم ضجة كبيرة في الشارع العراقي و في صفحات الانترنت حول موضوع القانون الجعفري المقترح في العراق و الذي يواجه بنقد كبير و احتجاجات واسعة خاصة بين اطياف المسلمين ممن احب تسميتهم بالمتحضرين..اي اولئك المسلمون المنتمون الى بيئة مدنية و مثقفة و متعلمة
والسؤال هنا لماذا ينتفض هؤلاء ضد هذا القانون رغم انه في حقيقة الامر قانون يستند الى الدين و يحاول اعادة التشريعات الاسلامية"الشيعية" الى الواجهة بعد ان غيبت بفعل موقف الانظمة السابقة من الطائفة الشيعية و علمائها. كيف يفسر المسلم سواء شيعي او سني رفضه لتشريعات دينه ؟و كيف يفسر رفضه لافعال قام بها او صادق عليها النبي و الصحابة و الاولياء الصالحين؟
بشكل عام نلاحظ انقسام المحتجين الى فريقين كل منها ينطلق من رؤية مختلفة حول سبب رفض القانون. الفريق الاول يحتج انطلاقا من الادعاء ان هذه التشريعات مختلف عليها و انها ليست من اصل الدين و انها _وهنا النقطة الملفتة للنظر _تمثل تشويها للدين الاسلامي و لنبيه.
الفريق الثاني ينطلق من فكرة ان هذه التشريعات لم تعد تناسب عصرنا الحالي و ان المجتمعات تغيرت و يستوجب انطلاقا من هذه الحقيقة عدم الاخذ بتشريعات _ و ان صحت دينيا _ وانما الاعتماد على ما بين ايدنيا من معرفة و فهم عصري لطبيعة المجتمع البشري و اي الانظمة و القوانين الاكثر مناسبة له
بالنسبة للفريق الاول فهو في حقيقة الامر يمثل المشكلة الاكبر في طريق التطور و التغيير التي يحتاجها مجتمعنا العربي و المسلم اليوم. مشكلة هذا الفريق هو انهم بدلا من الاعتراف بوجود مشكلة في التشريعات الدينية و انها لا تناسب الا عصرها و بيئتها ,يحاولون ايهام النفس بان هذه التشريعات هي ليست كما عرفناها و قرأناها وانما ذلك كان خطأ المفسرين و الفقهاء
الضرر من هذا التوجه يكمن اولا في سذاجته وبعده عن حقيقة الامور. و ما يحمله ذلك من ازمة عقلية و فكرية تعيقنا عن التقدم و تبقينا ندور في حلقة مفرغة من التفاسير و التبريرات التي لا تقدم و لا تؤخر. فهم يحملون رؤية وردية للدين و تاريخه و يجهلون الكثير من حقائقه. حيث ان مقدار اطلاع هذا الفريق على الدين مختصر على الجوانب إﻻ-;-يجابية كاﻻ-;-حاديث التي تحث على الاخلاق و العمل الجيد وحسن التعامل مع الاخرين لكن ﻻ-;- يكاد يكون هناك من يقرأ بقية القصة و الجوانب المظلمة في تاريخ هذا الدين 
فيقضون العمر في الظن أن ذلك هو كل الدين و أنه كله ايجابيات و قصص سعيدة, فحين يتم طرح أمور غير مألوفة و غير متداولة رغم صحتها تحدث المفاجأة و الصدمة.و اول ردة فعل يقوم بها اﻻ-;-نسان في حالة الصدمة هي اﻻ-;-نكار و عدم التصديق. يبدأ بعدها المرء في محاولة إيجاد مببرات و حجج لتكذيب تلك اﻻ-;-خبار و عدم أﻻ-;-خذ بها للمحافظة على الصورة الوردية لدينه. فقصة عائشة كمثال لم نسمع حولها اعتراضات و تشكيك اﻻ-;-في السنوات اﻻ-;-خيرة ﻻ-;-نها بدأت تستخدم للطعن في النبي سواء من اللادينيين او من اتباع الديانات الاخرى,فلماذا كانت مقبولة و معترف بها سابقا؟ ولماذا تقبلها المسلمون الاوائل و لم يجدو فيها ما يعيب او يستحق النقد او التشكيك؟
السبب هو عامل الصدمة الذي ذكرناه و الوهم الذي يعيش فيه المسلم المتحضر. هو ذاته الوهم و عامل الصدمة حين يتم مكاشفة المسلم بان دينه الاسلامي لم يلغي العبودية كما يحلو لحملات التجميل الاسلامية والمسلسلات المصرية بالادعاء.بل ان العبودية و السبي كانت جزءا لايتجزأ من الاسلام و بفضله تحولت الى تجارة عالمية كانت بغداد و البصرة مركزها بفضل الخلافة العباسية حتى وصل الامر الى قيام العبيد بثورة جعلتهم يستقلون باجزاء من جنوب العراق احتاج بني العباس سنين حتى تمكنوا من استعادتها
و يشكل صدمة اكبر حين يعلم المسلم المتحضر ان نبيه الكريم كان يقتل الرجال في الحروب ثم يغزو مدنهم و يدخل بيوتهم ثم يختار من يحلو له من نساء تلك المدن والقرى كي تكون رفيقته في ذات الليلة التي قام بقتل اخوتها و زوجها و عائلتها و عمل فيهم تقتيل و ذبح.نجد ذلك مدونا و متفق عليه بين علماء المسلمين في قصة زوجة النبي اليهودية (صفية بنت حيي) . او ما اصدره من اوامر بقتل كل صبي بلغ الحلم من ذكور اليهود _وحسب تعريفاتنا الحديثة فهؤلاء اطفال ليس الا _ فقط ليحقق رغبته و امنيته في ابادتهم من جزيرة العرب
هذه القصص و غيرها هي مما لم يختلف عليه علماء المسلمون في الماضي.لكنه يثير الصدمة و الدهشة لدى المسلم المتحضر نظرا لعدم اطلاعه عليها .حيث ان النهج اليوم يتركز على الحديث عن الايجابيات فقط دون غيرها و التعتيم على السلبيات و رفض بل احيانا قتل من يتجرأ و يتناولها بالبحث و التحليل
هذه القصص وغيرها لايمكن تغييرها و لايمكن تعديلها مهما حاول الفريق الاول ذلك.ولايوجد ما يدعونا الى التشكيك بها نظرا لتكرارها و لكونها حالة عامة و ليست شذوذ او خروج عن القاعدة
لكن كما ذكرنا فان المسلم المتحضر و نظرا لعامل الصدمة يظل يشعر بالدهشة وعدم القدرة على التوفيق بين الصورة الوردية الغير واقعية لدينه وبين الحقيقة المرة لهذا الدين
كما راينا فان هذا الفريق يحمل افكار غير واقعية عن دينه تقوده الى طريق غير مثمر و غير مجدي من محاولة خداع الذات و اختراع قصص و تفاسير اقل ما يقال عنها مضحكة في محاولة لتغيير تشريعات
اتفق عليها و على معانيها علماء المسلمين منذ الف سنة
كما ان سعي هذا الفريق مصيره الفشل في ظل وجود من يدافع عن تلك التفاسير المتوارثة و القصص المتفق عليها و يعتبرها مقدس لايجوز المساس به او الاعتراض عليه. وهم يمثلون التيار الاقوى في الاسلام و الاكثر تحكما نظرا لكونها وجهة نظر المؤسسات الدينية الرسمية و المشايخ على اختلاف اطيافهم
الفريق الثاني و رغم اتفاقي معهم في تقييمهم للتشريعات الدينية وكيف يجب ان نتعامل معها . الا انهم للاسف لا يرفعون تلك الاصوات و لا يعبرون عن تلك القناعات الا حينما تتعلق المسالة بمسائل الزواج و حقوق المرأة .حيث يكون المحتج و المستنكر في غالب الامر من نساء المسلمين و ممن يعتريهم الخوف على حياتهم و مستقبلهم و مستقبل اطفالهم من تطبيق هذه التشريعات الاسلامية بعد ان انقذتهم المدنية من بعض منها
هذا الفريق يقف في منتصف الطريق.حيث لا نسمع احتجاجاتهم الا في اطر ضيقة و لا نكاد نسمع اصواتهم فيما يتعلق بباقي الجوانب المظلمة من التشريعات الدينية التي لاتزال تهمين على
مجتمعاتنا
اين المعترضين على عدم اعطاء الحق للمرأة المسلمة الزواج من رجل يتبع ديانة اخرى غير الاسلام؟
و اين الاصوات المنددة بعدم وجود اي حرية فكرية و عقائدية في مجتمعاتنا؟ هل هناك قانون يحمي من يغير دينه او يتركه ؟بل لازالت القوانين تعاقب من تسول له نفسه ان يستخدم عقله و يعمل الفكر في الدين و تاريخه و شخصياته,و كاننا لانزال نعيش في عصور الجاهلية.
هل من المعقول ان حق اساسي من حقوق الانسان لايزال مغيبا ؟
فالموضوع اكبر بكثير من موضوع عائشة, وهل دخل بها النبي و عمرها تسع سنوات ام كان عمرها 15 سنة رغم انه في الحالتين يعتبر بحكم المغتصب حسب نظرة مجتمعنا الحالي
الموضوع و المأساة هي في اﻻ-;-ستمرار بمحاولة بناء مجتمعاتنا من خلال اﻻ-;-رتكان إلى كلام اناس و أفكارهم التي كتبوها وهم يعيشون في بيوت من الطين في بادية العرب قبل الف سنة
ما أقصده أننا لسنا بحاجة إلى الاستمرار بالترقيع و محاولة اختراع اسلام متحضر جديد يلائم عصرنا الحالي فقط كي نقول أننا مسلمون و مؤمنون وكي نريح قلوبنا من الخوف والقلق النفسي الذي يثيره الموت و ما بعد الموت في النفس البشرية
لا فائدة ترتجى من الوقوف في منتصف الطريق و التأرجح المرضي بين الماضي و الحاضر.
نحتاج الى شجاعة و مجاهدة من اجل الوصول الى ما وصلت اليه دول العالم المتطورة من فصل للدين عن التشريع و القانون. يحتاج المسلمون الى الوصول الى تلك الحالة من التوازن بين ايمانهم بالدين و نبيه و ملائكته و الجنة و النار وبين كون هذا الايمان غير مرهون بالتمسك بالتشريعات و اغلاق العقل
نحتاج الى التوازن الذي وصل اليه من تبقى من المسيحيين و المنتمين الى اديان في العالم الغربي و المتحضر.ايمان مرتبط بالصلاة و الادعية و الاستفادة من الجانب الروحي و الثقل الايجابي لذلك الجانب و اهميته في حياة غالبية البشر,لكن في ذات الوقت لايجعل البشر رهائن لتشريعات جاهلية و افكار بدائية لم تعد تستقيم و حياتنا الحالية
التشريعات -كل التشريعات- يجب أن ترتكن إلى ما وصلت إليه البشرية في عصرنا هذا يجب أن تلائم تطور الزمن و تغير المجتمعات واﻻ-;-هم ما تحصلنا عليه من معرفة و علوم لم تكن متاحة في عصور النبوة و اﻻ-;-ديان القديمة
و لا حاجة لنا بعد ذلك إلى قراءة أخبار النبي و الصحابة أو مقارنة روايات و نظل في دوامة بين رواية فلان و علان و بين اختلاف المذاهب و المفسرين
لنتركهم تائهين حائرين في رواياتهم و تفاسيرهم و لنبدأ ببناء مجتمعاتنا على أسس صحيحة و عصرية



#توفيق_عبدالاله_الفكيكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين,الاخلاق والمجتمع المدني


المزيد.....




- يالــــولــو فيه نــونـو.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- بعد نحو 500 عام.. اكتشاف سر في لوحة مايكل أنجلو في كنيسة بال ...
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد ...
- اللواء سلامي: أضطررنا لحشد طاقات العالم الاسلامي لمنع انتشار ...
- سلامي: ايران وبتصديها للتيارات التكفيرية قدمت خدمة عظيمة للإ ...
- اللواء سلامي:التصدي للتيارات التكفيرية خدمة عظيمة قدمتها اير ...
- اللواء سلامي: التكفيريون في الواقع نموذج غربي لردع النفوذ ال ...
- اللواء سلامي: التكفيريون في الواقع نموذج غربي لردع النفوذ ال ...
- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق عبدالاله الفكيكي - القانون الجعفري و أزمة المسلم المتحضر