المرأة بين الموروث والسيطرة الذكورية

أنتصار بوراوى

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 14:56
المحور: ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
    

أن تفتح أسراب الحديث وتطرح مسارب الآراء فى موضوع يتعمد الجميع عدم التعاطى معه برؤية صادقة وصريحة هو أمر ليس بالهين او السهل ويحتاج لشجاعة فى طرحه من جانب المرأة
موضوع عزوبة الفتياتو موضوع عربى بامتياز وغدا ظاهرة اجتماعية عربية نتيجة لمعطيات حياتية كثيرة يتداخل فيها الموضوع لاقتصادى والاجتماعى.
ولان عادتنا دائما كمجتمعات عربية هو الهروب من مواجهة صورتنا الحقيقية ولانريد ان نسمع صوت الحقائق والوقائع وندفن راسنا فى الرمال فانه من الطبيعي ان لايهتم احد بذكر تاثير هذا الواقع على كثير من واقع ا المرأة فى ليبيا .
فان تتحول حياة الفتاة التي لم يتحقق لها التكامل والارتباط بالأخر الى جحيم وإحساس بان كل العالم منتهى لأنها لم تلتحق بركب قطار المتزوجات فهذه اقسي عقوبة توقعها الفتاة على نفسها نتيجة تكون وتنامي إحساس بداخلها بان ثمة عيب فى ذاتها جعلها تحرم من تكوين عائلة مستقلة خاصة بها وهى بذلك تغفل على أن العنوسة هو واقع اجتماعي نتيجة تشابكات أقتصادية وثقافية أيضا مترسبة فى عقلية المجتمع يهدد الكيان والنسيج الاجتماعي للأسرة كنواة طبيعية وسليمة للمجتمعات الإنسانية
ومن المؤلم جدا ماأراه من بعض العازبات اللواتى اتخذن موقفا متطرفا من الحياة والمجتمع ، بل وصل الامر بالبعض منهن لدرجة الانزواء فى البيت وعدم المشاركة فى اى تفاعل مجتمعي نتيجة أحساسهن بثقل عيون الناس وتلميحها تهم.وكأن ثمة عاهة او عيب التصقت بهن .
هى صورة للظلم المجتمعي الذى يخفض من قيمة المرأة التي قد لايتحقق لها الارتباط نتيجة لاسباب كثيرة لامجال لحصرها ،فلماذا تستسلم الفتيات لهذه النظرة المريضة وتخاف وترتعب من واقعها وتعتقد ان ذلك هو نهاية العالم والكون والحياة والتاريخ والجغرافيا ولماذا لاتبحث عن خيارات اخرى إنسانية تهب لحياتها معنى وهدف بدلا من ان تجعل المجتمع ينجح فى تحويلها الى باحثة عن الارتباط باى شكل واى وسيلة حتى لو قامت ببناء سعادتها على أشلاء تعاسة امراة اخرى من خلال السعى الى بناء بيت خاص بها فوق انقاض بيت أخر
ستبقى هذه المشكلة التي غدت طافية فوق سطح المجتمع فى صمت تلقى بظلالها على كثير من الانحرافات والفساد الذى سيزداد بمرور السنوات لتكون الضحية هي الفتاة لان الرجل باستطاعته الزواج فى اى سن و بالطبع لن يختار من اصبحت العنوسة وصمة معلقة فوق جبين ايامها لأنها تجاوزت السن المرغوبة فى ذهنية الرجل العربى للزواج لتغدوا الفتيات اللواتى تجاوزن سقف العمر المرغوب به رهائن وأسيرات واقع مجتمعى ظالم وإذا لم تعمل الدولة على تحقيق الأمان المادي لهان فأن عواقب ذلك ستكون وخيمة على المجتمع
وكذلك اذا لم توفر لهن المنظومة الاجتماعية- المعول عليها دائما كحافظ وواقى من نوائب الزمن - التفهم والوعى المطلوب عبر أطار العائلة وحمايتها وتفهمها لها وليس العكس كما نسمع ونشاهد من حوادث مأساوية للفتيات العازبات اللواتى توفى والديهن فأجبرن من قبل الاخوة على الخروج من منزل العائلة لان كل فرد من الاسرة أستقل بعائلته وطامع فى تحسين مستواه المادى بما توافر من ارث عائلى حتى لو كان مجرد بيت يقى اخت له من ضيم الحياة وقسوتها
حوادث مأساوية نسمع عنها لكثير من فتياتنا العازبات ليست من محض الخيال بل هى واقع تعيشه الكثيرات منهن نتيجة لنظرة مجتمع ظالم قاسى لازالت معاملته للمرأة تتسم بكثير من الدونية رغم كل القوانين التي ساندتها .. .
أن من الواجب على الفتيات اللواتي يقعن تحت ضمن هذا الإطار ان يتحلين بالوعى والإدراك ويخرجن من الدائرة المفرغة في البحث عن اى ظل هربا من جدران قد تكون ارحم وارأف بهن من ظلال لاتقيهن برد شتاء الواقع بكل تناقضاته ،ولاتدفع عنهن حر صيف الحياة الخانق فى مجتمع يعانى من أشكاليات شيزوفرينيا حادة
ينبغى عليهن ادراك ومعرفة قوة الواقع الحياتي لمجتمعهن بصورة واضحة بعيدا عن الفكرة أو الصورة التى ترتسم فى الذهن نتيجة الانزلاق و التماهى مع الصورة البراقة الخيالية الرومانسية للأفلام الرومانسية الساحرة و المسلسلات المدبلجة المحلقة في نعيم لاعلاقة له بالواقع الحقيقي للحياة في مجتمع تزداد بمرور السنوات صعوبة تشابك واقعه المادى والأجتماعى ولاتبدو بوادر ه المتمثلة فى تكاثر التيارات المتطرفة دينيا تجاه المرأة بأنه سيدفع بحقوقها الى الامام ..بل ربما يعمل على سحب الكثير من حقوقها التى أكتسبتها نتيجة نضال الكثير من الحقوقيات طيلة عقود طويلة من المطالبات بإقرار القوانين التى تحميها وتكفل لها حقوقها المادية والاجتماعية فى المجتمع...
لكل هذا من الواجب ان تكون للمرأة مشاركة سياسية فاعلة ويكون لها حضور وصوت كى تدافع عن واقع من يقعن ضمن هذا الأطار كى لايستفرد بهن الواقع المجتمعى الظالم .....ويتركن للعراء دون سند أو معين
رئيس تحرير مجلة المرأة _ليبيا .

#أنتصار_بوراوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات