أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علاء اوسو - الكاتب الحق والكاتب بالمقابل














المزيد.....

الكاتب الحق والكاتب بالمقابل


علاء اوسو

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 18:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الكاتب الحق والكاتب بالمقابل
الكتابة هي حصيلة خبرة الإنسان والعراك مع الواقع، والإحتكاك مع الحياة، وهي مصفاة عقول ومشاعر البشر في كل زمان ومكان من تاريخ الشعوب بعد أن عرف الإنسان الكتابة كان هنالك من يدونون الحرف ليكونوا شهوداً على ما مرت به مجتمعاتهم من ويلات وحالات نهوض وثورات وكان هنالك ممن كانوا كتاباتهم الشرارة للشرائح المضطهدة والمسحوقة من مجتمعاتهم لإعلان ثورة المظلوم على الظالم فكانت ثورة العبيد على السيد والكادحين على الناهبين لكدحهم والمتنورين على الجهالة ونحن كشعب شرق اوسطي تعرض للحرمان والتهميش والقهر والإحتلال وسياسة الإمحاء والإنكار ويعيش ثورته ويقدم أرواح أبنائه قرابين أمام أعظم الغايات التي يتوق إليها كل إنسان على مدى تاريخه الإنساني ألا وهي الحرية وهنا أخص حالتنا الراهنة في مجتمعنا الكردي حيث ثورة شعب ثائر لنيل حقوقه وحريته وظهور نموذج الكاتب بالمقابل والكاتب لنيل الشهرة في ظل اجواء من المفترض أن تكون فترة نهضة للفكر والكتابة وتعبير إنساننا عن نفسه كصوت شعب تواق للحرية والعدالة والمساواة --ثلاثة نماذج من الكتاب ظهرت على ساحتنا فمن هم وكيف يكتبون ؟؟؟
1-الكاتب الحق وهو من يعبر خلال كتاباته عن أوجاع الإنسان وآلامه وآماله وأحلامه --في كل زمان ومكان وهو من يوحد بين فكره وعاطفته وكتاباته دون أي تصنع أو مراوغة أو إنتهاز وهو الذي يرفض كل ما يسيء للإنسان ويعطل فيه انسانيته يكتب بمداد حبه لتكون الحياة أجمل والواقع المعاش أفضل ويبني الإنسان لأن بناء الإنسان فقط وفقط هي غاية الكاتب الإنساني وهنا أذكر ما قاله الشاعر نزار قباني في هذا الشأن :((إن مهمة الكاتب والمثقف هي أن يحتج على كل الممارسات والأساليب التي تجعل العالم مرعباً ومظلماً وقبيحاً )) الكاتب الحق هو الذي يقف من خلال كتاباته ضد الظلم وظلام العقول والعقائد والأفكار وضد آلة الإجرام وكل ما من شأنه تقيبح جماليات الحياة ، الذي يكتب بمداد حبه وضميره وفكره المستنير لنهضة العقول من سباتها لتقف في وجه الدكتاتور المتاله وزبانيته الذين يقتلون الإنسان بإسم الوطن والوطنية ،ضد كل من جعل من نفسه وكيلاً لله على الأرض ليقتل الإنسان بأسم الله والدين والشريعة (نموذج نادر لكنه موجود )
2-الكاتب بالمقابل أي من يكتب للوسائل أو المؤسسات الإعلامية مقالاً أو مادة خبرية أو إبداء رأي أو تصريح لقنوات تلفزيونية وبما يتوافق وسياستها الإعلامية (حيت لا إعلام حر ولا إعلام مستقل ) مقابل مبلغ من المال وهذا النموذج من الكتاب يختلفون عن بعضهم البعض بدرجة الإرتزاق والإنحطاط الخلقي إذ ينسون معاناة شعبهم ويلقونها خلف ريشة أقلامهم وحناجرهم فيكتبون وما يتوافق مع سياسة تلك المواقع وينطقون بما يتوافق مع سياسة تلك القنوات ويصل الأمر مع بعضم إلى درجة من الدنائة يعجز المرء من تشبيه حالتهم أو وصفها بأكثر الحيوانات و الكائنات الحية خبثاً وقذارة هؤلاء المتهمون بالثقافة البعيدون عن آلام ومعاناة وأحلام الشعب والمجتمع الإنساني ، وحجة هذا النموذج (بالمقابل ) التي يقنع بها نفسه قبل الآخرين هي (( أني أكتب لكي أوؤمن لقمة عيشي --- الكتابة هي مهنتي ولا عيب أن أكتب بالمقابل ))وينسى هذا الكاتب النموذج أن في نفس الزمان الذي يكتب فيه مقالته هنالك ممن تركوا جامعاتهم وعياداتهم ومكاتبهم وأولادهم وأمهاتهم وبيوتهم الفقيرة ولبسوا أحذيتهم وانطلقوا للدفاع عن الأرض التي يعيش عليها ذاك الذي يكتب بالمقابل ويضحي إلى آخر نقطة من دمه وهو يكتب على صفحات التاريخ الإنساني دون أي مقابل أنها لمفارقة كبرى أن تجد بينهم من لا يعرفون الكتابة والقراءة أيضا إلا إنهم يكتبون في كل ساعة وكل لحظة قصة عنوانها البطولة في كتاب التاريخ يقدمون التضحيات كي ينعم هذا الكاتب بالمقابل بالعيش نعم إنها مفارقة تظهر لكل ضمير وعين بصيرة حقيقة هذا النموذج المتهم زورا وبهتانا ب((المثقف )) اذ بمجرد أن يرمى له بعض الفتاة (وهو ما يأكله أي كائن في يومه ويطرحه كفضلات اثناء قضاء حاجة )وهو غاية هذا النموذج ليقف مع القاتل ضد القتيل ومع ومع الظالم ضد المظلوم ومع الفاشيست ضد مناضلي الحرية ومع الخنجر ضد اللحم البشري ومع المشنقة ضد الرقبة ولكل كاتب بالمقابل اقول : ما كتبه الصعاليك ورددوه من اشعار حفظته الأجيال جيلا بعد جيل واوصلوا نتاجاتهم الى جيلكم لأنهم كانو يقفون في صفوف المحتاجين ضد الميسورين ومع البطون الجائعة ضد الكروش المليئة ،كتاباتهم بقيت لأنهم وقفوا في وجه الأقوياء والأغنياء وأخذوا من أموالهم وطعامهم لا لكي يعيشوا هم بل لأنهم كانوا يقدمونها للفقراء والجائعين وشتان ما بين صعاليك الامس وصعلكتكم (نموذج موجود ولكنهم خارج الواقع المعاش يكذبون ليكونوا شهود زور كما منهم يطلبون )
3- النموذج اللاهث خلف صورته (نموذج الألعاب النارية في المناسبات والحصول على اكثر عدد ممكن من اللايكات )وهو من يكتب عشرات البوستات في اليوم على شبكات التواصل مرفقة بصوره الشخصية ويدعي الاستقلالية والحيادية ويتباها بها في واقع كواقعنا المليء بالعنف والجريمة والقمع والممارسات الوحشية التي يمارسها الانسان -الخير بفطرته -تجاه اخيه الانسان وهذا النموذج لا يكلف نفسه قراءة كتاب ووسيلته النسخ واللصق في أغلب الأحيان مؤيداً يوماً الشيطان ويوم آخر الحيطان -همه إرضاء الظالم والمظلوم فيتوه في قصائد الحب وتحليلات السياسة وفلسفة جميع المدارس من الشرق الى الغرب ومن عرش السموات إلى الأرض وغايته تحقيق غاية لا تدرك وآخيراً لا يسعني إلا أن أقول على الكاتب أن يكون إنساناً قبل أن يكون كاتباً وأن يسأل كل كاتب نفسه قبل أن يغمس ريشته في محبرة الحبر الذي يكتب به ---لماذا يكتب ؟ولمن؟ ومن أجل ماذا ؟؟؟؟؟؟
كانتونة كوباني 27-2-2014
علاء اوسو



#علاء_اوسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدن غربي كردستان تدعوكم لزيارتها لا لتحكموها بل لتتخذوها انم ...
- اذان العاشقين


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علاء اوسو - الكاتب الحق والكاتب بالمقابل