أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - صالح الحميد - أولويات نضال المرأة العربية الأهوازية / بمناسبةاليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة















المزيد.....

أولويات نضال المرأة العربية الأهوازية / بمناسبةاليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة


صالح الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 22:46
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


على الرغم من إستمرار أشكال العنف والاضطهاد الجنسي و الاجتماعي و الاقتصادي وإنتهاك الحقوق الأساسية للمرأة العربية الأهوازية في مجتمعنا الذي يتسم بالطابع الذكوري كسائر المجتمعات الشرق أوسطية، إلا أنّ نظرة على المؤشرات و الاحصائيات في السنوات الاخيرة تدل على التطور النسبي على الصعيد الاجتماعي و الثقافي بشكل ايجابي لصالح مشاركة المرأة العربية الأهوازية في الحياة الاجتماعية .
ويمكن رصد هذا التطور بمظاهر ومجالات كثيرة ، بدءا من تزايد عدد الطالبات بنسبة تفوق عدد الطلاب في الجامعات في الاقليم الى تزايد عدد المرشحات و أعضاء المجالس البلدية و حتى نسبة الموظفات في الدوائر الحكومية وغير الحكومية، إضافة الى تزايد حضور المرأة في مجال العمل الثقافي و الاجتماعي في السنوات الاخيرة.
وتشير الاحصائيات إلى أن الجيل الحالي من الفتيات هن الأكثر تعليما و مشاركة في الحياة الاجتماعية من الأجيال التي سبقتهن و إن التطور الاقتصادي و الاجتماعي الذي حدث في العقود الاخيرةو ترافق مع إمكانية الارتباط مع العالم الخارجي عن طريق الفضاء المجازي من الاعلام و الفضائيات قد ساهم في تطور الوعي النسوي و أصبح الجو ملائما لطرح الافكار و الرؤى التي تتعلق بقضية المرأة، كما أصبحت الفرص و الفضائات المتاحة مهيأة أكثر فأكثر من أجل المزيد من المشاركة لهذا الجيل من الفتيات في تقرير مصيرهن و البت بمستقبل قضايا المرأة و معاناتها و سبل القضاء على اشكال التمييز ضدها.
و في هذا السياق هناك من يطالب بان تشمل مشاركة المرأة جميع جوانب قضايا المجتمع من قضايا سياسية الى ثقافية و اجتماعية و اقتصادية و غيرها، كما أن هناك من يطالب المرأة العربية الاهوازية بشكل خاص بالمشاركة الفاعلة في العمل السياسي من أجل احقاق حقوق الشعب و رفع الظلم و الاضطهاد عنه.
و برأيى إن هذه الدعوة جديرة بالاهتمام و الدراسة، فلطالما كان موروثنا السياسي يعتمد على العنصر الذكوري في العمل السياسي و لم نشاهد حضورا نسويا في الحركات السياسية الاهوازية الا ما ندر، وأرى بان الحراك السياسي الأهوازي لن يكتمل إلّا بالمشاركة الفاعلة للمرأة و لقد أثبتت تجارب الثورات العربية و تجارب الشعوب و حركات التحرر الوطنية التي تناضل من اجل حقوقها و تقرير مصيرها بأنه من دون مشاركة المرأة لا يمكن الحديث عن العدالة و الحرية و المساواة في الحقوق.
لكن في الوقت الذي تتم فيه الدعوة الى إشراك المرأة في العمل السياسي ، لا يتم الحديث عن حقوق المرأة بوصفها كفرد أو ككيان مستقل و لا يتم التطرق الى قضية حرمانها التاريخي من الحقوق الأساسية بدءا من التعليم و العمل و اختيار شريك الحياة وصولا الى كيفية تكريس فكرة المساواة و في المجتمع و محاربة مظاهر العنف ضد لمرأة و انتهاك حقوقها ، بل نرى بأنه في أغلب الاحيان يتم القاء اللوم على النظام السياسي المستبد في قضية إنتهاك حقوق المرأة.
و صحيحٌ أنّ نظام الجمهورية الاسلامية و أي نظام سياسي يحكم باسم الدين كان و لايزال العدو الأكبر للمرأة و حقوقها بسبب الخطاب الأيديولوجي و تكريس الاضطهاد و العنف و النظرة الدونية للمرأة باسم المقدس الديني، إلّا أنّ هذا ليس سببا كافيا لتبرير استمرار العنف ضد المرأة و انتهاك حقوقها، فهذا النظام الديني المستبد صحيح أنه يضطهد الجميع دون إستثناء و بطبيعة تكوينه يعادي المساواة بين الجنسين و لكن بالمقابل يتغذى هذا النظام من العادات و التقاليد و السنن لاجتماعية التي بدورها تحمل النظرة الدونية و اللامساواة و التمييز ضد المرأة و هنا تكمن المشكلة الاساسية حيث ان النظام يدعي بانه يحمي هذه العادات التقاليد و الاستقرار الاجتماعي.
إن واقع المرأة العربية الاهوازية أشد وطأة و تعقيدا من أن نلقي كل اللوم فيه على طبيعة النظام السياسي القائم حيث أن المرأة أساسا لم تتح لها الفرصة المشاركة في تفاصيل الحياة السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و غيرها من قبل المجتمع بالدرجة الاولي و ذلك بسبب طبيعة مجتمعنا التقليدي الذكوري بالدرجة الاولى. فالمجتمع هو الذي يضع العراقيل و التابوهات و المحرمات الكثيرة التي تمنع المرأة من الدخول في ميدان المشاركة السياسية او الثقافية او الاجتماعية و حتى النشاط الاقتصادي في غالب الاحيان ، لا بل تتم محاسبتها في كثير من الاحيان حسابا عسيرا إن تجاوزت التابوهات و الخطوط الحمراء الموضوعة امامها.
من هنا نجد أن الأولوية في نضال المرأة العربية الأهوازية تكمن في النضال من اجل كسب حقوقها الاساسية المشروعة في المساواة و الحرية و حق الاختيار. فلا مجال في أن نطالب هذه المرأة المضطهدة بالمشاركة السياسية في الوقت الذي تعاني فيه من شتى صنوف الاضطهاد الاجتماعي و الأسري و أغلبها أسيرة البيوت وتعاني من أزمات اكبر مما نتوقعها .. فهي مراقبة من قبل المجتمع و الأسرة و القبيلة و العشيرة في كل تحركاتها و تصرفاتها ، مراقبة تشبه مراقبة المجرم المطلق سراحة و هي كأنها مجرمة دائمة حتى تثبت برائتها .. ناهيك عن العنف الرمزي اليومي الممارس ضدها .
إذن العنف الممارس ضد المرأة في مجتمعنا ليس من قبل النظام السياسي فقط .. فهذا النظام بطبيعة قوانية و تشريعاته اللاانسانية و العقلية الثيوقراطية بطبيعته معادي للمرأة، لا يعترف بمبدأ المساواة، و أجهزته الرقابية و القمعية تمارس كل انواع الأذى و الاضطهاد و التمييز ضد المرأة .. ولكن النقطة الأهم التي أريد التركيز عليها هي أنّ العنف الممارس ضد المرأة من قبل المجتمع " القبلي التقليدي الذكوري" اكثر بكثير من عنف السلطة و يتجلى في عدة أشكال و ممارسات بدءا من تفضيل المواليد الذكور على الاناث مرورا بحرمان المراة من التعليم و العمل من قبل الأسر و ليس إنتهاءا الى النظرة الكلية للمراة و عدم الاعتراف بكيانها الانساني و حقوقها كانسان لديه عقل و موهبة و حرية و كرامة .
هذا يقودنا الى أولوية البحث عن الحلول من أجل وقف هذا العنف الاجتماعي ضد المرأة و لا يكفي أن نلقي اللوم على الانظمة المستبدة فقط، و اول الحلول هو اعطاء الاولوية في النشاط النسوي لقضية العنف ضد المرأة و التعريف بحقوقها الاساية بدل الخوض في المجالات الأخرى.
إن تجارب المجتمعات الأخرى تقول لنا بأنه حتى في حال تغيير الانظمة السياسية يبقى اضطهاد المراة مستمرا و ربما بوطأة أشد... و بالتالي نصل الى الاستنتاج التالي و هو ان كفاح المراة من اجل نيل حقوقها لا يتصل بشكل مباشر بالنظام السياسي انما هناك قضية اضطهاد تاريخي و على الحركة النسوية الاهوازية أن تعمل على مستويات مختلفة اهمها الجانب الثقافي و الاجتماعي و توعية المرأة بالنسبة لمعرفة حقوقها و نقد مظاهر العنف المنتشرة كجرائم الشرف و القتل على الشك و الشبهات و العنف الجسدي المتمثل بالضرب و العنف و التحرش الجنسي و العنف اللفظي المتمثل بالتحقير و الاهانة و العنف الرمزي من خلال ثقافة الريبة و الشك و المراقبة ،كذلك ثقافة الوصاية على المرأة الراشدة في التعليم و العمل و النشاط الاجتماعي او السياسي او الثقافي او كافة صروح المشاركة العملية في الحياة الانسانية ... فبدون إحقاق هذه الحقوق من غير المنطقي أن نطالب المراة ان تكافح و تناضل ضد نظام سياسي معين و هي مكبلة باصفاد المجتمع الذكوري القبلي المحافظ .
ختاما أرى بأن الأولويات في نضال المرأة العربية الاهوازية تتمثل في ميدان المطالبة بحقوقها الأساسية في الحرية و المساواة قبل كل شي والعمل على سبل ايقاف العنف و محاربة النظرة الدونية و الثقافة الذكورية المتجذرة في المجتمع و العمل على توعية المراة لهذه الحقوق المشروعة و ليس فقط تثقيف المراة، بل تثقيف الرجل أيضا ، تثقيف الرجل بحقوق المراة و احترام حقوقها و كيانها الانساني و إشراكه في هذه القضية التي تهم كل المجتمع برمته، و هذا لا ينفصل عن مجمل نشاط المرأة العربية الأهوازية الناشطة التي تريد أن تشارك في الحياة السياسية أو ميدان النشاط الثقافي و مجمل حراك المجتمع المدني.



#صالح_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدانات دولية واسعة ضد الإعدامات السرية بحق الناشطين العرب ال ...
- نصف مليون قارئ متابعي موقع الباحث الأهوازي جابر أحمد
- إحتدام النقاش حول معارضة التيار الشوفيني الفارسي لمشروع تدري ...
- ملفات عالقة و أزمات و قضايا داخلية تضع شعارات روحاني على الم ...
- إستراتيجية حكومة روحاني في التعامل مع القضية الأهوازية- الجز ...
- إستراتيجية حكومة روحاني في التعامل مع القضية الأهوازية - الج ...
- أزمة القضية القومية في ايران


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - صالح الحميد - أولويات نضال المرأة العربية الأهوازية / بمناسبةاليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة