أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد إيهُوم - في ماهية الحقيقة:














المزيد.....

في ماهية الحقيقة:


رشيد إيهُوم

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 19:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التساؤل حول ماهية الحقيقة ،موضوع قديم قدم الإنسان لأنه إشكال تجريدي خالص . وسؤال الحقيقة لا يطرحه سوى الكائن الذكي الواعي بوجوده أقصد الإنسان .
إذن مادام هذا الأخير يحمل وعيا متصلا بالزمان والمكان فإنه مافتئ يطلب الحقيقة لكن ما السبيل إلى الوصول إليها ؟ وهل ما نعيشه ليس سوى وهم ؟ وما فائدة التوصل إلى ماهية الحقيقة في الأخير؟
إن الوجود الإنساني ارتبط بهذا السؤال بالضرورة منذ أن بدأ في تأسيس الحضارة . فالإنسان البدائي كان ينظر للأشياء من حوله نظرة تختلف عن نظرتنا إليها اليوم لم يكن حينئذ يعطي تفسيرا علميا لما يراه بل إن إدراكه الحسي يرتبط بالتفسير المعطي للظاهرة ،لأن تلك المرحلة كانت الطبيعة هي التي تمارس سلطتها على الكائن البشري .
هذا الأخيرالذي كان يقدسها ويهابها، فيفسر ظواهرها وفق الإدراك الخرافي للطبيعة ، فتشكلت الثقافة من خلال هذا الإدراك الأولي.
فكان البدائي يفسر قوى الطبيعة تفسيرات ماورائية كأن يفسر المطر ببكاء الآلهة، وأن يفسر الرعد والعواصف بغضبها فكان يقدم القرابين والأعطيات الطوطمية من أجل المحصول الجيد واتقاء لغضب الآلهة.
وقد كان لأوغست كونت السبق في تقسيم التفكير إلى المراحل الثلاثة المشهورة في الوضعانية الكونتية فكانت أولى المراحل كما رأينا المرحلة الاهوتية ثم بعدها جاءت المرحلة الميتافزيقية ثم في الأخير المرحلة العلمية الوضعانية .
فالمرحلتان السابقتان عن المرحلة العلمية كان الفهم الإنساني للطبيعة فهما ميكانيكيا وخرافيا ساذجا ولم ينتج في تلك المرحلتين سوى أشكال من الوجود غير المكتمل بإعتبار أن الوجود لا يكتمل سوى بالفهم الصحيح والدقيق وهو الفهم العلمي، فكل الحسنات التي نعيش فيها اليوم لم تكن سوى نتيجة لتلك المرحلة التي تفتق فيها وعي الإنسان المعاصر الذي جعل العلم أداته للتفسير وللإشارة فإن الفهم الخرافي الميتافيزيقي ساد خلال المرحلتين الأوليتين قبل العلمية وخلالهما تشكلت الأديان والطقوس الوثنية ومختلف العبادات التي مازال صداها إلى يومنا هذا .إن التقدم العلمي كان حاصل لتشجيع الملكة الوحيدة المميزة للإنسان إنه العقل LA RAISON الذي بدونه نتساوى مع باقي الكائنات رغم أننا لا نختلف في الأصل المشترك حسب النظرية التطورية لكن ملكة الفهم والعقل تجعلنا نتميز .
وبالعودة إلى موضوع الحقيقة فهذه الأخيرة مقرونة بالضرورة بالعلم الذي هو المعيار الوحيد لقياس الحقيقة وفق المبدأ المادي الملموس، بعيدا عن التفسيرات الخرافية الميتافيزيقية التي كانت صدى لمرحلة غاب فيها التفسير وانتشر فيها الظلام والخرافة .إذن الحقيقة في هذا المستوى مقترنة بالعقل تحضرني تلك المقولة البليغة جدا لفيلسوف قرطبة العظيم ابن رشد القائلة" إن اختلف العقل مع النقل فاتبع العقل" .إن هذه الدعوة العظيمة كانت ستكون مفتاح نهضة الحضارة الإسلامية لكن هذه الأخيرة لم تدرك هذا السر الذي دعت إليه الفلسفة الرشدية والذي إكتشفته في الأخير الحضارة الغربية التي شجعت العقل وتحدت جبروت السلطة الكنسية بالدعوة إل مسح الطاولة وتشجيع العقلانية التي أفضت إلى النظريات العلمية التي نعيش اليوم حسناتها، دون أن ننسى أن لها سيئات كذلك لكن الواجب هو أن نشجع العقل والعلم المقترن بالضرورة بالحقيقة .
لكن الحقيقة التي يجب أن يعلمها البشر أننا وجدنا من أجل أن نعيش ونموت وندخل العدم.
https://www.facebook.com/RachidIhoumBlog



#رشيد_إيهُوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراجيديا الإنسانية: الإنسان بين هم الوجود والبحث عن الخلاص
- الرد على أبوزيد الإدريسي في قضية احتقاره للأمازيغ:
- التحريم الديني للذة:


المزيد.....




- السعودية: فيديو القبض على 3 أشخاص سرقوا مركبة في وضع التشغيل ...
- ترامب يشعل ضجة بتصريح جديد عن سد النهضة الإثيوبي وتمويل أمري ...
- دون مغادرة الأرض.. محاكاة المشي على القمر في مدينة ألمانية
- إسبانيا: توقيف عشرة أشخاص إثر اشتباكات بين متطرفين يمينيين و ...
- جيل الاتفاق النووي بإيران بين رحى الخيبة وضريبة العقوبات
- حركة الشباب تسيطر على بلدة وسط الصومال وتواصل تقدمها
- عشرات الشهداء والجرحى بغارات الاحتلال على غزة
- الصين تتحدى رسوم ترامب الجمركية وتسجل نموا أفضل من المتوقع ف ...
- محاكمة مراهق سوري في برلين على خلفية مخطط لاستهداف حفل تايلو ...
- إصابة أربعة أشخاص في آخر جولة لمهرجان سان فيرمين للركض مع ال ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد إيهُوم - في ماهية الحقيقة: