أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود فنون - زوجته وأخونا الجني















المزيد.....

زوجته وأخونا الجني


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 18:04
المحور: الادب والفن
    



"إن إخواننا الجن يروننا حيث نكون " قال الكراز
"حتى لو كنا في الفراش؟ " سأل المريد
" إن الله قد أعطاهم القدرة والمنزلة على الرؤيا حتى من بعيد ، ويستطيع الواحد منهم أن يحمل الواحد فينا إلى حيث يشاء .."
شطح بخياله .. لو كنت جنيا لخطفت الحاكم العسكري ... هذا المجرم الذي يقتل ويعتقل من غير حساب ..آه وكذلك لحملت أبو متعب ورميته في عمق صحراء سيناء .. ما أسعد إخواننا الجن.. لو خطفت جنرالا لبادلت به الأسرى الفلسطينيين جميعا ..
"ولكن يا سيدنا الشيخ : هل يستطيع الجني أن يرانا ونحن في غرف النوم؟"
-"نعم يا جاهل .. نعم يا جاهل .. حتى ونحن في غرف النوم ، وفي الحمام حينما نقضي الحاجة وحينما نستحم!!! ألا تعلم ذلك ؟ إن جهلك هذا انت وأمثالك سيودي بنا إلى التهلكة .."
خرج من الحضرة الروحانية وتوجه إلى بيت أخته عزيزة .
غريب ما شاهده في بيت أخته العزيزة .. فبعد أن طرق الباب وهو يمسح عرقه من شدة حر الصيف ، تقدمت أخته وفتحت له ودخل وأخته تلبس الخمار الذي ينسدل على كل وجهها وتغطي كفيها بالكفوف السود كما ترتدي جرابات سوداء وبجلباب واسع وطويل بحيث لم يظهر من جسدها شيء. ولولا بعض صوتها لما عرفها . وعندما اقترب ليسلم عليها ويقبلها كالعادة تراجعت بحزم.
تعجب بصمت و كان قد مضى ما يقارب الشهران على آخر زيارة له لبيت أخته .
جلست على بعد منه وبالكاد كانت ترفع صوتها الحييّ ، وأغلب المفاهمات بينهما كانت بالأشارة الخرساء.
ما الأمر ؟ قال في نفسه وهو يكاد يتقيأ على الموقف .فلا يوجد في البيت سواه وولديها ، وأخته ارتدت اإشار قبل سنتين وقد ارتدت الجلباب قبل بضعة أشهر على غير طبعها .
ذهبت لتعد له بعض القهوة ، فسأل أبن اخته بهمس : "منذ متى وأمك تلبس هكذا وتتحدث بالهمس وبالإشارة ؟" منذ شهر تقريبا وهي لم تغادر باب الدار منذ ذلك الوقت ..
بينما كانت الشمس دخلت مرحلة الغياب والنور يغادرنا و الظلمة تعم نواحي البيت، دخل والدي غاضبا ومستعجلا وحمل شرشفا كبيرا كان بالبيت وألقاه فوق أمي بعد أن مددها على الأرض بلمح البصر.
- -لا تتحركي قال لها
- -ماذا حصل ؟ أجابته مذعورة وهي ترتجف فرقا من الخوف .
- فقد إعتاد والدي أن يصرخ بها ويضربها بين فترة وأخرى .. وحينما كان يراضيها لغاية في نفسه كان يقول لها إن هذا من أمر الله، فقد قال : "فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن" صدق الله العظيم
- ويقول لها : أنا لا أقوى على هجرك ولكنني أستطيع ضربك تنفيذا لأمر الله فأتلقى أجري عند الله ، وتنالين الثواب العظيم بصبرك عليّ ، والله يقبلنا جميعا إن شاء الله ويزيد في رزقنا ويوسع تجارتنا ..
- وكانت امي تنتحب جانبا ثم تقبل علينا وتقول سأصبر من أجلكما على أبوكما لعله يعلم سوء ما يفعل وتدافعون عنّي حينما تكبرون .. وهكذا اعتادت أمي على قبول والدي على علاته .
- يا خالي أنا لا أرى هذا في بيوت أصدقائي وفي بيوت جيراننا .
- قد تراه بازدياد يا خال . ولكن كيف حصل هذا ؟
- قلت لك بأن والدي دخل وألقى الشرشف على أمي بعد أن ألقاها أرضا وعصرها كي تبقى كما هي مكومة على نفسها ومغطاة .. وقد حرص على استكمال التغطية من كل الجوانب ليجعلها كما في خيمة مسدلة ومغلقة تماما .. وحينما اقتربت لعلّي أفعل شيئا. نهرني ثم ضربني وطلب مني أن ابتعد وأن أخرج من البيت تحت طائلة العقاب الذي أمر به الله على الأبناء الذين يعصون آبائهم .
- ***
- عادت الأم بفنجان القهوة وقدمته لأخيها الذي تسائل : ولكني أخوك فلماذا تتحفظين أمامي وأنا من المحارم ؟
- -" خشية من الله" قالت الأخت...
- - ولكنني أخوك ويمكنك أن تكشفي عن وجهك أمامي
- - وما أدراني من يراني سواك ؟قالت
- - ولكن لا أحد هنا سوى ابنك وأنا
- - هكذا يظن الجهلة فيقعون في المعصية وينالون عقاب الله في الدنيا والآخرة..
- - وما تظنين أنت ؟
- - إن زوجي يجالس العلماء ويتفقه في أمور الدين والدنيا ولا يضع حجرا على حجر سوى بعد مشاورة الشيخ . وهو دائما يقول : رأي الشيخ سنّة وهو من رأي الله عزّ وجل ..
- - ولكن ماذا قال الشيخ ؟
- طرق أحدهم الباب وإذا بالقادم زوجها وشارك في الحديث فورا وكأنه قرأ ما يجري :
- - قال الشيخ : إن إخوتنا الجن يروننا في كل مكان وكيفما نكون مما يوجب على نسائنا واجب لا يلقى على عاتق أخواتنا الجنيات تجاهنا .. فنحن لا نراهن . يتوجب على نسائنا العفيفات البنات والمحصنات أن يسترن أنفسهن كلية عن الأعين التي نراها والتي لا نراها حجبا للشرور والأطماع وخشية من الهن وتقوى..
- إن الذين يتقون الله يراعون أوامره وسنن رسوله.
- - ولكنها تجلس في بيتها ومع ابنها ، فلماذا تتستر عن ابنها وههو فلذتها وهي قد ارضعته وربته .
- - إن لهذا حديث آخر.. فهي لا زالت في ريعان الشباب ..وكما تعلم فالمرأة فتنة للرجال ولذلك يجب ان لا تخرج من البيت . ولكن الأهم من ذلك أنها وهي في البيت وتظن انها هي وابنها فقط أو هي لوحدها ، وأنت لا تعلم كم من إخواننا الجن يمكثون في البيت وربما ينامون هم وأبناؤهم . إن خشيتي من الله تجعلني آمر زوجتي بالحشمة ، وأن تستر نفسها فهي عورة أقصد كلها عورة من رأسها حتو كفوف قدميها ، وذلك كي أقع في الحرام بسببها أو يشكل منظرها غواية لواحد من الجن فيخطفها أو يتزوجها رغما عنها وعني..
- إن العقل لا يقوى على الإستمرار في سماع هذا الشرح فيسأل بتعجب :" كيف تصنع وهي تستحم ؟"
- - تستر نفسها وتستحم من تحت الشرشف وتلبس ملابسها فورا وهي مغطاة بشرشف جاف ..
- - وماذا تفعلون معا في الفراش ؟
- - تحت الغطاء قال الزوج
- - أو لا يستطيع أخونا الجني أن يرى من تحت الغطاء ؟ بل أولا يستطيع أن يدخل بنفسه تحت الغطاء فيرى ويشاركك
- - أعوذ بالله منك .. إخرج من بيتي .. إنك لا توقن بالله ، فالله ستار حميد ..
- خرج من بيت أخته من انصياع اخته واندماجها مع عقلية زوجها ،وسار متجولا في الشوارع لا يلوي على شيء متخوفا من انتشار جرثومة الجهل العثماني مجددا وبينما كان في زقاق ضيق شاهد رجلا ملتحيا في الخمسينات من عمره يسير وإلى جانيه امرأة في العشرينات أو تكاد حاسرة الوجه والرأس وبعد ان تجاوزهما تسائل في نفسه إن كان رأى وجه هذا الرجل من قبل ، فتذكر انه هو الذي كرز بالدرس بعد صلاة الظهر .






#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عادل هناك أكثر من عزمي
- فضائية معا تدعم نهج الحمدالله في الترانسفير
- السلطة تشارك في مؤامرة الترانسفير
- توقف قلب الحكيم وبقيت مبادؤه
- تعالوا نطلق النار على الشعارات الهابطة
- هل المفاوضات بين شخصين
- في ذكرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- شمعون بيرس أمير المؤمنين !؟
- في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- عبدالله ابو شرخ ورفض حل الدولة الواحدة
- أشكال الترانسفير متعددة
- الحكومة ضد التعليم وضد المعلم
- وباء التيارات التكفيرية ينبع من جذر واحد
- الشهادة ليست اولا
- تعليق على مقالة عبد العليم دعنا
- ما يجري في مصر لصالح الإرتداد -الإخوان والجيش والثورة والمفا ...
- من زمان يا زبيبة
- لا أهلا بزيارة هولاند
- هيثم المناع يشهد من الداخل
- القيادات الفلسطينية والوجوه العابسة


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود فنون - زوجته وأخونا الجني