أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيهم الأحمد - شفاه الورق














المزيد.....

شفاه الورق


أيهم الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 14:47
المحور: الادب والفن
    


- في مساء العيد الفائت, رميت بثقل جسدي وأوجاعه على أرض غرفتي.
بدأت أقرأ سطور غزتها مفردات الحب و الهوى حتى غدت جنة طويت في ورقة بيضاء مذهبة الحواف, نقشت في أرضية تلك الورقة عبارة "أحبك" تخترق الحروف التي خطتها كما يخترق الشوق قلبي, كم هي محظوظة تلك الكلمات التي مرت عبرها "أحبك"..
أكملت تهجئة الغزل اللطيف في كلماتها التي لا تكاد يمر سطر إلا زينته بخطأ..
في السطر الثالث هناك, بعد الفاصلة, أحبك أخرى, زارتها نقطة تائهة لم تقبل أن تمر ذكرى الحب دون أن يكون له يد فيها, فاستلقت على ظهر حرف الحاء في أحبك و أحالتها "أخبك", قرأتها لثالث ذكرى, وأبتسمت بداية ثم ضحكت حتى دمعت عيناي, مسحت دمعي, أمسكت هاتفي, أخطأت ادخال رمز القفل أربع مرات متتالية, تنفست بعمق و عاودت المحاولة نجحت في فك قفل الهاتف و فشلت في بحثي عن أسمك بين أسماء بطاقة هاتفي, تذكرت ورقة كتبت رقمك عليها و أحتفظت بها في داخل ميدالية لتعليق المفاتيح اهديتنيها حين أضعت ذاك الحرف الذي كنت أشبك به مفاتيحي, نقلت الرقم و كتبت نص رسالة قصيرة :
"و أنا أخبك جدا و أنا أخبك جدا", أرسلتها وأنتظرت معجزة تجعل ذاك الرقم المكسور يعطي اشعارا بالاستلام, لكن من أين لي معجزات..
عدت إلى ورقتي البيضاء المذهبة الحواف, قلبتها على ظهرها, عددت جراح الهجر عليها وأكتشف أنها نمت جرحا جديدا ما يزال نديا بدمع الفراق, لكن أحمر شفتيك الذي زرعته في أورقاقي بعد هجرك و في شفتي أيام وصلك قد ازداد احمرارا و نضرة و صار أنضج و أشهى للقطاف, مسحت بيدي عليه فأظلمت سمائي و مر تباعا عبر خيط الغيوم المتقطع شريط لعشرات القبل التي سرقناها, لكنها كانت بالأسود و الأبيض, فقبلت شفتيك المطبوعتين على الورق لأعيد شحن ذاكرتي بالألوان و بذاك السحر المسمى شفاه, أنزعت شفتي عن الورقة بعد عدة محاولات فاشلة فشعرت بحرارة سرت عبر شفتي فدمي واستقرت في قلبي و أذابت صقيع كان اجتاحه في مساء بارد داهمه بغفلة من الربيع,,
بلى يا عزيزي, رغم انقضاء سنوات ما يزال لأحمر شفتيك القدرة على اشعالي ولو كانت شفاه من ورق..
شعرت برغبة بأن أقوم بشيء مميز يكون له نفس الطعم لديك أنت أيضا, وقفت أمام المرآة سرحت أفكاري و مشطتها لعلي أقع على شيء مفيد,, أمسكت ورقة و كتبت في رأسها " يا من هجرت قلبي و استوطت الذاكرة ", و أكملت بكلمات كنت خبأتها في درج عتيق..
بعد أن أنهيت كتابة الرسالة بحثت عن أحمر شفاه كنت أخبرتك قبلا أني سرقته من حقيبتك, وقفت أمام المرآة مبتسما, لست بارعا في الزينة, ولكن لأجمع شفتي بشفتيك خاطرت بأن استعمل هذا الأحمر الفتاك و بسرعة طويت الورقة و قبلتها حتى انطبعت شفتاي على الورق بلون أحمر زاهي أقل نضارة من لون شفتيك, لكن ما العمل ما لشفتي حيلة, بعدها رسمت قلبا و كتبت في وسطه "ليس كشفتيك سحر يغوي بالسكر", وذيلت الرسالة بملاحظة بخط أحمر رفيع, نصها :"أراك تضحكين, لا بأس, لكن لا تنسي وقت تقبلين تلك الشفتين في الأعلى, لا تضعي أحمر الشفاه لأنه عليي هذه القبلة وعليك أنت التذوق, ولا تنسي أني ما زلت أخبك "..
مرت على ذلك أيام طويلة ضحكت فيها على نفسي, وقلت مرارا " يالغبائك يا أنا,, أحمر شفاه هذا يا أحمق !! كيف فعلت هذا؟ أنك مجنون و أخرق بل و أبله أيضا"..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة الربيع


المزيد.....




- مصر: مبادرة حكومية لعلاج كبار الفنانين على نفقة الدولة
- غمكين مراد: الرُّوحُ كمزراب
- مصر: مبادرة حكومية علاج كبار الفنانين على نفقة الدولة
- رحلة العمر
- حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم هند صبري بالشراكة مع غو ...
- فيلم -الملحد- يُعرض بدور السينما المصرية في ليلة رأس السنة
- كابو نيغرو لعبدالله الطايع: فيلم عن الحب والعيش في عالم يضيق ...
- -طفولتي تلاشت ببساطة-.. عرائس الرياح الموسمية في باكستان
- مسابقة كتابة النشيد الوطني تثير الجدل في سوريا


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيهم الأحمد - شفاه الورق