أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مايكل مجدي فهمي - حتي لا يقولها (فان جوخ جديد)














المزيد.....

حتي لا يقولها (فان جوخ جديد)


مايكل مجدي فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 00:37
المحور: سيرة ذاتية
    


حتي لا يقولها فان جوخ جديد !
أثرت في نفسي كثيراً تلك الكلمات التي نطق بها الرسام العالمي (فان جوخ) و هو علي سرير الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة و يذرف دمه،حيث قال لأخيه ثيو :
“La tristesse durera toujours” "الحزن يدوم إلي الأبد"
بمجرد أن نسمع اسم (فان جوخ) يرد عي أذهاننا تلك الأهمال الفنية العظيمة التي تحتل أماكنها في أعظم متاحف العالم و تٌقدر قيمتها بملايين الدولارات. لكن الواقع أن (فان جوخ) عاش فقيراً بائساً تخالجه الأحزان و تصارعه نوبات الجنون. لقد رسم (فان جوخ) أروع أعماله في ذروة نوبات جنونه في اَخر خمس سنوات من حياته،حيث رسم فيها أكثر من 800 لوحة فنية.
لقد قال (فان جوخ) تلك العبارة الحزينة المبكية يوم 27 يوليو من عام 1890 م بعد أن أطلق النيران أسفل صدره، لقد مل من تلك الحياة القاسية و أدرك أن الحزن دائم لا محالة و لا طائل من الحياة.لقد تمكن اليأس منه، قتل نفسه في أحد الحقول علي بعد أميال من غرفته ثم ترك لوحة رسمه و أدواته علي العشب و سار بصعوبة مخضباً بدمائه حتي وصل لغرفته و أخبر الجميع أنه هو من وضع نهاية لذلك الحزن الأرضي.
قد يشير بعضنا بأصابع الاتهام لفناننا أنه فاسد خاطئ بدد حياته فلا يستحق الشفقة.من السهل جداً أن نمتطي مقعد القاضي البار و ننعت المتهمين الأردياء و نصدر الأحكام، لكن الأصعب أن نضع أنفسنا مكانهم و نلتمس الأعذار لهم و نشكر الله علي أنه حقظنا من ذلك المصير.
إن حياة (فان جوخ) القصيرة – 37 سنة – مليئة بالحزن و الاخفاق. كان فان يرغب في أن يتعلم اللاهوت لكن درجاته لم تسعفه فلم يُقبَل و أرسلته الكنيسة الكاثوليكية ليشرف علي عما المناجم في احدي القري.أراد فان أن يساعد فقراء تلك القرية، لكن لم تكن له صفة دينية.كان فان يعطي معظم أمواله و طعامه للفقراء،بدلاً من أن تمدحه الكنيسة علي ذلك، طردته من وظيفته.بقي فان يبحث عن مكان له علي البسيطة، لم يتقن سوي الرسم الذي عده حياته و أمله.
المرض العقلي لم يرحم فان و كان يصاب بنوبات حادة، حتي أنه كاد أن يلتهم بعض لوحاته في احدي تلك النوبات مما جعل طبيبه يحرمه من اَخر أمل له و هو فنه.في احدي المرات حاول فان الانتحار بأن قطع الجزء الأسفل من احدي أذنيه، لكنه نجا و تعافي بعدها.
استخف فان بتلك الحياة و قسوتها و ظن أن في موته راحة له و للاَخرين.نطق عبارته المؤثرة لأخيه ثيو و ارق العالم بعد نزيف يومين.لحق ثيو بأخيه فان بعدها بستة أشهر و دفنا معاً في مقبرة أوفيرس بفرنسا. جمع الموت بين الأخين البعيدين و زرعت نباتات خضراء أهداها طبيب فان لتحتن حجري قبريهما.
رفضت الكنيسة الصلاة علي فان الذي قتل نفسه، لكن الحقيقة أن انكار الناس و رفضهم قتل فان قبل أن يقتل فان ذاته.
هناك الكثيرون حولنا يشبهون فان، يبحثون عن موقع لهم في هذا العالم و لا يجدون،يبحثون عن الحب فيحصدون الكراهية و الزدراء.ليتنا نلتفت لهؤلاء و لا ندعهم يرددون صرخة فان "الحزن يدوم إلي الأبد"
عاش المسيح علي الأرض باحثاً عن الحزاني ليعزيهم،كان يقطع الأميال علي قدميه لينطق كلمات حياة لنفس ميتة بالحزن فتحيا من جديد و تضحي صيادة للنفوس.ليتنا نتبع خطا سيدنا و نبحث عن الضال و نسترد الأثيم و نعصب الجريح ،لا أن نطلق الأحكام وندين الضعفاء.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -يتضمن تنازلين لحماس-.. تفاصيل المقترح القطري بشأن وقف إطلاق ...
- مصر.. فيديو لشخص يضع طعاما -مسمما- للكلاب الضالة والداخلية ت ...
- -الطائرات المسيرة تحلق كأسراب النحل-.. كييف تتعرض لهجوم غير ...
- بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تط ...
- السوداني في بلا قيود: النظام في إيران ليس ضعيفاً
- سوريا تتطلع للتعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك م ...
- شاهد.. هندرسون القائد السابق لليفربول يبكي زميله جوتا
- الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة ...
- اجتماع عاصف للكابينت وتوقعات بإعلان اتفاق غزة الاثنين بواشنط ...
- لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مايكل مجدي فهمي - حتي لا يقولها (فان جوخ جديد)