أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدو أبو يامن - إسلاميات















المزيد.....



إسلاميات


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 07:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إسلاميات
هذا ليس بحثا على طريقة طه حسين، أقص فيه شيئا من أخبار الإسلام، أعلامه ومبادئه، شعائره وآدابه، وأقرب فيه فهم الإسلام للناس، وأحثهم على التمسك بتعاليمه، والافتخار بعظمته يوم كانت له الصولة والجولة، وحين كان الظاهر والغالب على ما حوله من الأمم والحضارات... هذا النحو من البحوث ملأ حياتنا الدينية والثقافية، وأضحى كلاما معادا، وتحصيل حاصل، وتقرير ماض مضى وانقضى، ومن العبث تقرير ما هو مقرر سلفا، وما يكاد يعرفه الصغير فضلا عن الكبير.
وهذا الإلحاح العجيب على التغني بماضي السلف، وهذا النزق واستنزاف الوقت والجهد والطاقة في تقصي هذا الماضي، ورصد تفاصيله وتتبع جزيئاته، والهوس بالحديث عنه حتى يكاد الإنسان ينسى نفسه وعصره وحياته، الماضي إن أصبحنا والماضي إن أمسينا، الماضي إن غلبنا والماضي إن هزمنا، الماضي إن كنا بخير والماضي إن كنا بشر، الماضي لديننا والماضي لدنيانا، الماضي في الصحو واليقظة، والماضي في الحاضر والماضي في المستقبل!! أقول هذا الإلحاح وهذا النزق وهذا الهوس يشي بخلل نفسي وفكري عميقين، ويحمل عقدا وترسبات نفسية لم تبرأ، ما السبب؟؟ الله أعلم؛ كل الذي أعلمه أن هذا الخلل النفسي له مظاهر تدل عليه وتفضحه، وبواعث تحث عليه وتهيجه منها: الإحساس بالعقوق والتقصير في حق الآباء، وأن هؤلاء الآباء أطهار أبرار أنقياء أتقياء لا يمكن أن يزلوا أو يضلوا، ومن ذا الذي يظن الظنون بأبيه إلا عاق أو جاحد أو شاذ؟؟!! وأن هؤلاء الآباء لم يعملوا لأنفسهم أو يعيشوا عصرهم، وإنما استبقوا الزمن وعملوا لعصر الأحفاد الجهلة القصر الأغرار، عملوا ما فيه نفعهم ومصلحتهم؛ لأنهم يعلمون ما يضر هؤلاء المساكين وما ينفعهم، ولأنهم كانوا قريبين من أفضل العصور، ولأنهم تلقوا العلم الصحيح، تلقوه على أهله، وأفنوا أعمارهم في تلقيه لم تشغلهم عنه أموال ولا بنون، ولأنه قد بورك لهم في علمهم وأوقاتهم وحياتهم حين أخلصوا النية، وطهروا قلوبهم من أوضار الحياة، وفضول العيش.. هل نجحوا في ذلك؟؟ يقولون لك هذا سؤال في غير محله، وهل يحتاج النهار إلى دليل!! ألا ترى إلى عصرهم ألا ترى إلى هيمنتهم على من حولهم وما حولهم؟؟! فإذن؟! إذن كل ما علينا فعله هو أن نعمل كما عملوا، ونقرأ كما قرأوا، ونحلل الواقع بذات الأدوات التي حللوا بها كيما نصل إلى نفس النتيجة التي وصلوا إليها، وبالتالي نتفوق كما تفوقوا ونسود العالم كما سادوه!!
ولكن رب غر مثلي تساءل في براءة وقال: ولكن العصر غير العصر، والعلم غير العلم، والواقع غير الواقع، وبالتالي ما كان صالحا في وقتهم لا يكون بالضرورة صالحا في وقتنا، لا أغالي فأقول كله بل بعضه؟!
أجابوك وهم يحوقلون: لا يصلح حاضر الأمة إلا بما صلح به أولها! وما تعلمون من العلم إلا قليلا، ولا تعلمون إلا ظواهر من الحياة الدنيا وأنتم عن الآخرة غافلون، ألم نكن سادة العالم يوما ما، ألم نمدن أوروبا يوم كانت ترسف في أغلال التخلف وتتخبط في دياجير الهمجية، ألم نكن متسامحين يعيش في إمبراطوريتنا جميع الملل والنحل من اليهود والنصارى والصابئة والمجوس والغنوصية، ألم نملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا، ألم يدخل الناس في دين الله أفواجا من غير سيف ولا قمع ولا إكراه؟؟
قلنا صدقنا وآمنا ليس بكل ما تقولون ولكن ببعضه؛ إذ صلاح الحاضر يكون باجترار تجربة الماضي بحذافيرها مسألة فيها نظر، وماذا نفعل الآن نحن كأمة عربية إن لم نكن نجتر تجربة الماضي، ونتقمص شخصيات أبطالها الراحلين، التفكير نفس التفكير، ومصادر المعرفة ذات المصادر، والمنهج عين المنهج؟ وماذا كانت النتيجة؟! المزيد من التقهقر والمزيد من الضعف والتشرذم، والمزيد من تداعي الأمم على قصعة الأمة العربية العامرة بما لذ وطاب، والمزيد من الهوان والذلة التي تحدث عنها الرسول الكريم..
لكن رب متحاذق متعالم متخشع قال لك معترضا: أنا أعرف علة كل هذه النكسات والتراجعات، وسبب كل هذا التردي الذي نعيشه؛ إنه خلو أعمالنا من النية، فلو كانت أعمالنا خالصة لوجه الله لاستجاب الله لنا وبلغنا مرادنا!!
والأعمال بالنيات وأن لكل امرئ ما نوى كما جاء في الحديث الشريف...
وماذا يكون الجواب إن لم يكن: أن معرفة خلوص النية من عدمها ليس من اختصاص البشر وليس في طوقهم، وإنما هو من صفات خالق البشر، عالم الغيب والشهادة...
وماذا بعد بل ماذا قبل؟!!
أقول: ليس التغني بماض مضى وانقضى بمجد علينا شيئا، وحالنا حين نفعل ذلك حال الوارث الغبي الأحمق الذي انحدرت إليه ثروة من والده فلم يحسن التصرف فيها؛ لا هو نماها ولا هو حافظ عليها، ولا هو استغنى عنها واستقل بنفسه وشق طريقه الخاصة به وصنع سمعته واسمه، بل قام في مكانه يدور حولها ويتمسح بها ويتبرك، حتى إذا علاها الغبار وغبر عليها الزمان وألقى عليها من جلالته جلبابا، وكساها من مهابته ثوبا، آضت الثروة معبودا واستحال العشق عبادة، وصار المتيم عابدا، لا يرضى أن يمس معبوده بقول أو فعل، ولا بنقد أو تساؤل، ولا يصدق فيها نصيحة لا من صديق ولا من عدو، وغبرنا على هذه الحال نتغنى ونسبح بحمد التراث، لا شأن لنا إلا التغني، هل ينتظر الآباء من الأبناء إلا أن يذكروا محاسنهم، وذكر محاسن الموتى مما حث عليه الإسلام!!!
ولكن المحاسن تجاورها مساوئ، ولكن البشر خطاءون، ولكن البشر ناقصون، ولا كمال إلا لوجهه سبحانه؛ فهل علينا من بأس إن نحن نقبنا عن الأخطاء كيما نتجنبها، وهل علينا من بأس إن نحن استفدنا من مساوئ أسلافنا فتفاديناها، وإن لم نفعل فما فائدة التاريخ، وما فائدة الدروس والعبر، وما فائدة التعلم؟؟
وما قيمة التطور والارتقاء إن كانت التجارب السابقة ناجزة وكاملة، وما مغزى دوران الأرض وتعاقب الفصول؟؟ وما قيمة التجربة والخطأ، والغد الأفضل، والنجاح والفشل، والقصور ثم الكمال؟؟
ثم إن هذا ليس نقدا للإسلام كمثال، كمبدأ، كجوهر ، الإسلام كما أنزله الله على رسوله، ومن هذا المذهوب بعقله المغرور بنفسه الذي يروم نقد الإسلام؟؟!! ما نروم نقده هو: فهم البعض للإسلام، قراءتهم له، فقههم له؛ وإلا لما كان هناك معنى للمذاهب الفقهية والفرق الإسلامية، وما كان هناك جدوى ولا حكمة ولا رحمة من الاختلاف. وماذا صنعت الفرق الإسلامية والمذاهب الفقهية منذ نشأتها إلا أن سلطت نور الاستنباط والاستدلال والاستنتاج على هذا النبع الخالد الذي لا ينقضي عجبه ولا يسبر غوره تستمده حججا وبراهين تعضد بها مذاهبها وتقوي بها آراءها، وتنافح بها خصومها؟ حتى كان الفر قاء يجتمعون في مسجد من مساجد الكوفة أو البصرة أو بغداد يتحاورون ويتناقشون ويتبادلون الحجج والبراهين.
وقد أباح الإسلام لهم ذلك والاختلاف رحمة كما نعرف، أما الذي لا نعرفه أو نعرفه ولكن لا نقر به هو أن يدعي مدع منهم صحة آرائه بإطلاق، وبطلان آراء خصومه بإطلاق، وقد علمنا أننا كلنا يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب القبر الشريف القابع في المدينة، لأنه معضود من السماء ومسدد بالوحي، ولكن الذي لا نقر به أن يدعي مدع لنفسه العصمة منهم، ولكن الذي لا نقر به أن يدعي مدع أن ما يقول به هو الإسلام بعينه كما أنزله الله، فيسحب على فهمه وقراءته عباءة الإسلام وقدسية الإسلام وثبوتية الإسلام وقطعيته، هذا ما لا نقر به، لأننا لو أقرننا به _ وهو ما نجترحه ونقترفه الآن_ لأضحى الدين مطية يركبها كل صاحب غرض، ولأصبح وسيلة يتوسل بها إلى مغانم كثيرة أو قليلة شريفة أو وضيعة.. وعندما تتوضح هذا المسألة_ وهذا ما أرجوه_ ويؤمن اللبس والخلط وتصيد العثرات، يحق لنا أن نلج بحثنا برصد بعض الظواهر المنتشرة بين الناس، أو على الأرجح بعض الفهم المغلوط للدين في عالمنا العربي على وجه العموم.
أولا: إسلام واحد أو إسلامات متعددة؟
المتتبع لحال المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، والمتابع لمنتدياتهم وخطبهم ومنابرهم وكتبهم ووسائلهم التي يستخدمونها في نشر رؤاهم وأفكارهم وفهمهم والدعاية لمذاهبهم وفرقهم، سواء عبر القنوات الفضائية أو عبر الأثير أو عبر المنتديات عبر الشبكة العنكبوتية، أو المواقع المخيفة في انتشارها وكثرتها وتنوع أفكارها وأطروحاتها وتضارب آرائها واختلاف أهوائها، المتابع لكل ذلك لا شك تأخذه الدهشة وتستولي عليه الحيرة، ويضطرب فكره ويتشتت ذهنه من كثرة الأطروحات وتشعب الآراء وتشابك الأفكار أو ما يزعم لها أنها كذلك...
ورب قائل عجول يقول: أليس الكثرة أفضل من الواحد الذي لا شريك له في رأيه، أليست التنوع يدل على السماحة التي تنعم بها الأمة، وعلى تعدد الخيارات وتحكيم العقل واحترام الإرادة وتقدير الاختلاف، فللناس أهواء مختلفة، وأذواق متنوعة، ومشارب متعددة، وهذا حسن على كل حال وفي كل زمان ومكان؟!!
فأقول: هذا كلمة حق أريد به باطل؛ نعم التنوع مطلوب، والاختلاف مرغوب، وحرية الاختيار مأمولة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أو نطرحه نحن هو التالي: كيف ولماذا؟ كيف نختلف ولماذا نختلف؟؟
هل نختلف ولا نعرف أدب الخلاف وأدب الحوار، لا حين نسأل ولا حين نجيب؟؟
وهل نختلف لمجرد الخلاف، أو لمجرد الغلبة وإذلال الخصم، وإشباع الغرور؟
أو هل نختلف ونحن محملون بركام من الآراء الجاهزة والعقائد المتصلبة، والأحكام الثبوتية القطعية؟
أو هل نختلف وفي نيتنا ليس البحث عن الحقيقة أيا كانت وكيف كانت، نلتقطها أينما وجدت والحكمة ضالة المؤمن، وإنما نختلف وفي يقيننا وفي حسباننا أن الحقيقة معنا وعندنا ولا يمكن بحال أن تكون مع الآخر في أي مكان آخر؟
ثم لماذا نختلف؟
هل نختلف وندع الآراء يقارع بعضها بعضا الحجة والبرهان، حتى تستوي الآراء وتستحصد ويصمد ما كان أهلا للصمود، ويذهب ما كان جديرا بالذهاب، في أتون المصاولة والمقاولة، وتحت نار العقل والبحث، وبمرأى من كافة الخصوم؛ حتى إذا توضح الحق وبانت الحقيقة وكشفت الحكمة عن نفسها آب لها الجميع خاضعين خاشعين مسلمين مقرين مذعنين، لا يشعر أي منهم أنه قد غبن، أو خسر في سوق المجادلة والحجاج، و لا يشعر كذلك_وهو الأهم_ أن كرامته قد انتقصت، وأن شرفه قد ضاع، عند ذلك يلتئم ما تشتت ويجتمع ما تفرق، وتتوحد الآراء ولو إلى حين، حتى تأتي حجة جديدة فتنقض ما قبلها، وهكذا دواليك؛ فالحقيقة المطلقة لا يملكها إلا الله وحده، وإن ادعى أحد خلاف ذلك فقل هات برهانك إن كنت من الصادقين!!
ثم لم الاختلاف؟
هل هو من أجل بث الفرقة بين الأمة، ودق إسفينا بين أطيافها لا يمكن أن تتفق بعده أبدأ، أم من أجل حل مشكلات الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، واستعمال هذه الطريقة الدينية والحضارية بدلا من اللجوء إلى العنف والإكراه والإرهاب، الذي إذا أقر أحد، أي أحد، من خلاله فإنه لم يقر إلا خوفا أو تقية، والذي إن سلم به فإنه لم يؤمن به وفرق بين الإسلام والإيمان، والذي متى وجد صاحبه متنفسا يزيح به النير الذي يثقل عنقه ويزحزح الصخرة التي تكتم أنفاسه فإنه لن يتوانى في استغلاله حتى ولو كانت بيد العدو، عدو الآمة كلها! هل هذا الاختلاف من أجل توحيد الصف وتنقية الأجواء، ولم شعث الأمة، واحترام إرادة الجماعة، كل الجماعة، أو من أجل صب الزيت على النار، والنفخ في نار العداوة الطائفية والمذهبية والطبقية والعشائرية والقبلية، حتى أصبحنا أضحوكة الضاحكين، وسخرية الساخرين، ممن كان بطبعه ضاحكا ساخرا أو لم يكن، حتى أصبحنا لا نشهد مذهب سني وآخر شيعي و ثالث إباضي ورابع أشعري وطرق صوفية ومولوية ومهدية ومعتزلة إلى آخره،
بل انقسمت السنة على نفسها بين غالين متطرفين، ومتسامحين مفرطين، ووسط معتدلين، بين رافض للغرب والتطور لا يتحفظ، ومرحب به لا يتحوط، ومتذبذب بين هذا وذاك.. وقل مثل هذا في باقي الفرق والمذاهب القديمة الحديثة.
ولم يقتصر الاختلاف عند هذا الحد، بل دخلت في المعمعة مذاهب حديثة مستوردة من الشرق والغرب، من العلمانية، والحداثة، والليبرالية، والشيوعية، والاشتراكية، واليسار واليمين، فبعدت الشقة، واتسعت الفجوة، وعظم الاختلاف، بل إنه لم يعد خلافا وإنما آب إلى ضرب من التصلب والتعنت وتفتيش الضمائر، والتنقيب عن مخبئات الصدور ومكنونات النفوس، وتبودلت الإتهامات، وتقورض السباب، وجدف على الله، كل فرقة تلعن أختها، وتخرجها من الملة، وتحرمها من الجنة، هذه الجنة المقصورة على أتباعها أهل الفرقة الناجية، وأضحت ألقاب من مثل: وهابي ورافضي وعلماني وحداثي وتقدمي ورجعي وتغريبي و ماضوي وشيوعي وماركسي من المفردات الدارجة على الألسن، ومن المصطلحات الجاهزة للاستخدام عند الطلب، من غير توغل في التفاصيل، ومن غير بحث عن الحيثيات ومن غير أي محاولة للقراءة فضلا عن الفهم فضلا عن التحديد والتعمق والاستقصاء.. حتى أصبحت هذا الإتهامات شأنها شأن الإشاعات يتداولها الناس والبسطاء في سوق الجهل والغباء والبلادة والفراغة، وكلنا في سوء الفهم شرق، وكلنا متساوون في كيل التهم ودمغ المخالفين وإقصاء الآخرين، حتى أن بعض الناس من رقيقي الدين والمفرطين في شعائره والذين لا يمتون إلى عالم القراءة والمطالعة بصلة والذين هم على هامش الهامش من دنيا الثقافة، ولا تصلهم المعلومة إلا مصادفة يتلقفها من جريدة أو صديق أو يسمعها في إذاعة أو شريط، أو حتى يتوهمها توهما فيزدريها ويحتقرها ويعاديها والمرء عدو ما جهل، أقول حتى بعض هذه الأصناف من الناس شاركت في سوق التهم والسباب، وصدرتها إلى أصدقائها وأبنائها، وأتحفت بها جيرانها وفاخرت بها في مجالسها من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
ولم نكتف بذلك بل عندما هاجرنا في بلاد الله الواسعة وعشنا في الشرق والغرب نقلنا خلافتنا وصراعاتنا معنا فأصبحت تشهد في الحي الواحد أكثر من مسجد وأكثر مركز إسلامي، فالسنة لهم مساجدهم ومراكزهم وللشيعة كذلك.
بل زدنا على ذلك درجة فأصبح عندنا إسلام فرنسي وآخر بريطاني وثالث على الطريقة الأمريكية.. والسؤال هو: عن أي إسلام تتحدثون، وإذا جاء الآخر ليعتنق الإسلام فأي إسلام يختار؟
هذا مجرد سؤال أطرحه وليس من شأني الجواب..
ثانيا: الإسلام هو الحل؟
وكيف ذلك؟ وماذا نعني بذلك؟
هل الإسلام كعقيدة وإيمان قلبي وتصديق وإخبات وعلاقة فردية بالخالق، وجامع لشتات الأمة، ومشرع لأخلاقها وقيمها ومثلها، الإسلام كجوهر ومبدأ أزلي سرمدي، إسلام الروح لله والاعتراف بالخالق والوحدانية التي تنفي ركام الشركاء والأنداد، إسلام إبراهيم وموسى وعيسى، ملة أبينا إبراهيم، الحنيفية السمحة، أم شيء غير ذلك؟؟
أما أن نقول: الإسلام هو الحل، نطلقها مبهمة غائمة غير محددة فهذا ما لا نرضاه، ونحن قوم آتنا الله عقولا نعقل بها الأشياء ونزن بها الأمور ونحكم بها في القضايا..
هل مجرد التمسك بشعائر الإسلام كفيلة بإخراجنا من مأزقنا الراهن وتخلفنا العتيق؟
هل مجرد الإخلاص في العبادة وصفاء النية وصحتها وسمو القصد ونزاهته كفيل بتقدمنا ورقينا؟
ثم هل امتلاء المساجد بالمصلين العابدين الصائمين القانتين الخاشعين، والكعبة بالطائفين والصفا والمروة بالساعين، ورفع الأكف حتى التعب، وانهمال الدمع حتى الغرق، والجأر بالصوت حتى الانقطاع، أقول هل كل ذلك هو الحل؟ هذا على افتراض خلوص النية، وصفاء السريرة، ونبل المقصد، وتحاشي التردي في هوة التقليد والرياء والسمعة، والارتكان إلى المظاهر والقشور.
ولكن كل من يعتقد ذلك فهو مخطئ؛ لأن الواقع يكذبه، وحال الأمة يكذبه، وسنن الله الكونية تكذبه، فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا معلولات بلا علل، ولا نتائج بلا مقدمات.. والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، ومن طلب العلا سهر الليالي، ومن طلب العلا من غير كد فقد سعى في طلب المحال. وهذا المحال هو الذي نطلبه من سقوط الأندلس إلى يومنا هذا؛ وهل هناك أكثر منا صلاة وقياما، وحجا وزكاة، وصدقة ودعاء، وعددا ( ما شاء الله مليار مسلم!! ) والتزاما؟ هل يقبل الله منا ذلك؟ لا لن يقبل الله منا ذلك؛ لأنا أتينا البيوت من غير أبوابها، ولم نعرف من أين تؤكل الكتف، واستنمنا إلى أقوال أضحت حكما ومسلمات لا تحتاج إلى دليل، من مثل: لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ومن مثل: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فهما طلبنا العزة بغيره أذلنا الله، ونسينا أو تناسينا عامدين: وأعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، وأغفلنا أن الفرق بيننا وبين الآخر لا يقاس بالسنين أو الكيلوات وإنما يقاس بالعقود إن لم يكن بالقرون، والأميال إن لم يكن بمئاتها، وتناسينا أن الأسلاف كان قادرين على العيش في إمبراطوريتهم النواة في المدينة، مستطيعين توفير قوتهم القليل ومعيشتهم البسيطة؛ لأنهم بعد لم يتنعموا ولم يتمدنوا ويتمصروا ( سكنوا الأمصار ) ولم يركنوا إلى حياة الترف واللين، وحتى بعد أن تمصروا وأقاموا حواضرهم، ووسعوا مملكتهم لم تكن الفروق على هذه الدرجة من الحدة والضخامة، قصارى أمرهم طعام خشن في مقابل آخر سائغ، وفرس عربية عجفاء في موازنة حصان روماني أو فارسي مطهم، وسيف صدئ في مقارنة سيف صقيل، ورمح كسير في مقابلة رمح طويل، تقارب في العدة وفي نوع السلاح، والأهم من ذلك أنهم يصنعون ذلك بأنفسهم لا يستطيع أحد أن يضغط عليهم من هذه الناحية، أو يقطع عنهم الإمدادات أو الأقوات أو الكهرباء أو الماء أو المواصلات والإتصالات، فرجحت العقيدة الإسلامية الجديدة بهم، حين وحدت الهدف، وسمت بالغاية _ إحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة _ فحق لهم القول: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام........ وأما نحن فالوضع مختلف؛ لأننا نستورد كل شيء من الآخر، من الإبرة حتى الصاروخ كما يقولون، ولأننا بعد طفيليون على مائدة الحضارة نلقط ما تساقط من فتاتها، سلاح قديم، وطعام مغشوش، وأفكار ونظريات فوضوية عبثية وترفيه مجنون أملاها عليهم ترف الحضارة وقلقها، ففرغوا للهوهم بعد أن أدوا ما عليهم من واجبات، وإما نحن المساكين فلهونا قبل أن نعمل، وكسلنا قبل أن نجد، ونمنا قبل أن نستيقظ، حرق للمراحل!! أي حرق يا قوم أحرق الله قلوبكم!!!!
ولو كان الأمر أمر تدين ودعاء لما تقدمت أمم أصغر منا عددا ولم تعرف إسلاما ولا دعاء، فهذه اليابان البوذية، والتي جغرافيتها عبارة عن جزر محاطة بالماء من كل جانب، وأرضها مركز لزلزال مدمرة، ولا تملك إلا قليلا من المعادن، وليس لديها بترول، تستورد المواد خاما ثم تصدرها مصنعة، سيارات أجهزة إلكترونية، ساعات إلى آخره..
ولكن السؤال القديم الحديث: لم تقدموا وتأخرنا، ولم عزوا وذللنا، ولم هم في الصدارة ونحن في الحضيض؟؟
وفي رأيي المتواضع أقول: تقدموا لأنهم فهموا روح العصر، وقوة العصر، وسر العصر، عرفوا أن العلم أساس التقدم، وأن القوي اقتصادا وإنتاجا وصناعة وزراعة وتقنية هو فقط من يستطيع أن يعيش في هذا العصر، وهو الذي يحترمه الآخرون، وهو الفاعل الوحيد في عالم المصالح والتنافس والصراع على الصدارة، وأنه إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب وأحيانا الضباع في حالتنا!! وأن عنجهية الأقوياء قد تعلو أحيانا فوق صوت السماء، وأن تعاليم المسيح ( إذا صفعك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ) أضحت هباء، وأن الأقوياء أزاحوا الرأس بما حملت من خدود قبل أن تمتد إلى أحد منهم يد في جهرة أو خفاء!!
الثالث: هل الإسلام صالح لكل زمان ومكان؟
والسؤال هو: صالح بماذا، بكلياته الجوهرية وثوابته الخالدة، أم بتفاصيله المتغيرة وجزئياته المتبدلة طبقا لواقع الزمان وظروف العصر ومتغيراته؟
أما الثوابت والكليات فلا أظنها قابلة للتغيير؛ فنحن نصلي كما صلى الرسول الكريم وأصحابه ونزكي كما يزكون ونحج ونصوم كما يحجون ويصومون ......إلخ، فهي بهذا المعنى صالحة لكل زمان ومكان.
أما المتغيرات التي تتغير بظروف العصر وتتبدل بمستجدات الأحداث وشؤون الناس فهي التي إذا صلحت لعصر من العصور أو زمن الأزمان فليست بالضرورة صالحة لعصر آخر وزمن آخر؛ فلكل عصر ظروفه ولكل زمن مشاكله ولكل أمة شؤونها وشجونها، وهذا أظنه واضحا ولا يحتاج إلى نقاش. أما الذي ليس واضحا كل الوضوح ويحتاج إلى نقاش بل نقاشات فهو التالي: ما ثوابت الإسلام الصالحة لكل زمان ومكان، وما متغيراته التي تتبدل في كل عصر وأوان؟
أو بصيغة أخرى: ما المعيار الذي نزن به الثابت والمتغير من أمر الدين؟
وماهي الجهة المخولة تحديد ما هو ثابت وما هو متغير؟
وهذا سؤال جوهري وحساس؛ لكيلا تختلط الأمور فنحسب الثابت متغيرا والمتغير ثابتا، ولكيلا نسحب_ لفرط تزمت وتشدد، أو لجهل أو غرض في النفس_ الثابت على المتغير، ونضيق على الناس، ونحرم ما أصله حلال، والأشياء في الشريعة أصلها الحل، إلا إذا ورد دليل قاطع جامع مانع بتحريمه.. وهذا المحذور هو الذي وقعنا فيه منذ بدايات عصر النهضة حين صدمنا الغرب بمخترعاته وأدواته. وفي الحقيقة أنا لست بصدد تقصي هذه المحرمات أو ما يزعم لها ذلك أو حصرها على سبيل الاستقصاء، وإنما يكفينا بضع أمثلة ندلل بها على صحة كلامنا. فنقول: من ذلك عندما جاءت السيارات إلينا، في الجزيرة العربية، قام المطوعة ووقفوا في وجهها بحجة أنها بدعة ليست من الإسلام في شيء، وأنها لم تكن على زمن الرسول، فهي بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار!! ثم لما استخدم الملك عبد العزيز رحمه الله التلغراف في تسيير شؤون الحكم، وتسهيل الاتصال بالعالم عارضه الإخوان المتشددون مرة أخرى، وهذه المرأة بحجة أن الصوت ينتقل من طرف إلى آخر عبر وسيط من الجان، وهذا رجس من عمل الشيطان، أن تسخر الجان في خدمة بني الإنسان!!
ولما دخل الراديو قاموا في وجهه بهذه التعلة أيضا، ولم يكتف بذلك بل جمع وانتزع من أيدي الناس، رضا أو غصبا، وأحرق في إحدى الساحات.. ولعل هذه الظواهر ليست من الشهرة بمكان، ولكن المشهور والمذكور والذي يعرفه القاصي والدان هو: مسألة التصوير وتحريمها بحجة مضاهاة خلق الله! أو الخشية من أن يرتد الناس إلى جاهليتهم الأولى فيعبدون القبور والصور والتماثيل، وكأن محمد بن عبد الوهاب لم تقم له دعوة، وكأن دعوته لم تجد لها صدى، وهو الذي طهر الجزيرة قبل غيرها من الشركيات والخزعبلات وأعاد الناس إلى فطرتهم السليمة وتوحيدهم الصحيح.. واختلفوا بعد في الصور ما كان له جثة وما لم يكن، وهل هي ثابتة أم متحركة، وهل يلجأ الإنسان إليها اختيارا أم اضطرارا، وما مقدار الضرورة وكيف تقدر. ولم يكن من الغريب ولا من النادر أن تجد بعض المطوعة إذا رأى إنسانا في الشارع يصور أن ينتزع آلة التصوير منه ويهشمها على الأرض!
وقل مثل ذلك في التعامل مع البنوك، والقنوات الفضائية، والجرائد وقبل ذلك التلفزيون ( رسول إبليس !!) ، وكان الأمر إذ ذاك جدا ليس بالهزل، والتحريم قاطعا، والفتوى توعد الخارج عن طوعها بالويل والثبور وعظائم الأمور دنيا وآخرة، ولكن ماذا كانت النتيجة، ومن أين لنا معرفتها؟ النتيجة هي ما نشاهده الآن في يوم الناس هذا؛ إذ لا يكاد يخلو بيت من بث فضائي فضلا عن المحلي، فضلا عن التليفون والجريدة والراديو! ماذا حصل، وكيف حصل ما حصل؟ هل هو تراجع وتقهقر، ورقة في الدين وتهاون في التمسك بأحكامه؟ أم هل هو رجوع إلى الحق، وإقرار بالخطأ؟ هذا ما لا نعرفه بعد! لكن الذي نعرفه وواثقين منه تمام الثقة فهو أن هناك شريطا إسلاميا، وقنوات إسلامية ( قناة المجد الفضائية مثلا ) وتصويرا إسلاميا، وتمثيلا إسلاميا، ومن يدري ربما يكون هناك موسيقى إسلامية ما دام هناك نشيد إسلامي، وما دام ما كان بالأمس من المحرمات أصبح اليوم من المسلمات!!
وربما_ والأيام تلد كل عجيبة _ سيكون في مقتبل الأيام سفور على الطريقة الإسلامية، وقيادة المرأة للسيارة على الطريقة الإسلامية، وهذا ما يشتد فيه اللغط هذه الأيام، ويكثر حوله الجدال والخصام بين معارض وموافق..
هذه التفاصيل والجزيئات للواقع العيني التاريخي المعاش تذهب بذهاب أهلها الفاعلين فيها والتي تهمهم أكثر من غيرهم، ولكن الذي يبقى هو المبدأ المجرد والهيكلية العامة التي نقيس عليها، فهل تركنا للأجيال اللاحقة مبدأ يسيرون على هداه، وهل سلحنا الأجيال اللاحقة بالسلاح الذي يقدرون من خلاله على مواجهة مشاكل عصرهم، وهي بالتأكيد مشاكل تختلف عن مشاكلنا، أم أننا ورثنا لهم فتاوى ينقض بعضها بعضا، وآراء يكفر بعضها بعضا، وإرثا ثقيلا يشقى به وارثه أكثر من أن يسعد؟؟
رابعا: هل الإسلام داع لليقظة والانتباه أم حامل على السبات والخدر؟
وما يدعونا إلى طرح هذا السؤال هو: أن صاحب كل غرض، سياسيا كان أم اقتصاديا أو سلطويا أو مكانة أو جاها، أقول إن كل صاحب غرض إذا أخفق في نيل مبتغاه، وفشل في تحقيق مراده وسدت في وجهه السبل وعبثت به الحياة أو خانته الظروف وخذلته وسائله، فالتفت يمنة ويسرة ولا من معين ولا نصير وقل المساعد وخان الصاحب بحث عن وسيلة ناجعة فإذا هذا العقار جاهز، وإذا هذا الدواء نافع، ما هو يا ترى؟؟ إنه الدين، امتط الدين، وسيره في ركابك يقضي حوائجك، ويبلغك مرادك، ويصنع لك المعجزات، وأنت موفور الكرامة ملحوظ بالمهابة، ولا عجب ألست تدعو إلى الدين وتتكلم باسمه؟!! ثم إنه ليس هناك ما تخسره، وليس هناك جهدا شاقا تبذله، اللهم إلا أن تحفظ حديثا أو حديثا وأن تستظهر سورة أو سورتين، وتتقن فن التمثيل وتحسن فن الخطابة، وأن يكون لك صوت جهوري، وقلب يتوهج ويتلهب عاطفة وإخلاصا وحبا، وأن تعرف كيف تخاطب قلوب الناس لا عقولهم، وأن تستحوذ على إعجابهم، وأن تحدثهم بما يحبون، وتنحي عنهم ما يكرهون!!
وصفة عجيبة ولا شك، لم يفكر فيها( ديل كارنيجي) ولا خطرت له ببال!
والسؤال هو: من الملوم، هل هم الفاعلون، أو المفعول بهم، أو الوسيلة التي توسلوا بها؟؟
والحقيقة أن الفاعلين غير ملومين؛ نهاز فرص لاحت له فرصة ما تراه فاعلا، وغريق عثر بقشة ما عساه صانع، ومخادع وجد من يخدعه ويتلعب بعقله، بل طمس عليه، ما تظنه متصرفا؟؟
والإسلام، أيضا، غير ملوم، فهو يدعو إلى القوة ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) وهو يندب إلى اليقظة ( المؤمن كيس فطن ) وهو يحث على الحذر والأخذ بالحيطة، وينفر من الانخداع ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) و ( الحرب خدعة ) و( لست بالخب ولا الخب يخدعني ) أي لست بالماكر المخادع ولا المخادع يخدعني.
وفي الحقيقة أن الملومين هم المخدوعون المغفلون المضحوك عليهم المستهزئ بعقولهم، والمذهوب بأبصارهم وبصائرهم، الذين ظنوا الدين دروشة وتسليما أعمى، وأنه حكر على فئة تفسره كيف شاءت ولأي غرض شاءت؛ فهذا جهاد إسلامي، وذاك بنك إسلامي، وهذه شركة مساهمة إسلامية، وتلك مؤسسة خيرية إسلامية، هم الملومون لأنهم لم يستخدموا عقولهم، ولم ينتفعوا بها لأنها طالما كانت في سبات عميق بل ما زالت كذلك، قد ران عليها العجز، وتمشى في مفاصلها الوهن، وعلاها الغبار والصدأ.. ولا تحسبن أن هذه اللدغة هي الأولى، حاشا لله، بل سبقتها لدغات وتلتها لسعات وقرصات أيضا!! ولكن ماذا تقول؟؟!!
وإلى لقاء......



#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعرية الذات العربية
- باسم الشعب نبدأ


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدو أبو يامن - إسلاميات