الفيروس السرطاني الذي يضرب العالم العربي

عبدالله محمود جواد

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفيروس السرطاني الذي يضرب العالم العربي
عبدالله محمود جواد
لم تعد السذاجة السياسية مقبولة في ظل التقدم العالمي على كافة الصعد الحياتية ، فمن ينظر الى الغرب نظرة المنافس عليه ان يعدّ العدة لنتقدم فكريا ، ولا نشعر بالقنوط واليأس في ظل كل الممارسات التي تقذف بنا الى قاع الجهل والتشتت المذهبي الذي تقوده القوى المخفية او بالاحرى الفيروس السرطاني الذي يضرب العالم العربي ، كوباء لا يمكن التخلص منه الا بالوعي الفعال بكل مستوياته الفكرية والاجتماعية والسياسية دون النظر الى الخلف، فالاهداف السياسية المرسومة للوطن العربي هو زرع الخوف والرعب ومنع الاستقرار والامن لتزداد العرقلات في النمو السياسي بكل اتجاهاته وذلك باهدار الدماء العربية بكل الطرق التي تمكن من اضعاف الجسد السياسي.
ربما لم نعد نستطيع مقاومة ا هذا لامتداد للفساد بسبب فقدان المناعة في العقول العربية التي تتاجر حتى بالمأساة الانسانية التي نشهدها في كل تفجير تتطاير به الاجساد وتتحول الى اشلاء ، فمن يقضى على السلام يقضي على كل ما من شأنه ان ينهي هذه الحروب التي تتجدد تحت عناوين مختلفة من افغانستان الى العراق، وحتى سوريا وصولا الى التفجيرات في لبنان التي تحارب الجسد اللبناني، وتبتر له الاعضاء التي تجعله جسدا معافى. الا انهم بنسفون كل القيم الاخلاقية والسياسية القادرة على جعلنا نقف وراء قيادة حكيمة قوية ومتينة، ولا تنتمي الى تيارات او خصخصات، وهنا نقطة الخلاف الاساسية التي لا يمكن معالجتها ما لم نتكاتف لنسير في طريق سليم يقود الوطن العربي الى تحقيق ذاتيته، فالاساليب التي يتم فيها محاصرة كل خطوة ناجحة تقودنا نحو معالجات تمنحنا المزيد من الامل هي اساليب صهيونية المراد منها محاربة كل ما من شأنه اعادتنا الى الحضيض بكل تفاصيله. او بالاحرى الى حيث نقطة الخطر المتفاقم الذي من شأنه ان يقضي على المرض السرطاني الذي اصاب العرب منذ تعاظمهم في الماضي وحتى الان كي لا يعود الماضي العربي للتحكم في العالم.
ان الخطط الدفاعية هي قاعدة نضعها في صميم كل منا لمحاربة الفيروسات الموضوعة كبؤر ارهابية تهدف الى تمزيق الجسد العربي ، فاهدافها مزروعة في خطط ستنهش كل ما من شأنه ان يجعلنا نتقدم لندخل الى العوالم التي بات بيننا وبينها مسافات فاصلة، فالجسور المقطوعة بيننا وبين التقدم السياسي نتجت عن تخلخل في المفهوم الايماني بغض النظر عن الدين والمنهج، وما الى ذلك مما تمتلكه المذاهب والطوائف فنحن امة يجب عليها ان تكون كالجسد الواحد القادر على محاربة فيروساته بنفسه لتكون مناعته هي مصدر قوته واعادة بنائه من جديد.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات