حازم شحادة
كاتب سوري
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 12:29
المحور:
الادب والفن
تلقيت دعوة إلى العشاء من صديقي الجديد الدكتور عيسى وقد فاجأني بإصراره الغريب على الحضور رغم كل الذرائع التي قدمتها له فالعلاقات الاجتماعيه ليست من ضمن اهتماماتي الشخصيه غير إن حجم الود واللطف في دعوته بالإضافة إلى الإصرار لم يتركا أمامي مهرباً... فذهبت.
سبق وأخبرني أنه سيكون وزوجته بانتظاري في تمام التاسعه من مساء اليوم، ارتديت بدلتي الرسميه وابتعت باقة من الزهور كبادرة على اللطف الذي عاملني به وسيل المديح بحق ما أكتبه من شعر وحكايات على صفحة الفيس بوك خاصتي كما أخبرني أن حرمه المصون معجبة جداً بكتاباتي وقد أصرت معه على دعوتي إلى العشاء.
لم يكن منزلهما بعيداً جداً حيث استغرق مشواري إليه بسيارتي أقل من نصف ساعه.. ركبت المصعد إلى الطابق العاشر من البناء الذي دلني عليه ثم توجهت إلى الشقه رقم 05 وقرعت الجرس فاستقبلني عيسى بابتسامته المشرقة المفعمة بالتفاؤل، كان يرتدي قميصاً أزرقاً وبنطالاً أسوداً ساعداه بأناقتهما على زيادة وسامته وعندما عانقني بحرارة شممت عطر ( شادو) الذي أحبه ينبعث من ياقة قميصه.
في الداخل وقفت الزوجة مرحبة بي.. امرأة في أواسط الثلاثينيات تفرد شعرها الأسود على كتفيها وترتدي فستاناً زهرياً لحد الركبه تتمتع بعينين سوداوين صافيتين وبشرة بيضاء نقيه يخيل للمرء إنه مُبالغ ببياضها مع القد الممشوق والكندرة المفتوحة عند أصابع القدمين جعلها شريكة جميلة ومناسبة لصديقي الذي لم يمض شهر على تعارفنا في إحدى المناسبات التي كنت أغطيها إعلامياً.
قدمت للسيدة الجميلة باقة الورد فشكرتني بلطف وطلبت مني أن أستريح.كان صالون المنزل واسعاً ومليئاً بالتحف الأمر الذي أشعرتي بالراحة تجاه حبهما للفن بشكل عام.
قالت زوجة صديقي أنها من أشد المعجبات بكتاباتي.. كنت قد استغربت من ذلك حين قاله لي الدكتور عيسى.. فأنت لست صديقتي ولا أذكر أنك أرسلت لي طلباً من قبل.. ضحك عيسى وأخبرني أنه يقرأ لها ما أكتبه من صفحته هو.. فشكرتهما على لباقتهما.. متمنياً أن أكون عند حسن الظن دائماً وبعد أن استأذنتهما.. أشعلت سيجاره.
دخلت منى وهو اسمها كما عرفني إليها صديقي إلى المطبخ لتعد فنجاناً من القهوة الساده كما أحبها.. ورحنا نتحدث عيسى وأنا في الشأن السياسي.. وعندما عادت احتجت علينا وقالت لا أريد الحديث في السياسه... رأسي يؤلمني منها.. ضحك عيسى وقال: سمعاً وطاعه.. قلت مازحاً: هذه السمعاً وطاعه تنطبق عليك وحدك.. أيوا.. فضحكنا جميعاً.
بعد فترة كانت طاولة العشاء جاهزة فجلسنا متقابلين عليها عيسى وأنا بينما جلست منى بيننا على رأس الطاوله.
رحنا نتناول الطعام فشعرت بشي لامس ساقي.. في المرة الأولى لم أعر للأمر بالاً.. لكن عندما تكرر الأمر تيقنت أن قدم منى تحتك بها.. رباه.. ما هذا الذي يحدث.. زوجها يجلس إلى جوارها وقدمها على ساقي أنا.. بدأت أتصبب عرقاً.
أزمة أخلاقيه تجتاحني.. صديقي اللطيف يجلس أمامي وزوجته من على يمينه تتحرش بي.. هل أذهب؟ هل أخبره؟ ما هذه الحماقه.. كيف سأخبره.. اللعنه.
نظرت سريعاً في عينيها فرأيته هناك.. شيطان الشهوة يجلس متربعاً في العينين السوداوين... ( دايمه).. قلت وقمت عن الطاوله.. لا أريد هذه اللعبة القذره.. لو كانت عزباء.. لما ترددت دقيقة بمضاجعتها على طاولة الطعام.. ولوضعت بعض السلطه فوق نهديها والتهمتهما.. أما أن تكون زوجة صديقي.. فلا.
احتج عيسى على نهوضي باكراً عن طاولة العشاء.. فتحججت بالرجيم.. قالت هي بخباثة.. ربما لم يعجبه.. الطعام.. أجبت بغصة.. على العكس.. الطعام رائع.. لكن يكفي ما تناولته.. كان ملمس قدمها يضرب زلزالاً داخل جسدي..
اشعلت سيجارة وعدت إلى مكاني في الصالون.. أسترجع ما حدث.. لا تكرهوا منى.. لم تلمس قدمها ساقي سوى مرة واحدة.. وبالخطأ.. ولم يكن في عينيها شيطان الشهوة جالساً.. بل في عيني.. وكل ما حدث كان من أثر الفراشة..
( تضرب الفراشة بجناحيها الهواء في مكان ما.. فيحدث إعصار في مكان آخر.. قد يكون هذا المكان.. داخل الجسد).
#حازم_شحادة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟