(مسوّدات لأنا)

عمار خليل عكاش

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 18:36
المحور: الادب والفن
    

(مسوّدات لأنا)

1 - (أنا الأنثويّة)

ما كنت لأكونَ لولاهنّ
ما كنتُ لولا ولجْتُ أنثى و وَلجَتْني
كلما آخيتُهُنَّ أو غبنا في ولغِ الجنس
أو شج حجر الحب رؤوسنا
تمدّدتْ همزة الأنا
واستطالتْ الألف
صوب من لا أعبُدُه ولا يعبدني
هكذا ما عٌدْتُ ابن أبي وابن أمي
صرتُ أنا
أنا نسيبك يا ابن أبي ويا ابن أمي

2- (فرس النهر)

على الرصيف، أحفرُ أثري بين المارّةِ الحمقى
محاطاً بنداءاتِ الباعة المتجوّلين
خطأً دخلتُ ذاك المنعطف
وغزّ سنّورٌ متربّصٌ أنيابه في عنقي
ودغدغ ذيلهُ بطني ، وخمشت مخالبه وجهي،
يقلّدني نياشين البراري
عندها فقط خلعتُ صدفة السلحفاةِ
وانتعلتُ خُفَّ الغزالة
وانطلقتُ
إنه أنا نفسهُ
إنّما ممسوساً باستغاثات اليتامى
فاغراً فاهي أبتلعُ العالمَ كفرسِ النهرِ

3 - (بوح فرانكشتاين )

أكتب عن نفسي وعن حكايةِ أحدهم
عن الخلد الذي يستغفلني ليأكل زرعي
عن مستر هايد يضربُ جدرانَ رحمي ليولدَ
لكم أن تكونوا نزهاء ما شئتم
شديدي اللباقة، تنتقون كلماتكم مثل العدس المنقّى من نُثَر الصخر الأصيلِ
أما أنا
فلا صلاح لي،
بي من التعب ما يعينني
على تسلّق الهملايا دون أن أشعر بمتعة المستكشف
عصابيٌّ بما يكفيني
لتحويل شمسيّتي ساعة المطر
إلى منطادٍ
يأخذني حيث أشاءُ

4 - (أنا في ذكراها السنوية)
كل عامٍ وأنتم بخير
كل عامٍ وكل ذكرىً عشتها بخير
كل عامٍ وكل رصيفٍ رقصتُ عليه بخير
كل عامٍ وصديقي بخير، كل عامٍ وعدوّي بخير
كل عامٍ ٍ ومن يحتقرني بخير ، كل عام ومن يهواني بخير
كل عامٍ ومن تلوّحُ بمروحتها لأغرُبَ عن هبوبها بخير، كل عامٍ ومن تشتهي عبثي والمجهولَ فيّ بخير
كل عامٍ وذاكرتي بخير، كل عامٍ وغبش الرؤى لما سيأتي بخير
كل عامٍ ومن يشتمني بخير ، كل عامٍ ومن يمتدح ما يحبّه في نفسهِ فيَّ بخيرِ
كل عامٍ وأنا بخير....ٍ
من أنقاض قلعتي الغراء أطلعُ
لا ألوي على شيءٍ أكثر من المشي في شوارع الحياة الخلفية
قويّاً وعارِ
محتفظاً بنفسي تسردُ بروايتها في الحياةِ
بصمت حكّاءٍ ودون تطفّل ...
لكم منفاكم ولي منفايَ

كتبت بين آب وكانون الأول عام 2013 - غازي عنتاب
عمار عكاش - شاعر ومترجم سوري من مواليد حلب 1981
من عمل نثري أنجز مسوداته بعنوان: غيم رطب ثقيل - حكايتي وحكاية أحدهم

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل