أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسام محمد يونس - الشعب السوري غائب عن مؤتمر جنيف 2














المزيد.....

الشعب السوري غائب عن مؤتمر جنيف 2


حسام محمد يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 00:40
المحور: حقوق الانسان
    


ساهم كل من الاتفاق الروسي الأمريكي حول التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية بعد جهود دبلوماسية استمرت لأسابيع ، و اتفاق جنيف الابتدائي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني بين إيران و الولايات المتحدة في العام الماضي ، في تذليل العقبات و الصعوبات أما الفرقاء السوريين من أجل مؤتمر جنيف 2 لتنفيذ بيان مؤتمر جنيف 1 الذي عقد في 30 يونيو 2012 لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا من خلال الجمع بين الحكومة السورية والمعارضة السورية لإقامة حكومة انتقالية في سوريا مع صلاحيات تنفيذية كاملة تسهم في بناء جمهورية سورية جديدة .
فمن الواضح أن فكرة عقد هذا المؤتمر قد جاءت نتيجة لتوافق دولي بين القوى الكبرى و بعض القوى الإقليمية الهامة في المنطقة، وعلى الرغم من أنه يهدف إلى إنهاء المعاناة بكافة صورها وأشكالها للشعب السوري الذي وصفت معاناته من قبل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بأنها كارثة إنسانية مشينة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لا مثيل لها في التاريخ الحديث ، في ضوء الانحدار والتدهور السريعين نحو حرب أهلية وطائفية ومذهبية لا تهدأ أبداً بالوكالة عن أطراف إقليمة ، في وسط هذه المعاناة ، إلا أن هذا الشعب السوري يبدو في المؤتمر وكأنه غائباً كلياً فيه من جميع الأطراف . لعدة اعتبارات ومنها فبغض النظر عن التشبيك و التعقيد بين مصالح الأطراف الدولية و الإقليمية مع طرفي الصراع في سوريا، ومع الاختلاف الجذري بينهما فإن هذا المؤتمر يعقد بدون جدول أعمال واضح للجلسات الجارية فيه ، وبدون ترتيب للأولويات التي يجب على المشاركين مناقشتها والاتفاق عليها، من أجل الوصول إلى نقاط محددة تؤدي تحقيق أهداف المؤتمر ذاته .
ومسألة الشرعية حول من يمثل الشعب السوري ومن لديه الحق في الدفاع عنه والحديث عن حقوقه ومطالبه ، خاصة إذا علمنا أن كلا الطرفين فاقد للشرعية أصلاً . فبالنسبة لحكومة نظام بشار الأسد فاقد للشرعية الانتخابية إلى جانب ما قام به هذا النظام من قتل وتشريد واعتقالات واغتصاب وقصف بالطائرات والدبابات والصواريخ ومحاصرة المدن السورية إلى جانب دوره في الاستقطاب الطائفي في المجتمع السوري. وحتى على الجانب الآخر بالنسبة الائتلاف الوطني السوري المعارض المقيم في تركيا فمن خوله أيضاً بالحديث عن السوريين ، فإنه لم ينل سوى قبولاً من بعض الدول و الاعتراف به كبديل عن نظام بشار الأسد ، التي ترتبط مصالحها بزوال نظام بشار الأسد .
وثالث هذه الاعتبارات حتى إن كتب لهذا المؤتمر بالنجاح فما هي الآليات السياسية التي سيتم من خلالها تنفيذ القرارات و التوصيات الصادرة عنه المتعلقة بخصوص المرحلة الانتقالية ، في ضوء التشتت و التشرذم بين الفصائل المعارضة المسلحة ، أي هل من الممكن تطبيق هذه القرارات على المناطق التي تسيطر عليها جماعات إرهابية وإجرامية لا توجد لها غاية سوى القتل والدمار والخراب كداعش وأخواتها مثلاً ، وكذلك من ناحية آلات المراقبة على هذا التنفيذ .
لا شك إن كان الطرفان حريصين كل الحرص على مستقبل الشعب السوري ومستقبل سوريا الغالية علينا جميعاً ، فإن غياب هذا الشعب لا معنى له سوى غياب المطالب التي تنهي من عذابات السوريين وآلامهم ، وإنما الحديث عن تقسيم الكعكة بالنظر إلى مصالح الطرفين الشخصية ومصالح القوى الدولية و الاقليمية التي تدعمهما. فلا يتبقى في هذا الأمر سوى أن هذا المؤتمر سيضع اللبنة الأولى في موضوع تقسيم سوريا بين كلا الطرفين بتوافق محلي وإقليمي ودولي.



#حسام_محمد_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق دوامة عنف نحو الهاوية
- مستقبل جبهة النصرة بعد مبايعة الظواهري
- إسرائيل تقتل و تبرر وتحاكم نفسها


المزيد.....




- في تقرير جديد: اللجنة الأممية لمناهضة التعذيب تنتقد قانون ال ...
- روسيا تحظر منظمة العفو الدولية وتصفها بـ -منظمة غير مرغوب في ...
- الاحتلال يقصف مدرسة مكتظة بالنازحين وسط غزة
- الأونروا: 92% من المنازل في غزة دمرت أو تضررت
- إصابة شابين واعتقال طفل من بلدة سعير شرق الخليل
- روسيا تحظر منظمة العفو الدولية .. غير مرغوب بها
- تقرير: لا تقدم في مفاوضات اتفاق الأسرى ووقف النار
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: المجاعة تتفاقم.. والقطاع يحتاج ...
- معظمهم من غزة.. 69 شهيداً في صفوف الأسرى منذ 7 أكتوبر عام 20 ...
- ما دور الجامعات الإسرائيلية في قتل وتعذيب الفلسطينيين؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسام محمد يونس - الشعب السوري غائب عن مؤتمر جنيف 2