يوسف الناعم البزعي
الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 04:09
المحور:
حقوق الانسان
السلطات النرويجية ترحل مواطن عراقي قسريا الى بغداد بعد 13 عام فى النرويج .
بعد 13عام السلطات النرويجية تبعد شاب عراقى من اسرته فى النرويج ..
ابعدت السلطات النرويجية أمس الشاب العراقي تايمان فتح الجيد"27سنه" الى دولة العراق ، بعد ان ظل فى النرويج 13 عاماً دون اقامة ، وتشير المعلومات ان تايمان جاء الى النرويج مصحوباً بأسرتة فى العام 2001 م . وكان صغيراً عمرة لم يتجاوز 14 سنه فحصلت اسرتة على اقامة بينما حصل تيمان على رفض من ادارة الهجرة ، واستمر رفضة من ادارة الهجرة مع وجود أسرته فى النرويج ، فى فبراير الحالى أحتجزتة الشرطة النرويجية بعيدا عن اسرته فى معسكر بمدينة " تورندهايم "وسط النرويج ، ثم نفذت الشرطة النرويج قرار التسفير الى دولة العراق فى العاشر من فبراير ، عبر مطار العاصمة النرويجية الى العاصمة الهولندية ومن ثم الى سلطنة عمان ثم الى مطار بغداد .
حقيقة قصته ..
قدم الى النرويج طفلا فى العام 2001م ، مع اسرته حينها لم يتجاوز 14 سنة . فى العام 2005 حصلت اسرته على اقامة ، لكنه لم يحصل على الاقامة مع اسرته ، لانه بلغ 18 سنه وان قصته ستعالج بشكل فردي وليس كجزء من العائلة ، لانه بلغ سن الرشد
فى بلد نظن به حقوق انسان ، الاعلام النرويجي تعامل مع الحادثة بالنقل فقط ، كأن الحادث مألوف لديهم فى بلادهم ، غياب اغلب موسسات الاعلام الاوربي فى النرويج تماما ، بالاضافة الى خلو النرويج من المنظمات الحقوقية الدولية عدا منظمة الهجرة الدولية (IOM) التى تتولى مهمة ارجاعالمهاجرين الى بلدانهم . غياب الاعلام الهادف جعل من النرويج تنتهك حقوق الانسان فى وضع النهار ، بشكل قبيح المنظر ، لا تقبلة النفس البشرية الحرة الابيه ، من دولة توصف بالاولى فى اغلب التقارير الدولية التى تصنف حقوق الانسان والرفاهية وغيره من الصفات الكاذبة .
منظمة "NOAS"
هى الوحيدة التي تعمل فى مساعدة اللاجئين فى النرويج ، لكن ليس لها صوت مسموع ، او لربما لانها تعمل تحت دائرة الهجرة لاتستطيع التأثير على قرارات دائرة الهجرة النرويجية . تقول منظمة نواس فى تعليق نشرته فى موقعها على الانترنت : ان الشاب العراقي تايمان هو ضحية للقوانيين النرويجية الجامدة والجائرة التى تفصل شاب من اسرته عاش معها كل فترات حياته ، وتساءلت كيف له ان يعيش مشرداً فى بلده الاصل الذي لا يعرف فيه احد ، مشيرة ان قرار التسفير لم يجانبه الصواب ، موكدة ادارة الهجرة يمكنها ان تسمح له بمواصلة حياته العائلية بين اسرته واشقاءه فى النرويج ، كما استهجنت منظمة نواس قرار مجلس الاستئناف "محكمة الاجانب" الذى قضى بتسفير الشاب العراقي وفصلة من اسرته ، وتتمنى منظمة نواس من النرويج اعادة النظر فى القوانين المجحفة فى حق اللاجئين .
زملاوءه واصدقائه..
زملاؤه واصدقائه تقدمو بعريض عبر الفضاء الافتراضي "الانترنت" وكونوا مجموعة تحتوي اكثر من 7000 شخص تندد بعدم نقله الى العراق وفصله من اسرته التى تقيم فى بيرغن غرب النرويج ، لكن خطواتهم لا تؤثر على قرارات الهجرة النرويجية .
الشرطة النرويجية تقودة عنوة ..
اقتادتة الشرطة مكبلا من الارجل ، ثلاثة من ضباط الشرطة النرويجية يقودونه بعد ان قيدا يديه بالاغلال ، ورجلية بالسلاسل ، ثم وضعا على رأسه خوذة ، وقناع للبصاق . هكذا اقتادوه من مطار العاصمة النرويجية "اوسلو" الى مطار امستردام بهولندا، ثم الى مطار سلطنة عمان ومن ثم الى مطار بغداد الذى فارقة منذ 13 سنة من الغياب ، لم يكن فى جيبة سوى ما يعادل "خمسون دولار فقط لاغير" هكذا حقوق الانسان والشعارات البراقة التى نسمعها عن النرويج ، اقتادوه كأنه مجرم ليبشعوا به ويشوهوا صورته فى مطارات العالم ، قادوه كأنهم قبضوا على زعيم كبير مطلوب دولياً ، ان الظلم الذى يجده الاجانب فى النرويج . يؤكد ان هذا البلد لايمت لحقوق الانسان بصلة .
انه منظر يندي له الجبين ، لكن هو حال غالب اللاجئين فى النرويج ،الذين ينتظرون ذات السيناريو والمصير ، بعد ان يقضى الانسان اكثر من 13 سنة دون اقامة وبين اسرته ووالديه ، وهذا قليل من كثير ، وما خفي اعظم ، الاعلام الاوربي يصور الدول على انها راعية للحقوق لكنه لايسلط اقلامه على مثل هذه القضايا ، لانها لاتهمة بشي .
اسرته ومصيرة المجهول ..
والدته السيدة أمينة عبد الله يوسف تشعر بالاسى والحرقة على فراق ابنها ، كما ان اخوته الصغار لا يعلمون مصيرة الان . تقول والدته أمينة عبد الله يوسف : ان ابنها تايمان لا يجيد اللغة العربية للتواصل فى العراق لانه قدم الى النرويج طفلا لم يكن متاحاً له التواصل باللغة العربية فى النرويج ، واغلب وقته يقضية مع زملاءه النرويجين ولميكن متاحاً له تعلم اللغة العربية .
مصيري مجهول .. سأظل فى مطار بغداد ..
هي اخر جملة سمعها ضابط الشرطة النرويجي من الشاب العراقي تايمان ، ورفض بعض حفنة الدولارات منه ، ظنو انه سيقبل حفنات الدولارات منهم لكنه رفض ، يعلم جيدا ان مصيره مجهول فى بلده الذى فارقة اكثر من 13 سنه ، يشعر بالغربة فى بلده .
انه منظر مأ ساوى حقيقي ليس من صنع الخيال ، حال اغلب من تلفظهم دولهم ، الى الدول التى تدعي زوراً وبهتانا حقوق الانسان ، يعذب فيها الانسان نفسياً ويستمر التعذيب النفسي اكثر من سنه كما فى حالة تايمان العراقي ، يتكرر المشهد فى اغلب دول اوربا ، لكن الاعلام الاوربي لا يأبه بالاجانب ، ويسعي جاهداً لتصوير الاجانب بمظهر السوء والقتل والظلم .
ختاماً ..
ما بين رجاءات أسرته واصدقائة وزملائه ، وما بين قوانين الهجرة النرويجية الجائرة ،وما بين غياب المنظمات الدولية الحقوقية فى النرويج ضاع الشاب العراقي تايمان فى بلد يصنف الاول عالمياً فى حقوق الانسان .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟