أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - التفاوض في جنيف -2 بين الجلاد والضحية ...















المزيد.....

التفاوض في جنيف -2 بين الجلاد والضحية ...


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 01:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


التفاوض في جنيف -2 بين الجلاد والضحية ...
اللغة الانكليزية سلاح النظام ،والاغتصاب والتعذيب اوراق المحكمة الدولية ...!!!

عندما اندلعت الثورة السورية في اذار- مارس 2011،كانت ثورة شعبية بكل معنى الكلمة لمفهوم الثورة، لقد ابدع الشعب السوري الثائر في ثورته من خلال مواجهته للنظام القمعي بكل اساليب الاعتراض والتظاهر السلمي ، كالدبكة والرقص الجماعي والأهازيج الشعبية والنكات والكتابات والرسم الغرافيكي والتصوير واليوتيوب و"رجل البخاخ".
كانت الثورة يوما بعد يوم تزداد في التأييد والشعبية في الداخل والخارج ، فكانت الحشود الشعبية تزداد والانشقاقات تتزايد،العالم ينظر لهذه الثورة بنظرة الاعجاب والمؤيد لأساليبها السلمية لكونها الرد القوي و الحقيقي على دبابات الاسد وطائراته وسلاحه الروسي ،جميعنا كان ينتظر خروج عبد الباسط الساروط و فدوى سليمان في احياء حمص، كنا ننتظر اسماء الجُمع وشعاراتها ولافتاتها لما تحمله من معاني حقيقية لمقاومة النظام .كنا ننتظر التظاهرات لنسمع الاناشيد والشعارات التي ابدع فيها الشعب السوري طوال فترتها السلمية،مما شكل تنافس بين المدن والقرى على كتابة اجمل شعار او رفع اجمل تعبير.
لكن النظام نجح في اخذ هذا الحراك الشعبي الى حيث يريد لقد نصب الفخ وتمكن من ايقاع الثورة والشعب السوري فيه.استطاع ابعادها عن واقعها وهدفها وشعاراتها وادخلها في اتون الحرب الاهلية.اصبح العالم كله ينظر لها كونه ثورة ارهابية عنفيه فوضوية ذات صبغة مذهبية،فهذا الوصف والصورة اضعفت التأييد لها عالميا نسبة الى بداية اطلاقها عندما حضر الى مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الاول 130 دولة قد رفعت الغطاء الشرعي والدبلوماسي عن نظام الاسد.
انخفض الحماس العالمي للثورة السورية، وتبدلت همومها وشجونها ، فالتخوف من شبح الارهاب الذي اطلقه النظام من كهوفه القديمة في المرتبة الاولى لها، النظام يحاول استخدام هذه الورقة لقلب الطاولة رأسا على عقب. فالعالم وضع الارهاب ومحاربته في سلم اولويته استفاد النظام في محاربته لشعبه تحت هذا الشعار من السكوت والتواطؤ الدولي.
في متابعة سياسة للإجرام اليومي والقتل والتنكيل والاغتصاب والسرقة والتهجير الذي وقع ضحيتها اكثر من 11 مليون سوري في الداخل والخارج من اجل اخماد الثورة التي زلزلت عرش الاسد ونظامه.
ذهب النظام في 22 يناير الى جنيف-2 مجبرا على الجلوس بوجه المعارضة الذي لا يزال يصر على عدم الاعتراف بها ، محاولا العبث بجدول المؤتمر من خلال تغير الاولوية في محاولة جديدة منه لكسب ود العالم والرأي العالمي بأنه ضحية الارهاب المنظم من ثورة الشعب السوري الارهابية التي تحاول التخلص من حكمه.
تكلم وفد ازلام النظام المدللين في جنيف باللغة الانكليزية حصريا وخاصة هؤلاء ممن خدموا النظام في المحافل الدولية ولهم الخبرة الدبلوماسية والحنكة الماكرة.حاولوا ابعاد المفاهيم والانطباعات لدى الرأي العالمي والتأثير عليه من خلال مخاطبته بلغته لكسب وده وعطفه وهم يعلمون بان الجماهير الغربية هي من لها التأثير الكبير في صناعة السياسات الخارجية لدولها. فالكلام كان بعيدا عن طبيعة المهمة المقترحة للحل ، لقد احرجت بثينة شعبان في احدى المقابلات مع الصحافة الدولية عندما طرح عليها السؤال وهل في اولاوياتكم المطالبة بخروج كل القوى الاجنبية من سورية بما فيهما حزب الله والحرس الثوري ،فلم تجب وجاء من ينقذها من الورطة بان قناة"البي بي سي" تنظرها لمقابلة خاصة. فالتكلم بالانكليزية من قبل الوفد السوري الرسمي ،كان يهدف لفك عزلة الوفد الذي وضع فيها من قبل الجميع رغم وجود روسيا التي كانت محرجة وملبكة من تصرف الوفد السوري حتى احدى القنوات الفضائية وتحديدا"بي بي سي وضعت تحت صورة "سرغي لافروف" في كلمته في يوم الافتتاح وزير خارجية سورية ، خاطب وليد المعلم وقلل ادبه في المحافل الدبلوماسي ورفع سببته بوجه السيد كيري التي لم تفك عزلته ـ
المماطلة والمراوغة والأحاديث التافهة والشعارات الفارغة هي صفات نظام الاسد.
لقد كان وضع المعارضة افضل في المؤتمر بالرغم من حالة التفكك التي اصابتها قبل الذهاب الى جنيف وخطابها موحدا ذات توجه هادف ،لكن الحنكة الدبلوماسية كانت مفقودة والخبرة غائبة ،كان من المفترض ان يترأس الوفد معارض مسيحي او معارضة لمخاطبة الرأي العام الغربي بظل الهجمة الداعشية وكذلك كان من المفترض ان يضم وفد المعارضة شيخ يخاطب الرأي العام العالمي ويتبراء من هذا الارهاب الذي يتم الباسه للإسلام من خلال موقعه كشيخ اسلامي. لقد نجحت المعارضة في تمثيل الاقليات في وفدها وليس بدرجات.
لم ينتبه الوفد للتحدث الكامل باللغة الانكليزية وما اهمية دلالاتها وتأثيرها على الرأي العام وان يبتعد عن التجاذب والتصاريح الذي يحاول النظام اشغال العالم بها.
ان غياب الدبلوماسية كانت نقطة ضعف وفد المعارضة الذي كان يترتب عليه الاستعانة بالأشخاص الذين لهم باع طويل في هذا المجال . صح خطاب الجربا كان خطابا رائعا والاستشهاد بملف الصور الذي له التأثير الكبير على الرأي العام العالمي وعلى الوفود الاخرى المشاركة، وتعتبر هذه الصور الصاعقة الحقيقية على راس وفد النظام لما لها من خلفيات قانونية تضع في اطار الجرائم الانسانية التي يعاقب عليها القانون الدولي.
لكن كان على المعارضة التحضير لملفات اخرى لا تقل اهمية في عالم الجرائم وهي ملف الاغتصاب الممنهج من قبل النظام والتعذيب والسرقة والتهجير والتغير الديمغرافي .
ليس فقط من خلال تحضير ملفات خاصة بهذه القضايا بل التوجه نحو الناس من خلال التدوين الشخصي لكل الحوادث التي تعرض ويتعرض لها المواطن السوري في سورية ومخيمات اللاجئين في دول الجوار ،ولعل التحدث عن الاغتصاب من اقوى الملفات وأشجعها في عالم شرقي يخاف ابراز هذه الحوادث الخاصة تلافيا للفضائح.
ان ابراز هذه المشاكل الى العلن يتطلب من الائتلاف السوري المعارض الاهتمام بعملية التوثيق المصور والمكتوب من قبل الاشخاص انفسهم لانتهاكات جماعة النظام لهم. فالتدوين لعملية السرقة والقتل والتعذيب والاغتصاب لا يمكن الهروب منها وهي الكفيلة بأخذ المتهمين لأعلى المحاكم الدولية، لكونها هي التي تترك بصماتها على عقول وقلوب الرأي العام الاجنبي.
فعلى مؤسسات الائتلاف الانتباه والاهتمام بعملية التدوين والتوثيق من خلال تقديم الاموال الكافية والاستعانة بالخبراء الاجانب والسورين وفي سورية يوجد جيش من المعارضين الكتاب المشهورين الذين لا تنقصهم سوى الاموال والتوجيه. وفي احدى المؤتمرات الدولية الخاصة بحقوق الانسان العربي الذي عقد العام الماضي في بروكسل كان الاعلاميين والباحثين والأخصائيين في علم النفس والاجتماع والجريمة يهتمون بما تم نشره من حوادث اجتماعية في العالم العربي وخاصة اثناء الحراك العربي وتحديدا عمليات الاغتصاب والتعذيب في المعتقلات.
الغرب اليوم يهتم بكل ما يكتب ويدون عن المشاكل الانسانية لأنه يريد ان يعرف ماذا يحصل ،وبالتالي الرأي العام الامريكي والحزب الحاكم يهتمون بالقضايا الانسانية والاجتماعية والديمقراطية وحقوق الاقليات،وهذه المشاكل تفرض على السياسة الاميركية دوما التحرك.
والعجيب ان خطاب اوباما السادس في الكونغرس الامريكي ب29 يناير 2014 اكتفى بأنه سوف يقدم للمعارضة السورية التي لا ترتبط اجندتها بالإرهاب مساعدات عسكرية ولم يتم التلويح باستخدام القوة العسكرية ضد النظام وداعش والإرهاب بحال فشل المؤتمر .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب سياسي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية .
[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام الروسي:
- اوكرانيا و ضربات الترجيح القادمة...!!!
- الازمة الاوكرانية وتسجيل النقاط الروسية ...!!!
- سورية ثورة شعب رغم كل الانتكاسات ...!!!
- الاعلام الروسي شوفاني متعصب : يصارع ضد المهاجرين ...!
- الاولمبياد الشتوية سبب لقاء بوتين- بندر في موسكو...!!!
- مؤتمر جنيف -2 وألغام الروس الدائمة ...!!!
- جهود موسكو لحل الازمة السورية .. !!!
- عراق ما بعد الاحتلال واقع ومرتجى ...!!!
- السلطة الفلسطينية :ومأساة مخيم اليرموك ...!!!
- جنيف- 2فرصة روسيا الدولية
- الجيش اللبناني خط احمر والمكونات اللبنانية خط احمر ...!!!
- -نيكولاي باتروشيف- وزير الامن الروسي: لن يكون ممكناً عقد “جن ...
- تركيا وازمات الحكم ..؟؟؟
- أزمة الاعلام الفلسطيني، فكيف يخاطب محيطه الاقليمي والعالمي.. ...
- روسيا من جديد في مرمى الارهاب ...!!!
- ماذا عن لقاء بوتين بندر!؟
- بوتين و سورية : نصرا ام هزيمة‏...!!!
- اوكرانيا وخارطة الاحزاب السياسية 2-2:
- اوكرانيا :الدب الروسي ينتصر على تراجع الديمقراطية الغربية... ...


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - التفاوض في جنيف -2 بين الجلاد والضحية ...