أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - تزويرالتاريخ.. وتلبيس الانساب حسب الطلب !!














المزيد.....

تزويرالتاريخ.. وتلبيس الانساب حسب الطلب !!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 13:40
المحور: كتابات ساخرة
    


تزويرالتاريخ.. وتلبيس الانساب حسب الطلب !!
في احد الايام شرعت بعمل بحث لاحد مواضيع الانساب، فتناولت المصدر تلو المصدر . وقد خاب املي عندما وجدت نفسي ادور في الفراغ ، وارزح تحت كابوس الغاز معقده ما انزل الله بها من سلطان ، بسبب تشبث بعض المتزمتين والمهووسين بالتعصب بصعود زوارقهم المهترئه ذات الاشرعه الورقيه المهلهله ، وركوب موج الحقيقه بحدود الشواطئ الضحله ، واستعراض المزايا والصفات بطريقة الاستهلاك لفكري ، على حساب استفزاز مشاعر ومقدرات الاخرين، والتبجح في اثارة روح الحماسه والتفاخر وبنفس طريقة تفكير ابن الصحراء ، ومحاولة مد الجسور المثاليه المعلقه عبر محطات الاجداد والامجاد في الحقبات الغابره نحو بحرالظلمات .
وقد روي عن النبي الاكرم بتفشي الكذب في آخر الزمان، والذي صار اليوم عندنا جلياً باكثر الوسائل غير المشروعه تشدقاً ووصولا الى المرامي والاهداف الانانيه ، وخاصة بما يتعلق بموضوع بحثنا في الادعاء والانتساب الى قبائل ذائعة الصيت والشهره ، اوالتنكر لغيرها . وتحت تاثيرات و تداعيات نتائج اتباع الهوى والتعصب وسط حومة الكذب والافتراء والتلبيس . وكما قال الامام علي بن أبي طالب "إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخره..
وما زاد الامر خيبه ، عندما بدأ العمل بالتنظير لعدد من المستشرقين الغربيين وترك وبصماتهم جليه في تاليف وترجمة مصادرنا الحديثه بعلم الانساب ، فقد بحثوا وفندوا واضافوا الكثير بسبب كثرة الثغرات والاهمال وضعف الاسانيد والوثائق والاعتماد على ما روي ومااشيع .. حتى وصلت الجرأه بهولاء المستشرقين مثل( نولتكَه) وغيره على التحدي والتكذيب للكثير عما كتب وقيل من قبل ، فاضافوا لتاريخنا اوراقاً اخرى بيضاء اوسوداء ورماديه ، ورسموا لنا بريشتهم الذهبيه اشجار انساب يانعة الاوراق ، وارفة الظلال، مخصبة فينا نشوة انتصار الخيال بممارسة الفخر التفاخر والتعالي والارتجاز بالسيوف على ظهور الخيول وسط حاضرات المدن ، واكتشفوا لنا خارطة الهندسه الجينيه لنقاوة دماءنا او تهجينها قبل اكتشاف اسرار الحامض النووي بعدة قرون . فصارت كل العناويين الصغيره تبحث عن عناويين اكبر ولو كانت مندثره لتحتمي بها دراءأ من عار الطعن بالنسب ، كماهو المثل في القفز المباشر بالانتساب الى قحطان ومضر اوعبس أوذبيان ...ألخ . ووجد اكثرالاسياد والمشايخ ظالتهم الانسانيه المعبره عن مصالحهم الضيقه ، وصاروا يدعوّن، ويتناقضون ويتمادون بالباس الحقائق في غمرة اجواء رومانسيات المضايف والديوانيات، ونشوة ارتشاف القهوه ورنين الفنجان ،متأبطين لمهمة مستشاريهم في بطانتهم من الرجال المؤتمنين الذين يدعوّن بـ(النّسابه) ، والاناطه بهم على حمل سجلات سلالة ادم ونوح وابراهيم ، وعاهدين لهم صنع الوصفات الجاهزه في تعميد رفعة النسب لمن يريدوا او يختاروا ، وخلب ألباب وعقول الاهل والعشير واشباع حاجة الضيوف بقناعة الاجابه وربط الفروع بالاصول ، وسط هالة من الاجواء القدسيه الساحره المعفره بعطور ماء الورد والبخورالتي تخشع في غمارها العاطفه ويتخدر فيها العقل على انسياب انغام الربابه والسويحليات والعتابات ، فيصولون ويجولون ويرتجزون المفاخر ويتفوقون على القصخون او الحكواتي لايام زمان في طريقة عرض المناقب والبطولات لابو زيد الهلالي . ويعتبرون من انفسهم قاب قوسين بالحصانه او ادنى من صدق الانبياء . وكل هذا وغيره من التناقضات والكذب والتعصب الاعمى جعلنا نفكر بالاعتزال بل التوبه،من التوقف لاستجداء الحقيقه من بعض مصادر التاريخ ، وصرنا نتذكر دائما لنكته ساخره قديمه ، تؤشرمدى الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان في مدى ظلم الانسان لنفسه قبل ظلمه لاخيه ، بدوافع عديده سواءا ارضاءاً لعقده النفسيه المتراكمه واطماعه الانانيه ، او تملقا لسلطة الشيخ اوالرئيسر اوالسلطان ..
ففي احد حصص مادة التاريخ المعاصر .كان مدرس التاريخ منهمكاً في ايصال الموضوع الى التلاميذ ، وكانت مخصصه عن حملة نابليون واهم الوقائع والانتصارات والدروس المستنبطه من حملاته ، فجأة قاطعه احد التلاميذ ، عندما حاول رفع يده بقصد الاستئذان بسؤال طارئ ، فأغظّ الاستاذ النظرللمره الاولى وصار يواصل الشرح ، ولما احس من ان التلميذ مصرا على تكرار الحاله ، امتلكه الحدس عما يطلب بسؤاله ، فاومئ له بقصد التمهل والانتظار الى نهاية المشوار . ولما فرغ الاستاذ طلب من طالب السؤال ان يقف ويوجه سؤاله بصوت مسموع ..وكان السؤال : ما مدى صحة وحقيقة الواقع لكل ماقيل من اطراء تاريخي لاعمال و انتصارات نابليون ؟ . تدنى الاستاذ من الطالب وهمس باذنه العباره التاليه : يا بني (البلبل داخل القفص) .. وطلب منه النقل الحرفي بالهمس الى زميله المجاور ، والتعميم على الجميع نقل مايسمعوا على التوالي الى الاخير ، ولما فرغ التلميذ الاخير طلب منه الاستاذ ان يعلن ماسمعه ، فكان الجواب يا استاذ (الغراب طار من القفص) ، فهب قسم من التلاميذ بالتعجب واثارة الضحك والسخريه من قلب الحقيقه التي سمعوها وصار القسم الاخر يدافع ، وعم الهرج والمرج .. فقام الاستاذ بتهدئة الصف وصار يردف بكلامه ، هذا يا اولادي هو ما اردت ان اوصله بالجواب لزميلكم السائل ولجميعكم باستخلاص حقيقة تدوين التاريخ. وهكذا ينقل ويقرأ ويفسر لنا التاريخ . حسب الاهواء والنوايا واختلاف المصالح وتعدد المصادر والثقافات وتقادم الزمن . وكما يقول المثل الشعبي (حب واحجي واكره واحجي) .



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنبقتي البيضاء .. انتِ أميرة قصري
- مذهب طرطميس !!
- رساله من غراب أسود الى حاسد أنكد !!
- ميكافيليه الدوله.. بين السياسه والنخاسه !!
- رباعية موت بطيئ !!
- خواطر متدفقه.. الى صديقي الطيب ،، الحلو !!
- تعال نتبادل مذاهبنا !!
- فتاوى نائمه على وشك الاستيقاظ.. بحق السيد شيقل !!!
- كلنا نرجسيون ومجانين ، ولكن
- الحمارالوحشي المخطط..وتابعيته لوزارة التخطيط !!!


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - تزويرالتاريخ.. وتلبيس الانساب حسب الطلب !!