أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - كلنا نرجسيون ومجانين ، ولكن














المزيد.....

كلنا نرجسيون ومجانين ، ولكن


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 09:23
المحور: كتابات ساخرة
    


الجنون ،هو غياب العقل اوعدم القدرة بالسيطره عليه ، أو هو مجموعة من السلوكيات الشاذة المنتهكه للمعايير الاجتماعية من قبل الاشخاص الذين يشكلون خطرا على أنفسهم أو الآخرين ،وقد تكون عملية عدم السيطره لوقت محدود او لفتره طويله.
النرجسيه والجنون مصطلحان مترادفان عندما يقود اولهما بالاخر ، اذا ما توفرت الحواضن والدوافع بشكل عاطفي واناني منفلت بعيد عن ميزان العقل والتادب والاخلاق ،
النرجسيه هو مصطلح اعتمده الطب النفسي الحديث ، لتشخيص واحد من الامراض النفسيه الخطيره ،التي غالبا ما تصيب الرجال والنساء على حد سواء ، واذا مابقي الامر عليه بدون توقف اوعلاج ، ستؤدي النتائج الى مآسي ذاتيه واجتماعيه خطيره جدا ، وتقود اصحابها الى مستشفى المجانين .
ولابد من التعريج على اصل كلمة النرجسية التي تعود الى الاسطورة اليونانية القديمة لشاب باهر الجمال اسمه نارسياس الذي كان معجباً بنفسه بافراط ،وهذا الشاب من كثرة ما كان مغرور بنفسه ،كان يقضي طول يومه ينظر الى صورته في ماء البحيره ليتأمل جماله، واستمر على هذا الحال حتى مرض نفسيا بسبب هذا التعلق الذاتى، وبمرور الزمن فقد عقله ، وفى احدى خلواته بتواصل الهيام مع ذاته وعشق صورته المعكوسه من ماء البركه ، قفز الى صورته ليمسكها ولكنه غرق ومات . وظهرت فى مكانه زهرة سميت على اسمه وهى زهرة النرجس المشهوره .
من اهم اعراض النرجسيه هو الحب المفرط للذات او مايسمى بعشق الذات أو تعظيم الذات ، والشعورالدائم لدى النرجسي ، بشخصيته النادرة الوجود ، ومن النوع والمستوى الخاص والفريد بالعالم ، وهو غير مفهوم الا من خاصة الناس القلائل جدا ، ويجب ان يحظى دائما من الآخرين احترامًا وتبجيلا خاصا طول الوقت ، و يتصف بطبع الاستغلاليه والابتزاز ، والوصوليه بالاستفاده من مزايا الاخرين ، وتمتع بالغيره المفرطه من الاخرين ، والاستماته بالحصول على المناصب ، والانتهازيه المتطرفه بتبني الافكار والمواقف .
تتفاوت طبيعة الانسان بتبني بذور النرجسيه المغروسه في النفوس، باختلاف طبيعة العوامل الذاتيه اوالظروف المحيطه المشجعه .
ومن الطبيعي جدا ان يولد الانسان ولديه بعض بذور الانانيه والنرجسيه كما يبدو في كل رضيع جديد وهو يتمسك بثدي امه عندما تقوم بارضاعه ، وهو يحاول التشبث اكثر كلما حاولت بانتزاعه من فمه ، مع اطلاق صرخاته المستنكره التي تشق عنان السماء ، ولكن المساله ستكون في غاية التعقيد ، عندما تنذر عن نتائج غير محموده بالمستقبل ، بتثبيت هذه الحاله الانانيه الطفوليه وانتقالها الى مراحل عمريه متقدمه.
كما تجدر له الاشاره ،فمن حق الانسان ان يمتلك حدا معقولا من هذه الانانيه او النرجسيه التي تعبر عن حب الذات ،مادامت محدوده ومحكومه من العقل بحدود التنافس المشروع لاي نجاح مؤطر بالاخلاق والمثل الاجتماعيه.
ولا نبرئ بانفسنا عن الاعراض النرجسيه اوالجنون الوقتي ، خصوصا ونحن نعيش ارهاصاتنا اليوميه وراء الكواليس وامام المرأة ، ولو اعيدت لقطات مشاهدنا علينا او على غيرنا بواسطة الحقيقه الخفيه . لوجدنا انفسنا لاتنأى عن الجنون ،الا بفاصل شعره ، ومتى ازيلت هذه الشعره لاي طارئ ، فاننا سنجد مصيرنا محتم في مستشفى المجانين، والامثله كثيره :
كالوقوف امام المرآة في خلواتنا مع انفسنا المبتهجه ،وتوزيع كل اشكال والوان الابتسامات المتصنعه التي لايفعلها الا المجانين .
او تجربة اشكال التعبيسات اثناء الحزن ،واشكال التكشيرات المتوعده بالتمزيق والويل والثبور اثناء الحنق مع النفس ،او امام المرآة ، والتي لا يصنعها الا المخبولين .
او التباهي بالتسريحه الجديده ،وتشميرة كذلة الشعر من جانب الى اخر امام المرآة ، مع الابتسامه الظريفه للاغراء ، المقرونه عادة ب صدقه ال الله ، واحيانا اطلاق القهقهه للشماته بالاخريات او الاخرين الغير موجودات والغير موجودين !!والتي لايقمن او لايقوم بهذه الحركات الا المعتوهات والمعتوهين .
او قيام بعضهن باستعراض ازياءهن الجديده، بلفات راقصه حول انفسهن ، امام المرآة ، او القيام باستعراض مفاتنهن الجماليه بالهز والوز ورقصات الهجع ، مع خصب خيالهن بانتظار دوي تصفيق الاف المشجعين من وراء الابواب اوالشبابك ، وكانهن ماسكات باقلام كحلهن للتوقيع على طلبات الطوابير الطويله من المعجبات و المعجبين .
وبمجرد ابتداء البعض من الشباب باجراء التمارين الخاصه بجمال وكمال اجسامهم يقومون بالاستعراض مع انفسهم وامام المرآة وبترجيف العضلات بشكل مثير للسخريه والضحك .
ويبقى السؤال المهم يطرح نفسه بيننا ، كم وكم من امثال هؤلاء يعيشون بيننا، ويتربعون على اهم مفاصل حياتنا ومجتمعاتنا ، وخصوصا من فنانين وسياسيين وكتاب ومفكرين ومحللين وووو وهم يتمثلون باغلب هذه الصفات النرجسيه المجنونه؟؟؟، وهم مغمورون بدعمنا المباشر وبمديحنا المغالى والمنافق في اكثر الاحيان ، وبمناسبه اوبدون مناسبه ، لحد ما وجدوا من انفسهم ، منفوخين كالضفادع ، والبعض الاخر الاوفر حظا ووصفا بالمثاليه والعبقريه والهمشريه، صاروا مزهويين بريشهم المنفوش كالطواويس .وحتى من دون ان يتجرأ عليهم احدا بتوجيه النقد الحقيقي ، وسط هذا العالم المجنون .
اذا نحن جميعا في اتون الواقع ، محتضنين لفايروس النرجسيه ومصابين بمس وقتي من جنون العظمه ، الذي سيقودنا حتما الى مستشفى الشماعيه اجلا ام عاجلا ، في حالة عدم تمسكنا بحدودنا الاخلاقيه ، بالتعامل مع الذات ومع كل الناس ، ووضع كل الوصايا الادبيه والقيميه نصب اعيننا دائما فهي الواقي المحصن من الانحراف اوالشذوذ النفسي قبل الوقوع ببراثن جنون العظمه ، ويجب ان نتذكردائما وصايا الله علينا، فهو المهدي وهو المعين : كما في قوله تعالى : ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور .وقوله في سورة الاسراء :ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ...صدق الله العظيم .



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمارالوحشي المخطط..وتابعيته لوزارة التخطيط !!!


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - كلنا نرجسيون ومجانين ، ولكن