وليد المترفي
الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 22:41
المحور:
الادب والفن
قالت لي :- لن يفيدك الحزن بشيء لقد توفاها الله،
وأنت بقيت على وجه الحياة، فلا بد لك من أن تتزوج فالحياة لا تقف عند امرأة واحدة!..
ابتسمتُ لها ، وأنتِ أما زلتي معي ..
أدركت أنها تُريد راحتي، ولم تدرك هو أنني فقدت راحتي!..
أحياناً لا نستطيع أن نفعل شيئاً، نظل صامتين، ليس لنا سوى فرك كفوفنا وذرف أدمعنا،
حين يأتي من هو أكبر منا!..
ذات وقت قالت لي أمي :-
بني من هو أكبر سناً منك لابد أن تحترمه وتقدره
وكان الموت أكبر مني.. بل أكبر من الحياة كلها..
لا يمكن أن أنساه، فقد طرق بابي قبل خمس سنوات وأخذ أبي ورحل،
وهاهو يأتي وطرق بابي مرة أخرى وليأخذ حبيبتي ويرحل..
إنه الموت الذي لا مناص منه، حين يأتي تبكي العين ويعتصر الفؤاد فقدا..
خمسة وعشرون سنة ، لم أفارقها ولم تفارقني، كانت تكتب عمري مثلما كتبت أنا عمرها، دفعتني إلى الأمام،
وتقدمت في حياتي إلى آفاق كنت أحلم بها، تقاسمت معها البسمة، وشطرنا الحزن بين قلبينا، كنت أرى ضحكتي في مبسمها،
وأبدا لا تأتي ضحكتها حين تقف الأيام ضدي،
كانت مرجعي في كل شيء، كانت تقف أمام أحرفي كثيراً، كانت تطرح الفكرة تلو الأخرى،
وتجدني أكتب فكرتها، وكأنها فكرتي!..
وفجأة لم أجدها بجانبي، وأصبحت في غرفتي وحيداً، بحثت عن بسمتها، عن صوتها المرحب،
عن حكايات النهار، وآمال الغد، عن كل شيء، والآن أجد نفسي وحيداً، فراشها خالياً رغم وجود رائحتها..
وهي هناك تحت الثرى وأنا هنا تحت وطء الذكريات والحزن!..
#وليد_المترفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟