جبار وناس
الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 01:25
المحور:
سيرة ذاتية
شاكر السماوي ذلك هو أسمه الحقيقي لم يتنازل يوما ولو للحظة واحدة عن التقليد الذي توسمت به علائم مقدمه الى مقهى مسلم ( مقهى الادباء والفنانين في الناصرية ). مواظب على ترتيب مكان جلوسه المميز حيث الكرسي والطبلة ذات اللون البرتقالي ولم يجد عناءا وهو يطلب تناول تلك الطبلة من أمام الجالسين وأيا كان ذلك الحضور.
هو رجل يدعو من يشاهده الى الانشداد اليه والنظر المصاحب بالتساؤل أزاء هذا السلوك الذي لا يكاد يجانب القواعد الكلاسيكية في التقيد والمواظبة عليها. ولعل من يتطامن مع حضوره المتفرد ويسبر أغواره فلن يكون في شك أبدا أن هذا السلوك تشوبه خصال من تمظهر زائف.
وبالرغم من تجاوزه العقد السابع من سنوات العمر فكأنها حفنة سنوات قليلة تؤشرها لنا توالد أفعاله وألوان ملبسه حيث تتواتر بتعاقب الذكريات لديه فحين يرسي الى شاطىء أي ذكرى تشكل له معيارا كبيرا في النفس والاثر فلن يتوانى عن أظهار ورع البهجة الصادقة بعمق السلوك والفعل الذي يبعث بالدهشة والاحترام عند من يبصرو ن بهذا الفعل بعين العقل والتروي السليم. ولهذا عشنا معه في تحولات البهجة والاحتفال المهيب وسرنا معه بذكريات الحزن الكبير و الالم الباعث على الفجيعة المصاحبة بظلال الدم وتمزق الاجساد ونفوق أرواح بريئة أزهقت عنوة في مرحلة سوداء من تاريخ بلدنا الموعود مع الموت المقيت أذ بان أيام شباط الاسود 1963. وهذا التذكير يأتينا بسيمياء التمر المدبس والذ ي يقوم بتوزيعه على الجالسين في المقهى فرداً فردا.
وكذا الحال مع انتقالنا مع تحولات الفرح لديه ويتزامن ذلك مع هيبة اللون الاحمر وراية العمل فنحن في أحتفال - 1 - أيار - عيد العمال العالمي - مصاحبا بمساحة اللحظات التي يبتكرها كيما يجعل من الجالسين ومن المارين من أمام المقهى في أنشداد كبير الى ما تضمنته مشمولات تلك اللحظات وأنطباعها في أذهان هؤلاء المشاهدين وتساوق ذكرياتهم مع ذلك المكان الاثير.
تلك هي شواهد من تحولات التصير الجميل والتي تؤكد على حيوية من يتبصر بشذرات ذلك الجميل غير عابىء بصفحات العمر ومتناه مع خلجات داخلية تنبؤه بصواب الفعل.
#جبار_وناس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟