عذراء وستبقين عذراء

عبد القادر حسونة

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 14:59
المحور: الادب والفن
    

استدرجني اليوم برنامج يذاع على احدى الاذاعات في عالم الأبراج , فدفعني فضولي إلى متابعة البرنامج للنهاية , وقد دهشت من الأعداد الهائلة للمتصلين وأيضا الكم الكبير من الرسائل القصيرة خلال البرنامج , فلاحظت أن الغالبية العظمى من المتصلين هم من الفتيات وجميعهن يمطرن عالم الفلك كما يسمي نفسه بوابل من الأسئلة , مثال هذه الأسئلة : ( أنا فلانة عمري 23 سنة برج العذراء أريد معرفة متى فترة الخطوبة والزواج وهل الزوج قريب أم غريب ؟ ) , وهكذا حال جميع الفتيات .
يرد عالم الأبراج على هذه الأسئلة بكل ثقة وسرعة , ( نعم أختي زواجكي قريب كوني متفائلة وحروف الألف والسين واللام من اسم العريس ) , أو يرد ( كوني حذرة خلال الأيام القادمة ستكون صعبة وربما تسافرين ) , يتكلم الرجل وكأنه أخذ إذن إلهي في معرفة الغيب ويفتي بمستقبل الناس , وهو لا يعرف إلا الكذب والدجل ويفسد حياة الناس بالتمويهات السخيفة والادعاءات الكاذبة الملفقة .
المزعج في الموضوع هو الإنجرار الكبير من الفتيات وراء هؤلاء الدجالين و المخادعين وتصديقهن للأوهام والخزعبلات وقد غاب عنهن قوله تعالى : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) , في هذه الاَية الكريمة يبين الله لنا أنه الوحيد الذي يعرف غيبيات الأمور , فكيف لنا أن نتبع هؤلاء المخادعين ويصل بنا الأمر إلى تصديقهم وهو الأخطر بالنسبة لنا كمسلمين يقول رسولنا الكريم : ( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) .
فالأبراج هي من عادات الجاهلية والمشركين , فكيف لنا أن نتبعهم ونصدقهم فيجب علينا الوعي من هذا الأمر والابتعاد عن هؤلاء الدجالين والتقرب من ديننا الحنيف , وقد أرشدنا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى وسائل وأعمال طيبة مباركة يرضاها الله عز وجل لنعمل بها اذا أردنا أن نقدم على أعمال وأمور مستقبلية , ومن هذه الارشادات النبوية صلاة الاستخارة التي علمها الرسول الكريم للصحابة , فيجب علينا وعلى الفتيات الحذر من التعامل مع الفلكيين وغيرهم , الذين يقومون على التظليل والخداع .
بقلم : عبد القادر حسونة

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل