أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - الواقع العربي الجديد.. أين نحن الآن وإلى أين نسير؟















المزيد.....



الواقع العربي الجديد.. أين نحن الآن وإلى أين نسير؟


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 19:58
المحور: مقابلات و حوارات
    


«الكويتية» استضافت نخبة من المفكرين العرب لرصد الواقع واستشراف المستقبل (1-2)

الواقع العربي الجديد.. أين نحن الآن وإلى أين نسير؟

أدار الندوة: عادل بدوي


■-;- نحتاج إلى عدالة انتقالية ومساءلة دون كيدية أو ثأر عن كل الذي جرى في السابق ويجري في الحاضر
■-;- الفقر والحرمان من المشاركة السياسية حركا الربيع العربي من القواعد الشعبية
■-;- المجتمع المصري قاوم الإخوان بسرعة مذهلة.. والمقاومة كانت من جسد الشارع
■-;- فرص التنمية متاحة عربيا .. وأهل الاقتصاد دائما ينظرون إلى المشكلات كفرص
■-;- رأس المال لن يبتعد أبدا.. سيبقى دوما صانعا ومؤثرا في الإعلام
■-;- الثقافة والإبداع يقومان على أساس الحرية الاجتماعية وهذا ما لم يتوافر عند الإخوان
■-;- الأحزاب التي ظهرت في مصر بعد 25 يناير بلغت 83 حزبا وهذا دليل انقسام
■-;- نتحدث عن الديمقراطية بملء أفواهنا ولا أحد يؤمن بما تفرضه علينا من التسامح وقبول الآخر
■-;- الناس في مصر أكثر نضجا من النخب السياسية والشارع أسبق وهو الذي يقرر في النهاية
■-;- الربيع العربي امتداد للموجة التي جاءت لأوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية


الكويت عاصمة المؤتمرات، فخلال فترة وجيزة استضافت الكويت القمة الآسيوية، ومن بعدها القمة العربية-الأفريقية، ثم مؤتمر المانحين لدعم سوريا، وغيرها من المؤتمرات والندوات الفكرية، «الكويتية» استضافت خمسة من المفكرين والأكاديميين والإعلاميين العرب لبحث الواقع العربي الجديد من عدة وجوه ومحاور، واستشراف المستقبل القريب في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تحيط بالعديد من البلدان العربية، سواء التي شهدت ثورات فيما يعرف بالربيع العربي، أو تلك التي تسرع الخطى نحو الإصلاح.
في الجزء الأول من ندوة «الكويتية» تحت عنوان «الواقع العربي الجديد.. أين نحن الآن وإلى أين نسير» يتصدى المفكر العراقي د.عبدالحسين شعبان لملف حقوق الإنسان في العالم العربي، ويحدد مقومات العدالة الانتقالية التي تضمن محاسبة دون ثأر عن كل الذي حدث في السابق أو الذي يحدث الآن.
ويرصد د. أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية آداب القاهرة سابقا ظاهرة الربيع العربي اجتماعيا، وآثار الصراعات المذهبية والفكرية على المجتمع والأسرة العربية، وهل نحن أمام إعادة تشكيل للأسرة والمجتمع؟
وفيما يعرض الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. الصادق الفقيه لأبرز تحديات التنمية في الوطن العربي، مشددا على أن التنمية منتج استقرار، وإذا كان من الصعب جدا الحديث عن التنمية في وضع غير مستقر، غير أنه يؤكد أن المساعي مستمرة، وأن منتدى الفكر العربي وضع رؤية للعالم العربي عام 2025 بالتعاون مع الأسكوا، وعن الثقافة والفنون والأدب في ظل تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين، يتحدث الأستاذ شريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي سابقا، ووكيل وزارة الثقافة، ويؤكد أن الثقافة بروافدها من الفن والإبداع لا يجتمعان مع جماعات الإسلام السياسي، التي أظهرت موقفا سلبيا واضحا منذ البداية، الأمر الذي لم يطقه الشعب المصري، وثار عليهم وعزلهم بسرعة مذهلة.
وعن الإعلام العربي وهمومه يتحدث الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي يشغل حاليا مدير عام ورئيس تحرير قناة العرب الإخبارية، الذي ينفي أن الإعلام صانع ومحرك للأحداث العربية، ولكنه ساهم في تثقيف الشعوب، وبفضل التقنية الحديثة كان للإعلام الفضل في استمرار الزخم..
الكثير من التفاصيل حول الواقع العربي الجديد في سياق النص التالي:








•«الكويتية»: العالم العربي يعيش الآن ما يشبه الصراع بين «الإسلام السياسي» و«الليبرالية الديمقراطية».. أين حقوق الإنسان في كل ما يحدث حولنا في الدول العربية، لأول مرة نرى الإنسان العربي تقطع أشلاؤه ويتعرض لعمليات وحشية على شاشات التلفزة.

المفكر العراقي د.عبدالحسين شعبان يسلط الضوء على ملف حقوق الإنسان في العالم العربي؟

- د.عبدالحسين شعبان: أود أن أعيد صياغة السؤال على نحو مختلف، لا أظن أن هناك صراعا بين الإسلام السياسي وما يسمى الليبرالية الديمقراطية، ربما هناك جزء من المشهد العام، وجزء من الصراع الذي يدور في المنطقة بين الإسلام السياسي وبين قوى متعددة ومتنوعة ومختلفة، فضلا عن ذلك هناك تحديات خارجية وداخلية لعل أبرزها التحديات الداخلية التي تتعلق بظاهرة الإرهاب واستشراء العنف في المنطقة على نحو سافر، واستمرار تفاوت الدخول وعدم التوزيع العادل للثروة بين المحرومين والمتخمين، واستمرار ظاهرة التخلف والأمية التي تبلغ أكثر من 70 مليون إنسان عربي، هذه تحديات ربما تواجه الفكرة الكونية لحقوق الإنسان في العالم العربي بما لها من خصوصيات، هناك أيضا خصوصية أخرى للعالم العربي أنه يعاني من الاستتباع، ويعاني من سياسات فرض الهيمنة والتأثير على القرار السياسي، فضلا عن ذلك تعاني الدول العربية من عدوان وصراع مستمر منذ ستة عقود ونيف من الزمان، دون أن يكون هناك حلول سياسية عادلة ومشروعة، ولاسيما للشعب العربي الفلسطيني، هذا كله ينعكس على حالة حقوق الإنسان في العالم العربي، علما بأن الحكومات العربية تركزت على الصراع الخارجي لكي تقايض قضية الإصلاح والديمقراطية، بزعم أن العدو الخارجي يدق على الأبواب.

ضاعت الأرض

بعد ستة عقود ونيف من الزمان ضاعت الأرض، وقضية فلسطين زادت تعقيدا، وجرى تقزيم الأراضي بالتدريج وضم القدس والجولان، وهناك محاولات لضم الأغوار، ولكن يجرى تعديل في ملف الديمقراطية وملف حقوق الإنسان وملف التنمية المستدامة، الأمر الذي يزيد من حالة الازدراء لفكرة حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي كان دافعا حقيقيا لحركة الناس واحتجاجها فيما سمي بالربيع العربي تحت شعارات ثلاث رئيسية، الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهي حركة نابعة من طول معاناة الشعوب العربية إزاء هدر الحريات، وهدر حقوق الإنسان وتعليق قضية التنمية، بزعم أن هناك صراعا خارجيا وأريد أن أقول إن هذا الملف سيبقى ملفا شائكا ومعقدا ربما لسنوات غير قليلة بحكم الإرث طويل الأمد، وبحكم غياب سيادة القانون، وبحكم عدم وجود استقلالية للقضاء وعدم فصل للسلطات وغياب التداولية السياسية التي كانت واحدة من المطالب الأساسية لحركة الاحتجاج أو التغيير التي شهدتها البلدان العربية، بالإضافة إلى شح الحريات وغياب أو ضعف دور الرأي العام ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات الحرة، دفع لاستمرار حالة هدر حقوق الإنسان في العالم العربي.

•«الكويتية»: عفوا د.عبدالحسين عنوان ندوتنا هو «الواقع العربي» نريد أن نسقط ما تفضلت به على الواقع الحالي، في ليبيا واليمن وسوريا، الإنسان العربي الذي تعرض للهتك الجسدي في مشهد تندى له جبين الإنسانية، أين دور الحقوقيين؟ هل هناك توثيق لملف ضحايا الربيع العربي؟ وهل هناك توجه لدى الحقوقيين العرب بمتابعة هذا الملف قضائيا، ذلك أن جرائم مثل هذه لا تسقط بالتقادم؟

- د.شعبان: البلدان العربية تعيش مرحلة انتقالية قد تطول ربما لعقد أو عقدين من الزمان، توثيق الانتهاكات السابقة والحالية أمر يطول أيضا، وهذا الملف يكبر باستمرار، ما نحتاج إليه وربما ما تحتاج إليه البلدان العربية، تلك التي وصفتها التي عاشت حالة احتجاج وتعيش الآن مرحلة انتقالية، سواء في مصر أو ليبيا أو تونس أو في اليمن، ومستقبلا ربما في سوريا، ما نحتاج إليه هو ما نطلق عليه «العدالة الانتقالية»، وعندما نقول العدالة الانتقالية فإننا نقصد بذلك كشف الحقيقة كاملة عن كل الذي جرى في السابق والذي يجري في الوقت الحاضر.

ونحتاج أيضا إلى المساءلة، وهي ركن أساسي من أركان العدالة الانتقالية، دون كيدية أو دون انتقام وثأر، ونحتاج أيضا إلى جبر الضرر وتعويض الضحايا، كل ذلك على أمل إصلاح الأنظمة القانونية والقضائية والأمنية في هذه البلدان، وصولا لما يمكن أن نطلق عليه المصالحة الوطنية، بمعنى الانتقال من شكل نظام حكم إلى شكل نظام حكم آخر، في إطار الأسس التي ذكرتها وهي التداولية والتداول السلمي للسلطة، وحكم القانون واستقلال القضاء، وإشاعة الحريات وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في إطار من الشفافية والمساءلة.

الأسرة العربية

•«الكويتية»: المشهد العربي الحالي يموج بإشكاليات اجتماعية عدة، ليس فقط على مستوى الفرق والجماعات التي تتصارع فكريا ومذهبيا، ولكن هذا الصراع امتد إلى ذات البين في الأسرة العربية، بين الشقيقين في الأسرة الواحدة، ما هي رؤية د.أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع، وعميد كلية آداب القاهرة سابقا للمشهد الاجتماعي العربي، وهل نحن أمام إعادة تشكيل للأسرة العربية؟

- د.أحمد زايد: لكي نفهم المشهد الحالي لابد أن نكون على خلفية لفهم التبعات والعوامل والأسباب التي أدت إلى ظهوره، ونفهم أن المجتمعات العربية التي شهدت الربيع العربي كان فيها ظروف متشابهة تقريبا، فتونس واليمن وليبيا كان فيها تقريبا ظروف متشابهة، وهي وجود نخبة متسلطة على قمة السلطة في سدة الحكم، تحيط بها نخب متعددة أخرى تدور كلها في فلك واحد، وتحاول تقديم رؤية للتنمية من وجهة نظرها، ولكن هذه الرؤية للتنمية لم تكن ناجحة، ووصفت هذه الرؤية بأنها فاشلة في التقارير الدولية، وحتى عوائد التنمية التي تحققت في دولة مثل مصر لم يحصل عليها الفقراء الذين كانت أعدادهم تتزايد باستمرار، وفي نفس الوقت الذي كانت تتزايد لديهم معدلات الحرمان، حتى الحرمان من المشاركة السياسية، كان هؤلاء الناس ينفتحون على عالم العولمة والتعليم والإنترنت، كل هذا أدى إلى شكل من أشكال الاحتجاج القادم من أسفل، وهذا الاحتجاج شامل وكان موجودا في داخل الأسر، ويتعاطى مع المتغيرات الفاعلة في المجتمع، هذه المتغيرات كانت فاعلة، وأنا هنا أتحدث عن صلب سؤالك، كانت هناك تيارات دينية تنتشر وتستخدم الدين بطرق وأساليب مختلفة لإقناع الناس، كمحاولة استخدام الدين بالمعنى السياسي، والبعيد عن صلب الدين بالمعنى البراجماتي العملي، وجماعات أخرى ليبرالية متعددة المشارب ومتعددة الأهداف ومنقسمة على نفسها وحتى في الاتجاهات الدينية، كان هناك انقسام في مصر على سبيل المثال، هناك السلفيون والإخوان المسلمون وحتى الإخوان ليسوا كتلة واحدة، بل هناك بينهم بعض الانقسامات الطفيفة وأصحاب السنة والجمعية الشرعية، أيضا على المستوى المدني الليبرالي هناك انقسامات مختلفة وكبيرة بين الاشتراكيين والليبراليين، وهناك انقسام داخل الليبراليين أنفسهم، بعد الثورة وصل عدد الأحزاب التي كونها الناس إلى حوالي 83 حزبا، وهذا دليل على أن هناك انقساما في المجال العام.

صراع إيجابي

• «الكويتية»: هل انعكس هذا الانقسام في الشأن السياسي العام على الأسرة والعلاقات الاجتماعية بين الناس؟

- د.أحمد زايد: عندما نترك هذا المجال العام ونذهب للأسرة بلا شك سينعكس الانقسام الموجود في المجال العام بشكل آخر على المجال الخاص، ولذلك حصل انقسام في داخل الأسرة، فأحدهما يصوت للتيار الديني، والآخر يصوت لغير الديني، وأحدهما يقول نعم والآخر يقول لا، وعلى أي حال أنا لا أرى هذا الانقسام غير وظيفي، بالعكس له وظائف إيجابية أكثر منها سلبية، لأنه يعلمّ الناس التعددية التي نحتاج إليها في مجتمعاتنا العربية، إلى فهم عميق لمعنى هذه الكلمة، لأن التعددية عندنا آراء مختلفة، وكل رأي يعتبر الآخر عدوا، وبدلا من أن يتراشقوا بالأفكار يتراشقون بالأحجار، والأفكار ليست أحجارا، الأفكار تذهب وتأتي وتتفاعل فيما يطلق عليه علماء الاجتماع القائم على التدبر العقلي والتفكير العملي، أن أفكر في مصالح المجتمع تفكيرا عقليا وأتدبر الأمور لكي أصل إلى اتفاق حول ما يسمى بالصالح العام، هذا الكلام غير موجود في المجال العام، وينعكس داخل الأسرة فتفلسفه الأسرة بشكل أفضل، إنهم يختلفون لكنهم لا يتراشقون ولا يدخلون في صراع، ولذلك في مصر عندنا قناعة أن الناس في حياتهم اليومية أكثر نضجا من النخب السياسية، وأن النخب السياسية لا تتعاطى مع فكرة التعددية، ولا تؤدي الاستحقاقات الموجودة منها بشكل سريع، ولذلك نجد أن الشارع أسبق من النخب وهو الذي يقرر في النهاية، ونحن رأينا بالأمس القريب في الاستفتاء على الدستور، كيف أن الشارع هو الذي حسم كل الأمور، حسم النقاشات حتى الدائرة على مستوى العالم، بأن ما حدث في مصر انقلاب، ولا يوجد تأييد كبير أو أن الطرف الآخر فاعل وقوي، لأنه يثير الضوضاء والشغب، فأثبت الشارع للناس أنكم إذا كنتم اختلفتم على عدد من ذهب إلى التحرير، البعض يقول 30 مليونا والبعض 20 مليونا، فخرج في الاستفتاء 20 مليونا وقالوا نعم، إذن الشارع عنده إحساس عميق جدا وقوي تجاه الأمور السياسية، ونأمل أن يتبلور ذلك في المستقبل بشكل أفضل، وأن يذوب الاختلاف الموجود بين النخب، وينعكس على الشارع، نتمنى أن يأتي بالآخر إلى ما يسمى بالاتفاق العام، وأن تكون هناك منظومة قيم نجتمع حولها جميعا ومجموعة من الأفكار، وهناك إرادة سياسية تجمع المجتمع.

وأعتقد أننا بحاجة ماسة في بلدان الربيع العربي إلى أن نفهم أن جزءا من الثورات كان ثورات تفكيكية، بمعنى أنها ظهرت في زمن غير زمن الثورة، لأننا لا نعيش زمن الثورات، نحن في زمن العولمة، والعولمة تفكك العالم وتجعل الكل يختلف، وظهور الثورة في هذا الوقت جعل الثورة لا تتحرك وفق أمور الثورة، ولكن وفق أمور العولمة، فتزيد الأمور تفكيكا وتشظيا، ولذلك نحن في أمس الحاجة للاستقرار ولم الشمل والتجمع، وعلينا أن نفهم الديمقراطية بمعنى مختلف، فهي ليست خلافا وتعددية، ولكنها إنفاذ العدل وتحقيق المساواة بين المواطنين، فنحن نحقق الديمقراطية مع الإجراءات الشكلية لها، وحتى في الكتب الأكاديمية، المعاني العميقة للديمقراطية هي العدل والمساواة والمواطنة وحقوق المواطنين.

الردة على الثقافة والفنون

• «الكويتية»: تزامن مع حكم تنظيم الإخوان لمصر العام الماضي ما يشبه الردة على الثقافة والفن والموسيقى والسينما، السؤال للأستاذ شريف الشوباشي مدير مهرجان القاهرة السينمائي السابق، ووكيل وزارة الثقافة المصرية، كيف تقيم الحالة الثقافية الآن في مصر، وواقع الثقافة العربية في ظل المطروح الآن من وجود جماعات الإسلام السياسي، التي تنظر نظرة سلبية للثقافة وروافدها بشكل عام؟

ـ شريف الشوباشي: الإجابة على هذا السؤال في مضمون السؤال نفسه، فهذه الجماعات لا تتقبل من حيث المبدأ فكرة الفن والإبداع والثقافة والسينما، وأذكر أنني عندما كنت رئيس مهرجان السينما منذ حوالي خمس سنوات واجهت استجوابا في مجلس الشعب، وكانت أسئلة المستجوبين دون المستوى، وهذه قضية أخرى، والوحيد الذي كان يملك رؤية حقيقية كان نائب الإخوان المسلمين ولا أتذكر اسمه الآن، إنما هو أحد هؤلاء الزعامات، كانت لديه رؤية متماسكة أن الأفلام بها عري وكلمات إباحية، وقال أنتم تعلمون الشباب الفساد بمشاهد احتساء الخمر في الأفلام وغيره وأنت المسؤول، كان يوجه الكلام لي بطبيعة الحال، فقلت له إنني لست المسؤول، وبالتأكيد الثقافة والفن لكي يزدهرا لابد أن يكون هناك مناخ من الحرية الاجتماعية أكثر منه حرية سياسية، فعلى سبيل المثال أكبر ازدهار للفن وللمسرح وللفكر في فرنسا كان في أسوأ عصور القمع السياسي في عهد الملك لويس الرابع عشر، الذي أطلق عليه ملك الشمس والطاغية، لكن ظهر في عصره لافونتين وراسين وكولييه وموليير التي تسمى اللغة الفرنسية باسمه كما تسمى الإنجليزية بلغة شكسبير والعربية بلغة سيبويه، إنما الحرية الاجتماعية شيء آخر وكانت هذه مشكلة مصر في السنوات السابقة، حيث ظهر لنا من يخوفنا ومن يروعنا ومن يشير بأصابع الاتهام إلى الفن بمجمله، فإذا خرجت مجلة بها ذراع سيدة مكشوفة يثيرون قضية منها، وبالتأكيد وجود هذه التيارات في الحكم كان سيشكل مشكلة كبيرة، رغم أنهم في البداية تجنبوا المواجهة مع المجتمع، لكن من الواضح أن المجتمع قاومهم وبصراحة كنت متوقعا أن يحدث مقاومة، ولكن ليست بهذه السرعة، فالمقاومة كانت من جسد الشارع المصري، اعتراضا على نوعية الحياة التي أرادوا أن يفرضوها علينا، ممنوع أن ترتدي المرأة «المايوه» وممنوع أن تغني، فهذا هاجس يسيطر عليهم دائما، وجزء كبير من رفض حكم محمد مرسي وأعوانه كان بسبب الردة على الثقافة والفن والإبداع.

• «الكويتية»: هل الثقافة والفنون وتيار الإسلام السياسي لا يجتمعان؟

ـ شريف الشوباشي: حتى لو وجدت الفنون لديهم فماذا ستكون غير الأناشيد الدينية ومدح الرسول ومدح الصحابة والأئمة؟ لكن هل هذه هي الثقافة؟لا .. الثقافة والإبداع يقومان على أساس الحرية الاجتماعية، وكما قلت «هؤلاء» ضدان لا يجتمعان.

التنمية والحكم الرشيد

• الكويتية: الدكتور الصادق الفقيه أمين عام منتدى الفكر العربي، كنت مشاركاً على مدار أيام مضت في النقاش حول أزمة التطور الحضاري العربي، في الندوة الفكرية لمهرجان القرين الثقافي الـ 20، ما فهمناه أن هناك شبه إجماع على أننا متخلفون حضاريا، ولم نبدأ بعد في قطار الحضارة والتنمية، برأيك ما معوقات التطور الحضاري والتنمية المستدامة في العالم العربي، تبدأ بالبشر قبل الحجر؟

ـ د.الصادق الفقيه: التنمية بكل أشكالها هي منتج استقرار، وما دار الحديث حوله الآن لا يشي بأن هناك استقرارا ينتج ثقافة، ولا حتى استقرار ينتج حكما سياسيا رشيدا، وبالتالي لا يمكن أن تتحدث عن تنمية في وضع غير مستقر ومختلف عليه، فنحن لسنا متخلفين بقدر ما أننا مختلفون، فالإنسان عندما يمتلك كل أدوات النماء وكل آليات التنمية ولا تتحقق له هذه التنمية، فالقضية ليست قضية تخلف تعوزالإنسان فيه الإمكانية، وإنما هي قضية اختلاف أو تأخر عن اللحاق بالركب الحضاري الإنساني، وخاصة أن الفرصة مهيأة لأن يستفيد الإنسان من التراكم العولمي للتحضر والتنمية، فالإشكالية في العالم العربي إشكالية مركبة من الصعب جدا أن تفصل تطورا عن بقية التطورات الأخرى، جميع الأزمات العربية خلقت كل الفرص المتاحة، الآن هناك فرص كثيرة للتنمية، لكن هناك أيضا معوقات وتحديات أساسية، إذا لم يتم تجاوزها فمن الصعب جدا أن تتحقق التنمية والاستقرار، أنت أشرت إلى كلمة «مستدامة»، وهذه ليست فقط تنمية اقتصادية أو عمرانية صاعدة، ولكن المقصود أن يتكامل كل ما يمكن أن نعتبره تنمية، بما في ذلك البشر والثقافة والحريات والعدالة وحقوق الإنسان، كل هذه الأشياء هي مقتضيات ومتطلبات التنمية المستدامة، التي لا تستطيع أن تتحدث عنها في ظل نظام متخلف سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، أو نظام تجتمع به كل أشكال التخلف المعروفة وغير المعروفة، فالأوضاع السياسية الآن مضطربة جداً والعقل الذي يسعى للتنمية تتناوشه الكثير من المشكلات والعقبات، رغم أن الفرص متاحة وأهل الاقتصاد دائما ينظرون إلى المستغل للمشكلات كفرص، ونحن من خلال هذه المشكلات أيضا ننظر إلى فرص كثيرة يمكن أن تتحقق من خلالها التنمية إذا تركنا الاختلاف الذي يعد أهم مشكلة أساسية تواجهنا، فاختلافنا الواسع يجعلنا لا نستطيع حتى أن نتفق على تعريف شيء، نتحدث عن الديمقراطية بملء أفواهنا ولا أحد منا يؤمن بما تفرضه علينا الديمقراطية من متطلبات احترام الآخر والتسامح مع الآخر واحتمال وإعانة الآخر عندما ينتكس، فهذه الأشياء موجودة ولكن يصعب علينا تكييف حالة حضارية من خلالها، يمكن أن تتقدم بالتنمية للأمام، وأن نثق في أن الذي تحقق من تنمية يمكن استدامته إلى ما بعد ذلك.

• «الكويتية»: هل هناك مشاريع فكرية في العالم العربي تتبنى ذلك وتمهد إلى تأسيس تنمية مستدامة شاملة؟

ـ د.الصادق الفقيه: هناك عدد كبير من المشاريع الفكرية العربية، لأن اللحظة التي نعيشها لحظة قلق، وأول من يقلق هم المفكرون، وهنالك الآن العديد حسب علمي وصلتي المباشرة ببعض المؤسسات، هناك أكثر من مؤسسة عربية جماعية ومؤسسات قُطرية تعنى بهذه القضايا وتجتهد في ظل هذه الأزمات الكبيرة أن تبني أملا، لا أحد يستطيع أن يتأكد تماما من أن المشروع الذي يكتب اليوم يمكن أن يتحقق منه الناتج غدا، ولكن هنالك آمالا واجتهادات. منذ أيام قليلة اجتمعنا مع عدد من الدول العربية لوضع رؤية للعالم العربي عام 2025 بقيادة «ألاسكوا»، هناك فعلا مشروع مقدم التقى حوله عدد من الاستشاريين، ونوقش نقاشا مستفيضا والآن المشروع شبه جاهز كوثيقة ستقدم إلى جامعة الدول العربية، التي تجتهد أيضا من خلال مؤسساتها المختلفة في تقديم رؤى ناظمة لتنمية عربية مشتركة، في ظل هذه الأزمات نحن في منتدى الفكر العربي أيضا انتدبنا مجموعة من المفكرين، وقدموا لنا مشروعا نهضويا عربيا وأصدرنا ميثاقا اجتماعيا عربيا، وننشط الآن لتصدير ميثاق اقتصادي عربي، فقط للتوعية ولا نملك القرار الذي ينزل ما يفكر فيه المفكرون على الأرض، ولكن مجرد التوعية ودفع الفكر أو الرأي العربي للمطالبة بهذه الحقوق. د.عبدالحسين شعبان ساهم معنا مساهمة مقدرة في صياغة الميثاق الاجتماعي العربي، وقد أرسلناه لرؤساء الدول والحكومات وأجابوا إجابة مشجعة جدا، ولكن اعتقدنا أن هذا لا يكفي، الذي يكفي هو أن نذهب بهذا الميثاق إلى الجامعات وإلى الطلاب وإلى مؤسسات الشباب، ونفعل ذلك كل أسبوع تقريبا، لآن الوعي بالحقوق أهم من كتابتها والدساتير العربية حملت الكثير جدا من المضامين الإيجابية، لكن عدم العلم بهذه المضامين الإيجابية بالدستور كان سببه أنها حفظت في أدراج المؤسسات الرسمية، فبالتالي لن يستطيع المواطن أن يعرف حقه ليطالب به، نحن نريد أن يعرف الإنسان ماذا تعني التنمية وما الحق الذي يتأتى له من خلال ما يمكن أن يتحقق من تنمية حتى يسعى مع الجميع في تحقيق أو إحقاق هذه التنمية على الواقع العربي المعاصر.

• «الكويتية»: ربما الإعلام العربي يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الصدد؟

ـ د.الصادق الفقيه: الإعلام العربي شغلته تفاصيل وطوارئ الأزمة السياسية، فالإعلام كما يعلم الجميع ينفعل دائما بما هو سيئ أكثر مما هو حسن «bad news is always goodnews» والخبر الإيجابي والتنموي لن يصبح في يوم من الأيام خبرا إيجابيا، وهناك وسائل كثيرة يمكن أن تنشّط بها التوعية العامة في ما يلي الحقوق، ولكن لا نتوقع منه في زحمة الأحداث أن يعطينا مجالا أو فضاء نروج من خلاله إلى القيم الإيجابية.
الإعلام غير محايد

• «الكويتية»: الأستاذ جمال خاشقجي المدير العام لقناة «العرب الإخبارية»، الإعلام العربي هل هو صانع لأحداث أم مجرد ناقل لما يحدث؟ وهل ينقل الأخبار والأحداث بالحيادية والمهنية المتعارف عليها؟ أم أن رأس المال لا يزال يحرك ويوجه وسائل الإعلام العربية؟

ـ جمال خاشقجي: الإعلام العربي لم يصنع اللحظة، بمعنى أنه لم يصنع الربيع العربي، لم يصنع الثورة، والشاب العربي يعرف ماذا يريد وما هي مطالبه وما هي حقوقه، وما هي الديمقراطية الحقيقة، وما هي الانتخابات النظيفة، وما هو التزوير والغش والفساد، والإعلام العربي أتاح فرصا هائلة للشعب العربي للتعرف على حقوقه، لكن اللحظة لم تأت إلا مع تلك اللحظة الحتمية التاريخية، إذا اتفقنا على تسميتها بالربيع العربي 2011، وكان الشعب يعلم أنها موجة مستحقة ومتأخرة على العرب، هي نفس الموجة التي جاءت لأوروبا الشرقية في التسعينيات، وأميركا اللاتينية، فكان لابد أن تأتي للعرب، فكان الشباب العرب مستعدين لتلك الموجة عندما جاءت، وبالنسبة للإعلام ساهم في التثقيف لكن لم يصنع اللحظة، ولكن التقنية التي جعلت للإعلام حضورا في الميادين والشوارع أدت لاستمرار الزخم، أذكر عندما ترك زين العابدين بن علي تونس، وانتصرت الثورة التونسية، دخلت على الإنترنت لأرى ماذا يقول المصريون في ذلك اليوم، فوجدت تعليقات القراء المصريين تقول «التوانسة عملوها واحنا قادرين نعملها» قبل 25 يناير تكررت تلك الرسالة في أكثر من تعليق، وأنا متأكد أن الشباب المصري كان يتداولها في ما بينهم، هنا ساهم الإعلام، والمساهمة الأخرى هي عرض الحدث بصورة مباشرة على المشاهد، فمثلا لو استطاع مبارك ونظامه أن يطفئ الأنوار في ميدان التحرير، ويطفئ الكاميرات وغابت الأخبار عن الشباب المصريين في القاهرة الهائلة، فلو كنت مثلا في الزمالك ولا ترى التحرير ولا التلفزيونات ولا تتلقى أي أخبار، ساعتها ستتردد هل تذهب لتشارك أم لا؟ لكن عندما نقل خبر مثل موقعة الجمل تحمس الشباب وذهبوا ليساعدوا إخوانهم، وأنا متأكد أن الأمن العربي كان يتمنى أن يطفئ كل الكاميرات لكن لن يستطيع، وعلى العكس من ذلك ما حدث في سوريا عام 1982 والانتفاضة الشهيرة المؤلمة التي حدثت في حماه، لا يوجد لها صور أبدا، فكانت تأتي الأخبار للسوري بعد يوم أو يومين، واستطاع حافظ الأسد أن يقضي على تلك الثورة والانتفاضة ويقتل من يقتل دون أن يشعر به أحد، ونفس الشيء صدام حسين في أكثر من حالة، فهذا هو دور الإعلام الذي ساهم في نجاح التحولات، لكن هل كان موضوعيا؟

الجزيرة وإسقاط الأنظمة

كنت دائما أقول إذا كان هدف الجزيرة هو إسقاط الأنظمة فلقد أبلت بلاء حسنا لو قسنا ذلك بمقاييس الإعلام، فهي لم تكن موضوعية، فعندما بثت الأغنية الجميلة لأم كلثوم «أنا الشعب» فهذا جميل جدا ومحرك للنفوس ولكن هذه ليست مهنية، فالمحطة التلفزيونية مهنية لا تبث الأغاني الحماسية لكن المحطة التعبوية تفعل هذا الشيء، الأمر الآخر: هل الآخرون كانوا موضوعيين؟ للأسف لم يكن أحد موضوعيا، ومازال الإعلام في العالم العربي يُستخدم كسلاح وليس كإعلام، فالمؤيد لهذا الحزب يضخ معلوماته لتوجيه العامة إلى هذا الاتجاه، والمؤيد لذلك الاتجاه يضخ معلوماته في الاتجاه المعاكس، لذلك لابد أن نعترف بأن الإعلام موجه ونتمنى أن نسعى إلى إعلام موضوعي، لكن أنا متأكد أن الحرية وانتشار الديمقراطية سوف يؤديان إلى خلق قيم تخلق إعلاما عربيا موضوعيا، صحيح لن يتم هذا الشيء بعد، ولكن أتمنى من أساتذة الإعلام أن يراقبوا الدول التي لاتزال تتمتع بحرية فيها، وهي تونس وليبيا والمغرب، في هذه الدول تحدث تجارب تستحق الانتباه والتأمل وأنا لا أغفل الدول الأخرى، وبالنسبة للمغرب حدث فيها ربيع وحدث انفتاح سياسي وإعلامي ودستوري، ولذلك أضم المغرب لدول الربيع العربي، بالرغم من أننا لم نرها على شاشات التلفزيون، بفضل رعاية الملك وحكمته استطاع أن يجعل الربيع ناعما!

• «الكويتية»: هل لدينا مؤهلات لخلق مؤسسات إعلامية تنتصر للمهنية والحيادية وتمارس عملها من دون توجيه من رأس المال؟

ـ جمالي خاشقجي: بالتأكيد عندما تبتعد الحكومات عنها.

• «الكويتية»: ورأس المال؟

ـ جمالي خاشقجي: رأس المال لن يبتعد أبدا.. سيبقى دوما مع الإعلام ومؤثرا في الإعلام، وهذا شيء طبيعي في الدول الرأسمالية إذا لم تجتهد حكومة ما وتخلق نظاما كنظام البي بي سي مثلا، الحكومة البريطانية وبعض الحكومات الأوروبية لديها اختراع عظيم جدا، وهو الهيئة المستقلة التي تؤسس إعلاما مملوكا للشعب وليس تحت توجيه الحكومة، ولكنني أعتقد أننا سنفشل في ذلك في مجتمعنا العربي، فأنا أميل في الدولة العربية الديمقراطية القادمة إلى النموذج الأميركي، وأتمنى أن يتضمن الدستور في هذه الدولة منعا للدولة أن تمتلك وسائل الإعلام، فالحاكم العربي بطبيعته يحب الهيمنة والسيطرة، ومن الأفضل أن تكون هناك مادة في الدستور تمنع الدولة من امتلاك وسائل الإعلام.

محاور الندوة:
• العالم العربي يعيش الآن ما يشبه الصراع بين «الإسلام السياسي» و«الليبرالية الديمقراطية».. أين حقوق الإنسان في كل ما يحدث حولنا في الدول العربية؟ رصد لواقع ملف حقوق الإنسان العربي في زمن الثورات.
• كيف يرصد «علم الاجتماع» ظاهرة الربيع العربي، وآثار الصراعات المذهبية والفكرية على المجتمع والأسرة العربية؟ وهل نحن أمام إعادة تشكيل للأسرة والمجتمع؟
• الثقافة وروافدها المتعددة علامة من علامات تحضر الشعوب، فماذا عن واقع الثقافة العربية في زمن ما يعرف بجماعات الإسلام السياسي التي تتخذ موقفا سلبيا تجاه الفن والثقافة بشكل عام؟
• نحن العرب متخلفون عن التطور الحضاري، ما أبرز معوقات التنمية في الوطن العربي، وسبل البدء في تنمية عربية مستدامة وحقيقية؟ • الإعلام هل هو صانع ومحرك للأحداث العربية، وهل قام بواجبه من الحيادية والمهنية المطلوبة؟ نظرة على واقع الاعلام العربي، وسبل تطويره.







ندوة «الكويتية» الواقع العربي الجديد.. أين نحن الآن وإلى أين نسير؟ (2-2)

الربيع العربي هو الموجة الثالثة لحركات التحرر في العالم!

أدار الندوة: عادل بدوي


■-;- الإعلامي هو مؤرخ اللحظة.. لدينا إعلاميون مهنيون لكن ليس لدينا إعلام مهني
■-;- الماضي احتضر والجديد لم يولد بعد.. نحن في عملية ولادة قد تكون متعثرة
■-;- المعرفة والفكر والحوار مداخل أساسية للحلول.. لكن أين قاعدة المعرفة التي نتفق عليها؟
■-;- بغداد ودمشق نموذجاً.. الحواضر العربية المنتجة للفكر تتعرض للتدمير
■-;- هناك تطور نظري خطير على مستوى العالم يتسم بتشظي الهويات والفوضوية وعدم اليقين
■-;- من الخطأ النظر للإخوان نظرة واحدة.. والإخواني المسالم لابد أن أتسامح معه وأدمجه في الحياة
■-;- المغرب شهد ثورة ناعمة بفضل حكمة الملك والتغيير مسار إجباري
■-;- العالم العربي يعيش صراعاً بين الإسلام السياسي والليبرالية.. من دون ديمقراطية!
■-;- لا توجد ثورة في التاريخ لم تصاحبها انكسارات وانحرافات ودماء!
■-;- نتحدث عن الديمقراطية بينما الثقافة العامة مليئة بالخرافة والذكورية والتمييز ضد المرأة
■-;- الحوار المشترك يبنى على التناقض بين مختلفين والمعرفة تبنى من خلال تراكم التناقض
■-;- متفائلون رغم تعرض الربيع العربي لانتكاسات.. والاتجاه سيمضي نحو حقوق المواطن العربي
■-;- لأول مرة الشعب المصري يسقط فرعونا منذ «مينا».. ما حدث زلزال وثورة شعبية
■-;- نحن في حالة مخاض ثوري من الصعب جدا التكهن بما سيسفر عنه هذا الحراك
■-;- هناك اتجاه عام للتاريخ يسيّرنا إلى دولة ديمقراطية يتمتع الشعب فيها بالحقوق والمساواة
■-;- الهويات الفرعية التي ظهرت في أعقاب الحراك كوابح وتحديات تواجه المنطقة كلها
■-;- الناس دخلت إلى عالم السياسة وتلمست حريتها ولا يمكن إعادتهم إلى «القمقم»
■-;- الإعلام العربي غير محايد ولايزال السياسي يستخدمه كسلاح مثل الدبابة ليفرض هيمنته وقوته

في الجولة الثانية من ندوة «الواقع العربي الجديد.. أين نحن الآن وإلى أين نسير؟»، اتفق المشاركون على أن حالة الحراك العربي تعد الموجة الثالثة لحركات التحرر في العالم، بدأت في أوروبا الشرقية وكانت فرنسا في طليعة حركة التحرر (1789-1799)، والحركة الثانية في أميركا اللاتينية في القرن التاسع عشر، واليوم تعيش المنطقة العربية حركة التحرر الثالثة وتنتج ثورات ليست في زمن الثورات وإنما في زمن العولمة مما يزيد الأمر تعقيدا وتفكيكاً.
المنتدون طمأنونا إلى أن ما يبدو شقاقا داخل الأسرة العربية، بسبب أن هذا مع وذاك ضد، وهذا إخواني وذاك ليبرالي، هو نقاش
حميد وله دور وظيفي في تكريس التعددية وقبول الآخر، لكنهم حذروا من خطورة تجاهل الهويات الفرعية التي ظهرت في أعقاب الحراك وكانت من قبل مكبوتة ومضطهدة، مشددين على أن السبيل الوحيد هو التعايش والحوار في إطار الهوية المشتركة.
الإعلام ودوره ورسالته ومهنيته كان محط اهتمام وتداخل كل المتحدثين، وأكدوا في غير موضع أن الإعلام العربي غير محايد، ولايزال رأس المال يوجهه، بل ويستخدمه السياسي كسلاح مثل الدبابة لفرض الهيمنة والقوة، والمفارقة كانت في اعتراف الإعلامي
السعودي جمال خاشقجي بهذا المنحى، وأكد أن رأس المال لا يمكن أن ينفصل عن الإعلام، لكنه يحاول في قناة العرب الإخبارية أن يكون موضوعيا بقدر الإمكان!
د.عبدالحسين شعبان كان واضحا في تأكيده على أن حركة التغيير تعني انتهاء شرعية قديمة وبداية شرعية جديدة لم تكتمل حتى الآن، وقال إن الماضي احتضر، وإننا في عملية ولادة قد تكون متعثرة، وإنه لا توجد ثورة في التاريخ لم تصاحبها انكسارات وانحرافات ودماء! لافتا إلى أن الناس دخلت إلى عالم السياسة وتلمست حريتها ولا يمكن إعادتهم إلى القمقم!
ويؤكد أمين عام منتدى الفكر العربي د.الصادق الفقيه أن الحراك ليس عربيا فقط، بل هو حراك عالمي يخلق مشروعيات متناقضة، وأن الحوار المشترك يبنى على التناقض بين مختلفين والمعرفة تبنى من خلال تراكم التناقض، ولذلك على الجميع أن يتحلى بضبط النفس والصبر والتعايش وتدريب النفس على قبول الآخر، لكن وكيل وزارة الثقافة المصرية شريف الشوباشي لديه رأي آخر ويصر على وصف جماعة الإخوان المسلمين بالمتاجرين بالدين من أجل مصالحهم، وأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية لأنهم يتصورون أنهم يقيمون شرع الله في الأرض، وأن الآخرين على ضلال، فكيف يسلمون السلطة لمن لا يطبق شرع الله؟!
الكثير من التفاصيل في سياق الجولة الثانية من الندوة حول مستقبل الحراك العربي، وسبل احتوائه، وما المطلوب من الحكومات العربية في تلك الظروف المستجدة على منطقتنا.. وفي ما يلي التفاصيل:

• الكويتية: في الجولة الثانية من الندوة نعود إلى حيث بدأنا مع د.عبدالحسين شعبان: في ضوء ما استمعنا من نقاشات.. ما رؤيتك للانعتاق من الأزمات العربية الراهنة وهل نحن نسير في الاتجاه الصحيح نحو الحل؟

-د.عبدالحسين شعبان: دعني أعلق قليلا على الإعلام لأهميته ودوره، فهو رافعة مهمة من روافع حركة التغيير، ومن هذه الروافع المجتمع المدني، والبحث العلمي، واستقلال القضاء، وأتذكر عندما تم تحرير فرنسا دخل شارل ديغول إلى فرنسا وقال: هل بقي دور للجامعات وللقضاء؟ قالوا له نعم، قال إذن فرنسا بخير!

أعود إلى الإعلام وخصوصا أن الإعلامي هو مؤرخ للحظة، ولاسيما في ظل العولمة وفي ظل الطفرة الرقمية (الديجيتال)، وفي ظل تكنولوجيا الإعلام والمعلومات يصل إلى الحدث وينقله لحظة بلحظة، ودقيقة بدقيقة، وساعة بساعة إلى موقع الحدث، وفي العمل الإعلامي نقول الوثيقة خبر والصورة خبر، فالصورة تغني أحيانا عن مئات المقالات وعن مئات الدراسات، لأنها تصل إلى القلب وإلى الرأس والعقل والعاطفة، وللأسف الشديد ليس لدينا إعلام مهني، لدينا إعلاميون مهنيون، مثلما لدينا قضاة مستقلون، ولكن ليس لدينا استقلال للقضاء، وهذه كوابح إزاء حركة التغيير، وحركة التغيير ليست انتفاضة أو ثورة وتنتهي بعد إزاحة نظام، بل حركة التغيير عملية ديناميكية تتحد فيها عوامل موضوعية مع عوامل ذاتية، تلك التي نطلق عليها اللحمة الثورية، فعندما تتحد العوامل الموضوعية مع العوامل الثورية تحدث الثورة، ويحدث التغيير، والتغيير حركة ديناميكية متصلة تعني انتهاء شرعية قديمة وبداية شرعية جديدة، والشرعية الجديدة حتى الآن لم تكتمل، فنحن بحاجة إلى سياق قانوني وتاريخي ودستوري واجتماعي ومدني، وكل ما يتعلق بمؤسسات الدولة الحديثة.

الشرعية الجديدة

• الكويتية: هل العرب قادرون على صنع ذلك؟

-د.عبد الحسين شعبان: هذا الأمر يحتاج إلى فترة زمنية غير قصيرة لكي نستكمل الشرعية الجديدة، بعد أن تتحدد ملامح الدولة ونحدد أي دولة نريد؟ لايزال النقاش دائرا حول الدساتير العربية، فهل نريد دولة دينية أو دولة مدنية؟ وما الذي نعنيه بالدولة المدنية، نريد دولة مواطنة.. الكل يقول ذلك، لكن ما هي عناصر المواطنة وما علاقة الهوية بالمواطنة؟ وما هي علاقة العدالة بالمواطنة، وما علاقة الحرية بالأساس بالمواطنة؟ وما علاقة المشاركة ومبدأ المشاركة بالمواطنة؟ هذا كله جزء من عملية التغيير لبناء الشرعية الجديدة القادمة، وهذه قد تستغرق عقدا أو عقدين من الزمان لكي تكتمل ملامح هذه الشرعية الجديدة، وكما يقول غرانشي: إذا كان الماضي قد احتضر فإن الجديد لم يولد بعد، نحن في عملية ولادة قد تكون متعثرة فيها منعرجات وانحرافات وتراجعات، وفيها أيضا كفاءات لذلك البعض اعتقد أن ما جرى رِدة، في حين لا توجد ثورة في التاريخ لم تؤد إلى هذه العملية الانقلابية التي صاحبتها انكسارات وانحرافات وتراجعات، وتقدم وتأخر ودماء أحيانا هنا وهناك، ولكن الديناميكية الحيوية التاريخية تشير باتجاه التغيير.

• «الكويتية»: هل العرب قادرون على فعل ذلك من دون تدخلات خارجية ومن دون تكريس لنظرية المؤامرة، وأن هناك من يريد إدارة المنطقة من خلال وكلاء، ولابد أن يظل الاتصال والتبعية في القرار العربي أيا كان هذا الخارج؟

- د.عبدالحسين شعبان: أظن أن هناك كوابح وهناك تحديات تواجه المنطقة، ومن التحديات الداخلية المهمة التي لم يتم التطرق لها الطائفية والانقسامات الدينية والمذهبية والجهوية والمناطقية والعشائرية التي تفعل فعلها في جسم الدولة العربية، وهذه تحديات داخلية لابد من أخذها بنظر الاعتبار بإقرار مبادئ المواطنة والحقوق والحريات واحترام حقوق الإنسان. هناك عامل آخر تفضلت وسألت عنه، وهو العامل الخارجي، بالطبع كل الذي جرى فيه أيضا مصالح للدول الكبرى في المنطقة، فكيف السبيل للتوفيق بين عملية التغيير الداخلية وبين هذه المصالح، مع الحفاظ على المصالح الوطنية العليا في بلدان المنطقة؟ ربما ليس لكل دولة على حدة، ومع ذلك يمكن أن يحدث شكل من أشكال التنسيق بين الدول، فهناك مشتركات ذات أبعاد إنسانية بين هذه البلدان التي جرى فيها التغيير وبين البلدان التي سيأتي فيها التغيير، ولاحظ أن التغيير سيكتسح المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، ولن يسلم بلد من حركة التغيير، ولكن التغيير قد يأخذ أشكالا مختلفة، ليس بالضرورة ثورة أو انتفاضة كما حدث في المغرب من تطور دستوري وتغيرات واستجابات إلى آخره، الأمر يحتاج إلى تبصر وتفكر ونظرة مستقبلية من الحاكم لمصلحته أيضا، وهذه نصيحة لكل حاكم كي يتعاطى مع شعبه بما ينسجم مع حركة التغيير التاريخية، تلك الحركة التي تمثل موجة ثالثة في العالم، فمنذ الحرب العالمية الأولى إلى الآن حدثت ثلاث موجات:

الموجة الأولى، مرت في أوروبا الغربية على ثلاثة بلدان ظلت عصية على الديمقراطية، وهي البرتغال واليونان وإسبانيا أواسط السبعينيات من القرن الماضي، وتم الانتقال بعد ذلك نحو الديمقراطية ودساتير وانتخابات جديدة.

الموجة الثانية، مرت في أوروبا الشرقية عند انهيار جدار برلين وانتهاء النظام الشمولي والاشتراكية البيروقراطية التي حكمت أوروبا الشرقية، وانعكس هذا على أميركا اللاتينية، خصوصا لاهوت التحرير ودور الكنيسة، وعلى بعض بلدان آسيا وأفريقيا، وللأسف كان يمكن لهذه الموجة أن تنتقل للوطن العربي، إلا أن رياح التغيير انكسرت عند شواطئ البحر المتوسط في أواخر الثمانينيات لأسباب دولية من جهة، ولعدم نضج القوة الداخلية وعدم استعدادها من جهة أخرى.
والآن وصلت هذه الموجة للمنطقة، لهذا على الحكام والقوى السياسية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات والقوى الناشطة اليسارية والوسطية وشبه الليبرالية في المنطقة العربية أن تعي هذا التغيير، وأن تتعاطى معه من موقع واقعي ولكن باستشراف المستقبل.

• «الكويتية»: د.أحمد زايد.. أنت افترضت فرضية تحمل أملا، أن الحراك الاجتماعي حميد وليس خبيثا أو مقلقا، وبالتالي هو يؤسس لفكرة التعايش وقبول الآخر من النواة الصغيرة.. من الأسرة، لكن بنظرة أكثر شمولية للجماعات التي تتناحر على أساس مذهبي، لدينا السنة والشيعة، وحتى بين التيارات الإسلامية هناك تناحر فكرة المجاميع، التي تضطهد مجاميع آخرى بسبب العرق أو المذهب إلى آخره، الحالة السورية وما يحدث فيها من تفاصيل معقدة، وفي ليبيا ميليشيات مسلحة تحاول فرض رأيها، في اليمن دعوات للتقسيم وفرض الرأي من قبل جماعات وجماعات أخرى.. في ضوء الحديث الذي دار، ما رؤيتك وكيف تتعايش هذه الجماعات؟

-د.أحمد زايد: المظاهر التي أشرت إليها أكبر دليل على أن الدولة الوطنية التي تأسست في كثير من الدول خاصة الدول التي حدث فيها الربيع العربي، وكأنها دول أسست على ورق، بمعنى أنها مؤسسة بمنظومات كلامية وأيديولوجية وفوقية أكثر منها مؤسسة في الواقع، ولذلك بمجرد أن تذوب هذه القشرة الخارجية نستدعي القبيلة والعرق والإقليم والحدود الضيقة، وهذا يحدث بشكل أكبر لعامل آخر متغير، أشار له د.حسين وهو تشظي الهويات، وهذا موجود على مستوى العالم كله، هناك تطور نظري خطير على مستوى العالم بأنه عالم عدم يقين وغير منظم وفوضوي وعالم مخاطر، كل هذه المسميات توحي بأن العالم تحل فيه القيم الفردية محل القيم الجماعية، تتكسر فيه فكرة الذات الكلية للمجتمع وتبدأ هوايات مختلفة في الظهور، ولذلك نخطئ كثيرا لو اعتبرنا أن الربيع العربي عربي فقط، الربيع العربي جزء من منظومة عالمية، كما أشار الدكتور إلى أميركا اللاتينية واليونان وفرنسا، وعلم الاجتماع الآن يطرح هذا بشكل واضح جداglobal mobilization لا يتكلم عن الربيع العربي فقط، بل إحساس عام في العالم كله بأن النظام الرأسمالي والشركات متعددة الجنسية والنزعة الاستهلاكية، وكل هذه المنظومات الرأسمالية التي تخنق الإنسان حتى في المجتمعات الحرة.

الحرية والحرمان

وأضاف: من الخطأ أن نتخيل أن الذين يعيشون في أوروبا أحرار بالمعني المعروف للحرية، فكل هذا خلق نوعا من الحرمان، والحرمان هنا ليس حرمانا اقتصاديا، بل شعور بعدم الكرامة، وشعور بأن الإنسان مهان في المجتمع، وليس له وضع والإعلام يتحكم فيه ويخلق لي عالمي الخاص ويصنعه، وأنا ليس لي أي قدرة على فعل شيء، حيث حول هذا العالم البشر إلى أشياء، كما حول أيضا القيم إلى أشياء، وحول المجتمعات إلى مجتمعات مادية، ولذلك كل الصراعات ظهرت في المجتمعات الهشة، حيث الدولة الضعيفة وهي نفسها مجتمعات هشة من حيث الاقتصاد، وظهر على أطراف العالم وعلى أطراف المجتمعات الغربية أحياء فقيرة، لذلك يجب أن نكون على وعي بالحراك العالمي، وربما أضاف الربيع العربي لهذا الحراك جزءا من تغيير منظومة العالم الرأسمالي، أنا أنظر نظرة أبعد، وهي أن التغيير لن يكون هنا فقط.

الغريب بينما نحن نتحدث عن الديمقراطية والتغيير في مجتمعاتنا والدولة المدنية وأشياء مثالية جدا، نجد الثقافة العامة مليئة بالخرافة والذكورية والتمييز ضد المرأة والمخاطر على الأطفال، واستغلال الكبار للصغار ومنظومات للتنشئة الاجتماعية تقوم على سيطرة الكبار، فإذا لم تتغير هذه الثقافة فلن تتحقق الديمقراطية لدينا أبدا، ستكون ديمقراطية شكلية وتوظيف الصندوق كما حدث في بعض الدول، نحتاج أيضا إلى أن نفكر في حركة الشارع في مقابل حركة المجتمع، فهذه الهويات ستتكاثر وتأتي من أسفل ولن تهتم ولن تتراجع وحركتها قوية جدا، ولذلك على الحكومات القادمة في الربيع العربي أن تسأل نفسها كيف ستحكم هذا العالم الجديد؟ كيف ستحكم الشارع وكيف سينضبط؟ وكيف نفكر في مفهوم النظام الاجتماعي العام؟ فالمشكلة مشكلة نظام.

سأختم كلامي بالإعلام، أشعر أحيانا أننا نستخدم أساليب قديمة في الإعلام في حشد فكرة المجتمعات الشعبوية كنوع من الحشد والجور على الآخر والاتهامات المتبادلة، وهذه فكرة إعلامية قديمة كان يستخدم فيها الإعلام أيدلوجيا، والآن نحن في أمس الحاجة لأن يقدم لنا الإعلام صورة أخرى لأنه يعتبر فاتحة المجال العام، ولذلك عليه أن يقدم لنا نموذجا، فكما يعلمنا القضاء العدل، وكما تقدم لنا الجامعة المنطق والعلم، يقدم لنا الإعلام طريقة الحوار، ويعلمنا كيف نتحاور وأساليب الحوار الجادة.

• «الكويتية»: شريف الشوباشي عودة لملاحظاتك على الحديث الدائر بشكل عام، وهل هناك جهود في مصر لاستغلال واستثمار الأحداث فيها وتوثيقها فنيا مثل الغرافيت الذي رسم الوعي المصري في كل مكان والأفلام التسجيلية، وشاهدنا المسرح والشارع في ميدان التحرير في محطات معينة.. باختصار: الردة التي حدثت على الثقافة المصرية هل ممكن أن تكون عامل تنشيط واستعادة لدورها وتنشيط أعمال الثورة وتخطي هذه العقبة لترسيخ قيم الثقافة والمعرفة العامة بلا حدود؟

- شريف الشوباشي: الذي حدث في مصر زلزال، لأول مرة الشعب المصري يسقط فرعونا منذ عهد مينا إلى الآن، هذه الثورة الاجتماعية والشعبية والطبقية بكل الزخم، لن تترجم إلى فن وأدب في أيام ولا في أسابيع ولا في شهور ولا في سنوات، لأن المبدع يستوعب الحدث ثم يختمر في ذاكرته وينفعل به ثم بعد هذا يترجم إلى إبداع.

مخاض عربي

لي مجموعة من الملاحظات السريعة جدا، خلاصتها أن العالم العربي يعيش في مرحلة مخاض إلى أين سيذهب؟ هذا من الصعب التكهن به، مؤشرات العالم العربي خلال الأربعين أو الخمسين سنة الماضية، كان استثناءً، كان دائما يرفض التوقيع على العديد من المعاهدات الدولية في الأمم المتحدة ويتحفظ بدعوى أن هذا يتعارض مع الدين والتراث والأخلاق، فإلى متى سنظل استثناء سلبيا؟ أتصور أن هناك حركة للتاريخ قد تكون فكرة الحتمية التاريخية لكارل ماركس وأنجلز قد تكون غير سليمة وهناك آخرون يقولون إن التاريخ لن يتكرر والعديد من النظريات، لكن قناعتي الشخصية هي أن هناك اتجاها عاما للتاريخ يسير إلى دولة ديمقراطية يتمتع الشعب فيها بالحقوق والمساواة مع كل التحفظات علي التجربة الديمقراطية في أميركا وفرنسا، التي عشت فيها نصف عمري، ومع أن هناك قصوراً في هذه التجربة، لكن هناك فعلا احتراماً للإنسان في فرنسا واحتراماً للأقليات، واحتراماً لآراء الآخرين، إذن العالم العربي شاء أو لم يشأ سوف يسير في هذا الاتجاه وهو الديمقراطية وحرية التعبير، وحرية الرأي غير المتاحة حتى الآن.

وعندما نتكلم عن الإعلام مثلا تجد القنوات المصرية تظهر مصر ليس بها أي مشكلة وتظاهرات قليلة والإخوان غير موجودين، تغير القناة إلى الجزيرة، تجد مصر انتهت والشوارع انتهت والحكم سيسقط غدا ومرسي سيصعد على حصان أبيض ليتولى السلطة !

لا توجد مصداقية في الإعلام العربي، وأتمنى مع الوقت أن نكتسب المهنية والمصداقية والموضوعية، أعتقد بأن كل هذا سيحدث لكن ثقافتنا تقوم على كن فيكون، وهذا لا يحدث إلا مع الله سبحانه وتعالى، لكن في الأرض لا تفلح هذه الثقافة وكل شيء يأخذ وقته ليتبلور.

• «الكويتية»: هناك موقف حاد تجاه جماعة الإخوان المسلمين ووصفهم بأنهم تاجروا بالدين، ما دمنا نطمع إلى مجتمع المواطنة والديمقراطية والحرية لماذا لا نتصالح معهم؟ أو على الأقل من لم يثبت تورطه في عنف لابد من المصالحة والحوار هكذا نسمع من مفكرينا؟

- شريف الشوباشي: في النهاية هؤلاء مهما كانت مواقفهم فهم مواطنون لن تنفيهم مهما كان عددهم، لكن مشكلة الإخوان المسلمين ونحن الآن نتحدث عن الديمقراطية أنهم من حيث المبدأ ضد الديمقراطية، فإذا كان هو مقتنع بأنه سيأتي في السلطة ليحكم بشرع الله وأنه يطبق شريعة الله على الأرض، فكيف أترك مكاني لشخص لن يطبق شريعة الله على الأرض، فدونها الرقاب إما أن يموت أو أموت إذن فهم أساسا ضد الديمقراطية.
مداخلة د.أحمد: هناك استحقاقات على الطرفين، الطرف الإخواني لأنه يحتاج إلى أن يغير من أفكاره، فكرة أنه صاحب الفضيلة وأنه أفضل مني وأنه يتكلم باسم الله وأنت تتكلم باسم الشيطان لابد أن تتغير، وفكرة الخلافة والبحث عن مجهول في عالم الدولة الوطنية فهي النظرة الواحدة.. لا يوجد ما هو أكبر من الدولة الوطنية غير التكتلات الاقتصادية ولابد أن يغير من فكرة التنشئة لأعضائه الذين يعلمهم الطاعة والولاء، فكيف يتسنى لي عمل ديمقراطية في ضوء فكرة الطاعة، وعلى الجانب الآخر أو على التيار الرئيس في مصر نحن علينا استحقاقات أيضا ألا ننظر إليهم نظرة واحدة فالإخواني العادي الذي لم يمسك سلاحا ولم يفعل شيئا لا بد أن أتسامح معه وأدمجه في الحياة ويبذل معي قصارى جهده.. أما القادة المحليون، فلنتسامح معهم إذا لم يكونوا خالفوا القانون، ودرجة التسامح تختلف باختلاف الفئات الاجتماعية الخاصة بهم بمعنى أن أصنفهم إلى أنماط وأتعامل مع كل نمط منهم بطريقة معينة ،والمهم أن التسامح يلم شمل الجميع لأننا لا نأمل في مجتمع منقسم وأكرر في النهاية: على الإخوان استحقاقات ولابد أن يغيروا فكرهم.

• «الكويتية»: هل المواطن العربي عنده استعداد للتنازل عن أفكاره بسهولة، وكم النسبة في الوطن العربي؟ أم أن المواطن العربي ضحية بين نظام بوليسي وثورة قاضية فهذا يقتله وذلك يقتله، هذا يسحله وذلك يسحله؟!

د. أحمد زايد: المواطن العربي الذي رأيناه أمس في الاستفتاء الدستوري بمصر لا مطحون ولا غيره، إنما رأيناه يرقص ويغني وتملأه الفرحة، والملاحظ هذه المرة أن من خرج للاستفتاء هم الفئات الشعبية من أحياء شعبية، لم تخرج من قبل في الثورة ونسميهم في مصر «حزب الكنبة» ومن خرج من قبل في الثورة كان شبابا مثقفا، فأنا لا أرى أنهم مطحونون بالمعنى المتداول، إلا أن المجتمع كله مطحون والعالم كله مطحون وكل شخص منا داخله نسبة من الضغط والطحن نسبياً وليس ماديا.

المعرفة هي الحل

• «الكويتية»: د. الفقيه استمعت إلى كل ما دار فهل صحيح المعرفة هي الحل والفكر والحوار هو الحل؟

-د. الصادق الفقيه: المعرفة والفكر والحوار من المؤكد أنها المدخل الطبيعي لأي حلول ولا أريد أن أجرد الأمر، وأقول إن مجرد المعرفة هي الحل مجرد الفكر هو الحل إنما هي مداخل أساسية حقيقية منطقية للحلول من يلتزم بقيم الحوار ومن يلتزم بأساسيات المعرفة وأين هي قاعدة المعرفة التي يتكئ عليها الجميع ويستفيد منها الجميع أين هو الفكر؟ هناك أشياء كثيرة جدا تعتمد على الاستقرار حتى الثقافة التي تحدثنا عنها هي واحدة من أكثر الأخطار المزعجة الآن ، التي تتعرض له الحواضر العربية الراسخة والقديمة من تدمير لا تستطيع أن تتحدث عن ثقافة وفكر وقيمة حوار إلا في نظام حضري نظام ديني لأن المدينة هي التي تنتج الثقافة هي التي تنتج التنوع هي التي تنتج الفكر وتنتج قيم الحوار.. فلا تتوقع أن يتحاور الناس في البادية وهم على شاكلة واحدة لا تتوقع أن يتحاور الناس وهم في مجتمع ريفي زراعي وهم على شاكلة واحدة! الحوار هو وضع حضري وضعي مديني والحواضر العربية الأساسية الآن تدمر بالكامل بغداد لم تعد فاعلة في الفكر والثقافة العربية كذا دمشق، لم تعد فاعلة هذه الحواضر العربية المنتجة للفكر والحوار ولقيم الثقافة لم تعد فاعلة، بل خرجت تماما، سارت تماما عكس قيمة الحوار والثقافة وإنتاج المعرفة فلابد من حالة أساسية مبدئية تبنى منها هذه القيم الإيجابية التي تعين على كل الحلول لا حل لمشكلة بلا فكر لا حل لمشكلة بلا معرفة بلا حوار لأن قضايانا قضايا حوار قضايا تعايش قضايا وجود مشترك وأنا لا أتفق تماما مع ما ذهب إليه الدكتور أحمد أن في الحوار نطالب الآخر بأن يغير أفكاره نحاور الأفكار.

• «الكويتية»: هل نقبله على أفكاره ؟

- د. الصادق الفقيه: ليس مطلوبا منك أن تقبل لكن أن تسمح بأن تكون أيضا مختلفا عنه، فهل يطالبك بالتغيير؟ لا.. الحق ينبغي أن يكون متساويا حتى نؤسس لقيمة الحوار المشترك فالحوار مبني على التناقض والمعرفة تنبني من خلال هذا التناقض، والتراكم يخرج من خلال هذا التناقض. ينبغي أن نحترم رؤية الآخر تماما ونحن لا نتحاور مع الذين نتفق معهم بل نتحاور مع الذين نختلف معهم، هنالك مشكلة مشروعيات هذا ما يمكن أن نخلص إليه الآن بالإضافة إلى أنه إذا توافرت المعرفة وتوافرت قيمة الحوار وكل القيم الإيجابية الأخرى أن الفكر يدعونا لأن نحترم قيم المشروعيات الأخرى في فترة الاضطراب والقلق الثوري والحراك، وأن نتفق مع الأخ أحمد أن هذا الحراك ليس عربيا فقط، سمعنا بوول استريت وقمعت بمظاهرات بريطانيا وقمعت بقوة والأحياء الفقيرة في تركيا ومناطق كثيرة جدا فهو جلوبال بكل ما تعنيه هذه الكلمة من تفاصيل داخلها. وهو حراك عالمي يولد كثيرا جدا من المطالب المتناقضة، ويخلق أيضا كثيرا جدا من المشروعيات المتناقضة مشروعية الانتخاب أو الآليات الديمقراطية الأمنية التي تستقر بها الأوضاع لا يتفق عليها الديمقراطيون نعم هناك آلية انتخابية لا تحقق المشروعية الثورية، أما الثوريون فلا يوافقون في المحصلة النهائية على نتيجة المشروعية الانتخابية، أما المواطن العادي الذي ذهب أمس وأمس الأول للتصويت في القاهرة تعنيه مشروعية مختلفة تماما، وهي مشروعية الإنجاز لكي يعيش ويستقر ومشروعية الإنجاز لا تحققها لا المشروعية الثورية ولا الانتخابية فهذا الصراع سيظل فترة محتدما إلى فترة طويلة تأتي والفكر لا يتعلق بالنتائج والفكر لا يصنع الحدث في هذا الواقع المضطرب.

الأعلام مسؤول

• «الكويتية»: كل المحاور تصب عند الإعلام يا أستاذ جمال ؟

- جمال خاشقجي: أنا عجبني سؤالك الأول، العالم العربي يعيش صراعا بين الإسلام السياسي والليبرالية الديمقراطية.. نعم، يعيش العالم العربي صراعا بين الإسلام السياسي والليبرالية ولكن من دون ديمقراطية، فالليبرالية سقطت في امتحان الديمقراطية وفي امتحان الربيع العربي وسقطتها هذه تحتاج إلى عدة سنوات لكي تتجاوزها ومن المفارقات أننا كنا نتناقش في مؤتمرات حول هل يستطيع الإسلام السياسي أن يتبنى قيم الديمقراطية والانتخابات وتُنشر كتب وتجادل، فإذا بالإسلام السياسي يصبح هو المدافع والمنافح عن صندوق الانتخاب والليبراليون يتخلون عن صندوق الانتخاب وهذه معضلة من المعضلات التي تواجه الليبراليين ويحتاجون إلى أن يخرجوا منها، أما بالنسبة لسؤالك إلى أين نتجه فأنا متفائل.. نعم تعرض الربيع العربي لانتكاسة وانتكاسة هائلة ومؤلمة لكن الحراك بدأ ومستمر لأن شيئا ما مهم جدا حاول أن يوقف مسار الربيع العربي، أن يلغيه، ولم يستطع وهو صندوق الاقتراع، صحيح سيأتي من يحاول أن يعبث به وبنتائجه، ولكن، في النهاية، الضغوط سوف تستمر لضمان روح هذا الصندوق، فهذا الصندوق له روح وله فلسفة.. الجميع مارس انتخابات عبد الناصر.. مارس انتخابات صدام.. انتخابات بلا روح انتخابات لكن الشاب الذي خرج في 2011 يعلم ما هي روح الانتخابات ويعلم ما هو الانتخاب النظيف والانتخاب المزور حتى لو الإعلام رسم أجمل الصور حول هذه الانتخابات، فالمواطن بالسليقة يعرف أن هذه الانتخابات نزيهة لكنه مستعد أن يكون براغماتيا هذه المرة. وبالتالي الاتجاه سيمضي نحو حقوق المواطنين العرب ونحو حقوق الشعوب العربية وأنا متفائل. كنت أعتقد بأن العرب سيستفيدون من تجارب الآخرين والبعض كتب أن الثورة الفرنسية استمرت مئة عام واستنكروا ذلك وقالوا إننا في العام 2011 وسنتعلم من أخطاء الثورة الفرنسية.

• «الكويتية»: لكنك لم تتكلم عن حيادية الإعلام يا أستاذ جمال الإعلام العربي غير محايد؟

- جمال خاشقجي: نعم الإعلام العربي غير محايد ولا يزال السياسي يراه أحد الأسلحة يستخدم الإعلام كما يستخدم الدبابة ليفرض هيمنته وقوته، ولكن إحدى نتائج الربيع العربي وشروطه واستحقاقاته هو الإعلام المحايد الحر المستقل، الذي لم يتحقق حتى اليوم لكنه سيتحقق.

• «الكويتية»: هل هناك رؤية تقدمها من خلال العرب؟

-جمال خاشقجي: أحاول في العرب أن أكون قريبا من هذه الفكرة، أن أكون موضوعيا بقدر الإمكان، لكن تحتاج إلى بيئة كاملة حولك.

• «الكويتية»: على الأقل تبدأ ونحن وراءك.

جمال خاشقجي: إن شاء الله.

لا يمكن إعادة الناس إلى القمقم !
اتفق المشاركون في الندوة على أن هناك ثلاثة أركان رئيسة لا يمكن العودة بهم إلى الماضي، أولا: الناس دخلت لعالم السياسة ولا يمكن إعادتهم إلى القمقم، والناس أصبحت تقرر في الشوارع وفي المؤسسات في صندوق الاقتراع.
ثانيا: الناس بدأت تتلمس حريتها ولا يمكن عودة نظام الاستبداد أو النظام الشمولي مهما جرت من محاولات، لا يمكن إعادة الماضي، فالماضي أصبح ماضيا والخلاف الآن على الحاضر والمستقبل.
ثالثا: جرى انبعاث لهويات فرعية وهذا الأمر ينبغي أن ندركه جيدا هذه الهويات الفرعية كانت مكبوتة ومضطهدة ومغيبة، بها جانب إيجابي وآخر سلبي أيضا الجانب السلبي يهدد وحدة البلدان، وفي الجانب الإيجابي لابد من الاعتراف بالحقوق والحريات على نحو واسع بحيث نأخذ هذه الهويات الفرعية بنظر الاعتبار في إطار الهوية المشتركة.

جريدة الكويتية، 26/1/2014



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاعنف بين الوسيلة والغاية!
- المثقف وأسئلة التغيير : الحرية، الوعي، والحقوق


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - الواقع العربي الجديد.. أين نحن الآن وإلى أين نسير؟