روبرت فورد وبعض القيادات الكوردية غير مرغوبين بهم في الشارع الكوردي

آزاد جاويش

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 13:54
المحور: القضية الكردية
    

روبرت فورد وبعض القيادات الكوردية غير مرغوبين بهم في الشارع الكوردي
السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد غير مرغوب به لدى بعض الدول العربية والأسباب تعود الى أن السيد فورد لعب دوراً سلبياً ضمن المعارضة السورية المسلحة منذ اندلاع الثورة السورية قبل ما يقارب الثلاث سنوات, حيث كان فورد تارة مرغوب به لدى بعض الجماعات المسلحة الاسلامية المتطرفة وتارة لدى الكتائب المسلحة المعتدلة في سوريا, هذا من الطرف العسكري أما من الناحية السياسة لعب أيضاً دوراً سلبياً في شق شرخ المعارضة السورية ما بين الائتلاف المعارضة وهيئة التنسيق الوطنية التي تضم بعض الأحزاب الكوردية ولعب دوراً أكثر سلبية عندما عارض حضور وفد الهيئة الكوردية العليا وعدم موافقته مع بعض الدول الاقليمية وخاصة تركيا منها تبني التطرق الى القضية الكوردية وادراجها ضمن جدول أعمال مؤتمر جنيف2 خشية منه أن يزعج العديد من الدول الاقليمية منها تركيا وقطر والسعودية وقالها علناً أنه ليس مستعداً أن يزعج الملايين من العرب والأتراك من أجل كورد سوريا.
السيد فورد لعب أيضاً دوراً سلبياً للغاية عند محاولته اقناع بعض من أحزاب المجلس الوطني الكوردي الانضمام تحت راية الائتلاف المعارضة السورية كتكميلة عدد وتنويع الائتلاف المعارضة الهشة من حيث الأديان والأقليات والمكونات السورية لتقوية موقفها وصورتها في مفاوضات جنيف2 ورغم عدم ادراج القضية الكوردية ضمن جدول أعمال المؤتمر من طرف المعارضة السورية, وعدم قبول الائتلاف لشروط الطرف الكوردي الا بالمقاعد التي وعدوهم بها مع اقصاء الشروط الأخرى مثالاً "الفيدرالية للشعب الكوردي" وهذا ما شاهدناه على المواقع الالكترونية وتسريبات واعترافات الشخصيات الكوردية المشاركة ضمن وفد الائتلاف وهنا لا أريد أن أتطرق الى المزيد من شروط انضمام بعض أحزاب المجلس الوطني الكوردي ضمن صفوف الائتلاف التي لم تلبى ومنها أيضاً الغاء كلمة العربية ضمن جملة "الجمهورية العربية السورية".
وحسب وكالات عالمية وبعض المصادر الأمريكية قد توقعت أن ينتقل فورد الى مصر للعمل كسفير أمريكي هناك، إلا أن الحكومة المصرية اعترضت على هذه الفكرة بشدة، باعتبار أن فورد لعب دورا في إثارة الاضطرابات التي تحولت الى حرب تجتاح سورية منذ 3 سنوات, وقال مسؤول سابق بوزارة الخارجية المصرية طلب عدم الكشف عن اسمه إنه فهم أن الحكومة المصرية أوضحت عدم رغبتها بقدوم فورد إلى القاهرة ليعمل سفيرا للولايات المتحدة. وأردف المسؤول السابق قائلا "ما فهمته من الجانب المصري هو أنهم أحسوا أنه ساعد على إذكاء الاضطرابات في سورية بمساندته المتمردين وأنه يحظى بالقبول لدى الإسلاميين".
لعبت بعض الشخصيات الكوردية بمساعدة فورد وبعض الدول الاقليمية كتركيا باقصاء دور أكبر الأحزاب الكوردية ضمن سوريا وهي حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لعب دوراً مهماً وأساسياً بانشاء وحدات حماية الشعب الكوردية التي تبنتها الهيئة الكوردية العليا لاحقاً كقوة أساسية ووحيدة لحماية غرب كوردستان ووحدات حماية الشعب قامت من طرفها بوظيفتها على أكمل وجه في حماية المناطق الكوردية من الظلاميين والتكفيريين وحققت انتصارات كبيرة على الأرض بعد طرد الارهابيين من المناطق الكوردية وقدموا حتى الآن أكثر من 500 شهيداً دفاعاً عن مكتسبات الشعب الكوردي في غربي كوردستان, وكما لعب حزب الاتحاد الديمقراطي الدور الأساسي باعلان الادارة الذاتية الديمقراطية في المناطق الكوردية تزامناً مع انطلاق المفاوضات بين الطرفيين النظامي والمعارض ضمن مؤتمر جنيف2 وأخيراً أدركا جيداً السيد فورد والائتلاف المعارضة السورية نقطة ضعف الطرف الكوردي المفاوض ضمن صفوف الائتلاف باعطائهم نسبة المقاعد التي طالبوا بها من ضمن شروط الانضمام لأن تلك المقاعد تكفي الطرف الكوردي للانضمام والرضوخ لجميع أوامر وشروط جدول أعمال مؤتمر جنيف2 من طرف المعارضة السورية دون التطرق الى القضية الكوردية لأن أهم أهداف الطرف الكوردي المفاوض هي المقاعد والجلوس الى جانب وزراء خارجية الدول العالمية والتقاط الصور التذكارية وبث تصريحاتهم على الفضائيات العالمية والشهرة مقابل التنازل عن القضية الكوردية وكما نجحت بعض الشخصيات الشوفينية والعنصرية من البعثيين الجدد ضمن صفوف الائتلاف بالضغط على بعض القيادات الكوردية بادلاء تصريحات واصدار بيانات مضمونها الجوهري التهجم فيها على مكتسبات الشعب الكوردي في غربي كوردستان.
آزاد جاويش

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل