أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي قيدارة - خروج الاسلاميين من الحكم في تونس: مكره أخاك لا بطل














المزيد.....

خروج الاسلاميين من الحكم في تونس: مكره أخاك لا بطل


علي قيدارة

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 08:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



بعد استبعاد الاسلاميين من الحكم في تونس بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة تصريحات بعض رموز حركة النهضة هنا و هناك في محاولة بائسة لاقناع فئة من الشعب الذي مازال يصدق أكاذيبهم أن سبب تخليهم عن الحكم كان عن طواعية من أجل الحفاظ على مصلحة الوطن و استقراره. كذلك فهم يحاولون أيضا اقناع الجميع بأن حكومتهم قامت بالواجب من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي و سدّ الطريق أمام رجوع الديكتاتورية. ولو كان مايقولون حقّاً لما احتاجوا لكل هذه الدعاية عبر وسائل اعلام متعددة.
وفي الواقع فإن حركة النهضة و أخواتها في الترويكا أغرقوا البلاد في المزيد من الصعوبات و المشاكل الأمنية و الاقتصادية و السياسية بالرغم من تعاقب حكومتان من صلب النهضة، باءتا بالفشل الذريع على كل الأصعدة. و كاد أن يؤدي هذا الوضع الى انتفاضة جديدة لطرد الاسلاميين من الحكم مثل ما حصل لبن علي.
وبدون الرجوع الى ملفات سوداء سبق ذكرها في العديد من المناسبات مثل الاغتيالات السياسية و التستر على الارهابيين و تشجيع العنف و التكفير، ممّا جعل الضغوطات تتكاثر على الترويكا الحاكمة، فإن الحقيقة تثبت أيضاً عكس مايحاول رموز النهضة و الترويكا اقناعنا به. فحقيقة الأمر أن النهضة أوصلت البلاد الى حالة من العجز المالي وضع تونس على قاب قوسين من الافلاس وفي وضع يجعل الجهات المموّلة تهدّد بقطع أي مساعدة أو اسناد أي قروض لحكومة الترويكا، نظراً لحالة التسيّب واستغلال المال العامّ لصالح النهضة و كل من يخدم مصالها. فعلى سبيل الذكر و ليس الحصر، فقد قامت النهضة بمئات التعيينات، و ربّما الآلاف، حسب الولاء الحزبي و العقائدي، في مختلف الادارات العمومية في الوقت الذي لاتملك فيه الدولة الامكانيات لاستيعاب هذا العبء المتراكم. أمّا القروض المتعاقدة مع أطراف خارجية فهي لاتخدم في الواقع الاّ مصالح النهضة و المؤسسات المانحة و التي نجحت بفضل النهضة في رهن مستقبل البلد للسنوات المقبلة. فعن أيّ مصلحة وطنية يتكلّمون؟
أمّا سياسيّاً فبعد أن قامت النهضة بكل المحاولات ساعية لارساء نظام شمولي يعتمد على استغلالها للدّين و الهويّة للتّلاعب بمشاعر بعض المواطنين، فإن محاولاتها باءت بالفشل لأن المعارضة التّقدمية و المجتمع المدني و اتحاد الشغل وقفوا حجرة عثر في طريق عودة نظام ديكتاتوري جديد ولم يتركوا أي مجال للنهضة للسيطرة على الحكم.
أخيراً، فحتّى فئات الشعب التي كانت متعاطفة مع الاسلاميين أصبحت مؤخّراً تهدّد بانتفاضة جديدة لطرد النهضة من الحكم، بل و بدات أيضاً في التحرّك لهذا الغرض في بعض الجهات وهذا ماجعل النهضة تراجع حساباتها و تتخلّى عن الحكم قبل فوات الأوان، أي بعبارة أخرى، لم يبقى للنهضة أي خيار سوى الخروج من مأزقها عبر التّخلّي عن الحكم، تاركة البلد في وضع أسوأ ممّا كان عليه عندما استولت الترويكا على الحكم.
و بالرغم من خروجها من الحكم من الباب الصغير، فإن النهضة بدأت تبذل كل مساعيها لتستغل هذا الخروج للعب دور الضحيّة من جديد و إعادة ترتيب صفوفها و التجهيز لاستغلال الانتخابات المقبلة، معوّلة من جهة على نسيان الشعب لكل تجاوزاتها و جرائمها و على تغلغلها في المناطق المحرومة ولدى الفئات المعوزة ، وهو ممّا سيمكنها من مواصلة شراء الذمم و تخدير الأشخاص، وعلى من قامت بتعيينهم في مختلف المؤسّسات من جهة أخرى لتمكينها من التلاعب بالانتخابات أو حتّى تزويرها بطريقة أو بأخرى إن أمكن لها هذا، الّا إذا تمّت إعادة النظر في هذه التعيينات الحزبية و الغائها قبل فوات الأوان و ارساء نظام انتخابي شفّاف وتحت اشراف أطراف عديدة و مختلفة للتأكّد من مصداقيته.
و للحديث بقية.



#علي_قيدارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس من الهويَة الى الهاوية ؟


المزيد.....




- خامنئي يقيم المفاوضات النووية مع أمريكا.. ماذا قال عن وقف تخ ...
- هروب مترجم الوفد الأوكراني في مفاوضات اسطنبول
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الشاباك أحبط محاولة إيرانية لاستهداف ...
- إسبانيا تفكك شبكة إجرامية هرّبت 41 ألف طن من البلاستيك غير ا ...
- المبادرة المصرية تشارك في المؤتمر الإقليمي حول حرية الدين وا ...
- استعان بشات جي بي تي لتنفيذ خطته.. فتى يطعن 3 طالبات في مدرس ...
- اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في أم درمان ...
- ألمانيا: ارتفاع عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية بنسبة 40 با ...
- -ناشينال إنتريست-: دعم -الناتو- قيد قدرات أوكرانيا العسكرية ...
- زاخاروفا: روسيا تشعر بخيبة أمل من قرار تكثيف عمليات إسرائيل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي قيدارة - خروج الاسلاميين من الحكم في تونس: مكره أخاك لا بطل