أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يونس حسني - إسلامكم أم إسلامنا














المزيد.....

إسلامكم أم إسلامنا


يونس حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 18:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إسلامكم أم إسلامنا

لا زلت أطرح السؤال تلو الآخر على نفسي و أحاول الإجابةُ, و أطرحه على أناس آخرين, في أغلب الأحيان متدينين أو يتظاهرون بذلك, فأجد تناقضا كبيرا في وجهات النظر. ترى هل ألوم نفسي على مواقفي (الشاذة) أم أدافع عنها. لماذا كل المتدينين لهم نفس المواقف المناقضة لي تماما, رغم أننا نحمل نفس الشعارات تقريبا, من حريات و حقوق الإنسان و غيرها. هل التدين يعمي العقول أم أن الكفر ملة واحدة و كل من ابتعد شبرا عن النصوص الصفراء التي يقدسونها يعتبر كافرا.
من المفترض أيضا أن يكون فكري مزعزع أو منطقي منحاز لكني لا أجد صعوبة في فهم الرياضيات أو الفيزياء أو ما شابه ذلك من علوم مرتبطة بالمنطق السليم بل أجد الصعوبة كلها في الدين السائد في بلادنا.
أخذت أراجع نفسي, و دخلت في دوامة يعتقد أنْ لا فرار منها, قرأت القُرآن عدة مرات فوجدتني أفهمه على عكس المعنى المتعارف, على سبيل المثال لا الحصر فكرة الحجاب أو تغطية الشعر لم أجد لها أثرا والكل يستند لآيات لا علاقة لها بالحجاب, فلا أفهم كيف يربطون هذا بذاك. أخذت أدرس تاريخنا و أحاول أن أفهم كيف, و نحن من أسس علوما و مناهج بأكملها, لا نطبق ما جئنا به في فهم ديننا. أضرب المثال ثانية , الجبر و هو فلسفة الأرقام وضع أسسه الخوارزمي, هذا الأخير هو من وضع ما يسمى اليوم بالخوارزمية و هي أساس ما عرف اليوم بالمعلوميات. البصريات, علم أسسه ابن الهيثم حيث لم يكن له وجود من قبل. الكيمياء و مؤِسسها جابر بن حيان و اللائحة جد طويلة.
لحسن الحظ أن هؤلاء الناس كتبوا في ميادين أخرى غير مجال تخصصهم. قرأت أن أبا بكر الرازي, صاحب كتاب "الحاوي في الطب" له آراء انتقاديةً للدين عموما إلا أن ابن سينا انتقده, لكن الاثنين كُفّرا من طرف رجال الدين لاسيما أبا حمد الغزالي. قرأت أيضا أن ابن رشد هو أول من فهم الفهم الصحيح لأرسطو, بيد أنه, و بالنسبة لرجال الدين لم يرتقِ ليفهم الدين رغم أنه حافظ لكتاب الله. اكتشفت صدفة أن هناك طبقة على مر التاريخ يفهمون لوحدهم الدين و يكفرون كل من خالفهم, و استنتجت أن فلسفة الأديان ليس لها علاقة بالمنطق الذي يدرس لنا, ولا بالعلوم التي طورها أسلافنا.
شككت طوال الوقت في استنتاجي هذا, حتى قرأت "تهافت الفلاسفة" لأبي حامد الغزالي الذي يكفر فيه العلوم بشتى أنواعها و يصفها بالشيطانيات ؟؟؟ كيف ذلك ؟؟؟؟
هل من المعقول أن هناك فكرا سليما يصف العلوم بأبشع الألفاظ ؟ جاب فكري أن أبحث في مدارسنا التي يُفترض أن هؤلاء العلماء تلقنوا فيها فكرهم. توجهت لأبحث عن القرويين, أول جامعة في العالم, فوجدت أنها تدرس العلوم بشتى أنواعها, من فلسفة و طب و فيزياء و فلك و رياضيات ... إلا أن هذا كان منذ ألف سنة, أما اليوم فهي تدرس أصول الدين و الفقه و نحو ذلك من العلوم (الدغمائية), كل هذا بسبب ما كتبه الغزالي و غيره في سب العقل الإنساني و الدعوة المُلحة منهم لوأده, ثم انجراف العامة وراءهم لأن سلاحهم كان "التكفير", و لأنهم يستعملون "قٌال الله, قال الرسول" دون أية ضوابط.
قرأت أيضا أن ما نتشدق به من حضارة عربية إسلامية قد دامت حوالي ثلاثة قرون بين القرن التاسع و القرن الحادي عشر, تميزت من خلالها بإشعاع بغداد و قرطبة الحضاري, كما تميز بتضارب للأفكار و بروز عدة مذاهب, منها ما تم تكفيره و منها ما لا يزال ليومنا هذا يتعايش جيدا مع الركود الفكري الذي نعيشه. وجدت أن أوج الفكر و الرقي و الحضارة عاصر زمنا كان فيه الحاكم في نظر متديني اليوم كافرا. من أشهرهم الخليفة المأمون العباسي الذي كان معتزلي المذهب. فلماذا يعتبر كافرا و منهجه أوصل المسلمين إلى أعلى درجات الرقي و التقدم في العالم. كيف يعتبر المعتزلة كفارا و قد قدسوا العقل بعد الله و جعلوه في أعلى مراتب القرار. هذا يدل على أن من يكفرهم يرفض العقل و المنطق, من تم ظهر من يكفر العلوم و يتطاول على أسمى ما منحنا الله.
و كانت ثمانية قرون كافية حتى ننسى أننا في يوم من الأيام كنا نفكر بالمنطق و أننا من أسس علوما و طورها, و صار الدين الذي يحكمنا هو دين الأقلية في زمن الرقي, دين مستورد من "أوربا الجمود الفكري", أما أوربا فدانت بدين ابن رشد و تبنت فكر الخوارزمي و ابن الهيثم...
فأين نحن من هذا ؟؟؟







#يونس_حسني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند
- الكنيسة السويدية ترحب بإنتخاب البابا الجديد
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- البابا ليون الرابع عشر يترأس أول قداس له في الفاتيكان


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يونس حسني - إسلامكم أم إسلامنا