أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سناء طباني - حواء .... بين الادب والسياسة















المزيد.....

حواء .... بين الادب والسياسة


سناء طباني

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 10:51
المحور: مقابلات و حوارات
    


حواء .....بين الادب والسياسة

حوار مع الكاتبة خالدة خليل

جميلة هي تلك الملتقيات والمهرجانات الادبية والثقافية التي تحتضن الادباء والمبدعين وان كانت لتكريم احدهم فبالتأكيد يكون لها وقع اجمل واحد ابرز تلك الملتقيات الثقافية هو حفل تكريم الاستاذ والكاتب زهير كاظم عبود من قبل المديرية العامة لشؤون الايزيدية بتاريخ 16-11-2013 ومع روعة حضور الضيف إلا ان ألقا اخر طغى على الجمع بجمال شخصه وعذوبة كلماته وحضوره الادبي ليضفى مزيدا من البهجة على حفل التكريم وكانت هي الاديبة خالدة خليل التي لم تخفي جذورها الكردية بروعة زيها الكردي، ولا اصالتها العراقية بإتقان لغتها العربية، ولا هموم ابناء جلدتها برثائها ضحايا فاجعة سنجار. هي احد الاسماء البارزة على الساحة الادبية العراقية تكتب الشعر ،القصة والرواية فضلا عن النقد كونه تخصصها الاكاديمي ،ولها في هذا الجنس الادبي كتاب بعنوان (تفكيك النص –مقاربات دلالية في نصوص منتخبة )ولها رواية (اشرعة الهراء)وفي الشعر (شرنقة الحمى)،.لها مشاركات عدة في المهرجانات الدولية كان اخرها مهرجان المتنبي الشعري العالمي في مدينة زيورخ كبرى المقاطعات السويسرية ويعد المهرجان من اهم فعاليات حوار الحضارات التي اقيمت في الغرب وفي باريس ولندن وكذلك في العديد من الدول العربية.
حصدت العديد من الجوائز العراقية والدولية منها: جائزة العنقاء الدولية الرحالة عن منجزها الابداعي عام 2011، كما حصلت على جائزة الابداع الدولية في لبنان بعد ان تنافست عليها 47 دولة من مختلف دول العالم عام 2008 وحصلت كذلك على جائزة نازك الملائكة الشعرية من وزارة الثقافة العراقية للعام 2010. وجائزة النقد الادبي عن وزارة الثقافة العراقية في 2013.
تحضر حاليا اطروحة الدكتوراه في فلسفة الادب والنقد الحديث وعنوان اطروحتها هو (المفارقة في قصيدة النثر _سركون بولص نموذجا ) بالإضافة لعملها السياسي كونها مستشارة للبرلمان في اقليم كردستان.

_كان لي وقفة مع الاديبة خالدة خليل للتحاور في مواضيع عدة ليكون سؤالي الاول بين الادب والسياسة والأسرة اين هي خالدة خليل الانسانة ؟لتجيب

الادب خيال والسياسة واقع بالمعنى العام والأسرة واقع ايضا ولكن بالمعنى الخاص . انا مقسمة بين كل ذلك ولكنني احاول ان اكون عادلة في الوقت إلا ان العدل شيء نسبي ومن هنا أجد من الصعب القول بأنني عادلة تماما في هذه الجوانب.

_ربما تتنوع الكتابة لدى الاديب ولكن أي نوع ادبي تنساب كلماتك تلقائيا؟

الكتابة عندي ليست مرتبطة بنوع ادبي معين لان اللحظة هي التي تتحكم انذاك فعندما اريد التصريح الجأ الى القصة اي الكتابة السردية لأنها تمنحني فضاء اوسع للتعبير وبشكل اكثر صراحة وعفوية بينما أعتمد التلميح في الشعر للوصول إلى درجة من الرمزية أعلى، وهو ما ألجأ اليه حين ابحث عن ترميز ما ليس لي رغبة في الافصاح عنه.


الغربة برد والوطن دفء اي التجربتين منحتك ثمارا انضج ؟_

لكل من التجربتين مذاق خاص فالوطن هو الوطن ولاشئ بديل عنه انه الام التي تربطنا بها مشاعر الرحم الولادة والانتماء للأرض وقد منحني الوطن الكثير وما يزال.
اما الغربة فقد منحتني الكثير ايضا ولكنها افقدتني اشياء اخرى، منحتني تجربة الغربة الاطلاع على ثقافات الشعوب والاختلاط بالناس على مختلف مشاربهم وألوانهم ومنحتني المعنى الحقيقي لابتعاد المرء عن الوطن، مضطرا في عمر ما لظروف معينةـ ومع ان تجربة الغربة كانت قاسية جدا بالنسبة لي إلا انها منحتني في الاقل قدرا من الصبر والجلد والمطاولة وهذه مكنتني من التريث في الكتابة والتأني في التفكير واعتماد الواقعية في الحياة .

_لها في السياسة ايضا شأن ولكن هل تبعد السياسة الاديب عن حياديته؟ لتجيب


لا اظن ذلك لان الادب ينبع من الواقع وهو المعادل الموضوعي لدى كل كاتب، اقصد بذلك الادب لان ما لا يمكن تحقيقه في الواقع يمكن ان تتخيله ادبا. الحيادية امر صعب التحقيق، فالأدب والسياسة لا ينفصلان عن الحياة، وبهما يكون للحياة معنى أعمق وفهم أوسع للعالم.


_كانت ولا تزال الاقليات في العراق تتعرض للعنف الطائفي ما تعليقك على العنف الممارس ضد ابناء جلدتك من الديانة الايزيدية؟


اظن ان هذا السؤال لو سألتيه لأي شخص على وجه الارض يؤمن بحكمة الله في التنوع فانه سيدين ماتتعرض له الاقليات في العراق من عنف طائفي لايرمي سوى الى قتل التنوع الذي اراده الله للبشرية ، وهذه الادانة أطلقها أيضا على كل من يتعرض للقتل حتى من الأغلبية والأكثرية فالإنسان إنسان بمعنى أنه قيمة عليا وهي تتناقض كليا مع الارادات الهابطة التي تؤسس وتنشر ثقافة الموت المجاني.

_ ابتعادك نوعا ما عن الساحة الثقافية الايزيدية هل سببه رفضك للطائفية ام كون كتاباتك نخبوية؟

ماذا يعني الابتعاد عن الساحة او الاقتراب منها ؟ هل تقصدين ان من يكتب في المواقع الخاصة بالشأن الايزيدي هو اقتراب من الطائفة وبغير ذلك فهو ابتعاد ؟ انا كاتبة محترفة ولست كاتبة ناشئة لاتعلق بموقع مؤدلج دون غيره. وانا بعيدة جدا عن النشر الانترنيتي الا قليلا وبعد ان ينشر في الصحف الورقية هذا اولا . ثانيا انا اكتب للنخبة وهذا صحيح لأنني لا أكتب كي اكسب قراء، فأنا صاحبة قضية اريد ايصالها ؟ الكتابة قضية وهي ممارسة للحرية واكتشاف ذات.

_هل النقد حكرا على الرجل ام ان المرأة يمكنها ايضا ان تحقق نجاحا فيه ان امتلكت المقدرة على ذلك؟

انت اجبت على نصف السؤال حين قلت بأن تحقق نجاحا اذا امتلكت المقدرة .. نعم النقد كتابة، والكتابة غير مرتبطة بجنس معين اذ لافرق بين رجل وامرأة في مسألة الكتابة بل انني اجد ان الخيال عند المرأة اكثر نشاطا منه عند الرجل وماعليها سوى ان تفعل ادواتها وطاقاتها لتتمرن على الكتابة بطريقة صحيحة. المسألة هنا لاتتعلق بالمرأة وحدها بل بالرجل والمرأة كليهما.

_خالدة خليل كردية اللسان واسم لامع في النقد الادبي بالغة العربية كيف تفسرين ذلك؟

يسعدني ان اكون اسما له بصمته على خارطة الادب وان كنت اعتبر ان الطريق مايزال امامي طويلا جدا لأحقق ما اريده . اما عن اجادتي للغة العربية فلان اللغة طريقة في التفكير وهذه الطريقة متأتية من الاندماج فانا تربيت في مدينة غالبيتها عربية ومن الطبيعي جدا ان اتأثر بها واتأثر بتقاليدها وتراثها فضلا عن ان دراستي التي تخصصت فيها بدراسة اللغة العربية ولاسيما الادب في مرحلة الماجستير والدكتوراه التي انا بصدد إنجازها ، منحتاني الكثير من الحرفة والدربة. ولا يمكن تجاهل دور الطفولة في ذلك وحبي لقراءة الروايات فما زالت عالقة في ذهني بكل تفاصيلها رواية زوربا ورواية الحب في زمن الكوليرا ورواية البؤساء واحدب نوتردام وانا كارنينا والحرب والسلام وترنيمة عيد الميلاد واوقات عصيبة وتاجر البندقية لوليم شكسبير وعاصفة ثلجية وغيرها الكثير. كل هذا كان في المراحل الاولى من عمري لاني كنت مغرمة بالأدب. وكان من الطبيعي ان يؤثر ذلك في طريقة تفكيري ، ناهيك عن دواوين الشعر التي مازلت احفظ الكثير منها ابتداء بالمعلقات وحتى نتاج عصرنا الحالي، كل ذلك أسهم في خلق وتكوين ثقافة تنتمي الى هذه اللغة او تلك .

_متى تشعر خالدة خليل بحاجتها للكتابة ؟

حاجتي للكتابة تظهر في كثير من الاحيان فالكتابة عندي اندماج ذات بعوالم الحرف، هي عالم مثمر يولد من مخاض التجارب العسيرة. هي ذاكرة / وعي، حلم / يقظة. هي طوق نجاة في الخيال المتلاطم في دواخلنا أبدا وهي مشرط ماسي يفقأ دمّل المحن فيعيد لي هيبتي. من اجل ذلك كله اكتب وسأواصل لأنها طريقة في التنفس ومتى ما قطع عني هواء الكتابة عندها سيكون موتي .


_امرأة جمعت بين والأدب والنقد والسياسية ، ما السر بنجاحك في ذلك؟

المثابرة والعمل بإخلاص دون تفكير بأي مكاسب. أنا ما زلت أتلمس طريقي في ميادين السياسة وربما أحتاج لفترة كي أكون كما وصفتِ ( سياسية ) ، لكن لو أخذنا الفكرة ببساطة التعبير فانا كردية والإنسان الكردي هو سياسي بالفطرة إذ انه نشأ وتربى في ظل أنظمة لم تكن تجيد سوى فن الإقصاء ليس لسبب سوى كون الأكراد مختلفين عنهم في اللغة والتراث والثقافة . الإنسان الكردي لايبحث سوى ان يكون مثل اي إنسان على الأرض له وطن على الخارطة الجغرافية لهذا العالم .


_غياب المرأة عن المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية الديمقراطي والاتحاد والتغيير بينما كان لها حضور مع الحزب الإسلامي ما سبب ذلك وهل يمكن للمرأة ان تتبوأ مناصب وزارية مهمة في الدولة

غياب المرأة عن المفاوضات لايعني إلغاء دورها في الحكومة لان وجود المرأة في البرلمان وبنسبة ثلاثين بالمئة دليل على فاعليتها أما ان تتبوأ المرأة مناصب وزارية في الدولة فهذا من حقها ولكن على شرط الكفاءة اي ان وجود المرأة في منصب وزاري ليس لكونها امرأة فحسب لان الوزارة هي ذراع حكومي حسب الاصطلاح وهي من اجل إدارة قطاع معين والإدارة أمر يتعلق بالكفاءات والذكاء السياسي هذا أولا ثانياً ان تشغل امرأة منصب وزيرة وعلى شرط الكفاءة والمقدرة كما ذكرت لك سيعطي وجهاً حضارياً للحكومة فضلاً عن الاعتداد بدور المرأة مناصفة كونها لاتقل كفاءة عن الرجل .وقد تشكلت حكومة بن كيران في المغرب من ستة حقائب وزارية نسوية إذ طرح كل حزب مرشحة له أسندت إليها الوزارة فيما بعد .نحن نطمح بأن يكون للمرأة دوراً فاعلاً وليس مفعولاً به في الدفع بعجلة التقدم الى أمام .

_ماذا لو سيطرت الاحزاب الاسلامية على السلطة في الاقليم؟

احترام رأي الناس هو من اخلاقيات السياسة وأولوياتها، فحين يطلب الناس حكومة اسلامية ويرون بأنها ستكون في خدمة طموحاتهم حينها يكون الفصل للشعب. ولكن من المهم جدا ان يضمن الدستور حقوق المواطنين جميعا بما فيهم الاقليات وان يكون القضاء مستقلا كما هي الهيئة التشريعية والتنفيذية وان يكون الدستور محميا بما لا يتيح لحدوث خروقات. ومع ان حق تقرير المصير الذي نطالب به له شروطه فإن شعب كردستان في تقديري على وعي كبير بمسؤوليته تجاه هذا المبدأ الهام الذي هو أمله بعد عقود النضال الطويلة وهو ذات الوعي الذي تحمله الاحزاب العاملة على الساحة اليوم، فضلا عن ان الذين يحملون لواء الحزب الديمقراطي الكردستاني وهم كثر يعون أهمية قيام هذا الحزب بتولى القيادة في المرحلة الحالية كما يعون أن المستقبلية له ايضا بسبب ارتباط هذا الحزب بالوجدان الجمعي للناس، وقد تربى الشعب الكردي العريق على مبادئه وتشرب من اخلاقياته كما ان الذين يتولون ادارة الحزب هم على خبرة ودراية كبيرة بأموره وكيفية بث الروح فيه من جديد وعلى الدوام.

_ما سبب التغيير الحاصل في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والدول العربية على وجه الخصوص؟

هناك اسباب عدة ادت الى هذه التغييرات في المنطقة، منها ان الولايات المتحدة قد ظهرت كقطب واحد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فانفردت بالساحة الدولية وهذا الانفراد جعلها بالطبع تدافع عن مصالحها في هذه المنطقة وبعدة طرق سواء اكانت سياسية او عسكرية وهو ما حدث فعلا عند استخدامها للقوى العسكرية في افغانستان والعراق او حل القضايا بطرق اخرى كما الحال مع الملف النووي في ايران وفي دول اخرى. وكانت لها يد في احداث الغليان المتمثل بالثورات في هذه المنطقة هذا من جانب ومن جانب اخر ظهور روسيا والصين ومجموعة دول البريكس مقابل الولايات المتحدة للعودة إلى تعددية أقطاب العالم وانهاء القطبية الواحدة فالتعددية القطبية تشجع على سياسة الحوار العقلاني الهادئ وهو عكس ما تسعى الأحادية اليه من تصدير الازمات إلى دول المنطقة بشكل يأخذ طابع الانقسامات والصراعات الطائفية والمذهبية وتدهور العلاقات .

_هل سيبقى الوطن العربي بخارطته الحالية ام انه سيتغير والى اي مصير سيتجه؟

لكي نفهم الخارطة الحالية علينا ان نعرف الأسباب التي تمخض عنها الوضع الحالي، ولكي نعرف الى أي مصير سيتجه، علينا ان نفهم الحاضر الذي يرسم المستقبل.
بدءا أقول ان هناك أسبابا داخلية وأسبابا خارجية أدت الى هذه الثورات. الأسباب الداخلية تمثلت بالقهر والحرمان من الحريات في ظل دكتاتوريات كانت تحكم بالحديد والنار، إضافة الى تردي الوضع الاقتصادي ومعاناة الشعوب جراءه. كما يمكن ان نضيف الى ذلك انتشار الفضائيات والإنترنت اللذين كانا من نتاج العولمة وبالتالي عمق ذلك إحساس المواطن في الوطن العربي بتأخر بلاده عن الركب الحضاري. فضلا عن الأسباب الخارجية فالوطن العربي عاش وضعا متدهورا من العلاقات سواء على المستوى الداخلي أو الدولي، علاقات مصر والجزائر، الكويت والعراق، مصر والسعودية، مصر والجزائر، السعودية وسوريا، مصر وقطر، قطر والسعودية.. هذا فضلا عن التدخل الإقليمي الإيراني والتركي في الوطن العربي وفشل مبادرات السلام التي طرحتها القوى الفلسطينية مع إسرائيل وتمسك الأخيرة بالمستوطنات، ولا ننسى الوضع الاقتصادي المتردي وتدخل الأيدي الخارجية في التحكم بمصير المنطقة، كذلك فشل الجامعة العربية في إيجاد حل للمشكلات العربية، وبقائها في حالة شبه مشلولة. كل ذلك أدى الى غليان البركان في الجوف وانتظار لحظة الانفجار البركاني، التي تمثلت بحرق البو عزيزي نفسه لتعلن بذلك بداية الثورات العربية من بو زيد التونسية ثم تبعتها دول أخرى ..
هذه الثورات التي دعمها الكثير من المثقفين العرب لم تلب طموحاتهم إذ انها خرجت باجندات أيديولوجية تحاول فرض سيطرتها ومحاولتها خلق صراع وتصادم مع قوى أخرى جعلت الشعوب ذاتها تنقسم الى فئات فضلا عن الوضع الاقتصادي الذي كان احد أسباب ثورتهم وكان سببا فيما بعد للانفلات الأمني وهيمنة الفوضى والانقسامات والقتل في دول الثورات وعلى درجات متفاوتة. وها هو الوضع على أسوء ما يكون في سوريا .
هذا عن دول الثورات أما الدول التي لها نمط آخر كالملكيات فقد بقيت كما هي وحاولت التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في تحويل الصراعات باتجاه الأيديولوجيات خدمة لمصالحها، أو بقاء الوضع في سوريا كما هو في الوضع الراهن سيغير خارطة العلاقات الدولية في المنطقة. من الصعب التنبؤ بوجود ضوء في نهاية النفق في السنوات القادمة وذلك بسبب التجرئة والتفكك الذي حصل في أعقاب ثورات لم تتمكن لحد الان من معرفة الممارسة الديمقراطية وان كانت هي الأساس الذي اندلعت بسببه الثورات. فالوضع الداخلي في داخل دول الثورات مازال عاجزا عن استعادة هيبة الدولة بل ان قسما منها ربما سيطول به الى الأمد مثل سورية، وغياب الخطاب الموحد لدول المنطقة ووضع حد للتدخل الإقليمي وغياب مبادرات السلام الحقيقية كلها ستزيد النار لهبا لإبقاء هذا الوضع على ما هو عليه.
من هنا اقول إن الشعوب تكون هي الضحية لهوس الأحزاب بالحكم وعدم النضج السياسي لدى المعارضات، ومما لاشك فيه ان الثورات العربية أنجزت أشياء إيجابية أيضاً منها خروج الناس في مظاهرات ومجاهرة بالقول، اي انها كسرت قيود الخوف والجمود وأنهكت حكم الدكتاتوريات الأحادية لتحل بدلا عنها التعددية وان كان ما يزال ذلك بحاجة الى الكثير.


_ما سبب خسارة الاتحاد الوطني الكردستاني في الانتخابات الاخيرة؟

من المعلوم ان حزب الاتحاد يتشكل اصلا من عدة تكتلات والجامع لهذه التكتلات كان مام جلال وذلك لاتباعه سياسة دبلوماسية ومرنة في التعامل مع جميع الكتل التي تشكل الحزب ويبدو ان انشغال مام جلال بامور الرئاسة في الفترة السابقة وغيابه بسبب مرضه قد اثرا الى حد كبير فحدث نوع من الفتور بين هذه التكتلات ومنافسة التيارات على تحديد مسار الاتحاد الوطني والتريث باتخاذ اي قرار في ظل غياب الرئيس، كل ذلك كان له الاثر الكبير، فضلا عن ان اي حزب يحقق نسبة اعلى عندما يحقق للناس برنامجا انتخابيا لايقوم على الفرضيات فقط بل يتعدى ذلك إلى تنفيذ هذا البرنامج من خلال طريقة ادارة المؤسسات والخدمات التي يقدمها للناس لان العالم اليوم قد تغير والناس بحاجة ان يكونوا كنظرائهم في البلدان الاخرى .هذا فضلا عن انشقاق كتلة التغيير عن الاتحاد الوطني في 2009 وخوضه الانتخابات في الاقليم حتى حصل على المركز الثاني في الانتخابات الاخيرة . وايا كانت الاسباب التي ادت الى تراجع حزب الاتحاد الوطني في الانتخابات فان علينا ان ندرك جيدا ان الديمقراطية لعبة لها قوانينها ونظامها ومااقصده باللعبة هنا هو ان يكون هناك تقدم وتراجع ولكن قوانين اللعبة هذه هي اعتراف المتراجع بتراجعه على شرط ان يحتوي المتقدم المتراجع ويقدم له الضمانات وهذا ماحدث بالضبط مع العملية الديمقراطية في كردستان.


_هل من المتوقع ان تشكل حكومة ائتلافية من الأحزاب الكردية وان حدث مثل هذا التحالف فما هي إيجابيته وسلبياته بالنسبة لشعب كردستان؟.

تتشكل الحكومات الائتلافية في البلدان التي يكون نظامها الانتخابي قائما على مسألة التمثيل النسبي، وقيام حكومة ائتلاف في كردستان ليس ببعيد في ان تشترك كل الاحزاب فيه بتشكيل الحكومة ومثل هذا التشكيل سيجعل الساحة السياسية تشهد نوعا من الاستقرار والامان على اعتبار انها ستؤدي الى مزيد من التوافق في السياسات التي يمثلها رأي القاعدة الانتخابية في الاقليم، وستكون الوزارات فيها مؤلفة من احزاب عدة. وتتطلب مثل هذه الائتلافات تركيبة وزارية منتقاة بعناية فائقة. ولنا في اوربا أمثلة في تشكل حكومات من هذا النوع ، ففي سويسرا مثلا تشكلت الحكومة في عام 1959 من اربعة احزاب كانت تعد من اقوى احزاب سويسرا وسميت بحكومة الوصفة السحرية. كذلك في المانيا في الانتخابات المبكرة في 2005 لم يحصل الحزب الكبير على اغلبية كافية تتيح له تشكيل تحالف مع حزب آخر كما لم يتمكن ال SPD من التحالف مع حزب الخضر من الفوز بالاغلبية الكافية فادى ذلك الى ائتلاف كبير ضم ال CDU و CSU و SPD



ومع نهاية الحوار لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل للاديبة خالدة خليل لتعاونها في انجاز الحوار .



#سناء_طباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع المناضل الشيوعي ابو عمشة....الاسرة ... والسياسي
- الادب النسائي الايزيدي
- امرأة ..... من طراز خاص
- امي ... اقدم لك اعتذاري
- حوار مع .....ام عزباء
- من يدفع ثمن الحروب ....... الاخوة المشرفين ارسلت الموضوع من ...
- فتاة عذراء ... وقطعة قماش بيضاء
- طفلي بالتبني ... هكذا تقول امي
- ما بين الليل والفجر
- ام لا تملك ثمن رغيف خبز لااطفالها
- حوار مع فتيات شرقيات يعشن في المجتمع الغربي
- امهات بلا اطفال
- حوار مع ثلاث ناجيات من الانتحار
- عصفور في قفص
- امي لا تتركيني بيد الغرباء
- لا احد يشعر بهن
- ارامل في سن العشرين
- ضياء نجمة
- أمهات مفجوعات بقتل بناتهن تحت مسمى (غسل العار):
- الزوجة الثانية.. و كيف تعيش حياتها؟؟


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سناء طباني - حواء .... بين الادب والسياسة