أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبيدة خطيب - تجنيد المسيحيين في اسرائيل .. لماذا الآن بالذات ؟!














المزيد.....

تجنيد المسيحيين في اسرائيل .. لماذا الآن بالذات ؟!


عبيدة خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 02:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا شك في أن سعي الحكومة الإسرائيلية نحو فرض الخدمة العسكرية على المواطنين المسيحيين هو بحد ذاته محاولة لخلق هوية جديدة هي "المسيحية الاسرائيلية" , وما هي الا خطوة واحدة من سلسلة تعمل على تفسيخ الرابط القومي الذي يجمع أبناء الأقلية العربية في إسرائيل والذي ابتدأ في مضى بالدروز , مروراً البدو ويقف اليوم على أعتاب محطة جديدة تهدف لإشراك المسيحيين كذلك .
يشكل العرب في اسرائيل قرابة ال 1.6 مليون نسمة , 10% منهم يتبعون الديانة المسيحية . وتعد مشكلة الهوية أحد أبرز القضايا الجوهرية التي تواجه المواطن العربي بمختلف انتماءاته الطائفية في حياته اليومية وعلى جميع الأصعدة ابتداءاً بالتعليم مروراً بالعمل وغيرها . فواقع المواطن العربي في اسرائيل يضعه بين حدّين الأول يتلخص بالانتماء الديني , القومي والوطني في الجانب الاخر امتلاكه للجنسية والمواطنة الإسرائيلية , والفجوة بين اسرائيل ومواطنيها العرب هو بين كونها - دولة يهودية - بتعريفها الضيق الذي لا يتسع للأقلية العربية , إضافة إلى أن إسرائيل لا تؤمن بالتسوية مع مواطنيها على حسابها , أي أنها ليست مستعدة للتنازل والمساومة على تعريفها لصالح دمج وتقريب المواطنين العرب ومساواتهم بالأغلبية اليهودية , إنما تقليص الفجوة بنظرها يأتي على عاتق الأقلية العربية والتي بدورها تتقسم إلى أقليات دينية صغيرة , على الأقل على الخارطة الإسرائيلية حتى يتسنى لها تفتيها واضعافها في سعيها نحو أسرلتها . وهذا ما يواجه اليوم المواطنين المسيحيين العرب في محاولاتهم لمناهضة مشروع قرار يرمي بفرض التجنيد الإلزامي عليهم وتقديم الولاء للدولة اليهودية .
وإن كان التساؤل لماذا استغرق بالدولة الإسرائيلية كل هذه العقود للإعلان عن نواياها والقيام بهذه الخطوة "الجريئة" وسط المواطنين المسيحيين , ربما يعود ذلك لكون واقع المسيحيين الوطني , حيث لطالما كانوا عماداً وجزءاً لا يتجزء من النضال الفلسطيني ومنهم من كبار قادة الحركات الوطنية فلم يكن بالأمر السهل محاولة "أسرلتهم" , إضافة إلى عدم تسني الوقت المناسب حيث امتداد الصراع العربي-الاسرائيلي طوال السنوات الماضية حمل معه اللحمة والتضامن والذي جمع العرب في الداخل الاسرائيلي بكتلة واحدة وخلف قضية واحدة . ولكن ومع ذلك لم يكن موعد المناسبة اليوم صدفة , فإن ما نشهده اليوم في دول الجوار من تفسخ الوحدة الوطنية وازدياد الشرارة الطائفية والعنصرية استقر بالأقليات بمعزل عن الانتماء الوطني الذي أصبح ينحصر رويداً رويداً حول فئة واحدة هي الأغلبية المسلمة - وهذا بمثابة فرصة ذهبية لإسرائيلية لن تتوانى في استغلالها . فصعود التيارات الإسلامية , ظهورها بقوة على الساحة وسعيها لبلورة الإسلام كحجر أساس إن كان دستورياً أو حتى في الثقافة السائدة بدون أخذ بعين الاعتبار المركبات الأخرى لشعوبها , ولا قيمها ولا محاولة احتواءها داخل النسيج الوطني ساهم بالتالي بتوجه هذه الأقليات الدينية كانت أو العرقية نحو بلورة هويتها الخاصة بها , هوية مبنية على أساس إثني أكثر مما هو وطني , وهذا بحد ذاته تفتيت للّحمة داخل الشعب نفسه, وكون الأقليات الدينية في إسرائيل كالدروز والمسيحيين ليسوا بمعزل عن نظرائهم في دول الجوار فيجمعهم رابط الدين والطائفة والذي هو أقوى من الحدود التي تفصلهم , لا بد أن لهم موقفهم وتضامنهم كذلك , وهو ما يجعل الدولة الإسرائيلية ترى في هذا الوقت بالذات الفرصة المناسبة نحو محاولة فصل المسيحيين عن المسلمين وعن الهوية العربية الفلسطينية وتقريبهم ثم احتوائهم داخل النسيج الاسرائيلي كسلفهم الدروز .
حتى في التعمق بالحالة الدرزية والتي وقعت ضحية الخدمة الإلزامية باكراً في سنوات الخمسينات يمكن استخلاص أحد أسباب الموعد الإسرائيلي . فالوضع السائد في الوسط الدرزي اليوم لا يبشر بالخير وسط ازدياد واضح في الوعي لدى الشبان هناك , الأمر المتمثل بوتيرة رفضهم للخدمة العسكرية , حتى أضحت قضية مركزية تناقلتها شتى الصحف والإعلام العربي والعبري حتى . خوف إسرائيل من خسارة الدروز في صفها وسقوطهم من "جيبها" وانجذابهم نحو طرف المسلمين والمسيحيين هو دافع آخر نحو القيام بخطوة "تجنيد المسيحيين" ففيها تضمن للدروز شريك يشاطرهم دور "الفريسة" , وتوظف التقارب الدرزي-المسيحي-المسلم لصالحها , أي تقارب ولكن تحت غطاء اسرائيلي , ولا ننسى الأخذ بعين الاعتبار أن المسلمين ليسوا خارج إطار مشروع "الانخراط بالخدمة العسكرية" فهو يطالهم كذلك ويدور حولهم باستمرار من خلال الاعلانات والنشرات واحياناً محاضرات مدرسية تحث على الخدمة بأسلوب الاغراء وربما يكون نجاح المشروع في الشق المسيحي بادرة لدخوله بقوة بين المسلمين .
إن ما يواجهه العرب في اسرائيل اليوم وعلى رأسهم المسيحيين هو قضية وجودية , فالوجودية ليست بالأرض والمكان , أنا وأنت موجودين بهويتنا وانتمائنا , فعلينا ألا نفقده ولا ندعه عرضة التشويه تحت أي مبرر كان . وانتمائنا هو سر تكافلنا وبدون تكافلنا يسهل مواجهتنا ودحرنا .



#عبيدة_خطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- التعرّق في المطارات قد يُطلق أجهزة الإنذار الأمنية.. تعرّف إ ...
- -مملة للغاية-.. شاهد رد فعل ترامب حول سبب اهتمام الناس بقضية ...
- ترامب يعلن عن استثمارات ضخمة لدعم الذكاء الاصطناعي والطاقة ف ...
- ما صواريخ جاسم؟ وهل سيرسلها ترامب إلى أوكرانيا؟
- بعد تصريحات ترامب والسيسي.. هل يشهد ملف -سد النهضة- انفراجة؟ ...
- القناة 13 الإسرائيلية تكشف -مسودة اتفاق غزة- الجديد والمؤقت ...
- رئيس إنفيديا: الذكاء الاصطناعي الصيني -محفز للتقدم العالمي- ...
- روسيا تدمر 8 مسيرات أوكرانية وتقصف مدنا أوكرانية بالمسيرات
- إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بسبب تهريب مليوني لتر من الوقود ...
- سوريا.. تعبير السعودية عن -ارتياحها- وتعليق وئام وهاب يثير ت ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبيدة خطيب - تجنيد المسيحيين في اسرائيل .. لماذا الآن بالذات ؟!