أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى مهنا - رجل فقد وطنه














المزيد.....

رجل فقد وطنه


سلمى مهنا

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


رحت ابحث عن حبيبتى التى كنت اعشقها بجنون فوجدت بينى وبينها الاف الاميال،وقفت من بعيد تنظر لى باستغراب كانها لم تعرفنى وكانى اصبحت شخصا بلا ملامح ،بلا هوية ،كل الوجوه تناسبه ،كل الاوطان وطنه ،فانا رجل فقد هويتة بين طيات الزمان ،لم يتبقى بداخلى سوا الحطام ، ،لقد اصبحت شخصا اخر اكرهه يحمل على كتفه اقنعه يرتديها وقت ما يشاء واينما يشاء ،هذه لعنة البشر .
نظرت اليها باشتياق ،هذه حبيبتى التى عادت لى بعد الفراق،انتظرت ان تخبئنى بين ثنايا حضنها الدافىء عن اعين الناس والزمن ،وان تطبع على وجنتى قبله حانيه تمحى بها عنى قسوة السنين ،ولكنى عندما نظرت فى عينيها لم اجد غير نظرات بارده تمزق شراينى من شدة قسوتها ،فقد كنت ابحث بداخلها عن وطن يحتوينى ويداوى ما بى من الم ،حينها فقط احسست بان الف الف طعنة خنجر تمزق ضلوعى ،لم اقوى على البوح باوجاعى من شدة الالم ،حاولت الاقترب منها ،ولكنى كلما اقتربت منها ابتعدت هى عنى ،لماذا؟لماذا كل هذا الجفاء؟فانتى فى يوم ما كنتى لى وطن ،ظلت تنظر لى وهى صامته وعلى شفتيها ترتسم ابتسامه ساخره،وكان ما عاد حديث يجمعنا،وفجأه توقف الزمن واذا بنور ياتى من بعيد يحمل معه نسمات الامل ،وعندما اصبح على مقربة منا خفت النور واخذ يعرض ذكراياتنا معا ،فتذكرت ما كنت انا عليه ،كم كنت رجل طيب القلب عطوف ومحب ،كم كانت هى جميله عذبة الصوت تحمل ملامح طفله بريئة،تذكرت كم كنا سعداء نجرى ونلعب ونضحك معا ،ناخذ لحظات مسروقه من الزمن بعيدا عن كل البشر،هذه لحظات العاشقين ،قبلات مسروقه وهمسات ،وحضن يملئه الحنين الغير منقطع ابدا ،وكنت انظر لذكرايتنا معا وانا سعيد وبداخلى امنية واحده فقط ،ان تتذكر حبيبتى كم كنا اسعد عاشقين فى الوجود وتعود لى كسابق عهدها معى ،وعندما نظرت مره اخرى لشريط الذكريات رئيتها تغتصب، مطعونه ملاين الطعنات ،لقد مزقوا اوصالها ثم فرقوها بينهم ،نثروا دمائها فى شتى بقاع الارض ،امام عينى ولم احرك ساكنا ،ويحى ! ماذا فعلت؟،اتركتهم يغتالون حبيبتى؟!،نظرت اليها فوجدت عينيها تدمع دما ،كل قطرة تزرفها تلومنى على ما فعلته بها ،فانا الجبان الذى ترك حبيبته يهتك عرضها ،انا الاحمق الذى ترك غيره يمزق من احب ويرحل دون عقاب ،انا من خان عهود الهوى ،انا من ليس له ولاء لمعشوقته.
اخذت انظر اليها وانا اطلب الغفران ثم قولت لها الا يوجد هناك امل ؟،ابتسمت واقالت لى لم يتبقى من وطنك شىء ليعطيك الامل،اشجاره جفت وزهوره ذبلت وارضه سادها الضباب ،فكل ما تبقى فيه لك مجرد ذكرايات ،ارحل،ارحل كما رحلت من قبل ابحث لك عن وطن او عدة اوطان،لن انتقم منك ،واذا كنت تريد الصفح فانا صفحت عنك فهذا اشد عقاب،مثلك تائه، باع وطنة وقبض الثمن ثم يتبجح ويريد وطن !،يلا العجب،ارحل وخذ معك ذكرياتك السعيده قبل ان تضيع هى الاخرى كما ضاع وطنك ،واذا اردت التخلص منها فقم ببيعها لعل ثمنها يغنيك عن الوطن،اذهب بعيدا تجرع من كاس الذل ابدا الدهر،قولت لها ارجوكى لا تبتعدى عنى ،ولكنها اشاحت بوجهها عنى ورحلت وتركتنى وحيد ابكى على ما اضعته من بين يدى .
لم اعد لوطنى ولم احصل على السكينه ،فعدت اتسكع فى الطرقات وسط الضباب ،وسوف اظل هكذا الى ان يحتوينى الموت ،وان تحتضن الارض جسدى .



#سلمى_مهنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاعر انثوية
- ردة حضاريه
- حريات مهجورة
- مدينة الخوف
- افكار حره
- الحياة الابدية بين الدين والمنطق


المزيد.....




- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى مهنا - رجل فقد وطنه