أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مقور - من مشروع نقد العقل العربي إلى تحرُر العقل العربي














المزيد.....

من مشروع نقد العقل العربي إلى تحرُر العقل العربي


محمد مقور

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تتفاءل و تحلم بغد أفضل فذلك حقك، لكن التفاؤل وحده بدون إدراك الأشياء على حقيقتها قد يصدمك كثيرا. وأن تتشاءم الواقع فهو حقك أيضا، لكن بدون لمسة التفاؤل قد تصاب بإحباط يقتل حياتك. لهذا قال المُفكر و الفيلسوف الإيطالي أنطونيوغرامشي "يجب أن يكون عندنا تشاؤم الواقع، و لكن مع تفاؤل الإرادة". فالمُتأمل في طبيعة الأمور و مآلات الأشياء في وطننا العربي، يحس بغُبن كبير و ألم أكبر، يشعر أن مستقبلنا المُشرق الذي ننتظره، و نحلم به جميعا، هو كصخرة سيزيف، و أن لعنة النكوص هي قدرنا الجمعي.
ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا، فلماذا يصير الاتحاد إستثناء و الفُرقة أصلنا!؟، و لماذا يُسترخص الدم العربي، و يُراق لأجل نعرة طائفية أو مذهبية لم يعد لها مكان في زمن الحداثة إلا بيننا و بعض أشباهنا!؟، وكيف يُهان العقل العربي في كل أرجاء العالم مع أن فيلسوفنا العربي ابن رشد أوصانا قبل حوالي 800 سنة في كتابه فصل المقال أن نجعل نظرنا في الموجودات بالقياس العقلي!؟.
كل هذه التساؤلات التي ذكرناها، والتساؤلات التي لم نذكرها ـ والتي قد تتطلب منا كتابا نستعرضها فيه و ليس مجرد مقالة تُحاول ملامسة الأهم قبل المهم، وعرض المفاهيم و المتطلبات الكبرى ـ تُوحي أن هناك غائب ومُهمة مُغيبة، كانا عبر التاريخ، و من خلال كل المحطات الأساسية للإنسانية، هما بمثابة الخيط الرابط بين كل حلقات التطور و التحديث، إنهما الفكر ومُهمة التفكير، مُحركا التاريخ؛ و واصلا الحضارات بعضها ببعض؛ رابطا الأمس باليوم؛ و الحاضر بالمستقبل.
الفكر، هو منقد الأمم من الضياع و التفكك؛ و مخرج الإنسانية من رُهاب الظلام إلى رحاب النور. الفكر له تاريخ طويل مع المعاناة و الآلام و لحظات الإنكسار الطويلة، ولكن نحو إطلالة الفجر و عدالة المنطق و نُصرة المظلوم.
الفكر الذي نتحدث عنه، هو ما نحتاجه لتجاوز الكبوات و السقطات و المطبات المُتتالية، هو ما نحتاجه كي تُستََََََرجع الإنسانية المسلوبة، و أحلام الشعوب العربية الضائعة؛ هو ما نحتاجه كي يكُف السياسي المُتاجر بآمال هذه الشعوب عن ممارسة لعبة العودة الأبدية، ليس كما يُؤمن بها أتباع بوذا، بصفاء و نقاء الروح العائدة، و لكن تعود روح هذا السياسي بمسخ و خُبث أكبر.
الفكر، هو مُنقدنا من أيادي الغدر، التي تجتاح العقول لتغتال صوتها و المنطق فيها، و تُشعل عنجهية و ظلام الجاهلية الأولى. بالتفكير و المُفكرين، و ليس بالتكفير و المكفرين؛ أكيد سنصير ما نُريد، و سنرفع لعنة التمزق عن جسد وطننا العربي، دون عصبية قومية؛ أو نرجسية عرقية تقضي علينا كما قضت على ( نرسيس ) معجبا بنفسه في الأساطير اليونانية. ما نقصده ألا نُهمش الأقليات كالأمازيغ و الأكراد الذين قد يشتركون معنا في الدين و الإنتماء للأرض، و لكن يختلفون في لغاتهم و بعض عاداتهم عنا، ينبغي إعطائهم كامل حقوقهم سواء السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية أو الثقافية، و هذه الحقوق الأخيرة المتعلقة بالثقافة و الهوية هي أهم ما ينبغي استنباته وزرعه بعناية داخل مخيلة و وجدان الفكر العربي، فالجغرافيا و التاريخ و المستقبل يجمعنا، فلا سبيل إلى الازدهار و السلام و الوحدة، سوى بمراعاة الاختلاف و ضمان الحق فيه، هذا ما سيجعل الإنسان العربي يعيش الحياة، و ليس الموت أو العيش في انتظاره.
مخاض التغيير الذي يعيشه الوطن العربي، و خصوصا في بعض بقاعه، كان ينبغي أن يكون أولا في عقول صانعيه، حتى يُؤََََمن للتغيير مساره الديمقراطي، و لا يسقط الناس في إعادة إنتاج ما كانوا بالأمس القريب ألذ معارضيه، فقديما قال شاعرنا المتنبي: الرأي قبل شجاعة الشجعان ××× هو أول و هي المحل الثاني.
الأحلام الكبيرة تحتاج إلى عقول كبيرة، ليس في حجمها؛ و لكن في مدى قدرتها على البحث عن الحلول للإشكالات الراهنة، و نعتقد أن محمد عابد الجابري، عبد الله العروي و محمد أركون قد رسمُوا الطريق نحو تحرر العقل العربي و أصابوا تشخيص علله، عبر التنقيب في تاريخ تشكل الوعي العُروبي و أسباب تخلف الأمة العربية عن اللحاق بركب الأمم المتقدمة.
هؤلاء الأعلام الثلاثة و غيرهم، دشنوا لمحطة مُضيئة في تاريخ الفكرالعربي، و التي لاشك؛ محطة مفصلية في تاريخ نهضة العقل العربي، رغم كل الاتهامات و المزايدات التي قيلت في حقهم، إلا أن التاريخ أكيد، سينصفُهم، فهم قطعوا مع استنساخ الفكر و التجارب، و أعلنوا مشروع نقد العقل العربي؛ كمحطة أولى، فاتحين الطريق لمشروع أكبر و أضخم، هو مشروع تحرير و تحرُر العقل العربي، وهو ما يُنتظر منا أن نبدأ فيه، و نفهم الإشارة، فالمُهمة غير مُنجزة، ولن ينفعنا التقوقع ولا الهروب إلى الأمام أو إلى الوراء، إذا ما أردنا فعلا، ألا نُخطئ مُجددا موعدنا مع التاريخ، و نزيد من محنة العقل العربي !!!؟.



#محمد_مقور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مقور - من مشروع نقد العقل العربي إلى تحرُر العقل العربي