أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - (الصداقة), سويولوجياً, سيكولوجياً وأخلاقياً














المزيد.....

(الصداقة), سويولوجياً, سيكولوجياً وأخلاقياً


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 08:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


شكل للعلاقات الشخصية بين الناس, يقوم على وحدة المصالح والاهتمامات والالفة المتبادلة. في المجتمع البدائي كانت الصداقة تقرن, عادة, بالتاخي الرمزي (صداقة الدم, التاخي, اخوة السلاح), وغالباً ما كانت قوية لا تنفصم عراها, وكانت حقوق الأصدقاء وواجباتهم تنظمها صرامة التقالد. ومع تفسخ الروابط المشاعية- القبلية راح مفهوم الصداقة ينفصم تدريجياً عن القرابة وصار يقترب من مفهوم الرفاقية القائمة على وحدة المصالح. وفي البداية كان يرتكز على المنفعة العملية للصداقة (عند السفسطائيين, مثلاً). ولكن تعقد علاقات الشخصية والمجتمع زاد في حدة الحاجة الى التواصل العاطفي والقرب النفسي, مما ادى الى اسباغ لون من الفردية على الصداقة, لتقترب من (المحبة), وقاد اخيراً التصور عن الصديق بوصفه Ego (الأنا الاخر) كما كان ارسطو يعتبر. ان القرب النفسي, الذي تفترضه الصداقة, يتكون على اساس اشكال ابسط من القرب الرفاقي, تعود الى الاحتكاك الشخصي والنشاط المشترك والانتماء الى جماعة واحدة, وغير ذلك. ولكن الصداقة اكثر فردية وانتقائية من الرفاقية. فهي لا تفترض وحدة المصالح والاهتمامات فحسب, بل والميل المتبادل والتعلق العاطفي ايضاً.
وبتقدم السن يتغير مضمون الصداقة النفسي ووظائفها. فصداقة الطفولة صداقة طبيعية, غير متكلفة, ترتبط بصورة رئيسة بالنشاط المشترك. ومع نمو وعي الذات في سن المراهقة والشباب تظهر الحاجة الى الصداقة الحميمة, الى صديق, يمكن السر اليه بالمعاناة الشخصية وبحثها واياه. ان صداقة الشباب, بوصفها أول تعلق انتقائي اختياري, تكون عاطفية بصورة غير مألوفة, حتى وتتقدم الكثير منها, على الحب. والحاجة الى الصداقة الحميمة عند الفتيات تظهر قبل ظهورها عند الفتيان, وتكون اقوى منها عندهم, فالفتيان اميل الى الاجتماع الرفاقي في اطار جماعة معينة. وفي مرحلة النضج يحدث تمايز في علاقات الانسان بالاخرين, وتظهر اشكال جديدة هامة من الالفة (الحب, المشاعر الزوجية والأبوية). وفي هذه المرحلة تفقد علاقات الصداقة هيمنتها, لتندمج بالعلاقات الاخرى (اسروية واجتماعية وانتاجية). ومع ذلك يبقى دور الصديق هاماً للغاية, مما يتجلى واضحاً في فترة الأزمات, التي يمر بها الانسان. والصداقة كقوة تجمع بين الناس, كانت تناط بها دوماً اهمية اجتماعية وأخلاقية كبيرة. ولذا لم يكن من قبيل الصدفة أن مفهوم الصداقة بالمعنى الواسع له, لا يدل على العلاقات الشخصية فقط, بل وعلى العلاقات الاجتماعية ايضاً (الصداقة بين الشعوب, معاهدات الصداقة بين الدول, الخ). ومضى الفلاسفة اليونان الى حد رفع الصداقة (المحبة) الى قوة كونية, تجمع بين الأشياء (خلافاً للكراهية). ان القيمة الأخلاقية لصداقة معينة تتحد بوجهتها الاجتماعية, بالمبادئ القائمة في صلبها. ومنذ اقدم عهود تاريخ الفكر الفلسفي كانت نزاهة (الصداقة الحقة) ونكران الذات فيها يطرحان في مجابهة (العلاقات الكاذبة) القائمة على الحسابات النفعية الأنانية. وتذهب الأطيقا الماركسية الى انه في صلب التقييم الأخلاقي للصداقة تقوم اخلاقية اهدافها المشتركة (هل تخدم الصداقة قضية تحقيق هدف سامي اجتماعي, ام تنطلق من مصالح خاصة فئوية). ومن الأمثلة الساطعة على الصداقة الأخلاقية الرفيعة تأتي صداقة الثوريين هرتسين واوغاريف, تشيرنيشيفسكي ودوبرولوبوف, ماركس وانجلز.

المصادر:
1- علم الأخلاق, ايغور كون, فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني ©



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة في ظل الاشتراكية الحية... بلغاريا آنذاك والآن
- الأمر القطعي (Categorical Imperative)
- الأمانة, كخصلة خلقية
- وجهة نظرنا في (الغاية تبرر الوسيلة), أخلاقياً (الأهداف والوس ...
- الأيديولوجيا في دول الطرف الرأسمالي
- التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الإقطاعية
- محاولة لقراءة ماركسية, للمملكة العربية السعودية.
- تربية الذات اخلاقياً:
- ما هي (البطولة), من وجهة نظرنا؟
- بعض جوانب النزعة اليسارية المغامرة
- التفاني Devotion
- التيوديسيا Theosdike
- الولايات المتحدة الأمريكية الاشتراكية
- الموقف من المرأة
- ماذا يعني مفهوم, الأخلاق البرجوازية؟
- ما هي رباطة الجأش عند الشيوعي؟
- نكران الذات, طبقياً
- الأنانية Egoism
- الحرص... تعريف
- الديماغوجية Demagogy


المزيد.....




- الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
- المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو ...
- زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)
- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - (الصداقة), سويولوجياً, سيكولوجياً وأخلاقياً