أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام ردمان - ديمقراطية الجهلاء: استبداد مبطن.














المزيد.....

ديمقراطية الجهلاء: استبداد مبطن.


حسام ردمان

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل يوم جديد يمر في عداد عمر الربيع العربي ، أزداد ايمانا بمقولة هوجو : "تبدأ الحرية عندما ينتهي الجهل" ..

من يقارن بين تونس التي أقرّت اليوم دستورها العظيم في جوي احتفالي مبهج، وبين أم الدنيا التي قررت الارتباط مجددا ببعل عسكري تحت ذريعة حجتها الماسة الى الامان ، سيدرك أن الديمقراطية في كثير من الحالات هي حكم الجهلاء.. المحروسة اليوم تذكرني بالنساء الأميات اللائي يقررن الارتباط بأي رجل حتى وان كان مصدرا للمشاكل بحجة : "ظل راجل ولا ظل حيطة"..

في الانتخابات الرئاسية القادمة لن يحتاج السيسي الى التزوير والتلاعب، ففعلا هناك أغلبية ساحقة في اوساط الشارع المصري تطالب بصعوده نحو الرئاسة وترى فيه أسطورة المخلص من لعنة الاخوان ، ولعل المفارقة ان تلك الاغلبية هي ذاته التي صوتت يوما ما للإسلامين وأوصلتهم لسدة الحكم. ورأت فيهم المخلص من لعنة الكفر.

سألني والدي ونحن نشاهد نشرة الاخبار هل فعلا يعيد التاريخ نفسه؟ ، اجبته بالتأكيد مدللاً بالمصرين الذين يدأبون في كل حقبة زمنية على صناعة فرعون جديد.

أما تونس وبفضل الوعي الكبير لنخبها السياسية وضئالة نسبة الأمية بين ابناءها ،حافظ الصراع الدائر بين قواها على صيغته السياسية ولم يتعداه ليصل الى العنف ويشرخ البنية الاجتماعية هناك ، ذلك انه لم يصبغ بصبغة دينية وم يعى اي طرف من اطراف المعادلة الى الغاء الاخر فكانت النتيجة أن تبلوة عن حوارهم الاخير أيقونة ساحرة تجسدت بالدستور العظيم الذي تجاوز -على حد وصف المرزوقي- كل محاولات واشكال الارهاب المادي والفكري..

بإمكانك أن تدرك حجم الوعي السياسي لأي أمة حين تمر بمحكات سياسية عظيمة ، واذا تمكنت من حلها بالسياسة والقانون دون نزول الدبابات الى الشوارع فعندها تكون قد استحقت شرف الديمقراطية ، حدث ذلك في أميركا حين انتصر بوش الابن في النتخابات الرئاسية على منافسة اّل جور ، وكانت نتائج فوزه مشكوك فيها بسبب خلل في نظام العد، وظل الصراع دائرا بين الطرفين داخل اروقة القضاء والاعلام وتحت مظلة الدستور الذي لم تمس شرعية ، و دون الانجرار الى أي شكل من أشكال العنف .

الفرنسين ايضا اثبتوا رقي الوعي المسؤولية السياسية لدى نخبهم الحاكمة حين أعلن ديجول تنحيه عن منصبه في العام1969 بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا .

بإمكاننا القول أن نجاح الديمقراطيات رهين دائما بمدى وعي مطبقيها ، وكما قال برناردشو : "الديمقراطية تضمن أن نحكم كما نستحق" .

هنيئا لتونس التي تستحق عن جدارة لقب أم الربيع العربي فهي خير مثال يحتذى لتحول الديمقراطي في بلدان الربيع ، وهارد لك لمصر التي ستدور في فلك الفراعة العسكرين حتى اشعار اخر..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. علاء مبارك يعلق على ما قاله محمد متولي الشعراوي لوالده ...
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- البنتاغون يعلن عودة 2000 جندي من قوات الحرس الوطني المنتشرين ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو أعطى مرونة أكبر لفريق التفاوض
- خبير إسرائيلي: انتقام خامنئي يقترب ومخاوف من عودة الحرب مع إ ...
- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام ردمان - ديمقراطية الجهلاء: استبداد مبطن.