التنين والقيصر.. يداعبون أحلام الربيع العربي

اسماعيل الواو

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 20:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

التنين والقيصر.. يداعبون أحلام الربيع العربي:
♣-;---;--♣-;---;--♣-;---;--♣-;---;--♣-;---;--♣-;---;--♣-;---;--♣-;---;--♣-;-
حفّزني صديق للإجابة عن سؤاله، لماذا تحتاج شعوبنا للديمقراطية، فهذا التنين الصيني يشكل نموذجا لحلم اقتصادي تخطى جميع التوقعات في نسب النمو الاقتصادي، والقيصر الروسي الجديد قدم الديكتاتور بنكهة القومي الذي يصنع اقتصاداً قوياً ويكون مصدر فخر باستقلال قراره السياسي – على الأقل ظاهرياً- ومقارعة الهيمنة الأمريكية.
طبعا كانت الإجابة سهلة قبل تخلخل النموذج التركي، الذي يسير على خطى الديمقراطية الغربية بنكهة شرقية، لكن سقوط تجربة الإسلاميين في مصر سياسيا، وفي سوريا عسكريا، أعاد التساؤل للواجهة.
هل يكفي القول أن الديمقراطية تؤمّن الاستقرار للدولة لأن التحولات في النظم الديمقراطية تتم عن طريق صناديق الاقتراع. وخير دليل على خسارة كل ما تبنيه النظم الديكتاتورية في لحظة تاريخية هو ما نمر به اليوم. ولكن أليس نظام الحكم في الصين وروسيا اليوم يوحي بالاستقرار وفناء هذه الأنظمة يدخل في باب التخمين والتنبؤ، كما أن الأصدقاء اليساريين وأحزابهم كل يوم يقدمون لنا تصوراتهم عن الثورة الاجتماعية القريبة على النظم الرأسمالية العالمية، ألم تكشف لنا أزمة عام 2008 هشاشة الاقتصاد العالمي.
يبدو أن ثقافة الاستبداد والتسلط تداعب جذور ممتدة في ثقافتنا، وثقافة العولمة ومفاهيم الكرامة والحرية وحقوق الإنسان تتصارع بيننا ولن يكون الانتصار سهلاً. ولا يزال الحلم الصيني والروسي المتجسد بواقع معاصر وحتى حلم الخلافة الموجود في خيال البعض يشكلون حاجزا فكرياً أمام انتصار ثورتنا.
القارئ لخريطة التحول الديمقراطي في العالم، لا يحتاج لجهد كبير ليكتشف تراجع المد الديمقراطي خلال السنوات القريبة السابقة. فلعقود خلت كانت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ضامنين للتحولات الديمقراطية حول العالم من خلال تأمين الموارد المادية والدبلوماسية لترجيح الكفة لصالح حركات التحول الديمقراطية.
يبدو أن الولايات المتحدة حتى الآن مترددة أو منكفئة أمام هذه اللحظة التاريخية. صحيح أن القوى الديمقراطية قامت بأخطاء متكررة، والتحول الديمقراطي في هذه المنطقة يتعارض مع الأولويات الجيواستراتيجية في هذا الجزء من العالم.
لكن استمرار هذه السياسات الغربية سيدخل هذه البلدان في حلقات جديدة من الاستبداد، وقيادات جديدة انهزامية وهشة.
وربما يندم الغرب كثيرا على خذلان هذه اللحظة التاريخية للمنطقة.

#اسماعيل_الواو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات